١- باب دعوات مهمة مستحبّة في جميع الأوقات اعلم أن غرضنا بهذا الكتاب ذكر دعواتٍ مهمّة مستحبّة في جميع الأوقات غير مختصّة بوقت أو حال مخصوص.. واعلم أن هذا البابَ واسعٌ جداً لا يمكن استقصاؤهُ ولا الإِحاطة بمعشاره، لكني أُشيرُ إلى أهمّ المهمّ من عيونه. فأوّلُ ذلك الدعواتُ المذكوراتُ في القرآن التي أخبرَ اللّه سبحانه وتعالى بها عن الأنبياء صلواتُ اللّه وسلامُه عليهم وعن الأخيار وهي كثيرة معروفةٌ؛ ومن ذلك ما صحَّ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه فعلَه أو علَّمه غيرَه؛ وهذا القسم كثير جداً تقدّم جملٌ منه في الأبواب السابقة، وأنا أذكرُ منه هنا جُملاً صحيحةً تُضمّ إلى أدعية القرآن وما سبق، وباللّه التوفيق. ١٠٠٤- روينا بالأسانيد الصحيحة في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن النعمان بن بشير رضي اللّه عنهما، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "الدُّعاءُ هُوَ العبادَة" قال الترمذي: حديث حسن صحيح. (١) ١٠٠٥- وروينا في سنن أبي داود، بإسناد جيد، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَستحبّ الجوامعَ من الدعاء ويدعُ ما سوى ذلك. (٢) ١٠٠٦- وروينا في كتاب الترمذي وابن ماجه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "لَيْسَ شَيْءٌ أكْرَمَ على اللّه تَعالى مِنَ الدُّعاءِ". (٣) ١٠٠٧- وروينا في كتاب الترمذي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يَسْتَجِيبَ اللّه تَعالى لَهُ عنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكُرَبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ".(٤) ١٠٠٨- وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أنس رضي اللّه عنه، قال: كان أكثرُ دعاءِ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: "اللّهمَّ آتنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". زاد مسلم في روايته قال: وكان أنس إذا أرادَ أن يدعوَ بدعوة دعا بها، فإذا أرادَ أن يدعوَ بدعاء دعا بها فيه. (٥) ١٠٠٩- وروينا في صحيح مسلم، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: "اللّهمَّ إني أسألُكَ الهُدَى والتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى". (٦) ١٠١٠- وروينا في صحيح مسلم، عن طارق بن أشيم الأشجعي الصحابي رضي اللّه عنه قال: كان الرجل إذا أسلم علَّمه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم الصلاة، ثم أمرَه أن يدعوَ بهذه الكلمات "اللّهمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاهْدِني وَعافِني وَارْزُقْني" وفي رواية أُخرى لمسلم عن طارق: أنه سمع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وأتاه رجل فقال: يا رسول اللّه! كيف أقول حين أسألُ ربِّي؟ قال: "قُلِ اللّهمَّ اغْفرْ لي وَارْحَمْني وَعافني وَارْزُقْني؛ فإنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْياكَ وآخِرَتَكَ". (٧) ١٠١١- وروينا فيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اللّهمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا على طاعَتِكَ". (٨) ١٠١٢- وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "تَعَوَّذُوا باللّه مِنْ جَهْدِ البَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ" وفي رواية عن سفيان أنه قال: في الحديث ثلاث، وزدتُ أنا واحدة، لا أدري أيّتهنّ.. وفي رواية قال سفيان: أشكّ أني زدتُ واحدة منها. (٩) ١٠١٣- وروينا في صحيحيهما، عن أنس رضي اللّه عنه، قال: كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "اللّهمَّ إني أعُوذُ بِك مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ" وفي رواية "وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرّجالِ". (١٠) قلت: ضَلَع الدين: شدّته وثقلُ حمله. والمحيا والممات: الحياة والموت. ١٠١٤- وروينا في صحيحيهما، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنهم؛ أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ علّمني دُعاءً أدعُو به في صَلاتي، قال: "قُلِ اللّهمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ". (١١) قلتُ: روي كثيراً بالمثلثة، وكبيراً بالموحدة، وقد قدّمنا بيانه في أذكار الصلاة، فيستحبّ أن يقول الداعي كثيراً كبيراً، يجمع بينهما، وهذا الدعاء وإن كان ورد في الصلاة فهو حسن نفيس صحيح فيُستحبّ في كل موطن، وقد جاء في رواية "وفي بيتي". ١٠١٥- وروينا في صحيحيهما، عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء قال: ”اللّهمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلي وَإسْرَافِي في أمْرِي، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي؛ اللّهمَّ اغْفِرْ لي جَدّي وَهَزْلي وَخَطَئي وَعَمْدي وَكُلُّ ذلكَ عِنْدِي؛ اللّهمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ ومَا أخَّرْتُ وَمَا أسْرَرْتُ وَما أعْلَنْتُ وَما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنّي، أنْتَ المُقَدِّمُ وأنْتَ المُؤَخِّرُ وأنْتَ على كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". (١٢) ١٠١٦- وروينا في صحيح مسلم، عن عائشة رضي اللّه عنها؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول في دعائه قال: ”اللّهمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما عَمِلْتُ وَمِنْ شَرّ مَا لَمْ أعْمَلْ". (١٣) ١٠١٧- وروينا في صحيح مسلم، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: كان دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ”اللّهمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عافيتك وَفَجْأةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سُخْطِكَ". (١٤) ١٠١٨- وروينا في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه قال: لا أقول لكم إلا كما كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول، كان يقول قال: ”اللّهمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَمِّ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللّهمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاها، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها، أنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها، اللّهمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا". (١٥) ١٠١٩- وروينا في صحيح مسلم، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ”قُلِ اللّهمَّ اهْدِني وَسَدّدْنِي" وفي رواية قال: ”اللّهمَّ إني أسألُكَ الهُدَى وَالسَّدادَ". (١٦) ١٠٢٠- وروينا في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللّه! علِّمني كلاماً أقوله، قال قال: ”قُلْ لا إِلهَ إِلاَّ اللّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، اللّه أكْبَرُ كَبِيراً، وَالحَمْدُ للّه كَثِيراً، سُبْحانَ اللّه رَبِّ العالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللّه العَزِيزِ الحَكيمِ، قال: فهؤلاء لربي فما لي؟ قال: قُلِ اللّهمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَاهْدني وَارْزُقْنِي وَعافني" شكَّ الراوي في "وعافني". (١٧) ١٠٢١- وروينا في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول قال: ”اللّهمَّ أصْلِحْ لي دِيني الَّذي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وَأصْلِحْ لي دُنْيايَ الَّتِي فيها مَعاشِي، وأصْلِحْ لي آخِرَتِي الَّتي فيها مَعادي، وَاجْعَلِ الحَياةَ زيادَةً لي في كُلّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ راحَةً لي مِنْ كُلّ شَرٍّ". (١٨) ١٠٢٢- وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول قال: ”اللّهمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خاصَمْتُ؛ اللّهمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِعِزَّتِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ أنْ تُضِلَّني، أنْتَ الحَيُّ الَّذي لاَ يَموتُ وَالجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ". (١٩) ١٠٢٣- وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن بُريدةَ رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللّهمّ إني أسألك بأني أشهدُ أنك أنتَ اللّه لا إِلهَ إِلاّ أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فقال قال: ”لَقَدْ سألْتَ اللّه تَعالى بالاسْمِ الَّذي إذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ أجابَ" وفي رواية "لَقَدْ سألْتَ اللّه باسْمهِ الأعْظَمِ" قال الترمذي: حديث حسن. (٢٠) ١٠٢٤- وروينا في سنن أبي داود والنسائي، عن أنس رضي اللّه عنه؛ أنه كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالساً ورجل يُصلّي ثم دعا: اللّهمّ إني أسألك بأنَّ لكَ الحمدُ لا إِله إِلاَّ أنتَ المنّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرض، يا ذا الجلال والإِكرام يا حيُّ يا قيّوم. فقال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: ”لَقَدْ دَعا اللّه تَعالى باسْمهِ العَظيمِ الَّذي إذَا دُعيَ بهِ أجابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى". (٢١) ١٠٢٥- وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، بالأسانيد الصحيحة، عن عائشة رضي اللّه عنها؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كانَ يدعو بهؤلاء الكلماتِ قال: ”اللّهمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمنْ شَرّ الغِنَى وَالفَقْرِ" هذا لفظ أبي داود، قال الترمذي: حديث حسن صحيح. (٢٢) ١٠٢٦- وروينا في كتاب الترمذي، عن زياد بن عِلاَقَة، عن عَمِّه، وهو قُطْبَةُ بن مالك رضي اللّه عنه قال: كأن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يقول قال: ”اللّهمَّ إني أعُوذُ بكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاقِ وَالأعْمالِ، وَالأهْوَاءِ" قال الترمذي: حديث حسن. (٢٣) ١٠٢٧- وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي، عن شَكَل بن حُميد رضي اللّه عنه ـ وهو بفتح الشين المعجمة والكاف ـ قال: قلتُ: يا رسولَ اللّه! علَّمني دعاء، قال قال: ”قُلِ اللّهمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ سَمْعِي وَمنْ شَرّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرّ لِساني، وَمِنْ شَرّ قَلْبي وَمنْ شَرّ مَنِيِّي" قال الترمذي: حديث حسن. (٢٤) ١٠٢٨- وروينا في كتابي أبي داود والنسائي، بإسنادين صحيحين، عن أنس رضي اللّه عنه؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول قال: ”اللّهمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ وَالجُنُونِ وَالجُذَامِ، وَسَيِّءِ الأسْقامِ". (٢٥) ١٠٢٩- وروينا فيهما، عن أبي اليَسَر الصحابي رضي اللّه عنه ـ وهو بفتح الياء المثناة تحت والسين المهملة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يدعو " اللّهمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ، وَأعُوذُ بِكَ أن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطانُ عِنْدَ المَوْتِ؛ وأعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِراً، وأعُوذُ بِكَ أن أمُوتَ لَديغاً" هذا لفظ أبي داود، وفي رواية له "وَالغَمّ". (٢٦) ١٠٣٠- وروينا فيهما؛ بالإِسناد الصحيح، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول قال: ”اللّهمَّ إني أعوذُ بِكَ منَ الجوع فَإنَّهُ بئْسَ الضَّجِيعُ، وَأعُوذُ بِكَ مِنَ الخِيانَةِ فإنَّها بِئْسَتِ البطانَةُ". (٢٧) ١٠٣١- وروينا في كتاب الترمذي، عن عليّ رضي اللّه عنه؛ أن مُكاتباً جاءه فقال: إني عجزتُ عن كتابتي فأعنِّي، قال: ألا أُعلّمُك كلماتٍ عَلمنيهنّ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لو كانَ عَليكَ مثلُ جبل صِيْرٍ دَيْناً أدَّاهُ عنك؟ قُلِ قال: ”اللّهمَّ اكْفني بِحَلالِكَ عَنْ حَرامِكَ، وَأغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ" قال الترمذي: حديث حسن. (٢٨) ١٠٣٢- وروينا فيه، عن عمران بن الحصين رضي اللّه عنهما؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم علَّمَ أباه حصيناً كلمتين يدعو بهما: "اللّهمَّ ألْهِمْنِي رُشْدِي، وَأعِذْنِي مِنْ شَرّ نَفْسِي" قال الترمذي: حديث حسن. (٢٩) ١٠٣٣- وروينا فيهما، بإسناد ضعيف، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقولُ قال: ”اللّهمَّ إني أعُوذُ بكَ منَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَسُوءِ الأخْلاقِ". (٣٠) ١٠٣٤- وروينا في كتاب الترمذي، عن شهر بن حوشب، قال: قلتُ لأُمّ سلمة رضي اللّه عنها: يا أُمّ المؤمنين! ما أكثرَ دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا كان عندكِ؟ قالت: كان أكثرُ دعائه: "يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبي على دِينكَ" قال الترمذي: حديث حسن. (٣١) ١٠٣٥- وروينا في كتاب الترمذي، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: اللّهمَّ عافني في جَسَدِي، وَعافني في بَصَرِي، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ اللّه رَبّ العَرْشِ العَظِيمِ، وَالحَمْدُ للّه رَبّ العالَمِينَ". (٣٢) ١٠٣٦- وروينا فيه، عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "كانَ مِنْ دُعاءِ دَاوُدَ صلى اللّه عليه وسلم: اللّهمَّ إني أسألُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ؛ اللّهمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي وَأهْلِي وَمنَ المَاءِ البارِدِ" قال الترمذي: حديث حسن. (٣٣) ١٠٣٧- وروينا فيه، عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إذْ دَعا رَبَّهُ وَهُوَ في بَطْنِ الحُوتِ: لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظالِمِينَ، فإنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِها رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجابَ لَهُ" قال (٣٤) أبو عبد اللّه: هذا صحيح الإِسناد. ١٠٣٨- وروينا فيه وفي كتاب ابن ماجه، عن أنس رضي اللّه عنه؛ أن رجلاً جاء إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللّه! أيّ الدعاء أفضل؟ قال: "سَلْ رَبَّكَ العافِيَةَ وَالمُعافاةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ. ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: يا رسولَ اللّه! أيّ الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك. ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك، قال: فإذَا أُعْطِيتَ العافِيَةَ في الدُّنْيا وأُعْطِيتَها في الآخرة فَقَدْ أفْلَحْت" قال الترمذي: حديث حسن. (٣٥) ١٠٣٩- وروينا في كتاب الترمذي، عن العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه قال: قلت: يا رسول اللّه! علّمني شيئاً أسأله اللّه تعالى، قال: "سَلُوا اللّه العافِيَةَ" فمكثت أياماً ثم جئت ف قلت: يا رسول اللّه! علَّمني شيئاً أسأله اللّه تعالى، فقال قال: ”يا عَبَّاسُ، يا عَمَّ رَسُول اللّه، سَلُوا اللّه العافِيَةَ في الدُّنْيا والآخِرَة" قال الترمذي: هذا حديث صحيح. (٣٦) ١٠٤٠- وروينا فيه، عن أبي أمامة رضي اللّه عنه، قال: دعا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً، قلت: يا رسول اللّه! دعوتَ بدعاءٍ كثيرٍ لم نحفظ منه شيئاً، فقال: "أَلاَ أدُلُّكُمْ ما يَجْمَعُ ذلكَ كُلَّهُ؟ تَقُولُ: اللّهمَّ إني أسألُكَ مِنْ خَيْرٍ ما سألَكَ منْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وسلم، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما اسْتَعاذَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وسلم، وأنْتَ المُسْتَعانُ وَعَلَيْكَ البَلاغُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللّه" قال الترمذي: حديث حسن. (٣٧) ١٠٤١- وروينا فيه، عن أنس رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ألِظُّوا بِياذَا الجَلالِ وَالإِكْرامِ". ورويناه في كتاب النسائي، من رواية ربيعة بن عامر الصحابي رضي اللّه عنه، قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. (٣٨) قلتُ: ألِظُّوا بكسر اللام وتشديد الظاء المعجمة، ومعناه: الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها. ١٠٤٢ وروينا في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كأن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يدعو ويقول: "رَبّ أعِنِّي وَلا تُعِنْ عَليَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لي وَلا تَمْكُرْ عَليَّ، وَيَسِّرْ هُدَايَ وَانْصُرْنِي على مَنْ بَغَى عَليَّ. رَبّ اجْعَلْنِي لَكَ شاكِراً، لَكَ ذَاكِراً، لَكَ رَاهِباً، لَكَ مِطْوَاعاً، إِلَيْكَ مُجِيباً أوْ مُنيباً، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدّدْ لِساني، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي" وفي رواية الترمذي "أوَّاهاً مُنِيباً" قال الترمذي: حديث حسن صحيح. قلتُ: السخيمة بفتح السين المهملة وكسر الخاء المعجمة، وهي الحقد وجمعها سخائم، هذا معنى السخيمة هنا. وفي حديث آخر "مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَهُ في طَرِيقِ المُسْلِمِينَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّه" (٣٩) ١٠٤٣- وروينا في مسند الإِمام أحمد بن حنبل رحمه اللّه وسنن ابن ماجه، عن عائشة رضي اللّه عنها؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال لها: "قُولي اللّهمَّ إني أسألُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أعْلَمُ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرّ كُلِّهِ عاجله وآجِلهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أعْلَمْ، وأسألُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرّبَ إِلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ خَيْرَ ما سألَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وسلم، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما اسْتَعاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وسلم، وأسألُكَ ما قَضَيْتَ لي مِنْ أمْرٍ أنْ تَجْعَلَ عاقِبَتَهُ رَشَداً" (٤٠) ١٠٤٤- ووجدت في المستدرك للحاكم، عن ابن مسعود رضياللّه عنه قال: كان من دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اللّهمَّ إنَّا نَسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلّ إثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةَ وَالنَّجاةَ (بعونِك) منَ النَّارِ" قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم. ١٠٤٥- وفيه، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: جاء رجلٌ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "وَاذُنُوباهُ وَاذُنُوباهُ! مرّتين أو ثلااثاً، فقال له رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "قُلِ اللّهمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي، وَرَحْمَتُكَ أرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلي، فقالها، ثم قال: عُدْ، فعاد، ثم قال: عُدْ، فعاد، فقال: قُمْ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ".(٤١) . [ومعنى مغفرتك أوسع من ذنوبي أي إن ذنوبي وإن عظمت فمغفرتك أعظم منها. وما أحسن قول الإِمام الشافعي: تعاظمني ذنبي فلما قرنتُه * بعفوكَ ربي كانَ عفوكَ أعظما] ١٠٤٦- وفيه، عن أبي أمامة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ”إنَّ للّه تَعالى مَلَكاً مُوَكَّلاً بِمَنْ يَقُولُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَمَنْ قالها ثلاثاً قالَ لَهُ المَلَكُ: إنَّ أرْحَمَ الرَّاحِمينَ قَدْ أقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْ". (٤٢) |