Geri

   

 

 

İleri

 

٢٨٥

المكتوب الخامس والثمانون والمائتان

إلى السيد محب اللّه المانكبورى فى بيان أحكام السماع والوجد والرقص وبعض المعارف المتعلقة بالروح.

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى

( اعلم ) أرشدك اللّه إلى طريق السداد وألهمك الرشاد أن السماع والوجد نافع لجماعة متصفون بتقلب الأحوال ومتسمون بتبدل الأوقات ففى وقت حاضرون وفى وقت غائبون وأحيانا واجدون وأحيانا فاقدون وهم أرباب القلوب ينتقلون فى مقام التجليات الصفاتية عن صفة إلى صفة ويتحلولون من اسم إلى اسم تلون الأحوال نقد وقتهم وتشتت الآمال حاصل مقامهم ودوام الحال محال فى حقهم واستمرار الوقت ممتنع فى شأنهم فزمان فى القبض وزمانا فى البسط فهم أبناء الوقت ومغلوبوه فمرة يعرجون ومرة يهبطون

وأما أرباب التجليات الذاتية الذين تخلصوا من مقام القلب بالتمام واتصلوا بمقلب القلب ورجعوا بكليتهم من رقية الأحوال إلى محول الأحوال فهم ليسوا محتاجين إلى الوجد والسماع فإن وقتهم دائمى وحالهم سرمدى بل لا وقت لهم ولا حال فهم آباء الوقت وأرباب التمكين وهم الواصلون الذين لا رجوع لهم أصلا ولا فقد لهم قطعا فمن لا فقد له لا وجد له نعم أن طائفة من المنتهيين ينفعهم السماع أيضا مع وجود استمرار الوقت وسيحرر بيانه بالتفصيل فى آخر هذا المبحث إنشاء اللّه تعالى

( فإن قيل ) قال خاتم الرسل والرسالة عليه وعلى آله الصلاة والتحية لى مع اللّه وقت لا يسعنى فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل فيفهم من هذا الحديث أن الوقت لا يكون دائما

( أجيب ) بعد تسليم صحة هذا الحديث أن بعض المشائخ قد أراد بالوقت الواقع فى الحديث وقتا مستمرا أى لى مع اللّه وقت مستمر فلا أشكال

( وثانياً ) أن الوقت المستمر قد تعرض فيه أحيانا كيفية خاصة فيمكن أن يكون المراد بالوقت الوقت النادر ويكون المراد به هذه الكيفية النادرة فعلى هذا يرتفع الأشكال أيضا

( فإن قيل ) يمكن أن يكون لاستماع النغمة مدخل فى تحصيل تلك الكيفية النادرة فصار المنتهى أيضا محتاجا إلى السماع فى تحصيل تلك الكيفية

( أجيب ) أن تحقق تلك الكيفية غالبا فى حين أداء الصلاة فإن ظهرت فى خارج الصلاة أحيانا فهو أيضا من نتائجها وثمراتها ويمكن أن يكون فى حديث وقرة عينى فى الصلاة إشارة إلى هذه الكيفية النادرة ( وورد ) أيضاً فى الخبر أقرب ما يكون العبد من الرب فى الصلاة وقال اللّه تعالى واسجد واقترب ولا شك أن كل وقت يكون القرب الإلهى فيه أزيد يكون مجال الغير فيه أشد انتفاء ففهم من هذا الحديث وهذه الآية أيضا أن ذلك الوقت فى الصلاة

