٥٤- باب استحباب التَّبْشيرِ والتَّهنئةِ قال اللّه تعالى: {فَنادَتْهُ المَلائِكَةُ وهُو قائِمٌ يُصلّي في المِحْرابِ أنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} [آل عمران: ٣٩] وقال تعالى: {ولمَّا جاءتْ رُسُلُنا إبرَاهِيمَ بالبُشْرَى} [العنكبوت: ٣١] وقال تعالى: {وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إبْرَاهِيمَ بالبُشْرَى} [هود: ٦٩] وقال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلام حَلِيمٍ} [الصَّافات: ١٠١] وقال تعالى: {قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات: ٢٨] وقال تعالى: {قالُوا لا تَوْجَلْ إنَّا نُبشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} [الحجر: ٥٣] وقال تعالى: {وَامْرأتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بإسْحَقَ وَمنْ وَرَاءِ إسْحَقَ يَعْقُوبَ} [هود: ٧١] وقال تعالى: {إِذ قَالَتِ المَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} الآية[آل عمران: ٤٥]، وقال تعالى: {ذلكَ الَّذي يُبَشِّرُ اللّه عبادَهُ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالحات} [الشورى: ٢٣] وقال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبادِ، الَّذينَ يَسْتَمِعونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعونَ أحْسَنَهُ} [الزمر: ١٧ـ١٨] وقال تعالى: {وَأبْشِرُوا بالجَنَّةِ الَّتي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصّلت: ٣٠] وقال تعالى: {يَوْمَ تَرى المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنْهَارُ} [الحديد: ١٢] وقال تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ} [التوبة: ٢١]. وأما الأحاديث الواردة في البشارة فكثيرة جداً في الصحيح مشهورة، فمنها حديث تبشير خديجة رضي اللّه عنها ببيت في الجنة من قصب لا نصبَ فيه ولا صخب (٤٦) . ومنها حديث كعب بن مالك رضي اللّه عنه المخرّج في الصحيحين (٤٧) في قصة توبته قال: سمعت صوت صارخ يقولُ بأعلى صوته: يا كعبَ بن مالك أبشر، فذهبَ الناسُ يبشروننا، وانطلقتُ أتأمّم رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتلقاني الناسُ فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة، ويقولون: ليهنئك توبةُ اللّه تعالى عليك حتى دخلتُ المسجدَ، فإذا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم حولَه الناس، فقام طلحةُ بن عبيد اللّه يُهرول حتى صافحني وهنّأني، وكان كعبٌ لا ينساها لطلحة؛ قال كعبُ: فلما سلَّمتُ على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال وهو يُبْرقُ وجهُه من السرور قال: ”أبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدتْكَ أُمُّكَ". |