١٢ المكتوب الثاني عشر الى أخيه الحقيقي الميان غلام محمد في بيان ان الملك وان كان مشاهدا للاصل وشهود الانسان في مرآة الانفس ولكن جعلت تلك الدولة فيه كالجزء منه وترتب البقاء عليه وما يناسبه الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى (اعلم) ان الملائكة الكرام على نبينا وعليهم الصلاة و السلام مشاهدون للاصل ومتوجهون اليه ومتعلقون به وشائبة الظلية مفقودة في حقهم والانسان المسكين العاجز قلما يضع قدمه في خارج الظلية في هذه النشأة ويحصل شهودا دائميّا بدون وساطة مرايا الآفاق والانفس وبعد الوصول الى الاصل يتجلي في مرآة قلبه لمعة من تشعشع انوار الاصل ويرجع الى العالم ويحال فيه عليه تربية الناقصين وفي هذا الرجوع تربية نفسه وتربية غيره فان تلك اللمعة التي جعلت كالجزء منه تجعل اجزاءه الآخر منصبغة بصبغها في مدة رجوعه ومتلونة بلوﻧﻬا كما انه يخرج غيره من مضيق النقص الى فضاء الكمال ويدلهم من الغيب الى الشهود فاذا تمت مدة الدعوة والرجوع وبلغ الكتاب اجله يظهر فيه شوق الاصل ويقوم من باطنه نداء الرفيق الاعلى ويتخلص من تعلقات شتى وينقل حموله من الغيب الى الشهادة وتخرج معاملته من المراسلة الى المعانقة ويصدق هنا الموت جسر يوصل الحبيب الى الحبيب (ينبغي) ان يعلم ان الملك وان كان مشاهد الاصل وشهود الانسان في مرآة الانفس ولكن جعلت تلك الدولة في الانسان كالجزء منه واعطي البقاء ﺑﻬا وجعل متحققا ﺑﻬا بخلاف الملك فان تلك الدولة ما جعلت فيه كالجزء منه بل لهم النظارة من الخارج وليس لهم بقاء وتحقق ﺑﻬا وليس فيهم ذلك الانصباغ والتلون بلون الاصل الذي تيسر للانسان والاختصاص الذي حصل للفرشيين ليس هو للقدسيين فان تفاوت ما بين الباطن والخارج كثير وان كانت الدولة الباطنية كالجزء والدولة الخارجية كالكل ولكن الباطن باطن والخارج خارج كلامنا أشارة وبشارة ولهذا صارت خواص البشر أفضل من خواص الملائكة ومع جميع ذلك حصل استحقاق الخلافة واللّه يختص برحمته من يشاء واللّه ذالفضل العظيم (شعر): زمين زاده بر آسمان تاخته * زمين وزمانرا پس انداخته (ترجمة): علا فوق السماء وليد أرض * وخلف خلفه زمنا وأرضا وهذه الدولة انما تيسرت للانسان بواسطة جزئه الارضي والقلب الذي صار عرش اللّه انما هو بدولة العنصر الترابي الذي جامع للكل ومركز دائرة الامكان نعم انما نالت الارض كل هذا العلو والرفعة من الضعة وعدم الترفع وجعلها التواضع عالية من تواضع للّه سبحانه رفعه اللّه فاذا رجع الانسان الى الاصل بعد تمام مدة رجوعه ودعوته وبعد انصباغه بصبغ الاصل وصار متوجها الى جناب القدس فاليقين ان الاختصاص والانبساط الذي يتيسر له هناك لا يكون هو لغيره وقرب المترلة الذي يحصل له فيه ليس لغيره فانه صار واصلا فانيا وحصل له البقاء بالاصل وصار منصبغا بصبغ الاصل فاين اﻟﻤﺠال لغيره حتى يدعون المساواة له فان انصباغ الغير وان كان لاعتبار التجرد والتتره اكمل واتم ولكنه ناشٍ من خارج فحكمه حكم عارضي وحيث كان انصباغ الانسان باطنيا كان حكمه حكم الذاتي شتان ما بينهما وهذا الكمال مخصوص بالانبياء صلوات اللّه تعالى وتسليماته عليهم اجمعين وهم المرادون بخواص البشر ومن يبشر ﺑﻬذه الدولة العظمى بالوراثة والتبعية وكان حصول هذه الدولة في اصحاب الانبياء عليهم الصلاة و السلام ببركة الصحبة اكثر وازيد ويشرف ﺑﻬا غير الاصحاب أيضا وان كان قليلا بل أقل (شعر): واذا أتى باب العجوز خليفة * اياك يا صاح ونتف سبالكا ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا ذنوبنا انك على كل شئٍ قدير بحرمة سيد المرسلين عليه وعليهم الصلوات والتحيات و التسليمات. |