( والدليل ) على استمرار الوقت ودوام الوصل اتفاق المشائخ قال ذو النون المصرى ما رجع من رجع إلا من الطريق ومن وصل لا يرجع وكون ياد داشت عبارة عن دوام الحضور مع جناب قدس الحق سبحانه أمر مقرر فى طريقة خواجكان قدس اللّه أرواحهم بالجملة أن الإنكار على دوام الوقت علامة عدم الوصول وما قاله شرذمة قليلة من المشائخ كابن العطاء وأمثاله من جواز رجوع الواصل إلى الصفات البشرية فيفهم منه عدم دوام الوقت فهو خلاف فى جواز الرجوع لا فى الوقوع فإن الرجوع غير واقع ألبتة كما لا يخفى على أربابه فثبت إجماع المشائخ على عدم رجوع الواصل وكان خلاف البعض راجعا إلى جواز الرجوع هذا ( وطائفة ) من المنتهين تحصل لهم برودة قوية فى الوصول إلى مشاهدة الجمال اللايز إلى بعد وصولهم إلى درجة من درجات الكمالات وتحصل لهم نسبة تامة تمنعهم عن العروج إلى منازل الوصول

وأما مهم درجات منازل الوصول لم يقطعوها بعد ولم تنقطع مدارج القرب بالانتهاء إلى غايته وفيهم مع وجود البرودة ميل إلى العروج وتمنى كمال القرب فالسماع مفيد فى حقهم على تقدير هذه الصورة وموجب للحرارة ويتيسر لهم فى كل وقت بمدد السماع العروج إلى منازل القرب وبعد التسكين يهبطون من تلك المنازل ولكنهم يستصحبون معهم لونا ووصفا من مقامات ذلك العروج وينصبغون به وهذا الوجد ليس هو بعد الفقد فإن الفقد مفقود فى حقهم بل هو لأجل الترقى إلى منازل الوصول مع وجود دوام الوصل ومن هذا القبيل سماع المنتهيين والواصلين ووجدهم نعم إنهم وإن منحوا الجذبة بعد الفناء والبقاء ولكن لما عرضت لهم برودة قوية لم يكتفوا بها فى تحصيل الترقيات إلى منازل الوصول والعروج واحتاجوا إلى السماع

( وطائفة ) من المشائخ قدس اللّه أسرارهم تهبط نفوسهم إلى مقام العبودية بعد وصولهم إلى درجة الولاية وأرواحهم متوجهة إلى جناب القدس فى مقامها الأصلى بلا مزاحمة النفوس وكلما يصل إلى الروح مدد من مقام النفس المطمئنة التى صارت متمكنة وراسخة فى مقام العبودية تحصل للروح بواسطة ذلك الإمداد مناسبة خاصة بالمطلوب واطمئنان هؤلاء الأكابر فى العبادة وتسكينهم فى أداء حقوق العبودية والطاعة وميل العروج مفقود فى طباعهم وشوق الصعود قليل فى بواطنهم جبينهم لا مع بنور متابعة الملة وعيون بصيرتهم مكتحلة بكحل اتباع السنة فلا جرم كانت أبصارهم حديدة يبصرون من بعد ما يعجز الأقربون عن رؤيته وأن كان عروجهم قليلا ولكنهم نورانيون منورون بنور الأصل ولهم فى ذلك المقام شأن عظيم وجلالة القدر فلا احتياج لهم إلى السماع والوجد بل تعطيعم العبادة ما اللسماع وتكفيهم نورانيتهم بنور الأصل عن العروج والجماعة المقلدون من أهل السماع والوجد الذين لا وقوف لهم على عظم شأن هؤلاء الأكابر يحسبون أنفسهم عشاقا ويسمونهم زهادا وكأنهم يزعمون أن العشق والمحبة منحصران فى الرقص والوجد ( ومن ) المنتهيين طائفة بمنحون بعد قطع مسالك السير إلى اللّه والتحقق بالبقاء باللّه جذبا قويا فينجرون بسلسلة الجذبة جرا جرا وسراية البرودة ممنوعة هناك والتسلية غير جائزة لا يحتاجون فى العروج إلى أمرو غريبة وليس للسماع والرقص إلى مضيق خلوتهم سبيل الدخول ولا الوجد والتواجد عندهم شئ مقبول بل يصلون بهذا العروج الانجذابى إلى نهاية المرتبة الممكنة الوصول وينالون بواسطة متابعة النبى صلى اللّه عليه وسلم نصيبا من مقامه المخصوص به وهذا النوع من الوصول مخصوص بطائفة الأفراد لا نصيب من هذا المقام الحق سبحانه إلى العالم وأحيل عليه تربية المستعدين تهبط نفسه إلى مقام العبودية وروحه متوجهة إلى جناب المقدس بلا نفس وهو الجامع للكمالات الفردية والحاوى للتكميلات القطبية وأعنى بالقطب ههنا قطب الإرشاد لا قطب الأوتاد وعلوم المقامات الظلية ومعارف المدارج الأصلية ميسرة له بل لا ظل فى المقام الذى هو فيه ولا أصل فإنه قد جاوز الظل والأصل ومثل هذا الكامل المكمل عزيز الوجود جدا حتى أنه لو ظهر بعد قرون متطاولة وأزمنة متباعدة فهو أيضا مغتنم ينور به العالم نظره شفاء الأمراض القلبية وتوجهه دافع الأخلاف الردية الغير المرضية وهو الذى أتم مدارج العروج ونزل إلى مقام العبودية واطمئن بالعبادة وآنس بها وتنتخب بعض هذه الطائفة لمقام العبدية الذى لا مقام فوقه من مقامات الولاية ويشرف به وقابلية منصب المحبوبية أيضا مسلمة إليه فهو جامع لجميع كمالات مرتبة الولاية وحاو لتمام مقامات درجة الدعوة ومحتظ من الولاية الخاصة بمقام النبوة وبالجملة إن هذا المصرع صادق فى حقه ( ع )

