١ المكتوب الأول إلى السيد محمد نعمان فى جواب سؤاله عن أقربية أفعال الواجب وصفاته وذاته جل سلطانه. بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى وصلت الصحيفة الشريفة قد ارتكبتم مشقة كثيرة جعل اللّه سبحانه سعيكم مشكورا ولما استفسرتم عن أقربية أفعال الواجب وصفاته وذاته جل سلطانه مكررا وولهتم ببيانه أردنا أن نذكر منها قدرا يسيرا ( اعلم ) أن كل شئ هو ذلك الشئ بماهيته وجعل الجاعل لثبوت الماهية لذلك الشئ ليس بلازم أصلا فإن ثبوت الشئ لنفسه ضرورى ومن ههنا قالوا إن الجعل ليس بثابت فى نفس الماهية والماهية ليست بمجعولة والجعل إنما هو لاتصاف الماهية بالوجود ألا ترى أن فعل الصباغ إنما هو فى اتصاف الثوب باللون لا أنه يجعل الثوب ثوبا واللون لونا فإنه محال لكونه تحصيل الحاصل فلم يكن الجعل فى نفس الشئ بل فى اتصاف الشئ بالوجود فثبت أن الشئ إنما يكون شيأ بماهيته وهذا المعنى مفقود فى ظل الشئ وعكس الشئ فى النظر الكشفى فإن عكس الشئ وظله ليسا بظل وعكس بما هيتهما الظلية والعكسية بل بماهية أصلهما فإن الظل لا ماهية له والظاهر به إنما هو ماهية الأصل أظهرت نفسها بالظل فيكون الأصل أقرب إلى الظل من نفسه فإن الظل ظل بأصله لا بنفسه وحيث أن العالم ظلال أفعال الواجب جل سلطانه وعكوسها تكون الأفعال التى هى أصولها أقرب إلى العالم من العالم بالضرورة وكذلك الأفعال ظلال صفات الواجب جل شأنه فتكون أقرب إلى العالم من العالم وأصوله التى هى الأفعال لكونها أصل الأصل وحيث أن الصفات ظلال حضرة الذات التى هى أصل جميع الأصول فلا جرم تكون الذات أقرب إلى العالم من العالم ومن الأفعال والصفات الواجبية هذا هو بيان أقربيته تعالى الممكن إيراده فى حيز التحرير فلو أنصف العقلاء يحتمل أنهم يقبلون هذا المعنى فإن لم يقبلوا فلا غم لأنه خارج عن المبحث وحيث اندرج فى هذا البيان المقدمات المعقولة لو أشركتم السيد المير شمس الدين على فى مطالعة هذا المكتوب لساغ وكتبتم أنه قد أردنا الشروع فى جمع الجلد الثالث والمكتوبات فامضوا على ما أردتم فإن أهل اللّه إذا رأو فى أمر صلاحا يحتمل أن يكون مباركا وإذا فوضتم هذا الأمر إلى المير المشار إليه فليجعل النسخ متعددة وليرسل نسخة إلى سرهند وليحفظ المسودات ولعلها بقع الاحتياج الهيا والفقير متحير فى سفركم وقعودكم فمن جهة أنه حريص على ملاقاتكم لا يقدر أن يحرك شفتيه بسفركم ولا يقدر أن يدلكم على القعود أيضاً لخوف كون القعود سببا لفوت مصالح جمع كثير ولكن إذا سافرتم أرسلوا هنا الخواجه محمد هاشم ليكون فى الصحبة أياما وليأخذ بعض العلوم والمعارف فإنه يرى شابا قابلا وحيث أن المشار إليه مرباكم وعارف بمذاقكم فينبغى أن تحيلوا الاستفسارات عليه فيستمع الجواب ويؤديه إليكم والسلام . |