Geri

   

 

 

 

İleri

 

٢٧- باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم

والشفقة عليهم ورحمتهم

قَالَ اللّه تَعَالَى : { وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللّه فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه } [ الحج : ٣٠ ] ، 

وَقالَ تَعَالَى : { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللّه فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [ الحج : ٣٢ ] ، 

وَقالَ تَعَالَى : { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الحجر : ٨٨ ] ، 

وَقالَ تَعَالَى : { مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } [ المائدة : ٣٢ ] .

٢٢٣- وعن أَبي موسى رَضِيَ اللّه عَنْهُ ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً ) وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٢٤- وعنه ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ مَرَّ في شَيْءٍ مِنْ مَسَاجِدِنا ، أَوْ أَسْوَاقِنَا ، وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ ، أَوْ لِيَقْبِضْ عَلَى نِصَالِهَا بكَفّه ؛ أنْ يُصِيبَ أحَداً مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْهَا بِشَيْء ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٢٥- وعن النعمان بن بشير رضي اللّه عنهما ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٢٦- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ ،

قَالَ : قَبَّلَ النَّبيُّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم الحَسَنَ بْنَ عَليٍّ رضي اللّه عنهما ، وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِس ، فَقَالَ الأقْرَعُ : إن لِي عَشرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أحَداً . فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، 

فَقَالَ : ( مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ ! ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٢٧- وعن عائشة رضي اللّه عنها ،

قَالَتْ : قَدِمَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ عَلَى رسولِ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، فقالوا : أتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ ؟ 

فَقَالَ : ( نَعَمْ )

قالوا : لَكِنَّا واللّه مَا نُقَبِّلُ! فَقَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( أَوَ أَمْلِك إنْ كَانَ اللّه نَزَعَ مِنْ قُلُوبِكُم الرَّحْمَةَ ! ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٢٨- وعن جرير بن عبد اللّه رَضِيَ اللّه عَنْهُ ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ لاَ يَرْحَم النَّاسَ لاَ يَرْحَمْهُ اللّه ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٢٩- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنّ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ،

قَالَ : ( إِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ للنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ ، فَإن فيهِم الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبيرَ ، وَإِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّل مَا شَاءَ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

وفي رواية : ( وذَا الحَاجَةِ ) .

٢٣٠- وعن عائشة رضي اللّه عنها ،

قَالَتْ : إنْ كَانَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم لَيَدَعُ العَمَلَ، وَهُوَ يُحبُّ أنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيَةَ أنْ يَعمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ علَيْهِمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

٢٣١- وَعَنْهَا رضي اللّه عنها ،

قَالَتْ : نَهَاهُمُ النَّبيُّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم عنِ الوِصَال رَحمَةً لَهُمْ ، فَقَالُوا : إنَّكَ تُوَاصِلُ ؟

قَالَ : ( إنّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ ، إنِّي أبيتُ يُطْعمُني رَبِّي وَيَسقِيني ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

مَعنَاهُ : يَجْعَلُ فِيَّ قُوَّةَ مَنْ أَكَلَ وَشَرِبَ .

٢٣٢- وعن أَبي قَتادةَ الحارثِ بن رِبعِي رَضِيَ اللّه عَنْهُ ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم( إنِّي لأَقُومُ إِلَى الصَّلاة ، وَأُرِيدُ أنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ، فَأسْمَع بُكَاءَ الصَّبيِّ فَأَتَجَوَّزَ في صَلاتي كَرَاهية أنْ أشُقَّ عَلَى أُمِّهِ ) رواه البخاري .

٢٣٣- وعن جندب بن عبد اللّه رَضِيَ اللّه عَنْهُ ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللّه فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللّه مِنْ ذِمَّته بشَيءٍ ، فَإنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ منْ ذمَّته بشَيءٍ يُدْركْهُ ، ثُمَّ يَكُبُّهُ عَلَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ ) رواه مسلم .

٢٣٤- وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما : أنَّ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم ، لا يَظْلِمهُ ، وَلاَ يُسْلمُهُ . مَنْ كَانَ في حَاجَة أخيه ، كَانَ اللّه في حَاجَته ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً ، فَرَّجَ اللّه عَنْهُ بها كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللّه يَومَ القِيامَةِ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٣٥- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم :

( المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمُ ، لاَ يَخُونُهُ ، وَلاَ يَكْذِبُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالهُ وَدَمُهُ ، التَّقْوى هاهُنَا ، بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخَاهُ المُسْلِم ) رواه الترمذي ، وَقالَ : ( حديث حسن ) .