قد اجتمعت فيه المحاسن كلها *

هذا والسماع والوجد مضر للمبتدى ومناف لعروجه وإن وقع بالشرائط وسيحرر نبذة من شرائط السماع فى آخر هذه الرسالة إنشاء اللّه تعالى ووجد المبتدى معلول وحاله وبال وحركته طبيعية وتحركه مشوب بالهوى النفسانى وأعنى بالمبتدى من ليس من أرباب القلوب وأرباب القلوب متوسطون بين المبتدى والمنتهى والمنتهى هو الفانى فى اللّه والباقى باللّه وهو الواصل الكامل وللانتهاء درجات بعضها فوق بعض وللوصول مراتب لا يمكن قطعها أبدا الآبدين ( وبالجملة ) إن السماع نافع للمتوسطين وطائفة من المنتهيبن أيضا كما مر آنفا ولكن ينبغى أن يعلم أن السماع لا يحتاج إليه أرباب القلوب أيضا مطلقا بل جماعة منهم لم يشرفوا بعد بدولة الجذبة ويريدون قطع المسافة بالرياضات والمجاهدات الشاقة فالسماع والوجد ممد ومعاون لهؤلاء الجماعة فى هذه الصورة

وأما إذا كان أرباب القلوب من المجذوبين فقطع مسالك سيرهم بمدد الجذبة وليسوا محتاجين إلى السماع

( ينبغى ) أيضا أن يعلم أن نفع السماع لأرباب القلوب الغير المجذوبين ليس على إطلاقه بل الانتفاع به مشروط بالشرائط وبدونها خرط القتاد فمن جملة الشرائط عدم الاعتقاد لكمال نفسه فلو كان معتقد التمامية نفسه فهو محبوس نعم قد يورثه السماع أيضا من العروج ولكنه يهبط من مقام عرج إليه وقت السماع بعد التسكين والشرائط المبينة فى كتب الأكابر مستقيمى الأحوال كعوارف المعارف أكثرها مفقودة فى سماع أبناء هذا الزمان بل مثل هذا السماع الذى شاع فى هذا الزمان وهذا الاجتماع الذى صار متعارفا فى هذه إلا وأن لا شك فى أنه محض ومناف صرف لا طعم للعروج فيه ولا يتصور الصعود والترقى به وإمداد السماع مفقود فى هذا المحل والمضرة موجودة فى ذلك المحفل

