٢٢٦ المكتوب السادس والعشرون والمائتان إلى أخيه الحقيقى الشيخ ميان محمد فى بيان اغتنام الفرصة. وصل مكتوب أخرى الأعز فصار موجبا للفرح أيها الأخ وفقنا اللّه وإياك إن فرصة الحياة قليلة جدا والعذاب الابدى متفرع عليها يا أسفى على من يصرف هذه الفرصة اليسرة فى تحصيل أمور لا طائل فيها ويلتزم الآلام المخلدة أيها الأخ إن الناس من الأجانب يجتمعون من الأطراف والجوانب أمثال النمل والجراد تاركين الأسباب الدنيوية وأنتم تسعون وتعدون بالذوق والحرص فى طلب الدنيا الدنية وتتمنون بالشوق حصولها جاهلين لقدر دولة كائنة فى الدار الحياء شعبة من الإيمان حديث نبوى عليه من الصلوات أفضلها ومن التسليمات أكملها ( أيها ) الأخ إن هذا النوع من اجتماع أهل اللّه وهذا القسم من الجمعية للّه فى اللّه الذى هو اليوم فى سرهند لا يدرى أيحصل عشر عشير هذه الدولة عند طوف أطراف العالم أم لا وأنتم ضيعتم مثل هذه الدولة مجانا واستبدلتم الجواهر النفيسة بالجوز والموز مثل الأطفال ( ع ) فذا عار عليكم ألف عار * ( أيها الأخ ) لعلك لا تعطى الفرصة فى وقت آخر ولئن أعطيت فلعله لا يبقى هذا الاجتماع قائما فما العلاج إذاً وكيف يمكن التدارك وبأى شئ يحصل التلافى غلظت وأخطأت فى الفهم اياك وأن تفتن بلقمة سمينة لذيذة وإياك وأن تغتر بالبسة مزينة نفيسة فإنها لا نتائج لها فى الدنيا والآخرة غير الخسارة والندامة وإلقاء نفسك إلى البلاء واختيار العذاب الأخروى بواسطة طلب رضا الأهل والعيال بعيد عن العقل السليم المدرك المتفكر لعواقب الأمور رزقكم اللّه سبحانه العقل والتنبه ( أيها الأخ ) إن الدنيا يمثل بها فى عدم الوفاء وأهلها مشهورون بالخسة والدناءة والجفاء أليس من الخسارة أن تصرف عمرك العزيز النفيس فى طلب عديم الوفاء والخسيس ما على الرسول إلا البلاغ والسلام . |