Geri

   

 

 

İleri

 

 ٧- النوع السابع معرفة أول ما نزل

 اختلف في أول ما نزل من القرآن على أقوال

أحدها وهو الصحيح اقرأ باسم ربك

٢٧٤ روى الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي اللّه عنها فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏ترجف بوادره الحديث

٢٧٥ وأخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل وصححاه عن عائشة قالت أول سورة نزلت من القرآن اقرأ باسم ربك

٢٧٦ وأخرج الطبراني في الكبير بسند على شرط الصحيح عن أبي رجاء العطاردي قال كان أبو موسى يقرئنا فيجلسنا حلقا عليه ثوبان أبيضان فإذا تلا هذه السورة اقرأ باسم ربك الذي خلق قال هذه أول سورة أنزلت على محمد

٢٧٧ وقال سعيد بن منصور في سننه حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال جاء جبريل إلى النبي فقال له اقرأ قال وما اقرأ فواللّه ما أنا بقارئ فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق فكان يقول هو أول ما أنزل

٢٧٨ وقال أبو عبيد في فضائله حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال إن أول ما أنزل من القرآن اقرأ باسم ربك و ن والقلم

٢٧٩ وأخرج ابن أشتة في   

٢٣

كتاب المصاحف عن عبيد بن عمير قال جاء جبريل إلى النبي بنمط فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال اقرأ باسم ربك فيرون أنها أول سورة أنزلت من السماء

٢٨٠ وأخرج عن الزهري أن النبي كان بحراء إذ أتى ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى ما لم يعلم

القول الثاني يا أيها المدثر

٢٨١ روى الشيخان عن سلمة بن عبد الرحمن قال سألت جابر بن عبد اللّه أي القرآن أنزل قبل قال يا أيها المدثر قلت أو اقرأ باسم ربك قال أحدثكم ما حدثنا به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني فأنزل اللّه يا أيها المدثر قم فأنذر

٢٨٢ وأجاب الأول عن هذا الحديث بأجوبة

أحدها أن السؤال كان عن نزول سورة كاملة فبين أن سورة المدثر نزلت بكمالها قبل نزول تمام سورة اقرأ فإنها أول ما نزل منها صدرها ويؤيد هذا ما في الصحيحين أيضا عن أبي سلمة عن جابر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء على كرسي بين السماء والأرض فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل اللّه يا أيها المدثر فقوله الملك الذي جاءني بحراء يدل على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي نزل فيها اقرأ باسم ربك

ثانيها أن مراد جابر بالأولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي لا أولية مطلقة

ثالثها أن المراد أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار وعبر بعضهم عن هذا بقوله أول ما نزل للنبوة اقرأ باسم ربك وأول ما نزل للرسالة يا أيها المدثر

رابعها أن المراد أول ما نزل بسبب متقدم وهو ما وقع من التدثر الناشئ عن الرعب وأما اقرأ فنزلت ابتداء بغير سبب متقدم ذكره ابن حجر

خامسها أن جابرا استخرج ذلك باجتهاده وليس هو من روايته فيقدم عليه ما روته عائشة قاله الكرماني وأحسن هذه الأجوبة الأول والأخير

القول الثالث سورة الفاتحة

٢٨٣ قال في الكشاف ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت اقرأ وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب

٢٨٤ قال ابن حجر والذي ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم يقل به إلا عدد أقل من القليل بالنسبة إلى من قال بالأول وحجته ما أخرجه البيهقي في الدلائل والواحدي من طريق يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن أبيه عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏قال لخديجة إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد واللّه خشيت أن يكون هذا أمرا فقالت معاذ اللّه ما كان اللّه ليفعل بك فواللّه إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثه له وقالت اذهب مع محمد إلى ورقة فانطلقا فقصا عليه فقال إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هاربا في الأفق فقال لا تفعل إذا أتاك فأثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه رب العالمين حتى بلغ ولا الضالين الحديث

هذا مرسل رجاله ثقات

٢٨٥ وقال البيهقي إن كان محفوظا يحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعدما نزلت عليه اقرأ و المدثر

القول الرابع بسم اللّه الرحمن الرحيم

٢٨٦ حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولا زائدا

٢٨٧ وأخرج الواحدي بإسناده عن عكرمة والحسن قالا أول ما نزل من القرآن بسم اللّه الرحمن الرحيم وأول سورة اقرأ باسم ربك

