Geri

   

 

 

İleri

 

الصحاح في اللغة للجوهري

إسماعيل بن حماد الجوهري

(ت  ٣٩٣ هـ ١٠٠٢ / م )

حرف الألف

آأ

آء: شجر، واحدتها: آءة وآء أيضاً: حكاية أصوات. قال الشاعر:

إنْ تَلْقَ عمْراً فقد لاقيتَ مدَّرِعا

 

وليس من همه إبْلٌ ولا شـاءُ

في جحفل لَجِب جَمٍ صواهُلـه

 

بالليل يُسمَع في حافـاتـه آءُ

آمين

آمينَ في الدعاء يمدُّ ويقصر. قال الشاعر في المدود:

يا رَبَّ لا تسلُبنِّي حبَّها أبداً

 

ويرحم اللّه عبداً قال آمِينا

وقال آخر في المقصور:

تَباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إذ رَأَيْتُهُ

 

أَمينَ فزاد اللّه ما بيننا بُعْدا

أبب

الأبُّ: المَرْعى. قال اللّه تعالى: "وفاكِهَةً وأًبّاً". أبو عمرو: الأَبُّ: النِّزاعُ إلى الوطن. أبو زيد: أَبَّ يَؤُبُّ أَبّاً وأَباباً وأَبابَةً: تَهَيَّأ للذَهاب وتَجَهَّزَ، يقال هو في أَيابِهِ، إذا كان في جَهازِهِ. وقال الأعشى: أَخٌ قد طَوى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذْهبا.

أبت

أبو زيد: أَبِتَ يومُنا بالكسر، يأْبَتُ، إذا إذا اشْتَدَّ حرُّه، فهو يوم أَبِتٌ وأَبْتُ وآبِتٌ كله بمعنى. قال رؤبة: مِنْ سافِعاتٍ وهَجيرٍ أَبْتِ

أبث

الأبِثُ: الأشِرُ النشيط. وقال أبو عمرو: أَبِثَ الرجلُ بالكسر، يَأبَثُ وهو أن يشرب اللبن حتّى ينتفخ ويأخذَه كهيئة السُكْر.قال: ولا يكون ذلك إلا من ألبان الإبل.

أبد

الأبَد: الدهر؛ والجمع آبادٌ وأبودٌ. يقال أَبَدٌ أبيدٌ، كما يقال دهرٌ داهرٌ. ولا أفعله أبَدَ الأَبيدِ، وأَبَدَ الآبِدينَ كما يقال: دهر الداهرين، وعَوضَ العائضين. والأَبَدُ أيضاً: الدائم. والتأبيدُ: التخليد. وأَبَدَ بالمكان يَأْبدُ بالكسر أبوداً، أي أقام به. وأبَدَتِ البهيمة تَأْبُدُ وتَأْبِدُ، أي توحَّشَتْ. والأَوابِدُ: الوحوشُ. والتَأبيدُ: الوحّشُ. وتَأبَّدَالمنزل، أي أقفر وأَلِفَتْهُ الوحوش. وجاء فلان بآبِدةٍ، أي بداهيةٍ يبقى ذكرُها على الأَبدِ. ويقال للشوارد من القوافي: أَوابِدُ. قال الفرزدق:

لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بلَؤْمِ أبيكُمُ

 

وأَوابِدي بتَنَحُّلِ الأَشْعـارِ

وأَبِدَ الرجل، بالكسر: غضب. وأبِدَ أيضاً: توحَّش، فهو أبدٌَ. والإبِدُ، الوَلودُ، من أَمَةٍ وأَتانٍ.

أبر

الإبْرَةُ: واحدة الإبَرِ. وإبْرَةُ الذراعِ: مُسْتَدَقُّها. وَأَبَرْتُ الكلبَ: أطعمتْهُ الإبرةَ في الخُبز. وفي الحديث: "المؤمن كالكلب المَأْبورِ". وأَبَرَ فلانٌ نَخْلَه، أي لقَّحه وأصلحه. ومنه سِكَّةٌ مَأْبورَةٌ. وأَبَرَتْهُ العقربُ: لدغَتْه، أي ضربتْه بإبرتها. وفي عرقوبَيِ الفرسِ إبْرَتان وهما حَدُّ كلِّ عَرْقوبٍ من ظاهرٍ. وتَأْبيرُ النخلِ: تلقيحه. يقال: نخلةُ مُؤبَّرَةٌ مثل مَأْبورَةٍ. والاسم منه الإبارُ. يقال: تَأبَّرَ الفسيلُ، وإذا قبِلَ الإبارَ. ويقال ائْتَبَرْتُ، إذا سألْتَ غيرك أنْ يَأْبُرَ لك نخْلك أو زرْعك. قال طرفة:

وليَ الأصلُ الذي في مثله

 

يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المُؤتَبِرْ

والمآبِرُ واحدتها مِئْبَرٌة، وهي النميمةُ وإفسادُ ذاتِ البين.

أبس

الأصمعي: أَبَّسْتُ به تَأْبيساً، أي ذَلَّلْتُهُ وحقّرته، وكسَّرته. قال الشاعر:

إنْ تَكُ جُلْمودَ بِصْر لا أُؤَبَّسُهُ

 

أُوقِدَ عليه فأَحْميهِ فَيَنْصَدِعُ

قال: وأبَسْت به أَبساً مثلُه. وأنشد للعجَّاج: أُسودُ هَيْجا لم تُرَم بِأَبْسِ والأَبْسُ أيضاً: المكان الخشن، مثل الشأْزِ. والتَأَبُّسُ: التغيُّر. ومنه قول المتلمس: تُطيفُ به الأيَّامُ ما يَتَأَبَّسُ.

أبض

الأُبضُ بالضم: الدهرُ، والجمع آباضٌ. قال رؤبة: في حِقْبَةٍ عِشْنا بذاك أبْضا. والمأْبِضُ: باطن الركبة من كلِّ شيء، والجمع مآبِضُ. الأصمعي: يقال: أَبَضْتُ البعيرَ آبُضُهُ أَبْضاً بالفتح، وهو أن تشدّ رسغَ يده إلى عضده حتَّى ترتفع يدهُ عن الأرض. وذلك الحبل هو الإباضُ. ويقال تَأَبَّضَ البعيرُ فهو مُتَأَبِّض، وتَأَبَّضَهُ غيره. والتَأَبَّضَ: انقباضُ النَسا، وهو عِرْقٌ. يقال أَبضَ نَساهُ وأَبَضَ.

أبط


الإِبِطُ: ما تحت الجَناح، يذكَّر ويؤنّث، والجمع آباطٌ. وحكى الفراء عن بعض الأعراب: فرفع السوطَ حتَّى بَرَقَتْ إبْطُهُ. وتَأَبَّطَ الشيءَ، أي جعلَه تحت إبْطِهِ. والتَأَبُّطُ: الاضطباعُ، وهو أن يُدخل رداءه تحت يده اليمنى ثم يلقيَه على عاتقه الأيسر. وكان أبو هريرة رضي اللّه عنه رِدْيَتُهُ التَأَبُّطُ. والإبْطُ من الرمل: مُنْقَطَعُ معظمهُ. واسْتَأْبَطَ فلان، إذا حفر حُفرةً ضيّق رأسها ووسَّع أسلفَها. قال الراجز: يَحْفِرُ ناموساً له مُسْتَأْبطا وكان ثابت بن جابرٍ الفهميُّ يسمَّى تَأَبَّطَ شرّاً. وبالنسبةُ إليه تَأَبَّطِيُّ.

أبق

أَبَقَ العبدُ يَأْبِقُ ويأْبُقُ إباقاً، أي هرب. وتَأَبَّقَ: استتر، ويقال احتبس. ومنه قول الأعشى: ولكنْ أَتاهُ الموتُ لا يَتَأَبَّقُ والأبَقُ: القِنَّب ومنه قول زهير:

القائِدَ الخيلِ منكوباً دَوابِـرُهـا

 

قد أُحْكِمَتْ حَكَماتِ القِدِّ والأَبقا

أبل

الإبْلُ لا واحد لها من لفظها، وهي مؤنَّثة لأنَّ أسماء الجموع التي لا واحدَ لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين، فالتأنيث لها لازمٌ. والجمع آبَالٌ. وأرضٌ مَأْبَلةٌ: ذاتُ إبِلٍ. وبالنسبة إلى الإبِلِ إبَليُّ، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسَرات. وإبِلٌ أُبَّلٌ، أي مُهْمَلَةٌ. فإن كانت للقُنْيَةِ فهي إبِلٌ مُؤبَّلَةٌ. فإن كانت كثيرة قيل إبِلٌ أَوابِلُ. قال الأخفش: يقال جاءت إبِلُكَ أَبابيلَ، أي فِرقاً. وطيرٌ أَبابيلُ. قال: وهذا يجيء في معنى التكثير؛ وهو من الَجمْع الذي لا واحد له. وأَبَلتَ الإبِلُ والوحشُ تابِلُ وتَأْبُلُ أبولا، أي اجتزأتْ بالرُطْبِ عن الماء. ومنه قول لبيد:

