٢٢ - بَاب ضمة الْقَبْر لكل أحد١ - أخرج أَحْمد والحكيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب عَذَاب الْقَبْر عَن حُذَيْفَة قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي جَنَازَة فَلَمَّا انتهينا إِلَى الْقَبْر قعد على شقَّه فَجعل يردد بَصَره فِيهِ ثمَّ قَالَ يضغط فِيهِ الْمُؤمن ضغطة تَزُول مِنْهَا حمائله ويملأ على الْكَافِر نَارا قَالَ فِي النِّهَايَة قَالَ الْأَزْهَرِي الحمائل هُنَا عروق الْأُنْثَيَيْنِ قَالَ وَيحْتَمل أَن يُرَاد مَوضِع حمائل السَّيْف أَي عواتقه وصدره وأضلاعه ٢ - وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن للقبر ضغطة لَو كَانَ أحد مِنْهَا نَاجٍ لنجا مِنْهَا سعد بن معَاذ ٣ - وَأخرج أَحْمد والحكيم التِّرْمِذِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ لما دفن سعد بن معَاذ سبح النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَسبح النَّاس مَعَه طَويلا ثمَّ كبر وَكبر النَّاس ثمَّ قَالُوا يَا رَسُول اللّه لم سبحت قَالَ لقد تضايق على هَذَا الرجل الصَّالح قَبره حَتَّى فرج اللّه عَنهُ ٤ - وَأخرج سعيد بن مَنْصُور والحكيم التِّرْمِذِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْنِ عَبَّاس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْم دفن سعد بن معَاذ وَهُوَ قَاعد على قَبره قَالَ لَو نجا من ضمة الْقَبْر أحد لنجا سعد بن معَاذ وَلَقَد ضم ضمة ثمَّ أرخي عَنهُ ٥ - وَأخرج النَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن عمر رَضِي اللّه عَنْهُمَا عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هَذَا الَّذِي تحرّك لَهُ الْعَرْش وَفتحت لَهُ أَبْوَاب السَّمَاء وشهده سَبْعُونَ ألفا من الْمَلَائِكَة لقد ضم ضمة ثمَّ فرج عَنهُ يَعْنِي سعد بن معَاذ قَالَ الْحسن تحرّك لَهُ الْعَرْش فَرحا بِرُوحِهِ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل ٦ - وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْنِ عمر رَضِي اللّه عَنْهُمَا قَالَ دخل رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قبر سعد بن معَاذ فاحتبس فَلَمَّا خرج قيل يَا رَسُول اللّه مَا حَبسك قَالَ ضم سعد فِي الْقَبْر ضمة فدعوت اللّه أَن يكْشف عَنهُ ٧ - وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي أُميَّة بن عبد اللّه أَنه سُئِلَ بعض أهل سعد مَا بَلغَكُمْ من قَول رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذَا فَقَالُوا ذكر لنا أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ كَانَ يقصر فِي بعض الطّهُور من الْبَوْل ٨ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أنس قَالَ توفيت زَيْنَب بنت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فخرجنا مَعَه فرأيناه مهتما شَدِيد الْحزن فَقعدَ على الْقَبْر هنيهة وَجعل ينظر إِلَى السَّمَاء ثمَّ نزل فِيهِ فرأيته يزْدَاد حزنا ثمَّ خرج فرأيته سري عَنهُ وَتَبَسم فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ كنت أذكر ضيق الْقَبْر وغمه وَضعف زَيْنَب فَكَانَ ذَلِك يشق عَليّ فدعوت اللّه أَن يُخَفف عَنْهَا فَفعل وَلَكِن ضغطها ضغطة سَمعهَا من بَين الْخَافِقين إِلَّا الْإِنْس وَالْجِنّ ٩ - وَأخرج أَيْضا بِسَنَد صَحِيح عَن أبي أَيُّوب أَن صَبيا دفن فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَو أفلت أحد من ضمة الْقَبْر لأفلت هَذَا الصَّبِي ١٠ - وَأخرج فِي الْأَوْسَط عَن أنس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم صلى على صبي أَو صبية فَقَالَ لَو أَن أحدا نجا من ضمة الْقَبْر لنجا هَذَا الصَّبِي ١١ - وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وإبن أبي الدُّنْيَا عَن زَاذَان أَن إِبْنِ عمر قَالَ لما دفن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إبنته رقية رَضِي اللّه عَنْهَا جلس عِنْد الْقَبْر فتربد وَجهه ثمَّ سري عَنهُ فَسَأَلَهُ أَصْحَابه عَن ذَلِك فَقَالَ ذكرت إبنتي وضعفها وَعَذَاب الْقَبْر فدعوت اللّه فَفرج عَنْهَا وَايْم اللّه لقد ضمت ضمة سَمعهَا مَا بَين الْخَافِقين ١٢ - وَأخرج هناد بن السّري فِي الزّهْد عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ مَا أجِير من ضغطة الْقَبْر أحد وَلَا سعد بن معَاذ الَّذِي منديل من مناديله خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ١٣ - وَأخرج أَيْضا عَن الْحسن أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حِين دفن سعد بن معَاذ إِنَّه ضم فِي الْقَبْر ضمة حَتَّى صَار مثل الشعرة فدعوت اللّه أَن يرفه عَنهُ وَذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَ لَا يستبرىء من الْبَوْل ١٤ - وَأخرج إِبْنِ سعد قَالَ أخبرنَا شَبابَة بن سوار أَخْبرنِي أَبُو معشر عَن سعيد المَقْبُري قَالَ لما دفن رَسُول اللّه سعد بن معَاذ قَالَ لَو نجا أحد من ضغطة الْقَبْر لنجا سعد وَلَقَد ضم ضمة اخْتلفت مِنْهَا أضلاعه من أثر الْبَوْل ١٥ - وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ أَشد حَدِيث سمعناه عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَوْله فِي سعد بن معَاذ وَقَوله فِي أَمر الْقَبْر ١٦ - وَأخرج عَليّ بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة والعصيان من طَرِيق إِبْرَاهِيم الغنوي عَن رجل قَالَ كنت عِنْد عَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا فمرت جَنَازَة صبي صَغِير فَبَكَتْ فَقلت لَهَا مَا يبكيك قَالَت هَذَا الصَّبِي بَكَيْت لَهُ شَفَقَة عَلَيْهِ من ضمة الْقَبْر ١٧ - وَأخرج عمر بن شبة فِي كتاب الْمَدِينَة عَن أنس أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا عُفيَ أحد من ضمة الْقَبْر إِلَّا فَاطِمَة بنت أَسد فَقيل يَا رَسُول اللّه وَلَا الْقَاسِم إبنك قَالَ وَلَا إِبْرَاهِيم وَكَانَ أصغرهما ١٨ - وَأخرج إِبْنِ سعد أخبرنَا كثير بن هِشَام حَدثنَا جَعْفَر بن برْقَان قَالَ بَلغنِي أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ قَائِم عِنْد قبر سعد لقد ضغط ضغطة أَو همز همزَة لَو كَانَ أحد ناجيا مِنْهَا بِعَمَل لنجا مِنْهَا سعد ١٩ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر وإبن أبي الدُّنْيَا عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه أَن نَافِعًا مولى إِبْنِ عمر لما حَضرته الْوَفَاة جعل يبكي فَقيل لَهُ مَا يبكيك فَقَالَ ذكرت سَعْدا وضغطة الْقَبْر ٢٠ - وَقَالَ الزبير بن بكار فِي الموفقيات قَالَ حَدثنِي أَبُو عزية الْأنْصَارِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ قَالَ عبد اللّه بن عَمْرو توفّي سعد بن معَاذ فَخرج إِلَيْهِ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَبَيْنَمَا هم يَمْشُونَ إِذْ تخلف فوقفوا حَتَّى أدركهم فَقَالُوا يَا نَبِي اللّه مَا خَلفك عَنَّا قَالَ سَمِعت سعد بن معَاذ حِين ضم فِي قَبره قَالُوا ضم فِي قَبره وَقد أهتز لَهُ عرش الرَّحْمَن فَقَالَ سعد أكْرم على اللّه أم يحيى بن زَكَرِيَّا فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لقد ضم يحيى لِأَنَّهُ شبع شبعة من خبز الشّعير قلت هَذَا الحَدِيث مُنكر بِمرَّة وَإِسْنَاده معضل وَالْمَعْرُوف أَن الْأَنْبِيَاء لَا يضغطون ٢١ - قَالَ أَبُو الْقَاسِم السَّعْدِيّ فِي كتاب الرّوح لَا ينجو من ضغطة الْقَبْر صَالح وَلَا طالح غير أَن الْفرق بَين الْمُسلم وَالْكَافِر دوَام الضغط للْكَافِرِ وَحُصُول هَذِه الْحَالة لِلْمُؤمنِ فِي أول نُزُوله إِلَى قَبره ثمَّ يعود إِلَى الإنفساح لَهُ فِيهِ قَالَ وَالْمرَاد بضغطة الْقَبْر إلتقاء جانبيه على جَسَد الْمَيِّت ٢٢ - وَقَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ سَبَب هَذِه الضغطة أَنه مَا من أحد إِلَّا وَقد ألم بخطيئة مَا وَإِن كَانَ صَالحا فَجعلت هَذِه الضغطة جَزَاء لَهُ ثمَّ تُدْرِكهُ الرَّحْمَة وَلذَلِك ضغط سعد بن معَاذ فِي التَّقْصِير من الْبَوْل قَالَ وَأما الْأَوْلِيَاء والأنبياء فَلَا نعلم أَن لَهُم فِي الْقُبُور ضمة وَلَا سؤالا لعصمتهم ٢٣ - وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي بَحر الْكَلَام الْمُؤمن الْمُطِيع لَا يكون لَهُ عَذَاب الْقَبْر وَيكون لَهُ ضغطة الْقَبْر فيجد هول ذَلِك وخوفه لما أَنه تنعم بِنِعْمَة اللّه وَلم يشْكر النِّعْمَة ٢٤ - أخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن مُحَمَّد التَّيْمِيّ قَالَ كَانَ يُقَال ضمة الْقَبْر إِنَّمَا أَصْلهَا أَنَّهَا أمّهم وَمِنْهَا خلقُوا فغابوا عَنْهَا الْغَيْبَة الطَّوِيلَة فَلَمَّا رد إِلَيْهَا أَوْلَادهَا ضمتهم ضم الوالدة غَابَ عَنْهَا وَلَدهَا ثمَّ قدم عَلَيْهَا فَمن كَانَ اللّه مُطيعًا ضمته برأفة ورفق وَمن كَانَ عَاصِيا ضمته بعنف سخطا مِنْهَا عَلَيْهِ لِرَبِّهَا ٢٥ - وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وإبن مَنْدَه والديلمي وإبن النجار عَن سعيد بن الْمسيب أَن عَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا قَالَت يَا رَسُول اللّه إِنَّك مُنْذُ يَوْم حَدَّثتنِي بِصَوْت مُنكر وَنَكِير وضغطة الْقَبْر لَيْسَ يَنْفَعنِي شَيْء قَالَ يَا عَائِشَة إِن أصوات مُنكر وَنَكِير فِي أسماع الْمُؤمنِينَ كالإثمد فِي الْعين وَإِن ضغطة الْقَبْر على الْمُؤمن كالأم الشفيقة يشكو إِلَيْهَا إبنها الصداع فتغمز رَأسه غمزا رَفِيقًا وَلَكِن يَا عَائِشَة ويل للشاكين فِي اللّه كَيفَ يضغطون فِي قُبُورهم كضغطة الصَّخْرَة على الْبَيْضَة فَائِدَة٢٦ - قَالَ بَعضهم من فعل سَيِّئَة فَإِن عقوبتها تدفع عَنهُ بِعشْرَة أَسبَاب أَن يَتُوب فيتاب عَلَيْهِ أَو يسْتَغْفر فَيغْفر لَهُ أَو يعْمل حَسَنَات فتمحوها فَإِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات أَو يبتلى فِي الدُّنْيَا بمصائب فيكفر عَنهُ أَو فِي البرزخ بالضغطة والفتنة فيكفر عَنهُ أَو يَدْعُو لَهُ إخوانه من الْمُؤمنِينَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ أَو يهْدُونَ لَهُ من ثَوَاب أَعْمَالهم مَا يَنْفَعهُ أَو يبتلى فِي عرصات الْقِيَامَة بأهوال تكفر عَنهُ أَو تُدْرِكهُ شَفَاعَة نبيه أَو رَحْمَة ربه إنتهى ٢٧ - وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عبد اللّه بن الشخير قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من قَرَأَ {قل هُوَ اللّه أحد} فِي مَرضه الَّذِي يَمُوت فِيهِ لم يفتن فِي قَبره وَأمن من ضغطة الْقَبْر وَحَمَلته الْمَلَائِكَة يَوْم الْقِيَامَة بأكفها حَتَّى تجيزه من الصِّرَاط إِلَى بَاب الْجنَّة ٢٨ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن الْوَلِيد بن عَمْرو بن وشاج قَالَ بَلغنِي أَن أول شَيْء يجد الْمَيِّت حَرَكَة عِنْد رجلَيْهِ فَيَقُول مَا أَنْت فَيَقُول أَنا عَمَلك ٢٩ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن يزِيد الرقاشِي قَالَ بَلغنِي أَن الْمَيِّت إِذا وضع فِي قَبره إحتوشته أَعماله ثمَّ أنطقها اللّه تَعَالَى ثمَّ قَالَت أَيهَا العَبْد الْمُنْفَرد فِي حفرته إنقطع عَنْك الأخلاء والأهلون فَلَا أنيس لَك الْيَوْم غَيرنَا ٣٠ - وَأخرج عَن عَطاء بن يسَار قَالَ إِذا وضع الْمَيِّت فِي لحده فَأول شَيْء يَأْتِيهِ عمله فَيضْرب فَخذه الشمَال فَيَقُول أَنا عَمَلك فَيَقُول أَيْن أَهلِي وَوَلَدي وعشيرتي وَمَا خولني اللّه تَعَالَى فَيَقُول تركت أهلك وولدك وعشيرتك وَمَا خولك اللّه وَرَاء ظهرك فَلم يدْخل قبرك مَعَك غَيْرِي فَيَقُول يَا لَيْتَني آثرتك على أَهلِي وَوَلَدي وعشيرتي وَمَا خولني اللّه تَعَالَى إِذْ لم يدْخل معي غَيْرك ٣١ - وَقَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْفضل عَن أبي الْمليح الرقي قَالَ إِذا أَدخل إِبْنِ آدم قَبره لم يبْق شَيْء كَانَ يخافه فِي الدُّنْيَا دون اللّه عز وَجل إِلَّا تمثل لَهُ يفزعه فِي لحده لِأَنَّهُ كَانَ فِي الدُّنْيَا يخافه دون اللّه عز وَجل |