Geri

   

 

 

İleri

 

٩٧

المكتوب السابع والتسعون

إلى الصوفى قربان الجديد فى سر كون العالم موهوما.

قال الصوفية العالم موهوما لا بمعنى أنه محض مخترع الوهم ومنحوته فإن ذلك مذهب السوفسطائية الحمقى بل هو موهوم بمعنى أنه مخلوق بخلق اللّه سبحانه فى مرتبة الوهم وحصل له فى تلك المرتبة بصنعه سبحانه ثبوت واستقرار ولكن الخير والكمال اللذين فيه مستعار من حضرة الوجود تعالى وتقدس وظل من ظلال كمالات تلك المرتبة الأقدس والشر والنقص اللذين فيه مستعار من العدم وظل من ظلال الشرور والنقائص المخزونة فى ذلك العدم الذى هو منشأ جميع الشر والنقص فإذا أدى السالك المستعد للمسالك بحكم تربيته تعالى هذه الأمانات إلى أهلها بأن رد الخير ولكمال إلى أهلهما وأحال الشر أيضاً إلى صاحبه يصير متحققا بدولة الفناء بالضرورة ولا يبقى منه رسم لا يكون فيه أثر من الخير ولا يتوقع له ضرر من الشر فإن جميع ما فيه من الخير والشر كان مستعارا من الوجود والعدم فإنه ما جاء من بيت أبيه بشئ وما كان عمله غير حمل الأمانة فإذا رد الأمانات إلى أهلها بالتمام فلا جرم يتخلص من مزاحمة أنا ونحن ويكون ملحقا بالفناء والعدم .