٢٠ - بَاب دفن العبر فِي الأَرْض الَّتِي خلق مِنْهَا١ - وَأخرج الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مر فِي الْمَدِينَة فَرَأى جمَاعَة يحفرون قبرا فَسَأَلَ عَنهُ فَقَالُوا حبشِي قدم فَمَاتَ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَا إِلَه إِلَّا اللّه سيق من أرضه وسمائه إِلَى التربة الَّتِي خلق مِنْهَا ٢ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن إِبْنِ عمر أَن حَبَشِيًّا دفن فِي الْمَدِينَة فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دفن بالطينة الَّتِي خلق مِنْهَا ٣ - وَأخرج فِي الْأَوْسَط عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ مر بِنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نحفر قبرا فَقَالَ مَا تَصْنَعُونَ فَقُلْنَا نحفر قبرا لهَذَا الْمَيِّت الْأسود فَقَالَ جَاءَت بِهِ منيته إِلَى تربته ٤ - وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ خرج رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يطوف بِبَعْض نواحي الْمَدِينَة فَإِذا بِقَبْر يحْفر فَأقبل حَتَّى وقف عَلَيْهِ فَقَالَ لمن هَذَا قيل لرجل من الْحَبَشَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللّه سيق من أرضه وسمائه حَتَّى دفن فِي التربة الَّتِي مِنْهَا خلق ٥ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا من مَوْلُود إِلَّا وَقد ذَر عَلَيْهِ من تُرَاب حفرته ٦ - وَأخرج الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن الْملك الْمُوكل بالرحم يَأْخُذ النُّطْفَة من الرَّحِم فَيَضَعهَا عَن كَفه فَيَقُول يَا رب مخلقة أَو غير مخلقة فَإِن قَالَ مخلقة قَالَ يَا رب مَا الرزق مَا الْأَثر مَا الْأَجَل مَا الْعَمَل فَيَقُول أنظر فِي أم الْكتاب فَينْظر فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فيجد فِيهِ رزقه وأثره وأجله وَعَمله وَيَأْخُذ التُّرَاب الَّذِي يدْفن فِي بقعته وتعجن بِهِ نطفته فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم} ٧ - وَأخرج الدينَوَرِي فِي المجالسة عَن هِلَال بن يسَاف قَالَ مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا وَفِي سرته من تربة الأَرْض الَّتِي يَمُوت فِيهَا ٨ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن مطر بن عكامس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا قضى اللّه لعبد أَن يَمُوت بِأَرْض جعل لَهُ إِلَيْهَا حَاجَة ٩ - وَأخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن إِبْنِ مَسْعُود عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِذا كَانَت منية أحدكُم بِأَرْض أتيحت لَهُ الْحَاجة فيقصد إِلَيْهَا فَيكون أقْصَى أثر مِنْهُ فتقبض روحه فِيهَا فَتَقول الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة رب هَذَا مَا استودعتني ١٠ - وَأخرج الْحَكِيم عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن النُّطْفَة إِذا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِم أَخذهَا الْملك بكفيه قَالَ أَي رب أمخلقة أَو غير مخلقة فَإِن قَالَ غير مخلقة لم تكن نسمَة وقذفتها الْأَرْحَام دَمًا وَإِن قَالَ مخلقة قَالَ أَي رب أذكر أم أُنْثَى أشقي أم سعيد فَمَا الْأَجَل وَمَا الْأَثر وَمَا الرزق وَبِأَيِّ أَرض تَمُوت فَيَقُول إذهب إِلَى أم الْكتاب فَإنَّك ستجد هَذِه النُّطْفَة فِيهَا فَيُقَال للنطفة من رَبك فَتَقول النُّطْفَة اللّه فَيُقَال من رازقك فَتَقول اللّه فتخلق فتعيش فِي أَهلهَا وتأكل رزقها وَتَطَأ أَثَرهَا فَإِذا جَاءَ أجلهَا مَاتَت فدفنت فِي ذَلِك الْمَكَان ١١ - وَأخرج أَبُو نعيم وإبن مَنْدَه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إدفنوا مَوْتَاكُم وسط قوم صالحين فَإِن الْمَيِّت يتَأَذَّى بجار السوء كَمَا يتَأَذَّى الْحَيّ بجار السوء ١٢ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق بِسَنَد ضَعِيف عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إدفنوا مَوْتَاكُم فِي وسط قوم صالحين فَإِن الْمَيِّت يتَأَذَّى بجاره السوء كَمَا يتَأَذَّى الْحَيّ بجاره السوء ١٣ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر والماليني فِي المؤتلف والمختلف عَن عَليّ كرم اللّه وَجهه قَالَ أمرنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَن ندفن مَوتَانا وسط قوم صالحين فَإِن الْمَوْتَى يتأذون بالجار السوء كَمَا يتَأَذَّى بِهِ الْأَحْيَاء ١٤ - وَأخرج الْمَالِينِي عَن إِبْنِ عَبَّاس عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِذا مَاتَ لأحدكم الْمَيِّت فَأحْسنُوا كَفنه وعجلوا بإنجاز وَصيته وأعمقوا لَهُ فِي قَبره وجنبوه الْجَار السوء قيل يَا رَسُول اللّه وَهل ينفع الْجَار الصَّالح فِي الْآخِرَة قَالَ هَل ينفع فِي الدُّنْيَا قَالُوا نعم قَالَ كَذَلِك ينفع فِي الْآخِرَة ١٥ - وَأخرج الديلمي وإبن مَنْدَه من حَدِيث أم سَلمَة مَرْفُوعا أَحْسنُوا الْكَفَن وَلَا تُؤْذُوا مَوْتَاكُم بعويل وَلَا بتزكية وَلَا بِتَأْخِير وَصِيَّة وَلَا بقطيعة وعجلوا قَضَاء دينه واعدلوا بِهِ عَن جيران السوء ١٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور عَن عبد اللّه بن نَافِع الْمُزنِيّ قَالَ مَاتَ رجل بِالْمَدِينَةِ فَدفن بهَا فَرَآهُ رجل كَأَنَّهُ من أهل النَّار فَاغْتَمَّ لذَلِك ثمَّ أريه بعد سابعة أَو ثامنة كَأَنَّهُ من أهل الْجنَّة فَسَأَلَهُ قَالَ دفن مَعنا رجل من الصَّالِحين فشفع فِي أَرْبَعِينَ من جِيرَانه فَكنت فيهم ١٧ - وَأخرج إِبْنِ سعد عَن مُعَاوِيَة بن صَالح قَالَ لما حضر عمر بن عبد الْعَزِيز الْمَوْت أوصاهم فَقَالَ أحفروا لي وَلَا تعمقوا فَإِن خير الأَرْض أَعْلَاهَا وشرها أَسْفَلهَا ١٨ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من طرق عَن عَمْرو بن مهَاجر قَالَ مَاتَ سهل بن عبد الْعَزِيز أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز فَأمرنِي عمر أَن أحفر لَهُ وَقَالَ أحفر لَهُ على قدر طولك أَو إِلَى الْمنْكب وَلَا تبعد لَهُ فِي الأَرْض فَإِن أَعلَى الأَرْض أطهر وَفِي لفظ أطيب من أَسْفَلهَا ١٩ - وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وإبن عَسَاكِر وإبن مَنْدَه بِسَنَد فِيهِ ضعف وَانْقِطَاع عَن إِبْنِ عمر أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا مَاتَ تجملت الْمَقَابِر لمَوْته فَلَيْسَ مِنْهَا بقْعَة إِلَّا وَهِي تتمنى أَن يدْفن فِيهَا وَإِن الْكَافِر إِذا مَاتَ أظلمت الْمَقَابِر لمَوْته فَلَيْسَ مِنْهَا بقْعَة إِلَّا وَهِي تستجير بِاللّه أَن لَا يدْفن فِيهَا ٢٠ - وَأخرج إِبْنِ النجار فِي تَارِيخ بَغْدَاد عَن مُحَمَّد بن عبد اللّه الْأَسدي قَالَ شهِدت جَنَازَة بعض أهل عبد الصَّمد بن عَليّ فَجعل يحثهم ويعجلهم وَيَقُول أريحوها قبل الْمسَاء فَقُلْنَا لَهُ أتروي فِي هَذَا شَيْئا قَالَ نعم حَدثنِي أبي عَن جدي عبد اللّه بن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن مَلَائِكَة النَّهَار أرأف من مَلَائِكَة اللَّيْل ٢١ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من طَرِيق إِبْنِ وهب عَن حَرْمَلَة بن عمرَان عَن مُحَمَّد بن أبي مدرك عَن سُفْيَان بن وهب الْخَولَانِيّ قَالَ بَيْنَمَا نَحن نسير مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ فِي سفح هَذَا الْجَبَل يَعْنِي المقطم ومعنا الْمُقَوْقس فَقَالَ لَهُ يَا مقوقس مَا بَال جبلكم هَذَا أَقرع لَيْسَ عَلَيْهِ نَبَات وَلَا شجر على نَحْو من جبال الشَّام قَالَ مَا أَدْرِي وَلَكِن اللّه تَعَالَى أغْنى أَهله بِهَذَا النّيل عَن ذَلِك وَلَكنَّا نجد تَحْتَهُ مَا هُوَ خير من ذَلِك قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ ليدفن تَحْتَهُ قوم يَبْعَثهُم اللّه يَوْم الْقِيَامَة لَا حِسَاب عَلَيْهِم فَقَالَ عَمْرو اللّهمَّ إجعلني مِنْهُم قَالَ حَرْمَلَة إِن تَحْتَهُ قُبُور قبر عَمْرو بن الْعَاصِ فِيهِ وَفِيه قبر أبي نَضرة الْغِفَارِيّ وَعقبَة بن عَامر ٢٢ - وَأخرج الديلمي وَأَبُو الْفضل الطوسي فِي كتاب عُيُون الْأَخْبَار من طَرِيق ابْن هدبة عَن أنس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تبع جَنَازَة فَدَعَا بِثَوْب فَبسط على الْقَبْر وَقَالَ لَا تطلعوا فِي الْقَبْر فَإِنَّهَا أَمَانَة فلعسى أَن تحل العقد فترى حَيَّة سَوْدَاء متطوقه فِي عُنُقه وَلَعَلَّه يُؤمر بِهِ فَيسمع صَوت السلسلة ٢٣ - وَأخرج الطوسي والديلمي فِي مُسْند الفردوس من طَرِيق ابْن هدبة عَن أنس مَرْفُوعا إِن مشيعي الْجِنَازَة قد وكل اللّه بهم ملكا فهم مهتمون محزونون حَتَّى إِذا أسلموه فِي ذَلِك الْقَبْر وَرَجَعُوا رَاجِعين أَخذ كفا من تُرَاب فَرمى بِهِ وَهُوَ يَقُول إرجعوا إِلَى دنياكم أنساكم اللّه مَوْتَاكُم فينسون ميتهم وَيَأْخُذُونَ فِي شرائهم وبيعهم كَأَنَّهُمْ لم يَكُونُوا مِنْهُ وَلم يكن مِنْهُم ٢٤ - وروينا فِي أمالي ابْن بطة من طَرِيق عَطاء عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم للّه ملك مُوكل بالمقابر فَإِذا دفن الْمَيِّت وسوي عَلَيْهِ وتحولوا لينصرفوا قبض قَبْضَة من تُرَاب الْقَبْر فَرمى بهَا على أقفيتهم وَقَالَ انصرفوا إِلَى دنياكم وانسوا مَوْتَاكُم |