باب منه البيهقي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم في هذه الآية سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الآية قال : أتي بفرس فحمل عليه . قال : كل خطوة منهى أقصى بصره ، فسار و سار معه جبريل فأتى على قوم يزرعون في كل يوم و يحصدون في كل يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء ؟ فقال المهاجرون في سبيل اللّه تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف و ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه و هو خير الرازقين ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت لا يفتر عنهم شيء من ذلك . ف قال : يا جبريل من هؤلاء ! قال : هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة . قال : ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع ، و على أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام الضريع و الزقوم و رضف جهنم و حجارتها . قال : ما هؤلاء يا جبريل : قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم و ما ظلمهم اللّه و ما اللّه بظلام للعبيد ، ثم أتى على قوم بين أياديهم لحم في قدر نضيج ، و لحم آخر خبيث فجعلوا يأكلون من الخبيث و يدعون النضيج الطيب ، فقال ياجبريل : من هؤلاء ؟ قال هذا الرجل يقوم و عنده امرأة حلالاً طيباً فياتي المرأة الخبيثة فيبيت معها حتى يصبح . ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر به شيء إلا قصفته . قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال يقول اللّه عز و جل و لا تقعدوا بكل صراط توعدون ثم مر على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها و هو يريد أن يزيد عليها . قال يا جبريل : ما هذا ؟ قال : هذا رجل من أمتك عليه أمانة لا يستطيع أداءها و هو يزيد عليها . ثم أتى على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت و لا يفتر عنهم شيء من ذلك . قال : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء خطباء الفتنة ، ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم ، فجعل الثور يريد أن يدخل من حيث خرج و لا يستطيع قال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الرجل يتكلم الكلمة فيندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع . و ذكر الحديث . و خرج من حديث أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال له أصحابه : يا رسول اللّه أخبرنا عن ليلة أسري بك [ الحديث ] و فيه قال : فصعدت أنا و جبريل فإذا بملك يقال له اسماعيل و هو صاحب سماء الدنيا : و بين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك جنده مائة ألف ملك قال : و قال اللّه تعالى : و ما يعلم جنود ربك إلا هو فاستفتح جبريل . ثم قال : فإذا أنا بآدم كهيئة يوم خلقه اللّه على صورته تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ، و نفس طيبة ، اجعلوها في عليين ، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الكافرين فيقول : روح خبيثة ، اجعلوها في سجين ، ثم مضت هنيهة فإذا أنا بأخونة ـ يعني بالخوان المائدة التي يؤكل عليها ـ و عليها لحم مشرح ليس يقربها أحد ، و إذا أنا بأخوانة أخرى عليها لحم قد أروح و أنتن ، عندها ناس يأكلون منها . قلت يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك يتركون الحلال و يأتون الحرام قال : ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر يقول : اللّهم لا تقم الساعة . قال : و هم على سابلة آل فرعون قال فتجيء السابلة فتطؤهم قال : فسمعتهم يضجون إلى اللّه عز وجل . قلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس قال : ثم مضيت هنيهة . فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل . قال : فيفتح على أفواههم و يلقمون ذلك الجمر ، ثم يخرج من أسافلهم فسمعتهم يضجون إلى اللّه عز و جل قلت : يا جبريل نت هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيراً قال : ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن فسمعتهن يضججن إلى اللّه عز وجل قلت : ياجبريل من هؤلاء النساء ؟ قال : هؤلاء الزناة من أمتك . قال : ثم مضيت هنيهة . فإذا أنا بقوم يقطع من جنوبهم اللحم قيلقمون . فيقال له : كل ما كنت تأكل من لحم أخيك . قلت : يا حبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الهمازون اللمازون من أمتك . و ذكر الحديث . و ذكر أبو داود عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون و جوههم و صدورهم . ف قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم . |