Geri

   

 

 

İleri

 

٥- القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب

قال أبو جعفر:

قد دللنا على صحة القول، بما فيه الكفاية، لمن وُفِّقَ لفهمه، على أن اللّه - جلّ ثناؤه - أنزل جميع القرآن، بلسان العرب دون غيرها، من ألسن سائر أجناس الأمم، وعلى فساد قول من زعم أن منه ما ليس بلسان العرب ولغتها، فنقول الآن إذا كان ذلك صحيحا في الدلالة عليه: بأىّ ألسن العرب أنزل ؟ أبألسن جميعها أم بألسن بعضها ؟ إذ كانت العرب، وان جَمَعَ جميعها اسمٌ أنهم عرب، فهم مختلفو الألسن بالبيان، متباينو المنطق والكلام.

وإن كان ذلك كذلك، وكان اللّه - جلّ ذكره - قد أخبر عباده، أنه جعل القرآن عربيا، وأنه أُنْزِلَ بلسانٍ عربيً مُبِين، ثم كان ظاهره محتملا خصوصا وعموما، لم يكن لنا السبيل إلى العلم بما عنى اللّه تعالى ذكره من خصوصه وعمومه، إلا ببيان من جُعِلَ إليه بيانُ القرآن، وهو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فإذا كان ذلك كذلك، وكانت الأخبار قد تظاهرت عنه، صلى اللّه عليه وسلم، بما حدثنا به خلاد بن أسلم، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال:

(أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فالمِرَاءُ في القُرآنِ كُفْرٌ - ثلاث مرات - فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فاعْمَلُوا بِهِ ومَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إلى عالمِهِ).

وحدثني عبيد بن أسباط بن محمد، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

(أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبْعَةِ أحْرُف عَلِيمٌ حَكيِمٌ غَفُورٌ رَحيمٌ).

وحدثنا أبو كريب، قال: حدثني عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، مثله.

وحدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير(١) بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عمن ذكره، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

(أُنْزِلَ القُرآنُ علىَ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْها طَهْرٌ وَبَطْنٌ، ولِكُلَّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ).

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، قال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص عن عبد اللّه بن مسعود، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، مثله.

حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه، قال: اختلف رجلان في سورة، فقال هذا: أقرأني النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقال هذا: أقرأني النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأخبر بذلك، قال: فتغير وجهه، وعنده رجل، فقال:

(اقْرَءوُا كمَا عَلِمْتُمْ - فلا أدري أبشئ أمر أم بشئ ابتدعه من قبل نفسه - فإنما أهْلَكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمَ اخْتِلافُهُمْ على أنْبِيائهِمْ) قال: فقام كل رجل منا وهو لا يقرأ على قراءة صاحبه. نحو هذا معناه.

حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا الأعمش، وحدثني أحمد ابن منيع، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم، عن زرّ بن حبيش، قال: قال عبد اللّه بن مسعود: تمارَيْنا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون، أو ستّ وثلاثون آية. قال: فانطلقنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فوجدنا علِياًّ يناجيه، قال: فقلنا: انا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمّر وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقال:

(إنما هَلَكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ، باخْتِلافِهِمْ بَيْنَهُمَ) قال: ثم أسرّ إلى علىٍّ شيئا، فقال لنا علىُّ: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا كما علمتم.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبيد اللّه بن موسى، عن عيسى بن قرطاس، عن زيد القصار، عن زيد بن أرقم، قال: كنا معه في المسجد فحدثنا ساعة، ثم قال: جاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال: أقرأني عبد اللّه بن مسعود سورة، أقرأنيها أبي بن كعب، فاختلفت قراءتهم، فبقراءة أيهم آخذ ؟ قال: فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: وعلىّ إلى جنبه، فقال علىّ: ليقرأ كل إنسان كما عُلِّم، كلّ حسن جميل.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري، أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه، يقول: سمعت هشام بن حكيم، يقرأ سورة الفرقان، في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصَّبرتُ حتى سلَّم، فلما سلم لببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها ؟ قال: أقرأنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقلت: كذبت، فواللّه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت به أقوده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللّه، اني سمعت هذا، يقرأ سورة الفرقان، على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أرْسِلْه يا عمر، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: هكذا أنزلت. ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: هكذا نزلت. ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

(إن هَذَا القُرآنِ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنْها).