٢٨٨ وأخرج ابن جرير وغيره من طريق الضحاك عن ابن عباس قال أول ما نزل جبريل على النبي قال يا محمد استعذ ثم قل بسم اللّه الرحمن الرحيم

٢٨٩ وعندي أن هذا لا يعد قولا برأسه فإنه من ضرورة نزول السورة نزول البسملة معها فهي أول آية نزلت على الإطلاق

٢٩٠ وورد في أول ما نزل حديث آخر روى الشيخان عن عائشة قالت إن أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام

٢٩١ وقد  

٢٤

 استشكل هذا بأن أول ما نزل اقرأ وليس فيها ذكر الجنة والنار وأجيب بأن من مقدره أي من أول ما نزل والمراد سورة المدثر فإنها أول ما نزل بعد فترة الوحي وفي آخرها ذكر الجنة والنار فلعل آخرها نزل قبل نزول بقية اقرأ

فرع

٢٩٢ أخرج الواحدي من طريق الحسين بن واقد قال سمعت علي بن الحسين يقول أول سورة نزلت بمكة اقرأ باسم ربك وآخر سورة نزلت بها المؤمنون ويقال العنكبوت وأول سورة نزلت بالمدينة ويل للمطففين وآخر سورة نزلت بها براءة وأول سورة أعلنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏بمكة النجم

٢٩٣ وفي شرح البخاري لابن حجر اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة أنزلت بالمدينة وفي دعوى الاتفاق نظر لقول علي بن الحسين المذكور

٢٩٤ وفي تفسير النسفي عن الواقدي إن أول سورة نزلت بالمدينة سورة القدر

٢٩٥ وقال أبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض في جزئه المشهور حدثنا أبو العباس عبيد اللّه بن محمد بن أعين البغدادي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا أمية الأزدي عن جابر بن زيد قال أول ما أنزل اللّه من القرآن بمكة اقرأ باسم ربك ثم ن والقلم ثم يا أيها المزمل ثم يا أيها المدثر ثم الفاتحة ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثم والليل إذا يغشى ثم والفجر ثم والضحى ثم ألم نشرح ثم والعصر ثم والعاديات ثم الكوثر ثم ألهاكم ثم أرأيت الذي يكذب ثم الكافرون ثم ألم تر كيف ثم قل أعوذ برب الفلق ثم قل أعوذ برب الناس ثم قل هو اللّه أحد ثم والنجم ثم عبس ثم إنا أنزلناه ثم والشمس وضحاها ثم البروج ثم والتين ثم لإيلاف ثم القارعة ثم القيامة ثم ويل لكل همزة ثم والمرسلات ثم ق ثم البلد ثم الطارق ثم اقتربت الساعة ثم ص ثم الأعراف ثم الجن ثم يس ثم الفرقان ثم الملائكة ثم كهيعص ثم طه ثم الواقعة ثم الشعراء ثم طس سليمان ثم طسم القصص ثم بني إسرائيل ثم التاسعة يعني يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم حم المؤمن ثم حم السجدة ثم حم الزخرف ثم حم الدخان ثم حم الجاثية ثم حم الأحقاف ثم الذاريات ثم الغاشية ثم الكهف ثم حم عسق ثم تنزيل السجدة ثم الأنبياء ثم النحل أربعين وبقيتها بالمدينة ثم إنا أرسلنا نوحا ثم الطور ثم المؤمنون ثم تبارك ثم الحاقة ثم سأل ثم عم يتساءلون ثم والنازعات ثم إذا السماء انفطرت ثم إذا السماء انشقت ثم الروم ثم العنكبوت ثم ويل للمطففين فذاك ما أنزل بمكة

وأنزل بالمدينة سورة البقرة ثم آل عمران ثم الأنفال ثم الأحزاب ثم المائدة ثم الممتحنة ثم إذا جاء نصر اللّه ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم التحريم ثم الجمعة ثم التغابن ثم سبح الحواريين ثم الفتح ثم التوبة وخاتمة القرآن

٢٩٦ قلت هذا سياق غريب وفي هذا الترتيب نظر

وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن وقد اعتمد البرهان الجعبري على هذا الأثر في قصيدته التي سماها تقريب المأمول في ترتيب النزول فقال

