٣٣- باب الإِعراض عن الجاهلين قال اللّه سبحانه وتعالى: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بالعُرْفِ وَأعْرضْ عَنِ الجاهلينَ} [الأعراف: ١٩٩] وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أعْرَضُوا عَنْهُ وقالُوا لَنا أعْمالُنا وَلَكُمْ أعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الجاهِلِين} [القصص: ٥٥] وقال تعالى: {فأعْرِضْ عَمَّنْ تَوَلى عَنْ ذِكْرِنا} [النجم: ٩] وقال تعالى: {فاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ} [الحجر: ٨٥] ٨٢٩- وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: لما كان يومُ حُنين آثرَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ناساً من أشرافِ العربِ في القسمة، فقال رجلٌ: واللّه إن هذه قسمةٌ ما عُدلَ فيها، وما أُريدَ فيها وجهُ اللّه، ف قلت: واللّه لأخبرنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأتيتُه فأخبرتُه بما قال، فتغيَّرَ وجهُه حتى كان كالصِرْف، ثم قال: فَمَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ يَعْدِلِ اللّه وَرَسُولُهُ، ثم قال: يَرْحَمُ اللّه مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بأكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ" قلت: الصرف بكسر الصاد المهملة وإسكان الراء، وهو صبغ أحمر. (١) ٨٣٠- وروينا في صحيح البخاري، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: قَدِمَ عُيينة بنُ حصن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس، وكانَ من النفرِ الذين يُدنيهم عمرُ رضي اللّه عنه، وكان القرّاءُ أصحابُ مجلسِ عمرَ رضي اللّه عنه ومشاورته كُهُولاً كانوا أو شبّاناً، فقال عيينة لابن أخيه: يا بن أخي، لك وجهٌ عندَ هذا الأمير فاستأذنْ لي عليه، فاستأذنَ فأذنَ له عمر، فلما دخلَ قال: هِيْ يا بن الخطاب، فو اللّه ما تُعطينا الجزل ولا تحكمُ فينا بالعدل، فغضبَ عمرُ رضي اللّه عنه حتى همّ أن يُوقع به، فقال له الحرّ: يا أميرَ المؤمنين! إن اللّه تعالى قال لنبيّه صلى اللّه عليه وسلم قال: {خُذِ العَفْوَ وأمُرْ بالعُرْفِ وأعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ} [الأعراف: ١٩٩] وإن هذا من الجاهلين، واللّه ما جاوزَها عمرُ حين تلاها عليه، وكان وقَّافاً عند كتاب اللّه تعالى. (٢) . و"هِي": بكسر الهاء وسكون الياء، كلمة تهديد، وقيل: هي ضمير وثمَّ محذوف أي: هي داهية. وفي نسخة هيه بهاء السكت في آخره، وفي أخرى إيه، وهما بمعنى: زدني.) |