حدثني أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حرب بن أبي ثابت من بني سليم، قال: حدثنا اسحق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: قرأ رجل عند عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فغير عليه، فقال: لقد قرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلم يغير علىّ، قال: فاختصما عند النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللّه، ألم تقرِئني آية كذا وكذا ؟ قال: بلى. قال: فوقع في صدر عمر شئ، فعرف النبي صلى اللّه عليه وسلم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره، وقال: ابعد شيطانا ؟؟ قالها ثلاثا، ثم قال: يا عُمَرُ،

(إن القُرآنَ كُلَّهُ صَوَابٌ، مالَمْ تَجْعَلْ رَحْمَةً عَذَاباً، أوْ عَذَاباً رَحْمَةً).

حدثنا عبيد اللّه بن محمد الفرياني، قال: حدثنا عبد اللّه بن ميمون، قال: حدثنا عبيد اللّه: يعني ابن عمر(٢) عن نافع، عن ابن عمر، قال:

(سمع عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، رجلا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع، من النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأتى به عمر إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللّه إن هذا قرأ كذا وكذا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، كُلُّها شافٍ كافٍ.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن علي بن أبي، عن زبيد(٣)، عن علقمة النخعى، قال: لما خرج عبد اللّه بن مسعود من الكوفة، اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: لا تنازعوا في القرآن، فانه لا يختلف ولا يتلاشى ولا يتغير لكثرة الرّد، وان شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه فيه واحدة، ولو كان شئ من الحرفين ينهى عن شئ يأمر به الآخر، كان ذلك الاختلاف، ولكنه جامع ذلك كله، لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض ولا شئ من شرائع الإسلام، ولقد رأيتنا نتنازع فيه، عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أنّ كلنا محسن، ولو أعلم أحدا أعلم بما أنزل اللّه على رسوله مني لطلبته، حتى أزداد علمه إلى علمى، ولقد قرأت من لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، سبعين سورة، وقد كنت علمت أنه يُعْرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قُبِض، فعُرِض عليه مرّتين، فكان إذا فرغ، أقرأ عليه، فيخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يَدَعَنَّها رغبة عنها، ومن قرأ على شئ من هذه الحروف، فلا يَدَعَنَّه رغبة عنه، فأنه من جحد بآية جحد به كله.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وحدثنا أبو كريب، قال حدثنا رشدين بن سعد، عن عقيل بن خالد جميعا، عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، أن ابن عباس، حدثه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال:

(أقْرأني جبريل على حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أزَلْ أسْتَزِيدُهُ فَيزِيدني، حتى انْتَهَى إلي سَبْعَةِ أحْرفٍ). قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف، إنما هي في الأمر، الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام.

حدثني محمد بن عبد اللّه بن أبي مخلد الواسطي، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، قالا: حدثنا سفيان ابن عيينة، عن عبيد اللّه، أخبره أبوه، أن أمّ أيوب أخبرته، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:

(أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، أيُّها قَرأتَ أصَبْتَ).

حدثنا إسماعيل بن موسى السدىّ، قال: أنبأنا شريك، عن أبي اسحق، عن سليمان بن صرد، يرفعه، قال:

(أتاني مَلَكانِ فقل أحَدهُما: اقْرَأْ. قالَ: على كَمْ ؟ قال: على حَرْفٍ، قال: زِدْهُ، حتى انْتَهَى بِهِ إلى سَبْعَةِ أحْرُفٍ).

حدثنا ابن البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا نافع بن يزيد، قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال:

(أقْرأني جبريل القُرآنَ على حَرْفٍ، فاسْتَزَدْتُهُ فَزَادَني، ثُمَّ اسْتَزَدْتُهُ فَزَادَني، حتى انْتَهَى إلى سَبْعَةِ أحْرُفٍ).

حدثني الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن أبيه، أنه سمع أمّ أيوب تحدث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، فذكر نحوه، يعني نحو حديث ابن أبي مخلد.

حدثنا الربيع، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا أبو الربيع السمان، قال: حدثني عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن أبيه، عن أمّ أيوب، أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول:

(نَزَلَ القُرْآنُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فَمَا قَرَأْتَ أصَبْتَ).

حدثنا أبو كريب، قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي اسحق، عن فلان العبدي - قال أبو جعفر: ذهب عني اسمه - عن سليمان بن صرد، عن أبىّ بن كعب، قال:

(رحت إلى المسجد فسمعت رجلا يقرأ، فقلت: من أقرأك ؟ فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فانطلقت به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا، قال: فقرأ، فقال: أحْسَنْتَ، قال: فقلت: انك أقرأتني كذا وكذا، فقال: وأنْتَ قّدْ أحْسَنْتَ، قال: فقلت: قد أحسنت قد أحسنت !! قال: فضرب بيده على صدري ثم قال، اللّهمَّ أذْهِبْ عَنْ أُبىٍّ الشَّكَّ. قال: ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا، ثم قال: إنَّ المَلَكَيْنِ أتَياني، فقال أحَدُهما: اقْرأ القُرآنَ على حَرْفٍ. وقال الآخَرُ: زِدْهُ، قال: فَقُلْتُ زِدْني. قال: اقْرأهُ على حَرْفَيْنِ، حتى بَلَغَ سَبْعَةَ أحْرُفٍ، فقال: اقْرأْ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ).

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدىّ، وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني جميعاً، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضى اللّه عنه، عن أبي بن كعب رضى اللّه عنه، قال: ما حاك في صدري شئ، منذ أسلمت، إلا أني قرأت آية، فقرأها رجل غير قراءتي، فقلت: أقرأنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فقال الرجل: أقرأنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقلت: أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال: بلى ! قال الرجل: ألم تقرئني آية كذا وكذا ؟ قال: بَلى ! إنَّ جبريل ومِيكائِيلَ عَلَيْهِما السَّلامُ، أتَياني، فَقَعَدَ جبريل عَنْ يميني وّميِكائيِل عَنْ يَسارِي، فقال جبريل: اقرأ القُرآنَ على حَرْفٍ وَاحِدٍ. وقالَ ميِكائيلُ: اسْتَزِدْه. قال جبريل: اقْرِأ القُرآنَ على حَرْفَيْنِ. فَقالَ ميكائيلُ: اسْتَزِدْهُ، حتى بَلَغَ سِتَّةٍ أوْ سَبْعَةً. الشك من أبي كريب.

وقال ابن بشار في حديثه: حتى بلغ سبعة أحرف -ولم يشك فيه - وكلٌّ شافٍ كافٍ، ولفظ الحديث لأبي كريب.

وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن أبىّ بن كعب، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، بنحوه. وقال في حديثه: حتى بلغ ستة أحرف، قال: اقرأه على سبعة أحرف، كل شاف كاف.

حدثنا محمد بن مرزوق، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن أبىّ بن كعب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

(أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ).

حدثنا أبو كريب قال: حدثنا حسين بن علىّ، وأبو أسامة، عن زائدة، عن عاصم، عن زرّ عن أبىّ، قال: لقى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، جبريل عند أحجار المراء، فقال: اني بعثت إلى أمة أميين، منهم الغلام والخادم والشيخ الفاني والعجوز. فقال جبريل: فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف. ولفظ الحديث لأبى أسامة.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، وحدثنا عبد الحميد بن بيان القناد، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطى، عن إسماعيل، عن عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن جده، عن أبىّ بن كعب، قال:

كنت في المسجد، فدخل رجل يصلى، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فدخلنا جميعا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: فقلت: يا رسول اللّه! إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه. فأمرهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقرأ، فحسَّن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شأنَهُما، فوقع في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ماغشينى، ضرب في صدري، ففضت عرقا كأنما أنظر إلى اللّه فرقا، فقال لي: يَا أُبىُّ! أرْسِلَ إلى أنِ اقْرَأ القرآنَ عَلىَ حرْفٍ، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ: أنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي! فَرَدَّ علىَّ في الثَّانِيَةِ: أنِ اقْرِأ القُرآنَ عَلىَ حَرْفٍ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ: أنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي! فَرَدَّ علىَّ في الثَّالثَةِ: أنِ اقْرأهُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ،

 ولك بِكُلّ رَدَّةٍ رَدَدْتَها مَسْئَلَةٌ تَسْألُنيِها، فَقُلْت: اللّهمَّ اغْفرْ لأِ مَّتِي، اللّهمَّ اغْفرْ لأُمَّتي، وأخَّرْتُ الثَّالثَةَ لِيَوْمِ يَرْغَبُ إلى فِيهِ الخَلْقُ كُلُّهُمْ حتى إبراهيم.

إلا أن ابن بيان قال فى حديثه:فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم:

(قد أصبتم وأحسنتم) وقال أيضاً: (فارفضضت عرقا).

وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، بإسناده عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، نحوه، وقال: قال لى: أعيذك باللّه من الشكّ والتكذيب، وقال أيضا:

(إن اللّه أمَرَنِي أنْ أقْرأَ القُرآنَ على حَرْفٍ، فَقُلْتُ: اللّهمَّ رَبّ خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي ! قالَ: اقْرأهُ على حَرْفَيْنِ، فأمَرَنِي أنْ أقرأَهُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، منْ سَبْعَةِ أبْوَابٍ منَ الجَنَّةِ كُلُّها شافٍ كافٍ).

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه بن أبي ليلى، (و) عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن أبىّ، قال: دخلت المسجد، فصليت فقرأت النحل، ثم جاء رجل آخر، فقرأها على غير قراءتي، ثم دخل رجل آخر، فقرأ بخلاف قراءتنا، فدخل في نفسي من الشك والتكذيب، أشدّ مما كان في الجاهلية، فأخذت بأيديهما، فأتيت بهما النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللّه! استقرئ هذين، فقرأ أحدهما، فقال: أصبت. ثم استقرأ الآخر، فقال: أصبت. فدخل قلبي أشدّ مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب. فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، صدري، وقال: أعاذَكَ اللّه مِنَ الشَّك وأخسْأَ عّنْكَ الشَّيْطانَ. قال إسماعيل: ففضت عرقا. ولم يقله ابن أبي ليلى. قال: فقال: أتَاني جبريل، فقال: اقْرِأ القُرآنَ على حَرْفٍ وَاحدٍ. فَقُلْتُ: إن أُمَّتِي لاتَسْتَطِيعُ ذلكَ، حتى قالَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فقال لي: اقْرأ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ. وَلكَ بِكُلّ رَدّةٍ رَدَدْتَها مَسْئَلَةٌ (٤)، قال: فاحتاج إلى فيها الخلائق، حتى إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد اللّه، عن ابن أبي ليلى(٥)،

 عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبىّ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، نحوه. حدثني أحمد بن محمد الطوسى، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أببي، قال: حدثنا محمد ابن جحادة، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبىّ بن كعب، قال: أتى جبريل النبىَّ صلى اللّه عليه وسلم، وهو عند أضاة بني غفار، فقال:

 إن اللّه تبارك وتعالى، يأمرك أن تُقْرِئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منها حرفا فهو كما قرأ.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبى بن كعب: أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، كان عند أضاة بني غفار، قال: فأتاه جبريل، فقال: إن اللّه يأمرك أن تُقْرِئ أمتك القرآن على حرف، قال: أسأل اللّه معافاته ومغفرته، وان أمتي لا تطيق ذلك. قال: ثم أتاه الثانية، فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: أسأل اللّه معافاته ومغفرته، وان أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الثالثة، فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. قال: أسأل اللّه معافاته ومغفرته، وان أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة، فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدىّ، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى قال: أتى جبريل النبي صلى اللّه عليه وسلم، عند أضاة بني غفار، فذكر نحوه.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا شعبة، وحدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن المجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبىّ بن كعب، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، نحوه.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن عبيد اللّه بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبىّبن كعب، أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل، قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها قراءة تخالف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقلت: اني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل، فسألتهما: من أقرأهما ؟ فقالا: رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فقلت: لأذهبنّ بكما الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، إذ خالفتما ما أقرأني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأحدهما: اقرأ. فقال: أحسنت ! ثم قال للآخر: اقرأ، فقرأ، فقال: أحسنت، قال أبىّ: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان، حتى احمّر وجهي، فعرف ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وجهي، فضرب بيده في صدري، ثم قال: اللّهم أخسئ الشيطان عنه ! ياأبىّ، أتاني آت من ربي، فقال:

إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: ربِّ خفف عني،

ثم أتاني الثانية، فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: ربِّ خفف عن أمتي.

ثم أتاني الثالثة، فقال مثل ذلك، وقلت مثله،

ثم أتاني الرابعة، فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكلّ رَدّة مسئلة، فقلت: يا ربّ اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعتي لأمتي يوم القيامة.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبيد اللّه بن عمر، عن سيار أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، ذكر: أن رجلين اختصما في آية من القرآن، وكلّ يزعم أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أقرأه، فتقارءا إلى أبىّ، فخالفهما أبىّ، فتقارءوا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال: يا نبي اللّه، اختلفنا في آية من القرآن، وكلنا يزعم أنك أقرأته. فقال لأحدهما: اقرأ. قال: فقرأ. فقال: أصبت. وقال للآخر: اقرأ. فقرأ خلاف ما قرأ صاحبه. فقال: أصبت. وقال لأبىّ: اقرأ. فقرأ فخالفهما. فقال: أصبت. قال أبىّ: فدخلني من الشكّ في أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ما دخل فىّ من أمر الجاهلية، قال: فعرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، الذي في وجهي، فرفع يده فضرب صدري، وقال: استعذ باللّه من الشيطان الرجيم. قال: ففضت عرقا، وكأني أنظر إلى اللّه فرقا، وقال: انه أتاني آت من ربي، فقال:

إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: ربّ خفف عن أمتي. قال: ثم جاء، فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: ربّ خفف عن أمتي. قال:

ثم جاء الثالثة، فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: ربّ خفف عن أمتي. قال:

ثم جاءني الرابعة، فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردّة مسئلة، قال: قلت: ربّ اغفر لأمتي، ربّ اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي، حتى إن إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم، خليل الرحمن، ليرغب فيها.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن علىّ بن زيد، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قال جبريل:

اقرءوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده.فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف. فقال: كلها شافٍ كافٍ، مالم يختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب، كقولك: هلّم وتعال.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يزيد بن خصيفة، عن بشر بن سعيد: أن أبا جهم الأنصاري، أخبره: أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فقال هذا: تلقيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقال الآخر: تلقيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فسألا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عنها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

(إنّ الْقُرآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فَلاَ تمَارَوْا في القُرآنِ، فانّ المِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ).

حدثنا يونس قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم:

(أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ كُلُّها شافٍ كافٍ).

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن أبي عيسى بن عبد اللّه ابن مسعود، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن مسعود، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

(أُمِرْتُ أنْ أقْرأَ القُرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، كلُ كافٍ شافٍ ٦).

حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو خلدة، قال: حدثني أبو العالية، قال: قرأ على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، من كل خمس رجلٌ، فاختلفوا في اللغة، فرضى قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم.

حدثنا عمرو بن عثمان العثماني، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حدثنا أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال:

(إنّ هَذَا القُرآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فاقْرءُوا ولا حَرَجَ، ولَكِنْ لاتَخْتِمُوا ذِكْرَ رّحْمَةٍ بِعَذَابٍ، وَلا ذِكْرَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ).

حدثنا محمد بن مرزوق(7)، قال: حدثنا أبو معمر عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجاج، قال حدثنا عبد الوارث، قال حدثنا محمد بن جحادة، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبىّ بن كعب، قال:

(أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم جبريل، وهو بأضاة بني غفار، فقال: إن اللّه يأمرك أن تُقرئ أمتك القرآن على حرف واحد، قال، فقال: أسأل اللّه مغفرته ومعافاته - أو قال: معافاته ومغفرته - سَلِ اللّه لهم التخفيف، فانهم لا يطيقون ذلك، فانطلق ثم رجع، فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: أسأل اللّه مغفرته ومعافاته - أو قال: معافاته ومغفرته - إنهم لا يطيقون ذلك فسل اللّه لهم التخفيف. فانطلق ثم رجع، فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل اللّه مغفرته ومعافاته - أو قال: أسأل اللّه معافاته ومغفرته - إنهم لا يطيقون ذلك، سل اللّه لهم التخفيف، فانطلق ثم رجع، فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منها بحرف فهو كما قرأ.