٣٧ المكتوب السابع والثلاثون الى الفقير الحقير عبد الحي الذي هو جامع هذه المكتوبات الشريفة في بيان فضائل الكلمة الطيبة لا اله الا اللّه وما يناسب ذلك بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ لا اله الا اللّه لا شئ أنفع من هذه الكلمة الطيبة في تسكين غضب الرب جل سلطانه وعلا برهانه فاذا كانت هذه الكلمة سببا لتسيكن غضب دخول النار تكون سببا لتسكين غضبات أخر بالطريق الاولى فاﻧﻬا دون ذلك كيف لا تكون سببا للتسكين فان العبد قد اعرض عن السوى نافيا له بتكرار هذه الكلمة الطيبة وجعل قبلة توجهه المعبود على الحق وكان منشأ الغضب هو التوجهات الشتى التي كان العبد مبتلا ﺑﻬا وليس فليس وشاهد هذا المعنى في عالم اﻟﻤﺠاز هو ان شخصا اذا تأذى عن مملوكه وغضب عليه فحينئذ لو اعرض المملوك بحسن التدبير الذي فيه عما سوى مالكه وتوجه الى مالكه بكليته تظهر الشفقة والمرحمة في المالك في حق المملوك بالضرورة ويرتفع عنه الغضب والاذى واجد هذه الكلمة الطيبة مفتاح خزينة تسع وتسعين رحمة اعني ما جعلت ذخيرة لاجل الآخرة واعلم انه لا شئ اشفع من هذه الكلمة الطيبة في دفع ظلمات الكفر وكدورات الشرك ومن صدق بمضمون هذه الكلمة وحصل ذرة من الايمان ومع ذلك كان مبتلا برسوم الكفر ورذائل الشرك نرجو ان يخرج من العذاب بشفاعة هذه الكلمة الطيبة وان ينجو من الخلود في النار كما ان شفاعة محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انفع في دفع عقوبات سائر كبائر هذه الامة وادخل فيه وانما قلت كبائر هذه الامة فان ارتكاب الكبائر في سائر الامم السابقة اقل منه في هذه الامة بل امتزاج رسوم الكفر ورذائل الشرك ايضا اقل فيهم والاحوج الى الشفاعة هو هذه الامة وفي الامم السابقة كان جمع مصرا على الكفر وكان جمع آخر مؤمنا خالصا ممتثلا للاوامر قد هلكت هذه الامة الكثيرة الذنوب لولا ان يكون شفيعهم مثل الكلمة الطيبة وشافعهم مثل خاتم الرسل عليه وعليهم الصلوات والتحيات امة مذنبة ورب غفور والذي تناله هذه الامة من عفوه وغفرانه سبحانه لا يعلم نيل جميع الامم الماضية هذا القدر وكأن التسعة والتسعين من الرحمة ادخرت لهذه الامة المستغرقة في الذنوب (ع): أحق الناس بالكرم العصاة ولما كان الحق سبحانه و تعالى يحب العفو والمغفرة ولا شئ من المادة لاجل العفو والمغفرة مساويا لهذه الامة لا جرم صارت هذه الامة خير الامم والكلمة الطيبة التي هي شفيعتهم افضل الذكر ونال نبيهم الذي هو شفيعهم سيد الانبياء خطاب اولئك يبدل اللّه سيئاﺗﻬم حسنات وكان اللّه غفورا رحيما نعم هكذا يكون ارحم الراحمين وهكذا يفعل اكرم الاكرمين (ع): لا عسر في أمر مع الكرام وكان ذلك على اللّه يسيرا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين واسمع ايضا من فضائل هذه الكلمة الطيبة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وبارك وكرم من قال لا اله الا اللّه دخل الجنة ويتعجب القاصرون كيف يتيسر دخول الجنة بان يقول لا اله الا اللّه مرة واحدة وهذا لكوﻧﻬم غير واقفين على بركات هذه الكلمة الطيبة وقد صار مكشوفا للفقير انه لو غفر ذنوب جميع العالم بتكلم هذه الكلمة الطيبة مرة واحدة وادخلوا الجنة لساغ وكان مشهودا أيضا انه لو قسمت بركات هذه الكلمة المقدسة بين تمام العالم لكفت الجميع الى ابد الآباد ولأروت الكل فكيف اذا اجتمعت ﺑﻬذه الكلمة الطيبة المقدسة محمد رسول اللّه وانتظم التبليغ بالتوحيد واقترنت الرسالة بالولاية ومجموعة هاتين الكلمتين جامعة لجميع كمالات الولاية والنبوة وهادي سبيل كلا هاتين السعادتين من طهر الولاية من ظلمات الظلال واوصل النبوة الى الدرجة العليا اللّهم لا تحرمنا من بركات هذه الكلمة العلية وثبتنا عليها وامتنا على تصديقها واحشرنا مع المصدقين لها وادخلنا الجنة بحرمتها وحرمة مبلغيها عليهم الصلاة والتحيات و التسليمات والبركات وأيضا اذا عجز النظر والقدم وانخفض جناح الهمة وترخى ووقعت المعاملة على الغيب الصرف لا يمكن السير في ذلك الموطن بغير قدم لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه ولا يمكن قطع تلك المسافة الا في كنف تلك الكلمة المقدسة وكلما قال السائر في ذلك الموطن هذه الكلمة الطيبة مرة واحدة يقطع ﺑﻬا وبامداد حقيقة هذه الكلمة المقدسة واعانتها خطوة واحدة من تلك المسافة ويقع بعيدا عن نفسه وقريبا من الحق سبحانه وكل جزء من تلك المسافة ازيد من تمام دائرة عالم الامكان بزيادة مضاعفة فينبغي ان يعلم فضيلة هذا الذكر من ههنا حيث لا مقدار لتمام الدنيا في جنبه ولا احساس ليت لها حكم القطرة بالنسبة الى البحر المحيط وعظمة هذه الكلمة الطيبة باعتبار درجات قائلها كلما كانت درجة القائل ازيد واعلى تكون تلك العظمة اكثر وأولى (شعر): يزيدك وجهه حسنا * اذا ما زدته نظرا ولا يعلم في الدنيا تمن يساوي لتمني ان يقعد الانسان في زاوية ملتذًا ومحتظا بتكرار هذه الكلمة الطيبة ولكن ما نفعل لا يتيسر جميع التمنيات ولا بد من الغفلة والاختلاط بالخلق ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين والحمد اللّه رب العالمين. |