١٣- باب في بيان كثرة طرق الخير قَالَ اللّه تَعَالَى : { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّه بِهِ عَلِيمٌ } [ البقرة :٢١٥ ]، وَقالَ تَعَالَى : { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّه } [ البقرة :١٩٧] ، وَقالَ تَعَالَى : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } [ الزلزلة : ٧ ] ، وَقالَ تَعَالَى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ } [ الجاثـية : ١٥] والآيات في الباب كثيرة . وأما الأحاديث فكثيرة جداً وهي غيرُ منحصرةٍ فنذكُرُ طرفاً مِنْهَا : ١١٨- الأول: عن أبي ذر جُنْدبِ بنِ جُنَادَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ: قُلْتُ : يَا رسولَ اللّه، أيُّ الأعمالِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : ( الإيمانُ باللّه وَالجِهادُ في سَبيلِهِ ) . قُلْتُ : أيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : ( أنْفَسُهَا عِنْدَ أهلِهَا وَأكثَرهَا ثَمَناً ) . قُلْتُ : فإنْ لَمْ أفْعَلْ ؟ قَالَ : ( تُعِينُ صَانِعاً أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ ) . قُلْتُ : يَا رَسُول اللّه ، أرأيْتَ إنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ العَمَلِ ؟ قَالَ : ( تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ ؛ فإنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ ) مُتَّفَقٌ عليه . ( الصَّانِعُ ) بالصاد المهملة هَذَا هُوَ المشهور ، وروي ( ضائعاً ) بالمعجمة : أي ذا ضِياع مِنْ فقرٍ أَوْ عيالٍ ونحوَ ذلِكَ ، ( وَالأَخْرَقُ ) : الَّذِي لا يُتقِنُ مَا يُحَاوِل فِعلهُ . ١١٩- الثاني : عن أبي ذر أيضاً رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنَّ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى منْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ : فَكُلُّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحمِيدةٍ صَدَقَة ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةٌ ، وَأمْرٌ بِالمعرُوفِ صَدَقةٌ ، ونَهيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقةٌ ، وَيُجزِىءُ مِنْ ذلِكَ رَكْعَتَانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحَى ) رواه مسلم . ( السُّلامَى ) بضم السين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم : المفصل . ١٢٠- الثالث : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبيُّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ في مَحَاسِنِ أعْمَالِهَا الأذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّريقِ ، وَوَجَدْتُ في مَسَاوِىءِ أعمَالِهَا النُّخَاعَةُ تَكُونُ في المَسْجِدِ لا تُدْفَنُ ) رواه مسلم . ١٢١- الرابع : عَنْهُ : أنَّ ناساً قالوا : يَا رَسُولَ اللّه ، ذَهَبَ أهلُ الدُّثُور بالأُجُورِ ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أمْوَالِهِمْ ، قَالَ : ( أَوَلَيسَ قَدْ جَعَلَ اللّه لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ بِهِ : إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقةً ، وَكُلِّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةً ، وَكُلِّ تَحمِيدَةٍ صَدَقَةً ، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً ، وَأمْرٌ بالمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ) قالوا : يَا رسولَ اللّه ، أيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أجْرٌ ؟ قَالَ : ( أرَأيتُمْ لَوْ وَضَعَهَا في حَرامٍ أَكَانَ عَلَيهِ وِزرٌ ؟ فكذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا في الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ ) رواه مسلم . ( الدُّثُورُ ) بالثاء المثلثة : الأموال وَاحِدُهَا : دثْر . ١٢٢- الخامس : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لي النَّبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لا تَحْقِرنَّ مِنَ المَعرُوفِ شَيئاً وَلَوْ أنْ تَلقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَليقٍ ) رواه مسلم . ١٢٣- السادس : عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيهِ صَدَقَةٌ ، كُلَّ يَومٍ تَطلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ : تَعْدِلُ بَينَ الاثْنَينِ صَدَقةٌ ، وتُعِينُ الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ ، فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالكَلِمَةُ الطَيِّبَةُ صَدَقَةٌ ، وبكلِّ خَطْوَةٍ تَمشيهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ ، وتُميطُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ صَدَقَةٌ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . ورواه مسلم أيضاً من رواية عائشة رَضي اللّه عنها ، قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( إنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إنْسان مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وثلاثمئة مفْصَل ، فَمَنْ كَبَّرَ اللّه ، وحَمِدَ اللّه ، وَهَلَّلَ اللّه ، وَسَبَّحَ اللّه ، وَاسْتَغْفَرَ اللّه ، وَعَزَلَ حَجَراً عَنْ طَريقِ النَّاسِ ، أَوْ شَوْكَةً ، أَوْ عَظماً عَن طَريقِ النَّاسِ ، أَوْ أمَرَ بمَعْرُوف ، أَوْ نَهَى عَنْ منكَر ، عَدَدَ السِّتِّينَ والثَّلاثِمئَة فَإنَّهُ يُمْسِي يَومَئِذٍ وقَدْ زَحْزَحَ نَفسَهُ عَنِ النَّارِ ) . ١٢٤- السابع : عَنْهُ ، عن النَّبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِد أَوْ رَاحَ ، أَعَدَّ اللّه لَهُ في الجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . ( النُّزُلُ ) : القوت والرزق وما يُهيأُ للضيف . ١٢٥- الثامن : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( يَا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ ، لاَ تَحْقِرنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شاةٍ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . قَالَ الجوهري : الفرسِن منَ البَعيرِ كالحَافِرِ مِنَ الدَّابَةِ قَالَ : وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ في الشَّاةِ . ١٢٦- التاسع : عَنْهُ ، عن النَّبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبعُونَ أَوْ بِضعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً : فَأفْضَلُهَا قَولُ : لا إلهَ إلاَّ اللّه ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ ، والحياءُ شُعبَةٌ مِنَ الإيمان ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . ( البِضْعُ ) من ثلاثة إِلَى تسعة بكسر الباء وقد تفتح. وَ( الشُّعْبَةُ ) : القطعة. ١٢٧- العاشر : عَنْهُ : أنَّ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( بَينَما رَجُلٌ يَمشي بِطَريقٍ اشْتَدَّ عَلَيهِ العَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئراً فَنَزَلَ فِيهَا فَشربَ ، ثُمَّ خَرَجَ فإذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يأكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الكَلْبُ مِنَ العَطَشِ مِثلُ الَّذِي كَانَ قَدْ بَلَغَ مِنِّي فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءً ثُمَّ أمْسَكَهُ بفيهِ حَتَّى رَقِيَ ، فَسَقَى الكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللّه لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ ) قالوا : يَا رَسُول اللّه ، إنَّ لَنَا في البَهَائِمِ أَجْراً ؟ فقَالَ : ( في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وفي رواية للبخاري : ( فَشَكَرَ اللّه لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ ، فأدْخَلَهُ الجَنَّةَ ) وفي رواية لهما : ( بَيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يقتلُهُ العَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إسْرَائِيل ، فَنَزَعَتْ مُوقَها فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ ) . ( المُوقُ ) : الخف . وَ( يُطِيفُ ) : يدور حول ( رَكِيَّةٍ ) : وَهِي البئر . ١٢٨- الحادي عشر : عَنْهُ ، عن النَّبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( لَقدْ رَأيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَرِيقِ كَانَتْ تُؤذِي المُسْلِمِينَ ) رواه مسلم . وفي رواية : ( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهرِ طَرِيقٍ ، فَقَالَ : وَاللّه لأُنْحِيَنَّ هَذَا عَنِ المُسْلِمينَ لا يُؤذِيهِمْ ، فَأُدخِلَ الجَنَّةَ ) . وفي رواية لهما : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشي بِطَريقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوكٍ عَلَى الطريقِ فأخَّرَه فَشَكَرَ اللّه لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ ) . ١٢٩- الثاني عشر : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ، ثُمَّ أَتَى الجُمعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْن الجُمُعَةِ وَزِيادَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ ، وَمَنْ مَسَّ الحَصَا فَقَدْ لَغَا ) رواه مسلم . ١٣٠- الثالث عشر : عَنْهُ : أنَّ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( إِذَا تَوَضَّأ العَبْدُ المُسْلِمُ ، أَو المُؤمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَينيهِ مَعَ المَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ ، فَإِذا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيهِ كُلُّ خَطِيئَة كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ المَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مشتها رِجْلاَهُ مَعَ المَاء أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيّاً مِنَ الذُّنُوبِ ) رواه مسلم . ١٣١- الرابع عشر : عَنْهُ ، عن رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّراتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ ) رواه مسلم . ١٣٢- الخامس عشر : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( ألا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللّه بِهِ الخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ ) قَالُوا : بَلَى ، يَا رسولَ اللّه ، قَالَ : ( إِسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ ) رواه مسلم . ١٣٣- السادس عشر : عن أبي موسى الأشعرِيِّ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . ( البَرْدَانِ ) : الصبح والعصر . ١٣٤- السابع عشر : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيماً