Geri

   

 

 

İleri

 

٢٣- باب ما يقولُه ويفعلُه مَنْ تكلَّمَ بكلامٍ قبيح

قال اللّه تعالى‏:

{‏وَ إمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ باللّه‏} ‏‏[‏فصّلت‏: ‏٣٦‏]

وقال تعالى‏:

{‏إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فإذَا هُمْ مُبْصِرونَ‏} ‏‏[‏الأعراف‏: ٢٠١‏]

وقال تعالى‏:

{‏وَالَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّه فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّه وَلَمْ يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏.‏ أُولَئِكَ جَزَاؤُهم مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيها وَنعْمَ أجْرُ العامِلِينَ‏} ‏‏[‏آل عمران‏: ١٣٥ـ١٣٦‏]‏‏.‏

٩٩٧- وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:

"‏مَنْ حَلَفَ فَقالَ في حَلِفِهِ باللاَّتِ والعُزَّى فَلْيَقُلْ‏: لا إِلهَ إِلاَّ اللّه، وَمَنْ قالَ لِصَاحِبِهِ‏: تَعالَ أُقامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ‏"‏‏.‏‏ (البخاري‏ (‏٤٨٦٠‏)‏، ومسلم‏ (‏١٦٤٧‏)‏، ويُفيد الحديث‏:

أـ حرمة الحلف بالأصنام، فإن مَن حلف بها معظِّماً لها كان كافراً ويجب عليه تجديد إيمانه‏.‏

ب ـ حرمة الدعوة إلى القمار، وأن كفارة ذلك التوبة منها، والإِسراع إلى التصدّق بما تيسر له‏.‏‏)

واعلم أن مَن تكلم بحرام أو فعله وجب عليه المبادرة إلى التوبة، ولها ثلاثة أركان‏: أن يقلع في الحال عن المعصية، وأن يندمَ على ما فعل، وأن يعزمَ أن لا يعود إليها أبداً، فإن تعلَّق بالمعصية حق آدمي وجب عليه مع الثلاثة رابع، وهو ردّ الظلامة إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منها، وقد تقدم بيان هذا، وإذا تابَ مِنْ ذنبٍ فينبغي أن يتوبَ من جميع الذنوب؛ فلو اقتصرَ على التوبة من ذنب صحَّت توبتُه منه؛ وإذا تابَ من ذنب توبةً صحيحةً كما ذكرنا ثم عاد إليه في وقت أثم بالثاني ووجب عليه التوبة منه، ولم تبطلْ توبتُه من الأول؛ هذا مذهبُ أهل السنّة خلافاً للمعتزلة في المسألتين، وباللّه التوفيق‏.‏