٥٢- باب المزاح ٨٦٣- روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أنس رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقولُ لأخيه الصغير قال: ”يا أبا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ". ٨٦٤- وروينا في كتابي أبي داود والترمذي، عن أنس أيضاً؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال له قال: ”يا ذَا الأُذُنَيْنِ" قال الترمذي: حديث صحيح. (٣٩) ٨٦٥- وروينا في كتابيهما أيضاً؛ أن رجلاً أتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللّه! احملني، فقال قال: ”إني حامِلُكَ على وَلَدِ النَّاقَةِ" فقال: يا رسولَ اللّه! وما أصنعُ بولد الناقة؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ”وَهَلْ تَلدُ الإِبلَ إِلاَّ النُّوقُ؟" قال الترمذي: حديث حسن صحيح. (٤٠) ٨٦٦- وروينا في كتاب الترمذي، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قالوا: يا رسولَ اللّه! إنك تداعبنا. قال قال: ”إني لا أقُولُ إِلاَّ حَقَّاً" قال الترمذي: حديث حسن. (٤١) ٨٦٧- وروينا في كتاب الترمذي، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال قال: ”لا تُمَارِ أخاكَ وَلا تُمازِحْهُ وَلا تَعِدْهُ مَوْعِداً فَتُخْلِفَهُ". (٤٢) قال العلماء: المزاحُ المنهيُّ عنه، هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنه يُورث الضحك وقسوةَ القلب، ويُشغل عن ذكر اللّه تعالى والفكر في مهمات الدين، ويؤولُ في كثير من الأوقات إلى الإِيذاء، ويُورث الأحقاد، ويُسقطُ المهابةَ والوقارَ. فأما ما سَلِمَ من هذه الأمور فهو المباحُ الذي كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعله، فإنه صلى اللّه عليه وسلم إنما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهذا لا منعَ منه قطعاً، بل هو سنّةٌ مستحبةٌ إذا كان بهذه الصفة، فاعتمدْ ما نقلناه عن العلماء وحقَّقناه في هذه الأحاديث وبيان أحكامها، فإنه مما يَعظمُ الاحتياجُ إليه، وباللّه التوفيق. |