Geri

   

 

 

İleri

 

باب كم الشهداء ؟ و لم سمي شهيداً ؟ و معنى الشهادة

خرج الآجري و غيره عن أبي مالك الأشجعي

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : من فصل في سبيل فمات أو قتل فهو شهيد ، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء اللّه إنه شهيد و إن له الجنة . و

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة بمعناه ، عن عبد اللّه بن عتيك عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم .

الترمذي عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

قال : الشهداء خمسة : المبطون ، و المطعون ، و الغريق ، و صاحب الهدم ، و الشهيد في سبيل اللّه عز و جل . و

قال : هذا حديث حسن صحيح .

النسائي عن جابر :

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم :

الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل اللّه :

المطعون ،

و المبطون ،

و الغرق ،

و الحرق ،

و صاحب ذات الجنب

و الذي يموت تحت الهدم ،

و المرأة تموت بجمع ،

و قيل : هي التي تموت من الولادة و ولدها في بطنها قد تم خلقه ،

و قيل : إذا ماتت من النفاس فهي شهيدة ، سواء ألقت ولدها أو ماتت و هو في بطنها ،

و قيل : التي تموت بكراً لم يمسها الرجال ،

و قيل : التي تموت قبل أن تحيض و تطمث فهذه أقوال لكل قول وجه ، و في جمع لغتان ضم الجيم و كسرها ، و في بعض الآثار : المجنوب شهيد يريد : صاحب الجنب ، يقال منه رجل جنب بكسر النون و فتح الجيم إذا كانت به ذات الجنب و هو الشوصة .

و في كتاب الترمذي و أبي داود و النسائي عن سعيد بن زيد ،

قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول : من قتل دون ماله فهو شهيد ، و من قتل دون دمه فهو شهيد ، و من قتل دون دينه فهو شهيد ، و من قتل دون أهله فهو شهيد . قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

و روى النسائي من حديث سويد بن مقرن

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : من قتل دون مظلمة فهو شهيد .

و روى ابن ماجه عن ابن عباس

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : موت غربة شهادة .

و

أخرجه الدراقطني و لفظه : موت الغريب شهادة و ذكره أيضاً من حديث ابن عمر و صححه .

و

أخرجه أبو بكر الخرائطي من حديث أنس بن مالك

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : من مات غريباً مات شهيداً .

و

خرجه أيضاً من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : من مات غريباً مات شهيداً : و قد تقدم قوله عليه الصلاة و السلام : من مات مريضاً مات شهيداً .

و روى الترمذي عن معقل بن يسار

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ باللّه السميع العليم ، من الشيطان الرجيم . و قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر و كل اللّه به سعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي . فإن مات من يومه مات شهيداً ، و من قرأها حين يمسي فكذلك . قال حديث حسن غريب .

و ذكر الثعلبي عن يزيد الرقاشي ، عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

قال : من قرأ آخر سورة الحشر إلى آخرها : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل فمات من ليلته مات شهيداً .

و خرج الآجري عن أنس بن مالك

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : يا أنس إن استطعت أن تكون أبداً على وضوء فافعل . فإن ملك الموت إذا قبض روح العبد و هو على وضوء كتبت له شهادة .

و روى الشعبي عن ابن عمر ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم

قال : من صلّى الضحى و صام ثلاثة أيام من كل شهر ، و لم يترك الوتر في حضر و لا سفر ، كتب له أجر شهيد

خرجه أبو نعيم .

و روى من حديث أبي هريرة و أبي ذر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم

قال : إذا جاء الموت طالب العلم و هو على حاله مات شهيداً . و بعضهم يقول : [ ليس بينه و بين الأنبياء إلا درجة واحدة ] . ذكره أبو عمر في كتاب بيان العلم .

و خرج مسلم من حديث أنس

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم :

من طلب الشهادة صادقاً أعطيها و إن لم تصبه و عن سهل بن حنيف أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم

قال : من سأل اللّه الشهادة بصدق بلغه اللّه منازل الشهداء ، و إن مات على فراشه .

و خرج الترمذي الحكيم من حديث ابن عمر

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : ليس من أحد إلا و له كرائم من ماله ، يأبى لهم الذبح . و إن للّه خلقاً من خلقه يأبى لهم الذبح : أق

واماً يجعل موتهم على فرشهم ، و يقسم لهم أجور الشهداء .

فصل : الشهداء جمع الشاهد . و الشهيد : القتيل في سبيل اللّه . كذا قال أهل اللغة : الجوهري و غيره و سمي بذلك لأنه مشهود له بالجنة ، فالشهيد بمعنى مشهود له فعيل بمعنى مفعول ، و قال ابن فارس اللغوي في المجمل : و الشهيد القتيل في سبيل اللّه . قالوا : لأن ملائكة اللّه تشهده .

و قيل : سمي شهيداً ، لأن أرواحهم أحضرت دار السلام . لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون و أرواح غيرهم لا تصل إلى الجنة . فالشهيد بمعنى الشاهد أي الحاضر للجنة ، و قيل سمي بذلك : لسقوطه بالأرض و الأرض الشاهدة ، و قيل سمي بذلك : لشهادته على نفسه للّه عز و جل حين لزمه الوفاء بالبيعة التي بايعه في قوله الحق إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة . فاتصلت شهادة الشهيد الحق بشهادة العبد فسماه شهيداً . و لذلك قال عليه السلام : و اللّه أعلم بمن يكلم في سبيله و قال في شهداء أحد : أنا شهيد على هؤلاء لبذلهم نفوسهم دونه ، و قتلهم بين يديه . تصديقاً لما جاء به صلّى اللّه عليه و سلم ، هذا الكلام في شهيد .

فأما الشهادة ، فصفة سمي حاملها بالشاهد و يبالغ بشهيد ، و للشهادة ثلاثة شروط لا تتم إلا بتمامها و هي : الحضور ، و الوعي ، و الأداء ،

أما الحضور : فهو شهود الشاهد المشهود . و الوعي : زمى ما شاهده و عمله في شهوده ذلك . و الأداء : هو الإيتان بالشهادة على وجهها في موضع الحاجة إلى ذلك . هذا معنى الشهادة و الشهادة على الكمال ، إنما هي للّه سبحانه و تعالى ، و أن جميع الشاهدين سواه يؤدون شهادتهم عنده .

قال اللّه سبحانه و تعالى : و جيء بالنبيين و الشهداء و قضي بينهم بالحق و الشهداء : هم العدول ، و أهل العدالة في الدنيا و الآخرة هم القائمون بما أوجب الحق سبحانه عليهم في الدنيا .