Geri

   

 

 

İleri

 

باب ما يرجى من رحمة اللّه تعالى و مغفرته و عفوه يوم القيامة

قال الحسن : يقول اللّه تعالى يوم القيامة : جوزوا الصراط بعفوي ، و ادخلوا الجنة برحمتي ، و اقتسموها بأعمالكم .

و قال عليه السلام : ينادي منادي من تحت العرش : يا أمة محمد

أما ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم و بقيت التبعات فتواهبوها فيما بينكم و ادخلوا الجنة برحمتي .

و روي أن إعرابياً سمع ابن عباس يقرأ : و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها فقال الأعرابي : و اللّه ما أنقذكم منها و هو يريد أن يوقعهم فيها ، فقال ابن عباس خذوها من غير فقيه .

و قال الصنابحي دخلت على عبادة بن الصامت و هو في الموت فبكيت ف

قال : مهلاً لم تبكي ؟ فواللّه ما من حديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثاً واحداً ، و سوف أحدثكموه اليوم ، و قد أحيط بنفسي . سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول : من شهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمداً رسول اللّه حرم اللّه عليه النار .

خرجه مسلم و غيره من الأئمة .

و خرج مسلم من حديث سلمان الفارسي

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : إن اللّه تعالى خلق يوم خلق السموات و الأرض مائة رحمة كل رحمة منها طباق ما بين السماء و الأرض ، فجعل في الأرض منها رحمة واحدة ، فيها تعطف الوالدة على ولدها ، و الطير و الوحوش بعضها على بعض ، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة .

أخرجه ابن ماجة من حديث أبي سعيد .

و في بعض الطرق لأبي هريرة فإذا كان يوم القيامة رد هذه الرحمة على تلك التسعة و التسعين فأكملها مائة رحمة فرحم بها عباده يوم القيامة .

قلت: أخبرناه عالياً . الشيخ الإمام الحافظ المسند ابو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عمرو البكري التيمي من ولد أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه قراءة عليه بالصنورة المنصورة بالديار المصرية في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب الفرد سنة سبع و أربعين و ستمائة

قال : حدثنا الشيخ المسند أبو حفص عمر بن محمد بن معمر الدارقري قدم علينا من دمشق

قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الكاتب ببغداد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن عيلان البزاز ،أخيرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشافعي أخبرنا موسى بن سهل الوشا ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا الحجاج بن أبي ديب

قال : سمعت أبا عثمان النهدي يحدث عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

قال : لما خلق اللّه تعالى السموات و الأرض أنزل مائة رحمة كل رحمة طباقهما فقسم رحمة واحدة منها بين جميع الخلائق ، فمنها يتعاطفون ، فإذا كان يوم القيامة رد هذه الرحمة على التسعة و التسعين فأكملها مائة يرحم اللّه بها عباده يوم القيامة حتى إن أبليس ليتطاول لها رجاء أن ينال منها شيئاً .

و قال ابن مسعود : لن تزال الرحمة بالناس حتى إن إبليس ليهتز صدره يوم القيامة مما يرى من رحمة اللّه تعال وشفاعة الشافعين ، و قال الأصمعي : كان رجل يحدث بأهوال يوم القيامة و أعرابي جالس يسمع ، ف

قال : يا هذا من يلبي هذا من العباد ؟

قال : اللّه . فقال الأعرابي : إن الكريم إذا قدر عفا و غفر.

و روى ابن ماجة ، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قرأ هذه الآية هو أهل التقوى و أهل المغفرة

قال : ف

قال اللّه تعالى : أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله آخر فمن اتقى ألا يجعل معي إلهاً آخر فأنا أهل أن أغفر له و

خرجه أبو عيسى الترمذي بمعناه و قال حديث حسن غريب .

و روي عن عبد اللّه بن أبي أوفي

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : و الذي نفسي بيده اللّه أرحم بعبده من الوالدة الشفيقة بولدها .

و روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه

قال : قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسبي و إذا بامرأة من السبي تبتغي ولداً لها إذ وجدت صبياً في السبي فأخذته فألصقته ببطنها و أرضعته ، فقال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها . قلنا : لا و اللّه و هي قادرة على أن تطرحه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : اللّه أرحم بعباده من هذه بولدها

أخرجه البخاري أيضاً .

