Geri

   

 

 

İleri

 

١٨- وأما الآية من آي القرآن

وأما الآية من آي القرآن، فإنها تحتمل وجهين في كلام العرب:

أحدهما أن تكون سميت آية، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكون على الشيء، يستدل بها عليه، كقول الشاعر:

ألِكْنِي إلَيْها عَمْرُكَ اللّه يا فَتى * بِآيِةِ ما جاءتْ إلَيْنا تَهادِيا

يعني بعلامة ذلك، ومنه قوله، جلّ ذكره: {رَبَّنا أنْزِلْ عَلَيْنَا مائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لأِوَّلِنا وآخِرِنا وآيَةً مِنْكَ} أي علامة منك، لإجابتك دعاءنا، وإعطائك إيَّانا سؤلنا.

والآخر منهما القصة، كما قال معب بن زهير بن أبي سلمى:

ألا أبْلِغا هَذَا المُعَرّضَ آيَةً * أيَقْظَانُ قالَ القَوْلَ إذْ قالَ أمْ حُلْمُ

يعني بقوله آية: رسالة مني وخبراً عني، فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول.

------------

(١) في م عمر بدل عثمان.

(٢) في م لتبيين.

------------