١١ المكتوب الحادى عشر إلى السيد شمس الدين على الخلخالى فى بيان جامعية الإنسان الذى هو مركب من أجزاء عالم الخلق والأمر وترجيح قلب الإنسان على العرش المجيد. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى اعلم أن الإنسان نسخة جامعة مركب من الأجزاء العشرة العناصر الأربعة والنفس الناطقة والقلب والروح والسر والخفى والأخفى وسائر القوى والجوارح فى الإنسان راجعة إلى هذه الأجزاء وبين هذه الأجزاء تضاد وتضاد بعض العناصر ببعض آخر ظاهر وكذلك تضاد عالم الخلق بعالم الأمر أيضاً باهر وكل واحد من أجزاء عالم الأمر الخمسة مخصوص بأمر ومنسوب إلى كمال والنفس الناطقة هى مقتضية لهواها لا تريد إطاعة أحد سواها وقد جمع اللّه سبحانه هذه الأشياء المتضادة كأسرا سورة كل منها بعنايته الشاملة وقدرته الكاملة وأعطاها مزاجا خاصاً وهيئة وحدانية وبعد حصول المزاج الخاص والهيئة الوحدانية وهب لها صورة بحكمته البالغة حتى تحفظ أجزاءه المتفرقة المتضادة وسمى هذا المجموع بالإنسان وشرفه بشرف استعداد الخلافة باعتبار جامعيته وحصول الهيئة الوحدانية وهذه الدولة لم تتيسر لشئ غير الإنسان والعالم الكبير وإن كان عظيماً ولكنه خال من الجامعية ولا نصيب له من الهيئة الوحدانية وهذه المعاملة جارية فى جميع أفراد الإنسان وعوام الإنسان مشاركة فيها لخواصه ( ينبغى ) أن يعلم أن أشرف أجزاء العالم الكبير هو العرش المجيد والتجلى المخصوص به فوق تجليات الأجزاء الأخر فإن ذاك التجلى جامع وذلك الظهور مستجمع للأسماء والصفات الوجوبية تعالت وتقدست وأيضاً إن ذاك التجلى دائمى لا مجال فيه للاستتار وقلب الإنسان الكامل الذى له مناسبة للعرش ويقاله عرش اللّه له نصيب وافر من تجلى العرش وحظ كامل غاية ما فى الباب أن ذاك التجلى كلى وهذا التجلى بالنسبة إليه جزئى ولكن فى القلب مزية ليست هى فى العرش وهى الشعور بالمتجلى وأيضاً إن القلب مظهر له تعلق بما ظهر فيه بخلاف العرش فإنه خال عن هذا التعلق فلا جرم أمكن الترقى للقلب بواسطة هذا الشعور والتعلق بل هو واقع فإن القلب بحكم المرء من أحب من له تعلق به ومفتون بمحبته فإن كان محباً للأسماء والصفات فمع الأسماء والصفات وإن كان محباً للذات تعالت وتقدست فقد صحح المعية هناك وترقى من التعلق بالأسماء والصفات بخلاف العرش المجيد فإن التجلى المجرد عن الأسماء والصفات غير واقع فى حقه والسلام . |