٧٣- باب حسن الخلق قَالَ اللّه تَعَالَى : { وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ ن : ٤ ] ، وقال تَعَالَى :{ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } [ آل عمران : ١٣٤ ] الآية . ٦٢١- وعن أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قال : كَانَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم أحْسَنَ النَّاس خُلُقاً . متفقٌ عَلَيْهِ . ٦٢٢- وعنه ، قَالَ : مَا مَسِسْتُ دِيبَاجاً وَلاَ حَرِيراً ألْيَنَ مِنْ كَفِّ رسولِ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، وَلاَ شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رسولِ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، وَلَقَدْ خدمتُ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم عَشْرَ سنين ، فما قَالَ لي قَطُّ : أُفٍّ، وَلاَ قَالَ لِشَيءٍ فَعَلْتُهُ : لِمَ فَعَلْتَه ؟ وَلاَ لشَيءٍ لَمْ أفعله : ألاَ فَعَلْتَ كَذا ؟ متفقٌ عَلَيْهِ . ٦٢٣- وعن الصعب بن جَثَّامَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : أهديتُ رسولَ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم حِمَاراً وَحْشِيّاً ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ ، فَلَمَّا رأى مَا في وجهي ، قَالَ : ( إنّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ لأنّا حُرُمٌ ) متفقٌ عَلَيْهِ . ٦٢٤- وعن النَّوَاس بنِ سمعان رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : سألتُ رسولَ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم عن البِرِّ وَالإثم ، فَقَالَ : ( البِرُّ : حُسنُ الخُلقِ ، والإثمُ : مَا حاك في صدرِك ، وكَرِهْتَ أن يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) رواه مسلم . ٦٢٥- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما ، قَالَ : لَمْ يكن رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم فَاحِشاً وَلاَ مُتَفَحِّشاً ، وكان يَقُولُ : ( إنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلاَقاً ) متفقٌ عَلَيْهِ . ٦٢٦- وعن أَبي الدرداءِ رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أن النبي صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( مَا مِنْ شَيْءٍ أثْقَلُ في مِيزَانِ العبدِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ ، وَإنَّ اللّه يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ ) رواه الترمذي ، وقال : ( حديث حسن صحيح ) . ( البَذِيُّ ) : هُوَ الَّذِي يتكلَّمُ بِالفُحْشِ ورديء الكلامِ . ٦٢٧- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : سُئِلَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم عَنْ أكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : ( تَقْوَى اللّه وَحُسنُ الخُلُقِ ) ، وَسُئِلَ عَنْ أكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ : ( الفَمُ وَالفَرْجُ ) رواه الترمذي، وقال : ( حديث حسن صحيح ). ٦٢٨- وعنه، قال: قَالَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم: ( أكْمَلُ المُؤمنينَ إيمَاناً أحسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ ) رواه الترمذي ، وقال : ( حديث حسن صحيح ) . ٦٢٩- وعن عائشة رضي اللّه عنها ، قالت : سَمِعْتُ رسولَ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، يقول : ( إنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ ) رواه أَبُو داود . ٦٣٠- وعن أَبي أُمَامَة الباهِليِّ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( أنَا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَض الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ ، وَإنْ كَانَ مُحِقّاً ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ ، وَإنْ كَانَ مَازِحاً ، وَبِبَيْتٍ في أعلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ ) . حديث صحيح ، رواه أَبُو داود بإسناد صحيح . ( الزَّعِيمُ ) : الضَّامِنُ . ٦٣١- وعن جابر رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنَّ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ ، وَأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ ، أحَاسِنَكُم أخْلاَقاً ، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إلَيَّ وَأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ ، الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهقُونَ ) قالوا : يَا رسول اللّه ، قَدْ عَلِمْنَا ( الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ ) ، فمَا المُتَفَيْهقُونَ ؟ قَالَ : ( المُتَكَبِّرُونَ ) رواه الترمذي ، وقال : ( حديث حسن ) . ( الثَّرْثَارُ ) : هُوَ كَثِيرُ الكَلاَمِ تَكَلُّفاً . وَ( المُتَشَدِّقُ ) : المُتَطَاوِلُ عَلَى النَّاسِ بِكَلاَمِهِ ، وَيَتَكَلَّمُ بِمَلءِ فِيهِ تَفَاصُحاً وَتَعْظِيماً لِكَلامِهِ ، وَ( المُتَفَيْهِقُ ) : أصلُهُ مِنَ الفَهْقِ وَهُوَ الامْتِلاَءُ ، وَهُوَ الَّذِي يَمْلأُ فَمَهُ بِالكَلاَمِ وَيَتَوَسَّعُ فِيهِ ، ويُغْرِبُ بِهِ تَكَبُّراً وَارْتِفَاعاً ، وَإظْهَاراً للفَضيلَةِ عَلَى غَيْرِهِ . وروى الترمذي عن عبد اللّه بن المباركِ رحِمه اللّه في تفسير حُسْنِ الخُلُقِ ، قَالَ : ( هُوَ طَلاَقَةُ الوَجه ، وَبَذْلُ المَعروف ، وَكَفُّ الأذَى ) . |