Geri

   

 

 

İleri

 

 ٨- النوع الثامن معرفة آخر ما نزل

 فيه اختلاف

٣٠٧ فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة

٣٠٨ وأخرج البخاري عن ابن عباس قال آخر آية نزلت آية الربا

٣٠٩ وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه وذروا ما بقي من الربا وعند أحمد وابن ماجه عن عمر من آخر ما نزل آية الربا

٣١٠ وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا عمر   

٢٦

 فقال إن من آخر القرآن نزولا آية الربا

٣١١ وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال آخر شيء نزل من القرآن واتقوا يوما ترجعون فيه الآية

٣١٢ وأخرج ابن مردويه نحوه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ آخر آية نزلت

٣١٣ وأخرجه ابن جرير من طريق العوفي والضحاك عن ابن عباس

٣١٤ وقال الفريأبي في تفسيره حدثنا سفيان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال آخر آية نزلت واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه الآية وكان بين نزولها وبين موت النبي أحد وثمانون يوما

٣١٥  وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال آخر ما نزل من القرآن كله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه الآية وعاش النبي بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول

٣١٦ وأخرج ابن جرير مثله عن ابن جريج

٣١٧ وأخرج من طريق عطية عن أبي سعيد قال آخر آية نزلت واتقوا يوما ترجعون الآية

٣١٨ وأخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين

٣١٩ وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد

٣٢٠ قلت ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا واتقوا يوما وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء آخر ما نزل يستفتونك أي في شأن الفرائض

٣٢١ وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا واتقوا يوما أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى

٣٢٢ وفي المستدرك عن أبي بن كعب قال آخر آية نزلت لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر السورة

٣٢٣ وروى عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبي أنهم جمعوا القرآن في خلافة أبي بكر وكان رجال يكتبون فلما انتهوا إلى هذه الآية منسورة براءة ثم انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال لهم أبي بن كعب إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏أقرأني بعدها آيتين لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى قوله وهو رب العرش العظيم وقال هذا آخر ما نزل من القرآن قال فختم بما فتح به باللّه الذي لا إله إلا هو وهو قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون

 ٣٢٤ وأخرج ابن مردويه عن أبي أيضا قال آخر القرآن عهدا باللّه هاتان الآيتان لقد جاءكم رسول من أنفسكم وأخرجه ابن الأنباري بلفظ أقرب القرآن بالسماء عهدا

 ٣٢٥ وأخرج أبو الشيخ في تفسيره من طريق علي بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس قال آخر آية نزلت لقد جاءكم رسول من أنفسكم

 ٣٢٦ وأخرج مسلم عن ابن عباس قال آخر سورة نزلت إذا جاء نصر اللّه والفتح

 ٣٢٧ وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه الحديث

 ٣٢٨ وأخرجا أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح

قلت يعني إذا جاء نصر اللّه

٣٢٩ وفي حديث عثمان المشهور براءة من آخر القرآن نزولا

٣٣٠ قال البيهقي يجمع بين هذه الاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده

 ٣٣١ وقال القاضي أبو بكر في الانتصار هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي وكل قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليلوغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب انتهى

 ٣٣٢ ومن غريب ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن   

٢٧

جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية فمن كان يرجو لقاء ربه الآية وقال إنها آخر آية نزلت من القرآن قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة

٣٣٣ قلت ومثله ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها شيء

٣٣٤ وعند أحمد والنسائي عنه لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء

٣٣٥ وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل إلى آخرها

٣٣٦ قلت وذلك أنها قالت يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏أرى اللّه يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ولا تتمنوا ما فضل اللّه به بعضكم على بعض ونزلت إن المسلمين والمسلمات ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة

٣٣٧ وأخرج ابن جرير عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏من فارق الدنيا على الإخلاص للّه وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها واللّه عنه راض قال أنس وتصديق ذلك في كتاب اللّه في آخر ما نزل فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة الآية قلت يعني في آخر سورة نزلت

٣٣٨وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما الآية من آخر ما نزل

٣٣٩ وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى تنبيه

٣٤٠ من المشكل على ما تقدم قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك وقد استشكل ذلك ابن جرير وقال الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة وأتممت عليكم نعمتي