Geri

   

 

 

İleri

 

٣٩

المكتوب التاسع والثلاثون

الى السيد عبد الباقي السارنگبوري في بيان اصحاب اليمين واصحاب الشمال والسابقين وما يناسب ذلك

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ

الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى اعلم ارشدك اللّه تعالى ان اصحاب الشمال هم اصحاب الحجب الظلمانية واصحاب اليمين ارباب الحجب النورانية والسابقون هم الذين تخلصوا من هذه الحجب وتلك الحجب وحازوا قصب السبق على اقراﻧﻬم ووصلوا الى ميدان الاصل واضعين احدى قدميهم على الشمال والأخرى على اليمين وترقوا من الظلال الامكاني والظلال الوجوبي ولم يروا من الاسم والصفة والشأن والاعتبار غير الذات تعالت وتقدست اصحاب الشمال ارباب الكفر والشقاوة واصحاب اليمين اهل الاسلام وارباب الولاية والسابقون بالاصالة هم الانبياء عليهم الصلواة و التسليمات وبالتبعية كل من يشرف ﺑﻬذه الدولة وهذه الدولة بالتبعية اكثر في اكابر اصحاب الانبياء عليهم الصلاة و السلام وفي غير [ الاصحاب ايضا متحققة على سبيل القلة والندرة وهذا الشخص ايضا من زمرة] ١

( ١ ) أي في نيله تلك الفضيلة فقط لا في جميع الفضيلة فتبصر عفي عنه.

الاصحاب في الحقيقة وملحق بكمالات الانبياء عليهم الصلواة و التسليمات وكان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال في حقه حيث قال لا يدرى اولهم خير ام آخرهم وان قال صلى اللّه عليه و سلم خير القرون قرني قال هذا باعتبار القرون وذاك باعتبار الاشخاص واللّه سبحانه اعلم ولكن اجماع اهل السنة على افضلية الشيخين ولا احد يسبق أبابكر بعد الانبياء عليهم الصلاة و السلام وهو اسبق سابقي هذه الامة واقدم قدماء ارباب هذه الملة وتشرف الفاروق بتوسله بدولة الافضلية وترقى بتوسطه فوق الآخرين ومن ههنا قالوا للفاروق خليفة الصديق وقرأوا في الخطبة خليفة خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وفارس ميدان هذه المعاملة هو الصديق والفاروق رديفه وحبذا الرديف حيث رافق الفارس وشاركه في اخص اوصافه (ولنرجع) الى اصل الكلام ونقول ان السابقين خارجون من احكام اليمين والشمال ومتفوقون من معاملات الظلمانية والنورانية كتاﺑﻬم وراء كتاب اليمين والشمال ومحاسبتهم وراء وراء محاسبة اصحاب اليمين والشمال اشغالهم واحوالهم على حدة وغنجهم ودلالهم ممتاز ماذا يدرك اصحاب اليمين مثل اصحاب الشمال من كمالاﺗﻬم وماذا ينال ارباب الولاية كعامة المؤمنين من اسرارهم حروف المقطعات القرآنية رموز اسرارهم والمتشاﺑﻬات الفرقانية كنوز مدارج وصولهم وجعلهم الوصول الى الاصل فارغين من الظل وابعد ارباب الظلال عن حريمهم الخاص ﺑﻬم وهم المقربون والروح والريحان نصيبهم وهم الذين لا يحزﻧﻬم الفزع الاكبر ولا يتحركون من محلهم من اهوال يوم القيامة في المحشر كغيرهم اللّهم اجعلنا من محبيهم فان المرء مع من احب بحرمة سيد المرسلين عليه و على آله الصلوات و التسليمات والتحيات والبركات.