٢٨ المكتوب الثامن والعشرون الى مولانا محمد صادق الكشميري في جواب استفساراته بعد الحمد والصلوات وتبليغ الدعوات اﻧﻬي ان المكتوب الشريف قد وصل وحيث كان متضمنا لاحوال شريفة مقبولة صار موجبا للفرح وكتبت فيه ان المعاملة في الدراية بلغت مبلغا لا اقدر حمل الصفات على الذات تعالت وتقدست الا بالتكلف وارى ان الحق سبحانه وراء الكل ينبغي السعي الى ان لا يبقى هذا الحمل بالتكلف ايضا وينجر الامر الى الحيرة الصرفة (و سئلت) انه نقل في الرشحات عن بابا آبريز انه قال لما عجن الحق سبحانه طينة آدم في الازل صببت الماء في ذلك الطين فما يكون تأويل هذا الكلام (اعلم) ان الملائكة الكرام على نبينا وعليهم الصلاة و السلام كان لهم دخل في خدمة طينة آدم عليه السلام كذلك يجوز ان يكون لروح المذكور دخل في تلك الخدمة وان يفوض اليه خدمة صب الماء وان يكون مطلعا من عالم الغيب على هذا المعنى بعد نشأته العنصرية بل بعد كماله ويجوز ان يعطي الحق سبحانه للارواح اﻟﻤﺠردة قدرة تصدر ﺑﻬا افعال الاجسام ومن هذا القبيل ما اخبر بعض الكبراء عن افعاله الشاقة الصادرة عنه قبل وجوده العنصري بقرون متطاولة وكان صدور تلك الافعال عن ارواحهم اﻟﻤﺠردة وحصل لهم الاطلاع على هذا المعنى بعد وجوده العنصري واوقع صدور هذه الافعال جماعة في توهم التناسخ معاذ اللّه من توهم تعلق تلك الارواح بابدان أخرى والروح اﻟﻤﺠردة هي التي تفعل افعال البدن باقدار اللّه جل سلطانه وتوقع ارباب الزيغ في الضلالة ومجال الكلام في هذا المقام كثير وقد فاضت تحقيقات عجيبة فان وفقنا نثبتها في محل ان شاء اللّه تعالى والآن لم يساعد الوقت (وسألت) ايضا انه قد ذكر في الرشحات ان الخواجه علاء الدين العطار قدس سره لما تأذي خاطره من مولانا نظام الدين الخاموش قدس سره اراد ان يسلب عنه نسبته فالتجأ مولانا في ذلك الوقت الى روحانية النبي عليه و على آله الصلاة و السلام فوصل الخطاب منه صلى اللّه عليه و سلم الى حضرة الخواجه ان نظام الدين منا ليس لاحد مجال التصرف فيه وذكر في محل آخر من هذا الكتاب ان الخواجه احرار قدس سره سلب نسبة مولانا حين صيرورته شيخا كبيرا فقال مولانا ان الخواجه وجدنا شيخا فاخذ كلما كنت نلته وجمعته وصيرني مفلسا في آخر الامر كيف يتصرف الخواجه احرار قدس سره فيمن قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حقه انه منا ليس لاحد مجال التصرف فيه (اعلم) ان حضرة شيخنا قدس سره كان لا يستحسن هذا النقل وكان يتوقف في تصديق سلب نسبة مولانا وكان يقول ان هذا النقل لم يثبت من مولانا عبد الرحمن الجامي وغيره من مريدي مولانا سعدالدين الكاشغري الذي هو مريد مولانا نظام الدين ولم ينقل عن احد منهم بالرد والقبول وهم جماعة كثيرون فمن اين سمعه مولانا فخرالدين علي وكتبه فان كان هذا الخبر صادقا لنقل بالتواتر لتوفر الدواعي على نقله وحيث لم ينقل بالتواتر وتقرر على خبر الواحد علم ان في صدقه ترددا وبعض النقول التي ينقلها صاحب الرشحات غير هذا ايضا بعيد عن الصدق ولاهل هذه السلسلة العلية ترددات في صدق تلك النقول وهو سبحانه اعلم وايضا كان حضرة شيخنا قدس سره يقول ان التفليس يدل على[ ١] ( ١ ) قلت المراد بالتفليس هو سلب نسبة الطريقة بل التصرفات التي كانت له اولا لا سلب الايمان والمريد انما يذكر مناقب شيخه فلا يلزم من عدم ذكرهم كذبه ولا غيره من المحذورات واللّه سبحانه اعلم منه عفي عنه. سلب الايمان اعاذنا اللّه سبحانه منه وتجويز هذا المعنى مشكل جدا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. |