Geri

   

 

 

İleri

 

٢٧

المكتوب السابع والعشرون

الى مولانا محمد طاهر البدخشي في جواب تشكيكات الشيخ عبد العزيز الجونفوري في المكتوب الاول

(المرسل اليه) بعد الحمد والصلوات وتبليغ الدعوات اﻧﻬي ان المكتوب الذي ارسلتموه بعد مدة مديدة اوجب الفرح بوصوله جعلكم اللّه سبحانه محلى ومزينا بجمعية الظاهر والباطن على الدوام والفقير قد كتبت اليكم في هذه المدة ثلاثة مكاتيب ووصل منها اليكم مكتوب واحد وبعد المسافة عذر مانع ووصل ايضا مع مكتوبكم المكتوب الذي كتبه الشيخ عبد العزيز واتضح ما اندرج فيه ومما اندرج فيه انه لو كانت حقايق الممكنات التي هي صور علمية العدمات التي هي اضداد الصفات يلزم حصول تلك العدمات في الذات تعالت وتقدست وهو سبحانه متره عن ذلك وهذه شبهة عجيبة الم يعلم ان الحق سبحانه يعلم الاشياء الشريفة والكثيفة وليس لشئ منها حصول في حضرة الذات تعالت ولا اتصاف للذات بشئ منها فمن اين جاء الحصول في هذه الصورة ومنه ان حقائق الممكنات ينبغي ان تكون وجودية وثبوتية لا عدمية فان الحقائق عبارة عن ارواح الممكنات ونفوسها نعم ان لها وجودا وثبوتا علميين وهذا هو القدر اللازم في الحقائق وكان ينبغي له ان يعترض ﺑﻬذا الاعتراض اولا على الشيخ محيي الدين ابن العربي لانه قال الاعيان ما شمت رائحة الوجود والعجب انه جعل الحقائق هنا عبارة عن ارواح الممكنات ونفوسها وترك[ ١]

( ١ ) يعني انه ادعى اولا ان الحقائق عبارة عن الصور العلمية التي هي الاعيان الثابتة فتركه هنا و ادعى انه عبارة عن الارواح عفي عنه.

الاعيان الثابتة ومعلومات اللّه تعالى (ومنه) ان الانبياء عليهم الصلاة و السلام والاولياء عليهم الرضوان وسائر افراد الانسان من الممكنات فلو كانت حقائق هؤلاء عدمات يكون الشرف مسلوبا عن هؤلاء الزمرة العلية والكمال فيهم معدوما (كيف) يكون مسلوبا ومعدوما فان الحق سبحانه جعل تلك العدمات بحكمته البالغة وقدرته الكاملة وبحسن تربيته مرايا عكوس اسمائه وصفاته وشرف بشرف النبوة والولاية وجعل محلى بحلية ظلال كمالاته وصير معززا ومكرما كما انه سبحانه خلق الانسان من ماء مهين وبلغه الدرجات العلى والعجب اﻧﻬم يلاحظون شرف الانسان وكرامته ويضيعون تتريه الواجب وتقديسه تعالى وتقدس ويقولون الكل هو ويزعمون الاشياء الخسيسة الرذيلة عين الحق تعالى وتقدس ولا يتحاشون عن امثال تلك المقولة ولا يجوزون للانسان حقائق عدمية ويتحاشون عنه اعطاهم اللّه سبحانه الانصاف (ومنه) انه لا يمكن رفع الكلام اﻟﻤﺠمع عليه بالمبتدع (نحن) نرى الكلام المبتدع القول بان الكل هو لا القول بان الكل منه فانه مما اجمع عليه العلماء وانما تتوجه الملامة والشناعة الى صاحب الفصوص الى هذا الزمان بواسطة قوله الكل هو وحاصل معارف الفقير التي كتبتها الكل منه وهو مقبول شرعا وعقلا وكيف اذا كان مؤيدا بالكشف والالهام

(ثم كتب) الشيخ بعد ذكر الاعتراضات تترلا الى مقام الشفقة انه لو اريد بحقائق الممكنات الارواح الانسانية فموافق للمجمهور (ولم ادر) اي صنف أراد من الجمهور فانه لم يسمع الى الآن ان احدا قال بان حقائق الممكنات هي الارواح الانسانية والعجب من الشيخ كل العجب حيث تخيل ان كل احد يقول ما يقول بالقياس والتخمين وينسجه بالتفكر والتخيل كلا ان المعارف التي تملى وتكتب بلا كشف والهام او تحرر وتقرر بدون شهود ومشاهدة فهي ﺑﻬتان وافتراء خصوصا اذا كانت مخالفة لما ذهب اليه القوم ولم ادر ماذا اعتقد الشيخ المشار اليه ومن اي قبيل فهم هذه المعارف ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين و السلام .