( تنبيه ) إن السماع وإن كان مفيد بالنسبة إلى بعض المنتهيين ولكن لما كان أمامهم مراتب العروج فهم من الأوساط وما لم تطو مراتب العروج الممكنة الحصول بالتمام فحقيقة الانتهاء مفقودة فيهم وإطلاق النهاية إنما هو باعتبار نهاية السير إلى اللّه وهذا السير إلى اسم إلهى كان السالك مظهره والسير بعد ذلك يكون فى ذلك الاسم وما يتعلق به فإذا جاوزه وما يتعلق مما ينكشف لأربابه ووصل إلى السمى الحقيقى وحصل له هناك فناء وبقاء فهو حينئذ يكون منتهيا حقيقيا ونهاية السير إلى اللّه فى الحقيقة يتحقق فى ذلك المحل وقد عدوا النهاية الأولى التى هى انتهاء السير إلى الاسم من نهاية السير إلى اللّه واعتبروها منها أيضا وباعتبار حصول الفناء والبقاء فى تلك المرتبة أطلقوا اسم الولاية أيضا ( وما قيل ) من أن لا نهاية للسير فى اللّه فهذا السير فى حين البقاء وبعد طى منازل العروج ومعنى عدم نهاية ذلك السير هو أن السير إذا وقع فى ذلك الاسم بالتفصيل وتخلق بالشؤنات المندرجة فيه لا يصل إلى نهايته أصلا فإن كل اسم مشتمل على شؤنات غير متناهية

وأما إذا أريد ترقية من ذلك الاسم وقت العروج فيمكن أن يطوى ذلك بقدم واحد ويصل إلى نهاية النهاية ثم أن استهلك هناك فيا لها من شرافة وإن أرجع لتربية الخلق فيا لها من فضيلة وكرامة ولا تظنن أن الوصول إلى ذلك الاسم أمر سهل بل لابد من بذل الروح حتى يشرف بتلك الدولة ومن ذا الذى يختص بهذه النعمة القصوى من بين أقرانه ويمتاز بها وما تتخيله تنزيها وتقديسا ربما يكون عين التشبيه والتنقيص بل أكثر المراتب الذى تتخيله تنزيها أسفل وأدون من مقام الروح والتنزيه الذى يخيل لك فوق العرش فهو أيضا داخل فى دائرة التشبيه وذلك المكشوف المنزه من عالم الأرواح فإن العرش محدد الجهات ومنتهى الأبعاد وعالم الأرواح وراء عالم الجهات والأبعاد فإن الروح لا مكانية لا يسعها المكان وإثبات الروح فيما وراء العرش لايوهمنك أنها بعيدة عنك والمسافة بينك وبينها طويلة فإن الأمر ليس كذلك لأن نسبة الروح مع وجود لا مكانيتها مساوية إلى جميع الأزمنة والقول بأنها وراء العرش له معنى آخر لا تعرفه حتى تبلغ هناك

( وطائفة ) من الصوفية لما وصلوا إلى التنزيه الروحى ووجدوها فوق العرش تخيلوه تنزيها إلهيا جل شأنه وظنوا علوم ذلك المقام ومعارفه من غوامض العلوم وحلوا أسرار الاستواء فى هذا المقام والحق أن ذلك النور نور الروح وقد عرض للفقير أيضا مثل هذا الاشتباه عند حصول ذلك المقام ولكن لما أدركتنى عناية الحق سبحانه ورقتنى من تلك الورطة علمت أن ذلك النور كان نور الروح لا النور الإلهى الحمد للّه الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا اللّه وحيث كانت الروح لا مكانية ومخلوقة على صورة لا مثالية فلا جرم تكون محل اشتباه واللّه يحق الحق وهو يهدى السبيل

( وجماعة ) منهم ينزلون آخذين ذلك النور يعنى نور الروح التى فوق العرش ويحصل لهم البقاء به فيظنون أنفسهم جامعين بني التشبيه والتنزيه فإن وحدوا ذلك النور منفكا عنهم يتصورون ذلك مقام الفرق بعد الجمع وأمثال هذه المغالطة فيما بين الصوفية كثيرة وهو سبحانه العاصم عن مظان الأغلاط ومحل الاحتياط

