٦١ المكتوب الحادى والستون إلى حضرة المخدوم زاده الخواجه محمد سعيد مد ظله فى بيان أن رؤية العارف لبعض المظاهر تصير له سببا للعروج فى بعض الأحيان وما يناسب ذلك. إذا وقعت معاملة العارف فى صرف الذات تعالت وتقدست وسقطت جميع النسب والاعبتارات ففى ذاك الموطن يتعسر العروج ويعسر الخروج من غير علاقة وتعلق وفى ذلك الوقت بحكم النظرة الأولى لك ربما يمد النظر الأول إلى المظاهر الجميلة فى ذاك المقام وبرقى إلى فوق وبالسرعة ويوصل من المجاز الذى قيل له قنطرة الحقيقة إلى الحقيقة ولكن الاجتناب عن النظرة الثانية التى ورد فى حقها النظرة الثانية عليك لازم فى ذلك الوقت فإنها مضرة وسم قاتل فكيف يتصور منه الإمداد والإعانة وما جعل اللّه لك فى الحرام شفاء وقد صار محسوساً أنه إذا وقع النظر الثانى بالطمع الفاسد يرى مرميا خاليا كسائر الحجر والمدر والذين يعتقدون النظرة الثانية والثالثة والرابعة المتعلقة بالمظاهر الجميلة مفيدة ويزعمونها من أسباب العروج إلى الحقيقة فهم أرباب الأستدراج والحقيقة الذين يزعمون أنهم يعرجون إليها من عالم المجاز قوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم كاف فى رد هذه الجماعة وربما تكون ظلمات الجوار نافعة فى تلك الوقعة وكفر الجيران وفسقهم ممدا فى هذه المعاملة حتى أنه كلما تزيد الظلمة يزيد الإمداد لا لما قيل إن الفيوض الواردة على المستغرقين فى ظلمة الغفلة لا تصل إليهم لعدم قابليتهم لها بل تتوجه إلى من يكون فى جوارهم بالحضور والجمعية وهو يترقى بفيوض الآخرين فإن الأمر ليس كذلك لأنه يمكن أن يقال أن تلك الفيوض الواردة لا تصل إلى حوالى ذلك العارف بواسطة علو درجته فضلا عن أن تمده فى العروج وشأن هؤلاء الأكابر عال لا ينفع فى شؤنهم كل عمل وفيض بل ثمة سر دقيق منكشف لارباب ذلك الحال والقدر الممكن إظهاره أن الظلمة أيضاً يحتاج إليها لأجل كمال ظهور النور ولعلكم سمعتم وبضدها تتبين الأشياء ولما كان ارتكاب الظلمة منهياً عنه اعتبرت ظلمة الجوار أيضاً من كمال الكرم وجعلت نافعة فى ظهور النور الذى هو نور الأنوار ( فإن قيل ) كيف لا يكون للطاعات والعبادات خصوصا أداء الفرائض نفع فى ذلك الموطن ولم لا تمد فى العروج ( قلت ) لم لا تكون نافعة ولم لا تمد فى العروج ولكن النفع والإمداد المعتد بهما المتحققان سابقاً ليسا بحاصل فى ذلك الوقت وليس لها نفع كنفع الأسباب الخارجية المذكورة فيما سبق وأمثالها واللّه سبحانه أعلم بحقيقة الحال سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم والسلام على من اتبع الهدى . |