Geri

   

 

 

İleri

 

٦

المكتوب السادس

إلى صاحب المعارف الشيخ بديع الدين فى بيان أن إيلام المحبوب وجلاله أحب من إنعامه وجماله.

الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى وصلت الصحيفة الشريفة المرسلة مصحوبة بالشيخ فتح اللّه وقد كتبتم الشكاية من جفاء الخلق وملامتهم والحال أنها عين جمال هذه الطائفة وصيقل صدائهم فكيف تكون باعثة على القبض والكدورة ولما وصل هذا الفقير فى أوائل الحال إلى هذه القلعة صارا محسوساً أن أنوار ملامة الخلق ترد من القرى والبلاد متوالية ومتتابعة كالسحاب النورانى وترقى المعاملة من الحضيض إلى الأوج وقد قطعتم المراحل سنين بالتربية الجمالية فينبغى الآن أن تقطعوا المسافة بالتربية الجلالية وإن تكونوا فى مقام الصبر بل فى مقام الرضاء وإن تروا الجمال والجلال متساويين وكتبتم أيضاً إن من وقت ظهور الفتنة لم يق ذوق ولا حال كان ينبغى أن يتضاعف الذوق والحال فإن جفاء المحبوب يورث اللذة أكثر من وفائه أى بلاء وقع حتى يتكلم مثل العوام ويتباعد من المحبة الذاتية ينبغى أن يعتقد الجلال فوق الجمال وأن يتصور الإيلام أفضل من الإنعام على خلاف ما مضى فإن فى الجمال والإنعام مراد المحبوب مشوب بمراد النفس وفى الجلال والإيلام خالص مراد المحبوب وخلاف مراد النفس والوقت والحال هنا غير الوقت والحال السابقين شتان ما بينهما وكتبتم فى حق زيارة الحرمين الشريفين لا مانع منه حسبنا اللّه ونعم الوكيل .