( وينبغى ) أن يعلم أن الروح وإن كانت بالنسبة إلى العالم لامثلية ولكنها بالنسبة إلى اللامثلى الحقيقى داخلة فى دائرة المثلى وكأنها برزخ بين العالم المثلى وبين جناب القدس الحقيقى ففيها وصف الطرفين وكلا الاعتبارين صحيح فيها بخلاف اللامثلى الحقيقى فانه لا سبيل للمثلى إليه أصلا فما لم يعرج السالك من جميع مقامات الروح لا يصل إلى ذلك الاسم فينبغى أولا أن يتجاوز جميع طبقات السموات حتى العرش والخروج من لوازم المكان بالتمام ثم يلزم ثانيا طى مراتب لا مكانية عالم الأرواح فيصل فى ذلك الوقت إلى ذلك الاسم ( شعر ).

ويظن مولانا بأنه واصل * ما آن له غير الظنون حاصل

فهو سبحانه وراء الوراء فإن وراء عالم الخلق هذا عالم الأمر ووراء عالم الأمر مراتب الأسماء والشئونات ظلا وأصالة وإجمالا وتفصيلا فينبغى طلب المطلوب الحقيقى فيما وراء هذه المراتب الظلية والأصلية والكونية والإلهية والإجمالية والتفصيلية فمن ذا الذى ينعم به عليه وأى صاحب دولة يشرف بهذه الدولة ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم ينبغى للعاقل أن يكون عالى الهمة وأن لا يقنع بكلما يتيسر فى الطريق وأن يطلب المطلوب فى ما وراء الوراء ( شعر ).

كيف الوصول إلى سعاد ودونها * قلل الجبال ودونهن خيوف

( تنبيه ) آخر اعلم أن دوام الوقت واستمراره مسلم لشخص تشرف بالبقاء باللّه بعد تحققه بالفناء المطلق وتبدل علمه الحصولى حضوريا ولنوضح هذا المبحث ببيان

( اعلم ) أن كل علم يحصل للعالم من وراء ذاته فطريق حصوله له هو حصول صورة المعلوم فى ذهن العالم وكل علم لا يحتاج فى حصوله إلى حصول الصورة وهو علم الإنسان بذاته فهو علم حضورى فإن الذات حاضرة عند العالم بنفسها وما دامت صورة المعلوم حاصلة فى العلم الحصولى فهو معلوم فى ذهن المتوجه فإذا زالت الصورة عن الذهن زال ذلك التوجه الذهنى فدوام التوجه فى العلم الحصولى محال عادى بخلافه فى العلم الحضورى فإن الغفلة عن المعلوم غير متصورة هناك فإن منشأ تحقق ذلك العلم حضور ذات العالم وحيث كان ذلك الحضور دائميا فالعلم بالذات أيضا يكون دائميا وزوال التوجه إلى ذاته غير ممكن وفى البقاء باللّه علم حضورى لا يتصور زواله

( ولا تظنن ) أن البقاء باللّه عبارة عن أن يجد السالك نفسه عين الحق كما عبر البعض من هذه الطائفة عن حق اليقين بهذه العبارة فإنه ليس كذلك فإن البقاء باللّه الذى تيسر بعد الفناء المطلق لا يناسبه أمثال هذه العلوم وحق اليقين الذى قاله البعض مناسب لبقاء يحصل فى الجذبة والبقاء الذى هو مقصودنا غير ذلك ( شعر ).

فواللّه لا تدرى لذى الخمر لذة * ولا تشوة حتى تذوق وتسكرا

فاستمرار التوجه وداوم الحضور إنما ثبتا فى البقاء باللّه ولا إمكان لدوام التوجه قبل التحقق بالبقاء باللّه وإن توهم ذلك المعنى لكثيرين قبل الوصول إلى هذا المقام خصوصا فى الطريقة العلية النقشبندية قدس اللّه أسرار أهلها والحق ما حققت والصواب ما ألهمت واللّه سبحانه أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب الحمد للّه رب العالمين أولاً وآخر والصلاة والسلام على رسوله دائماً وسرمدا .