باب منه البخاري عن معاوية قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول : إن من أشراط الساعة أن يقل العلم و يظهر الجهل و يظهر الزنا و تكثر النساء و يقل الرجال ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد . أخرجه مسلم من حديث أنس . مسلم عن أبي موسى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال : ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل بالصدقة من الذهب لا يجد أحداً يأخذها منه ، قال : و يرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال و كثرة النساء . فصل قوله : و يرى الرجل يتبعه أربعون امرأة يريد و اللّه أعلم أن الرجال يقتلون في الملاحم و تبقى نساؤهم أرامل ، فيقبلن على الرجل الواحد في قضاء حوائجهن و مصالح أمورهن ، كما قال في الحديث الآخر قبله : حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد الذي يسوسهن و يقوم عليهن من بيع و شراء و أخذ و عطاء ، و قد كان هذا عندنا أو قريباً منه بالأندلس . و قيل : إن لقلة الرجال و غلبة الشبق على النساء يتبع الرجل الواحد أربعون امرأة كل واحدة تقول أنكحني أنكحني ، و الأول أشبه ، و يكون معنى يلذن يستترن و يتحرزن من الملاذ الذي هو السترة لا من اللذة . و لقد أخبرني صاحبنا أبو القاسم رحمه اللّه أخو شيخنا أبو العباس أحمد ابن عمر رحمه اللّه : أنه ربط نحواً من خمسين امرأة واحدة بعد أخرى في حبل واحد مخافة سبي العدو حتى خرجوا من قرطبة أعادها اللّه . وإما ظهور الزنا ، فذلك مشهور في كثير من الديار المصرية . من ذلك مأثور ، و من ذلك إظهار الخمر و المأخوذ نعوذ باللّه من الفتن ما ظهر منها و ما بطن . وإما قلة العلم ، و كثرة الجهل ، فذلك شائع في جميع البلاد ذائع أعني برفع العلم و قلة ترك العمل به ، كما قال عبد اللّه بن مسعود [ ليس حفظ القرآن بحفظ حروفه ، و لكن إقامة حدوده ] ذكره ابن المبارك و سيأتي هذا المعنى مبيناً مرفوعاً إن شاء اللّه تعالى . |