Geri

   

 

 

İleri

 

٩

المكتوب التاسع

إلى السيد محمد نعمان فى بيان قوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه الآية.

بسم اللّه الرحمن الرحيم قال اللّه تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا اللّه الآية ذكر التقوى بعد ذكر الامتثال للأوامر والانتهاء عن المناهى إشارة إلى الاهتمام بالانتهاء الذى هو حقيقة التقوى وأنه هو ملاك الدين قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبارك ملاك دينكم الورع وقال عليه الصلاة والسلام فى مواضع أخر لا تعدل بالرعة شيئاً والرعة هو الورع والوجه لهذا الاهتمام واللّه سبحانه أعلم بالصواب إن الانتهاء أعم وجوداً وأكثر نفعاً لما أنه يوجد فى ضمن الامتثال أيضاً لأن الإتيان بالأمر انتهاء عن ضده وهو ظاهر

وأما كثرة نفع الانتهاء بغير جهة عمومه فلأنه مخالفة محضة مع النفس لاحظ للنفس فيه بخلاف صور الامتثال فإن النفس قد تتلذذ فيه وكل ما فيه زيادة مخالفة مع النفس لا شك أنه أكثر نفعاً وأقرب طرق إلى النجاة فإن المقصود الأصلى من التكليفات الشرعية قهر النفس لأنها أنتصبت لمعاداة اللّه سبحانه وورد فى الحديث القدسى عاد نفسك فإنها انتصب لمعاداتى فكل طريق من طرق المشائخ تكون رعاية الأحكام الشرعية فيها أكثر يكون أقرب طرق إلى اللّه سبحانه لوجود كثرة المخالفة مع النفس ألا وهو طريق النقشبندية ولهذا قال سيدنا وقبلتنا الشيخ الأجل بهاء الدين المشتهر بنقشبند قدس سره وجدت طريقاً أقرب طرق اللّه سبحانه لوجود كثرة المخالفة مع النفس

وأما بيان زيادة رعاية أحكام الشريعة فى هذه الطريقة فمما لا يخفى على المنصف الفطن الخائض فى طرق المشائخ ومع ذلك بينته بزيادة الإيضاح فى بعض الرسائل واللّه سبحانه أعلم بحقيقة الحال وهو سبحانه حسبى ونعم الوكيل وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبارك وكرم والسلام على من اتبع الهدى .