Geri

   

 

 

İleri

 

الباب الثالث عشر الكلام في عذاب القبر

وأنكرت المعتزلة عذاب القبر أعاذنا منه .

وقد روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم من وجوه كثيرة، وروي عن أصحابه رضي اللّه عنهم أجمعين، وما روي عن أحد منهم أنه أنكره ونفاه وجحده، فوجب أن يكون إجماعا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم .

وروى أبو بكر بن أبي شيبة

قال: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه،

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (تعوذوا باللّه من عذاب القبر) . (٢/ ٢٤٨)

وروى أحمد بن إسحاق الحضرمي،

قال: ثنا وهيب،

قال: ثنا موسى بن عقبة

قال: حدثتني أم خالد بنت خالد بن سعيد بن القاضي رضي اللّه عنها أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (يتعوذ من عذاب القبر) أعاذنا اللّه منه .

وروى أنس بن مالك رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه

قال: (لولا أن تدافنوا لسألت اللّه عز وجل أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني)

دليل آخر:

ومما يبين عذاب الكافرين في القبور قول اللّه تعالى: (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) (٤٦ /٤٠) ، (٢/ ٢٥٠) فجعل عذابهم يوم تقوم الساعة بعد عرضهم على النار في الدنيا غدوا وعشيا،

وقال تعالى: (سنعذبهم مرتين) من الآية (١٠١ /٩) مرة بالسيف، ومرة في قبورهم، ثم يردون إلى عذاب غليظ في الآخرة .

وأخبر اللّه تعالى أن الشهداء في الدنيا يرزقون ويفرحون بفضل اللّه تعالى،

قال اللّه تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم اللّه من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (١٦٩ - ١٧٠ /٣) وهذا لا يكون إلا في الدنيا؛ لأن الذين لم يلحقوا بهم أحياء لم يموتوا ولا قتلوا . (٢/ ٢٥١)