٢٣٦- وعنه ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لا تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَنَاجَشُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ يَبعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْع بَعْض ، وَكُونُوا عِبَادَ اللّه إخْوَاناً ، المُسْلِمُ أخُو المُسْلم : لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلا يَحْقِرُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، التَّقْوَى هاهُنَا - ويشير إِلَى صدره ثلاث مرات- بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخَاهُ  المُسْلِمَ ، كُلُّ المُسْلم عَلَى المُسْلم حَرَامٌ ، دَمُهُ ومَالُهُ وعرْضُهُ ) رواه مسلم .

( النَّجْشُ ) : أنْ يزيدَ في ثَمَنِ سلْعَة يُنَادَى عَلَيْهَا في السُّوقِ وَنَحْوه ، وَلاَ رَغْبَةَ لَهُ في شرَائهَا بَلْ يَقْصدُ أنْ يَغُرَّ غَيْرَهُ ، وهَذَا حَرَامٌ .

وَ( التَّدَابُرُ ) : أنْ يُعْرضَ عَنِ الإنْسَان ويَهْجُرَهُ وَيَجْعَلهُ كَالشَيءِ الَّذِي وَرَاء الظَّهْر وَالدُّبُر .

٢٣٧- وعن أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، عن النَّبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ،

قَالَ : ( لاَ يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لنَفْسِهِ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

٢٣٨- وعنه ،

قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً ) فَقَالَ  رجل : يَا رَسُول اللّه ، أنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً ، أرَأيْتَ إنْ كَانَ ظَالِماً كَيْفَ أنْصُرُهُ ؟

قَالَ : ( تحْجُزُهُ - أَوْ تمْنَعُهُ - مِنَ الظُلْمِ فَإِنَّ ذلِكَ نَصرُهُ ) رواه البخاري .

٢٣٩- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنَّ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ،

قَالَ : ( حَقُّ المُسْلِم عَلَى المُسْلِم خَمْسٌ : رَدُّ السَّلامِ ، وَعِيَادَةُ المَريض ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ ، وَإجَابَةُ الدَّعْوَة ، وتَشْميتُ العَاطِسِ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

وفي رواية لمسلم : ( حَقُّ المُسْلِم عَلَى المُسْلِم ستٌّ : إِذَا لَقيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيهِ ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأجبْهُ ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللّه فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ ) .

٢٤٠- وعن أَبي عُمَارة البراءِ بن عازب رضي اللّه عنهما ،

قَالَ : أمرنا رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم بسبع ، ونهانا عن سبع : أمَرَنَا بعيَادَة المَرِيض ، وَاتِّبَاعِ الجَنَازَةِ ، وتَشْمِيتِ العَاطسِ، وَإبْرار المُقْسِم، ونَصْرِ المَظْلُوم ، وَإجَابَةِ الدَّاعِي ، وَإِفْشَاءِ السَّلامِ ، ونَهَانَا عَنْ خَواتِيمٍ أَوْ تَخَتُّمٍ بالذَّهَبِ ، وَعَنْ شُرْبٍ بالفِضَّةِ ، وَعَن الميَاثِرِ الحُمْرِ ، وَعَن القَسِّيِّ ، وَعَنْ لُبْسِ الحَريرِ والإسْتبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

وفي رواية : وَإنْشَادِ الضَّالَّةِ في السَّبْعِ الأُوَل .

( المَيَاثِرُ ) بياء مثَنَّاة قبل الألفِ ، وثاء مُثَلَّثَة بعدها : وهي جَمْعُ ميثَرة ، وهي شيء يُتَّخَذُ مِنْ حرير وَيُحْشَى قطناً أَوْ غيره ، وَيُجْعَلُ في السَّرْجِ وَكُور البَعير يجلس عَلَيهِ الراكب . ( القَسِّيُّ ) بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة : وهي ثياب تنسج مِنْ حرير وَكتَّانٍ مختلِطينِ . ( وَإنْشَادُ الضَّالَّةِ ) : تعريفها .