٤ المكتوب الرابع إلى معدن السيادة والرشادة المير محمد نعمان فى تأويل قوله تعالى لا يمسه إلى المطهرون. قال اللّه تعالى إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون المراد من الآية الكريمة ما أرد اللّه سبحانه وتعالى والرمز الذى يخطر فى الخاطر الفاتر ويقع فى الفهم القاصر فى هذا المقام إنه لا يمس الأسرار المكنونة القرآنية إلا الذين صفت سرائرهم من لوث التعلقات البشرية فإذا كان نصيب الأطهار مساس الأسرار القرآنية ماذا يصيب لغيرهم ورمز آخر لا يقرأ القرآن يعنى لا ينبغى أن يقرأ القرآن إلا الذين زكت نفوسهم عن الهوى والهوس وطهرت عن الشرك الجلى والخفى ومن الآلهة الآفاقية والأنفسية بيانه إن المناسب لحال مبتدى السلوك هو الذكر ونفى ما سوى مذكور على حد لا يبقى شئ مما سواه تعالى معلوما ولا يكون مراده شيأ غير الحق سبحانه فإن ذكروه بالأشياء بالتكليف لا يكاد يتذكر ولا يكون مقصوده فإذا صار طاهراً من الشرك ومحررا من الآلهة الافقية والأنفسية فحينئذ يستحق أن يقرأ القرآن بدل الذكر ويترقى بدولة التلاوة وتلاوة القرآن قبل حصول هذه الحالة المذكورة داخلة فى أعمال الأبرار وبعد حصول هذه الحالة داخلة فى أعمال المقربين كما أن الذكر قبل حصول هذه النسبة كان من عداد أعمال المقربين وأعمال الأبرار من جملة العبادات وأعمال المقربين من جملة التفكرات ولعلكم سمعتم تفكر ساعة خير من عبادة سنة أو سبعين سنة والتفكر عبارة عن الانتقال من الباطل إلى الحق والفرق بين الأبرار والمقربين هو فرق ما بين عبادة ذاك وتفكر هذا ( ينبغى ) أن يعلم أن الذكر الذى يكون فى عداد أعمال المقربين من المبتدى هو ما أخذه من الشيخ الكامل المكمل وكان مقصوده سلوك الطريقة وإلا فالذكر أيضاً من جملة أعمال الأبرار واللّه سبحانه الملهم للصواب والسلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله أتم الصلوات والتسليمات . |