Geri

   

 

 

İleri

 

٣٠- باب ما ينفعُ الميّتَ من قَوْل غيره

أجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويَصلُهم‏ (٢٢) ‏‏.‏ واحتجّوا بقول اللّه تعالى‏:

{‏وَالَّذِينَ جاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا ولإِخْوَانِنا الَّذين سَبَقُونا بالإِيمَانِ‏} ‏‏[‏الحشر‏: ‏١٠‏]‏ وغير ذلك من الآيات المشهورة بمعناها، وفي الأحاديث المشهورة كقوله صلى اللّه عليه وسلم ‏قال‏:‏

‏”‏‏اللّهمَّ اغْفِرْ لأهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ‏"‏‏ (مسلم‏ (‏٩٧٤‏) ‏‏) ‏وكقوله صلى اللّه عليه وسلم ‏قال‏:‏

‏”‏‏اللّهمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنَا‏"‏‏ (أبو داود‏ (‏٣٢٠١‏) ‏‏) ‏وغير ذلك‏.‏

واختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن، فالمشهور من مذهب الشافعي وجماعة أنه لا يَصل‏.‏ وذهب أحمد بن حنبل وجماعةٌ من العلماء وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يَصل، والاختيار أن يقولَ القارئُ بعد فراغه ‏قال‏:‏

‏”‏‏اللّهمّ أوصلْ ثوابَ ما قرأته إلى فلان، واللّه أعلم‏.‏ ويُستحبّ الثناء على الميت وذكر محاسنه‏.‏

٤٣٤-ـ وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أنس رضي اللّه عنه قال مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ‏قال‏:‏

‏”‏‏وَجَبَتْ‏"‏ ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شرًّا،

فقال ‏قال‏:‏

‏”‏‏وَجَبَتْ‏"‏ فقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه‏: ما وجبت‏؟‏ قال ‏قال‏:‏

‏”‏‏هَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرَاً فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَهَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أنْتُمْ شُهَدَاءُ اللّه في الأرْضِ‏"‏‏.‏‏

(‏البخاري‏ (‏١٣٦٧‏)‏، ومسلم‏ (‏٩٤٩‏)‏، والترمذي‏ (‏١٠٥٨‏)‏، والنسائي ٤/٤٩ـ٥٠‏.‏‏)

٤٣٥- وروينا في صحيح البخاري، عن أبي الأسود قال‏: ‏قدمتُ المدينةَ فجلستُ إلى عمرَ بن الخطاب رضي اللّه عنه، فمرّتْ بهم جنازة، فأُثني على صاحبها خيرٌ، فقال عمر‏: وجبتْ، ثم مُرّ بأخرى فأُثني على صاحبها خيرٌ، فقال عمر‏: وجبتْ، ثم مُرّ بالثالثة فأُثني على صاحبها شرٌّ فقالَ عمرُ‏: وجبتْ؛ قال أبو الأسود‏: ف

قلت‏: وما وجبت يا أمير المؤمنين‏؟‏‏!‏ قال‏: قلتُ كما قال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم‏: ‏‏

"‏أيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أدْخَلَهُ اللّه الجَنَّةَ‏"‏ فقلنا‏: وثلاثة‏؟‏ قال‏:

"‏وَثَلاَثَةٌ‏"‏ فقلنا‏: واثنان، قال ‏قال‏:‏

‏”‏‏وَاثْنانِ‏"‏، ثم لم نسأله عن الواحد‏.‏‏

(البخاري‏ (‏١٣٦٨‏)‏، والترمذي‏ (‏١٠٥٩‏)‏، والنسائي ٤/٥١‏.‏‏) ‏والأحاديث بنحو ما ذكرنا كثيرة، واللّه أعلم‏.‏