مكيها ست ثمانون اعتلت ٠ نظمت على وفق النزول لمن تلا

أقرأ ونون مزمل مدثر) ٠ والحمد تبت كورت الأعلى علا

ليل وفجر والضحى شرح وعصر٠ العاديات وكوثر الهاكم تلا

أرأيت قل بالفيل مع فلق كذا ٠ ناس وقل هو نجمها عبس جلا

قدر وشمس والبروج وتينها ٠ لايلاف قارعة قيامة أقبلا

ويل لكل المرسلات وقاف مع ٠ بلد وطارقها مع اقتربت كلا

صاد وأعراف وجن ثم ياسين٠ وفرقان وفاطر اعتلى

كاف وطه ثلة الشعرا ونمل٠ قص الاسرا يونس هود ولا

قل يوسف حجر وأنعام٠ وذبح ثم لقمان سبأ زمر جلا

مع غافر مع فصلت مع زخرف٠ ودخان جاثية وأحقاف تلا  

٢٥

 ذرو وغاشية وكهف ثم شو٠ رى والخليل والأنبيا نحل حلا

ومضاجع نوح وطور والفلا٠ح الملك واعية وسال وعم لا

غرق مع انفطرت وكدح ثم رو٠م العنكبوت وطففت فتكملا

وبطيبة عشرون ثم ثمان٠ الطولى وعمران وأنفال جلا

لاحزاب مائدة امتحان والنسا٠ مع زلزلت ثم الحديد تأملا

ومحمد والرعد والرحمن الإ٠نسان الطلاق ولم يكن حشر ملا

نصر ونور ثم حج والمنا٠فق مع مجادلة وحجرات ولا

تحريمها مع جمعة وتغابن٠ صف وفتح توبة ختمت أولى

أما الذي قد جاءنا سفريه٠ عرفي أكملت لكم قد كملا

لكن إذا قمتم فجيشي بدا٠ وأسأل من أرسلنا الشآمي قبلا

إن الذي فرض انتمى جحفيها٠ وهو الذي كف الحديبي انجلى

 فرع في أوائل مخصوصة

٢٩٧ أول ما نزل في القتال

روى الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال أول آية نزلت في القتال أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا

٢٩٨ وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال أول آية نزلت في القتال بالمدينة وقاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم وفي الإكليل للحاكم إن أول ما نزل في القتال إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم

٢٩٩ أول ما نزل في شأن القتل آية الإسراء ومن قتل مظلوما الآية أخرجه ابن جرير عن الضحاك

 ٣٠٠ أول ما نزل في الخمر روى الطيالسي في مسنده عن ابن عمر قال نزل في الخمر ثلاث آيات فأول شيء يسألونك عن الخمر والميسر الآية فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏دعنا ننتفع بها كما قال اللّه فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏حرمت الخمر

٣٠١ أول آية نزلت في الأطعمة بمكة آية الأنعام قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما ثم آية النحل فكلوا مما رزقكم اللّه حلالا طيبا إلى آخرها

وبالمدينة آية البقرة إنما حرم عليكم الميتة الآية ثم آية المائدة حرمت عليكم الميتة الآية قاله ابن الحصار

٣٠٢ وروى البخاري عن ابن مسعود قال أول سورة أنزلت فيها سجدة النجم

٣٠٣ وقال الفريأبي حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لقد نصركم اللّه في مواطن كثيرة قال هي أول ما أنزل اللّه من سورة براءة

٣٠٤ وقال أيضا حدثنا إسرائيل نبأنا سعيد عن مسروق عن أبي الضحى قال أول ما نزل من براءة انفروا خفافا وثقالا ثم نزل أولها ثم نزل آخرها

٣٠٥ وأخرج ابن أشته في كتاب المصاحف عن أبي مالك قال كان أول براءة انفروا خفافا وثقالا سنوات ثم أنزلت براءة أول السورة فالفت بها أربعون آية

٣٠٥ وأخرج أيضا من طريق داود عن عامر في قوله انفروا خفافا وثقالا قال هي أول آية نزلت في براءة في غزوة تبوك فلما رجع من تبوك نزلت براءة إلا ثمان وثلاثين آية من أولها

٣٠٦ وأخرج من طريق سفيان وغيره عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال أول ما نزل من آل عمران هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ثم أنزلت بقيتها يوم أحد