Geri

   

 

 

İleri

 

٤٩- باب الحَثّ على المُشَاورة

قال اللّه تعالى‏:

{‏وَشاوِرْهُمْ في الأمْرِ‏} ‏[‏آل عمران‏: ١٥٩‏]‏ والأحاديثُ الصحيحةُ في ذلك كثيرةٌ مشهورة‏.‏

وتُغني هذه الآية الكريمة عن كلّ شيء، فإنه إذا أمرَ اللّه سبحانه وتعالى في كتابه نصّاً جليّاً، نبّه نبيّه صلى اللّه عليه وسلم بالمشاورة مع أنه أكمل الخلق، فما الظن بغيره‏؟‏‏.‏

واعلم أنه يُستحبّ لمن همّ بأمر أن يُشاور فيه مَن يَثقُ بدينه وخبرته وحذقه ونصيحته ووَرَعه وشفقته‏.‏ ويُستحبّ أن يُشاور جماعة بالصفة المذكورة ويستكثر منهم، ويعرّفهم مقصودَه من ذلك الأمر، ويُبيِّن لهم ما فيه من مصلحة ومفسدة إن علم شيئاً من ذلك، ويتأكّدُ الأمرُ بالمشاورة في حقّ ولاة الأمور العامة كالسلطان والقاضي ونحوهما، والأحاديث الصحيحة في مشاورة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أصحابَه ورجوعِه إلى أقوالهم كثيرة مشهورة، ثم فائدة المشاورة القَول من المستشار إذا كان بالصفة المذكورة، ولم تظهر المفسدة فيما أشار به، وعلى المستشار بذل الوسع في النصيحة وإعمال الفكر في ذلك‏.‏

٨٥٦- فقد روينا في صحيح مسلم، عن تميم الداريّ رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ‏قال‏:‏

‏”‏‏الدّينُ النَّصِيحَةُ، قالوا‏: لمن يا رسول اللّه‏؟‏‏!‏ قال‏: للّه وكِتابِهِ وَرَسُولِهِ وأئمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعامَّتِهِمْ‏"‏‏.‏ (٣٢)

٨٥٧- وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏قال‏:‏

‏”‏‏المُسْتَشارُ مُؤْتَمَنٌ‏"‏‏.‏ (٣٣)