صَحِيحاً ) رواه البخاري . ١٣٥- الثامن عشر : عن جَابرٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ) رواه البخاري ، ورواه مسلم مِنْ رواية حُذَيفة رَضِيَ اللّه عَنْهُ . ١٣٦- التاسع عشر : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً ، وَمَا سُرِقَ مِنهُ لَهُ صَدَقَةً ، وَلاَ يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً ) رواه مسلم . وفي رواية لَهُ : ( فَلاَ يَغْرِسُ المُسْلِمُ غَرْساً فَيَأْكُلَ مِنْهُ إنْسَانٌ وَلاَ دَابَّةٌ وَلاَ طَيْرٌ إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقة إِلَى يَومِ القِيَامةِ ). وفي رواية لَهُ : ( لاَ يَغرِسُ مُسْلِمٌ غَرساً ، وَلاَ يَزرَعُ زَرعاً ، فَيَأكُلَ مِنهُ إنْسَانٌ وَلاَ دَابَةٌ وَلاَ شَيءٌ ، إلاَّ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً ) . وروياه جميعاً من رواية أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ . قوله : ( يَرْزَؤُهُ ) أي ينقصه . ١٣٧- العشرون : عَنْهُ ، قَالَ : أراد بنو سَلِمَةَ أَن يَنتقِلوا قرب المسجِدِ فبلغ ذلِكَ رسولَ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَقَالَ لهم : ( إنَّهُ قَدْ بَلَغَني أنَّكُمْ تُرِيدُونَ أنْ تَنتَقِلُوا قُربَ المَسجِد ؟ ) فقالُوا : نَعَمْ ، يَا رَسُول اللّه قَدْ أَرَدْنَا ذلِكَ . فَقَالَ : ( بَنِي سَلِمَةَ ، دِيَارَكُمْ ، تُكْتَبْ آثَارُكُمْ ، ديَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ ) رواه مسلم . وفي روايةٍ : ( إنَّ بِكُلِّ خَطوَةٍ دَرَجَةً ) رواه مسلم . رواه البخاري أيضاً بِمَعناه مِنْ رواية أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ . وَ( بَنُو سَلِمَةَ ) بكسر اللام : قبيلة معروفة مِنَ الأنصار رضي اللّه عَنْهمْ ، وَ( آثَارُهُمْ ) : خطاهُم . ١٣٨- الحادي والعشرون : عن أبي المنذِر أُبيِّ بنِ كَعْب رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ لا أعْلَمُ رَجلاً أبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ صَلاةٌ ، فَقيلَ لَهُ أَوْ فَقُلْتُ لَهُ : لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَاراً تَرْكَبُهُ في الظَلْمَاء وفي الرَّمْضَاء ؟ فَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي أنَّ مَنْزِلي إِلَى جَنْبِ المَسْجِدِ إنِّي أريدُ أنْ يُكْتَبَ لِي مَمشَايَ إِلَى المَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أهْلِي ، فَقَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( قَدْ جَمَعَ اللّه لَكَ ذلِكَ كُلَّهُ ) رواه مسلم . وفي رواية : ( إنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ ) . ( الرَّمْضَاءُ ) : الأرْضُ التي أصابها الحر الشديد . ١٣٩- الثاني والعشرون : عن أبي محمد عبدِ اللّه بنِ عمرو بن العاصِ رَضي اللّه عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( أرْبَعُونَ خَصْلَةً : أعْلاَهَا مَنيحَةُ العَنْزِ ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَة مِنْهَا ؛ رَجَاءَ ثَوَابِهَا وتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا ، إلاَّ أدْخَلَهُ اللّه بِهَا الجَنَّةَ ) رواه البخاري . ( المَنيحَةُ ) : أنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهَا لِيَأكُلَ لَبَنَهَا ثُمَّ يَرُدَّهَا إِلَيْهِ . ١٤٠- الثالث والعشرون : عن عَدِي بنِ حَاتمٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : سمعت النَّبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، يقول : ( اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشقِّ تَمْرَةٍ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وفي رواية لهما عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَينَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إلاَّ مَا قَدَّمَ ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرى إلاَّ مَا قَدَّمَ ، وَيَنظُرُ بَيْنَ يَدَيهِ فَلاَ يَرَى إلاَّ النَّار تِلقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ ) . ١٤١- الرابع والعشرون : عن أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( إنَّ اللّه لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أنْ يَأكُلَ الأَكْلَةَ ، فَيَحمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ ، فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم . وَ( الأَكْلَةُ ) بفتح الهمزة : وَهيَ الغَدْوَةُ أَو العَشْوَةُ . ١٤٢- الخامس والعشرون : عن أَبي موسى رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، عن النَّبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ :( عَلَى كلّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ ) قَالَ : أرأيتَ إنْ لَمْ يَجِدْ ؟ قَالَ : ( يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ ) قَالَ : أرأيتَ إن لَمْ يَسْتَطِعْ ؟ قَالَ : ( يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ ) قَالَ : أرأيتَ إنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ، قَالَ : ( يَأمُرُ بِالمعْرُوفِ أوِ الخَيْرِ ) قَالَ : أرَأيْتَ إنْ لَمْ يَفْعَلْ ؟ قَالَ : ( يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . |