Geri

   

 

 

İleri

 

تلخيص المفتاح

في المعانى و البيان و البديع

للخطيب القَزْويني

جلال الدين القزوينى ابوالمعالى محمد بن

عبدالرحمن بن عمر الصعيدى

 الشافعي (ت ٧٣٩ هـ ١٣٣٩ م)

*****

 مفتاح العلوم

 لسراج الدين يوسف السكاكي

أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السَّكَّاكي

الخوارزمي الحنفي (ت ٦٢٦ هـ ١٢٢٩ م)

بسم اللّه الرحمن الرحيم

 وبعد

بسم اللّه الرحمن الرحيم

 [ بسم اللّه الرحمن الرحيم ] [ الحمد ] [ للّه ] في قوله تعالى [ اقرأ باسم ربك ] على ما انعم [ وعلم ] من البيان [ ما لم نعلم ] الاطهار

اما بعد فلما كان علم البلاغة و توابعها من اجل العلوم قدرا وادقها سرا اذبه تعرف دقايق العربية واسرارها ويكشف عن وجوه الاعجاز في نظم القرآن استارها وكان القسم الثالث من مفتاح العلوم الذي صنفه الفاضل العلامة أبو يعقوب يوسف السكاكي اعظم ما صنف فيه من الكتب المشهورة نفعا لكونه احسنها ترتيبا و آتمها تحريرا واكثرها للاصول جمعا ولكن كان غير مصون عن الحشو والتطويل والتعقيد قابلا للاختصار مفتقرا إلى الايضاح و التجريد الفت مختصرا يتضمن ما فيه من القواعد ويشتمل على ما يحتاج إليه من الامثلة والشواهد ولم آل جهدا في تحقيقه وتهذيبه ورتبته ترتيبا اقرب تناولا من ترتيبه ولم ابالغ في اختصار لفظه تقريبا لتعاطيه وطلبا لتسهيل فهمه على طالبيه واضفت إلى ذلك فوائد عثرت في بعض كتب القوم عليها وزوائد لم اظفر في كلام احد بالتصريح بها ولا الاشارة إليها وسميته تلخيص المفتاح وانا اسأل اللّه تعالى من فضله ان ينفع به كما نفع باصله انه ولي ذلك وهو حسبي ونعم الوكيل

المقدمة

 المقدمة الفصاحة يوصف بها المفرد والكلام و المتكلم والبلاغة يوصف بها الاخيران فقط فالفصاحة في المفرد خلوصه من تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس فالتنافر نحو

غدائره مستشزرات إلى العلى

قوله تعالى [ الم اعهد اليكم ] والغرابة نحو

وفاحما ومرسنا مسرجا

أي كالسيف السريجى في الدقة والاستواء

أو كالسراج في البريق والمخالفة نحو

الحمد للّه العلي الاجلل

قيل ومن الكراهة في السمع

 نحو كريم الجرشي شريف النسب

وفيه نظر و الفصاحة في الكلام خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد مع فصاحتها فالضعف نحو ضرب غلامه زيدا والتنافر كقوله

وليس قرب قبر حرب قبر

وكقوله

كريم متى امدحه امدحه والورى معى إذا ما لمته لمته وحدي

والتعقيد ان لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المراد لخلل

اما في النظم كقول الفرزدق في خال هشام

 وما مثله في الناس الا مملكا أبو امه حتى ابوه يقاربه حي يقاربه الا مملك أبو امه ابوه

واما في الانتقال

اما في النظم كقول الاخر سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناى الدموع لتجمدا فان الانتقال من جمود العين إلى بخلها بالدموع لا إلى ما قصده من السرور قيل ومن كثرة التكرار وتتابع الاضافاة كقوله سبوح لها منها عليها شواهد وقوله " حمامة جرعى حومة الجندل اسجعى

وفيه نظر

و الفصاحة في المتكلم ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح والبلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته وهو مختلف فان مقامات الكلام متفاوتة فمقام كل من التنكير والاطلاق والتقديم والذكر يباين مقام خلافه ومقام الفصل يباين مقام الوصل

 ومقام الايجاز يباين مقام خلافه وكذا خطاب الذكى مع خطاب الغبى ولكل كلمة مع صاحبتها مقام وارتفاع شأن الكلام في الحسن والقبول بمطابقته للاعتبار المناسب وانحطاطه بعدمها والمراد بالاعتبار المناسب الامر الذى اعتبره المتكلم مناسبا بحسب السليقة أو بحسب تتبع تراكيب البلغاء، يقال اعتبرت الشئ، إذا نظرت إليه وراعيت حاله فمقتضى الحال هو الاعتبار المناسب فالبلاغة راجعة إلى اللفظ باعتبار افادته المعنى بالتركيب وكثيرا ما يسمى ذلك فصاحة ايضا ولها طرفان: اعلى وهو حد الاعجاز وما يقرب منه واسفل وهو ما إذا غير عنه إلى ما دونه التحق عند البلغاء باصوات الحيوانات وبينهما مراتب كثيرة وتتبعها وجوه اخر تورث الكلام حسنا تتعبها

و البلاغة في المتكلم ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ فعلم ان كل بليغ فصيح ولا عكس و ان البلاغة مرجعها إلى الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد والى تمييز الفصيح من غيره والثاني منه ما يبين في علم متن اللغة

أو التصريف للقياس

أو في علم النحو

أو يدرك بالحس وهو ما عد التعقيد المعنوي وما يحترز به عن الاول علم المعاني وما يحترز به عن التعقيد المعنوي علم البيان وما يعرف به وجوه التحسين علم البديع وكثير يسمى الجميع علم البيان وبعضهم يسمى الاول علم المعاني و الاخيرين علم البيان والثلاثة علم البديع