مسألة ١٤مسألة في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن السماء حيوانمطيع للّه تعالى بحركته الدورية قولهم وقد قالوا إن السماء حيوان وإن له نفساً نسبته إلى بدن السماء كنسبة نفوسنا إلى أبداننا وكما أن أبداننا تتحرك بالإرادة نحو أغراضها بتحريك النفس فكذى السموات وإن غرض السموات بحركتها الذاتية عبادة رب العالمين على وجه سنذكره. لا ينكر إمكانه ومذهبهم في هذه المسألة مما لا ينكر إمكانه ولا يدعى استحالته فإن اللّه قادر على أن يخلق الحياة في كل جسم فلا كبر الجسم يمنع من كونه حياً ولا كونه مستديراً فإن الشكل المخصوص ليس شرطاً للحياة إذ الحيوانات مع اختلاف أشكالها مشتركة في قبول الحياة. ولكن لا يعرف بدليل العقل ولكنا ندعى عجزهم عن معرفة ذلك بدليل العقل وإن هذا إن كان صحيحاً فلا يطلع عليه إلا الأنبياء بإلهام من اللّه أو وحي وقياس العقل ليس يدل عليه. نعم لا يبعد أن يتعرف مثل ذلك بدليل إن وجد الدليل وساعد ولكنا نقول ما أوردوه دليلاً لا يصلح إلا لإفادة ظن فأما أن يفيد قطعاً فلا. |