و قال أبو غالب كنت أختلف إلى أبي أمامة بالشام ، فدخلت يوماً على فتى مريض من جيران أبي أمامة و عنده عم له و هو يقول له : يا عدو اللّه ألم آمرك ؟ ألم أنهك ؟ فقال الصبي : ياعماه لو أن اللّه تعالى دفعني إلى والدتي كيف كانت صانعة بي ؟

قال : كانت تدخلك الجنة ،

قال : إن ربي اللّه أشفق من والدتي و أرحم بي منها . و قبض الفتى من ساعته ، فلما جهزه عمه و صلّى عليه ، و أراد أن يضعه في لحده فدخلت القبر مع عمه فلما سواه صاح و فزع فقلت له : ما شأنك ؟

قال : فسح لي في قبره و ملئ نوراً فدهشت منه .

و قال هلال بن سعد يؤمر بإخراج رجلين من النار فيقول اللّه تعالى لهما : كيف وجدتما مقيلكما ؟ فيقولان : شر مقيل . فيقول اللّه تعالى : ذلك بما قدمت أيديكما ، و ما أنا بظلام للعبيد ، ثم يأمر بصرفهما إلى النار ، فيعدو أحدهما في سلاسله حتى يقتحمها . و يتلكأ الآخر فيؤمر بردهما و يسألهما عن حالهما ، فيقول الذي عدا : قد خبرت من وبال المعصية ما لم أكن لأتعرض لمخالفتك ثانية ، و يقول الذي تلكأ : حسن ظني بك أن لا تردني إليها بعدما أخرجتني منها . فيؤمر بهما إلى الجنة .

قال المؤلف رحمه اللّه : و هذا الخبر رفعه الترمذي أبو عيسى بمعناه عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

قال : إن رجلين ممن دخلا النار اشتد صياحهما فقال الرب تبارك و تعالى : أخرجوهما ، فلما أخرجا قال لهما لأي شيء اشتد صياحكما ؟ قالا : فعلنا ذلك لترحمنا ،

قال : إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتمامن النار فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها له برداً و سلاماً و يقوم الآخر فلا يلقي نفسه ، فيقول اللّه تبارك و تعالى : ما منعك أن تلقى نفسك كما ألقى صاحبك ؟ فيقول : رب إني لأرجو أن تعيدني بعدما أخرجتني ، فيقول اللّه تعالى : لك رجاؤك فيدخلان الجنة برحمته

قال : أبو عيسى إسناد هذا الحديث ضعيف لأنه عن رشدين بن سعد ، ورشدين بن ضعيف عن ابن أنعم الإفريقي ، و الإفريقي ضعيف عند أهل الحديث .

و عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم

قال : يقول اللّه تعالى : أخرجوا من النار من ذكرني يوماً أو خافني في مقام حديث غريب .

و ذكر أبو نعيم الحافظ عن إسحاق بن سويد

قال : صحبت مسلم بن يسار عاماً إلى مكة فلم أسمعه يتكلم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق

قال : ثم حدثنا

قال : بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي اللّه تعالى فيقول : انظروا في حسناته فينظر في حسناته فلا يوجد له حسنة فيقول : انظروا في سيئاته فتوجد له سيئات كثيرة ، فيؤمر كثيرة ، فيؤمر به إلى النار فيذهب إلى النار و هو يلتفت ، فيقول : رده إلي ، لم تلتفت ؟ فيقول : أي رب لم يكن هذا ظني ، أورجائي فيك ـ شك إبراهيم ـ فيقول : صدقت ، فيؤمر به إلى الجنة .

قلت : و هذا الحديث رفعه ابن المبارك

قال : أخبرنا رشدين بن سعد

قال : حدثني أبو هانىء الخولاني عن عمرو بن مالك أن فضالة بن عبيد ، و عبادة بن الصامت رضي اللّه عنهما حدثاه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

قال : إذا كان يوم القيامة و فرغ اللّه من قضاء الخلق ، فيبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول الجبار تبارك و تعالى و ردوه فيردوه فيقال له : لم التفت ؟ فيقول : كنت أرجو أن تدخلني الجنة فيؤمر به إلى الجنة ،

قال : فيقول : لقد أعطاني ربي حتى إني لو أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئاً ، قالا : و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه .

قال المؤلف : و في هذا المعنى خبر الرجل الذي ترفع له شجرة بعد أخرى حتى يخرج من النار إلى أن يدخل الجنة .

خرجه مسلم في الصحيح و سيأتي .