وإذا حَرَّكْتُ رِجْلي أَرْقَلَتْ

 

بيَ تَعْدو عَدْوَ جَوْنٍ قد أبَلْ

وأَبَلَ الرجلُ عن امرأته، إذاً امتنع من غشيانها، وتأَبَّلَ. وأَبِلَ الرجلُ بالكسر يأْبَلُ أبالَةً، فهو أبِلٌ وآبل أي حاذقٌ بمصلحة الإبِل. وفلان من آبلِ الناس، أي من أشدّهم تأنُّقاً في رِعْيَةِ الإبِلِ وأعلمهم بها. ورجلٌ إبَليُّ بفتح الباء، أي صاحب إبِلٍ. وأَبَّلَ الرجلُ، أي اتخذ إبلا واقتناها. وأُبِلَتِ الإبِلُ، أي اقْتُنِتَتْ، فهي مَأْبولَةٌ. وفلان لا يَأْتَبِلُ، أي لا يَثْبُتُ على الإبل إذا ركبها، وكذلك إذا لم يقم عليها فيما يصلحها. والأَبَلَةُ بالتحريك: الوَخامة والثِقَلُ من الطعام. وفي الحديث: "كلُّ مالٍ أدّيتَ زكاته فقد ذهبتْ أَبَلَتُهُ". والإبَّالَةُ بالكسر: الحُزْمة من الحطب. وفي المثل: "ضِغْثٌ على إبَّالَةٍ، أي بليّةٌ على أخرى كانت قبلّها. والأبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التمر. والأبيلُ: راهب النصارى. وكانوا يسمُّون عيسى السلام: أبيلَ الأَبيلينَ قال الشاعر:

أَما ودماءٍ مائِراتٍ تَخـالُـهـا

 

على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَسْرِ عَنْدَما

وما سَبَّحَ الرهبانُ في كل بِيعَةٍ

 

أَبِيلَ الأَبيلينَ المسيحَ ابنَ مريما

لقد ذاق منا عامِرٌ يومَ لَعْـلَـعٍ

 

حُساماً إذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما

ابن

أَبَنَهُ بشيء يَأْبُنُهُ ويَأْبِنُهُ: اتَّهَمَهُ به: والأُبْنَةُ بالضم: العُقدُ في العود. ويقال أيضاً: بينهم أُبَنٌ، أي عداوات. وفلانٌ يُؤبَنُ بكذا، أي يُذكَر بقبيح وفي ذكر مجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تُؤبَنُ فيه الحُرَمُ"، أي لا يُذْكَرْنَ فيه بسوءٍ. أبو زيد: أَبَّنْتُ الشيء: رَقَبْتُهُ. قال أوسٌ يصف الحمار:

يقول له الراءونَ هَذاكَ راكبٌ

 

يُؤبَّنُ شخصاً فوق عَليْاءَ واقِفٌ

وقال الأصمعي: التَأْبينُ: أن تقفو أثر الشيء. وأَبَّنْتُ الرجل تابيناً، إذا بكيتَه وأثنيت عليه بعد الموت. قال لبيد:

وأبِّنا مُلاعِبَ الرِماحِ

ومَدْرَهَ الكتيبةِ الرَّداحِ

وإبَّانُ الشيء بالكسر والتشديد: وقتُه وأوانه. يقال: كُلِ الفواكهَ في إبَّائِها، أي في وقتها.

أبه

أبو زيد: ما أَبَهْتُ للأمر آبهُ أَبهْاً، وهو الأمر تنساه ثم تَتَنبّهُ له. ويقال أيضاً: ما أبِهتُ له بالكسر آبَهُ أَبَهاً. والأُبَّهةُ: العظَمة والكِبْرُ. يقال: تأَبَّهَ الرجُل، إذا تكبَّر.

أبا


الأباء بالفتح والمد: القًّصَبُ، والواحدة أباءَهٌ. ويقال هو أَجَمةُ الحَلْفاء والقصَب خاصّةً. والإباءُ بالكسر. مصدر قولك: أَبى فلانٌ يَأْبى بالفتح أي امتنع؛ فهو آبٍ وأَبِيٌّ وأَبَيانٌ بالتحريك. قال الشاعر:

وقَـبْـلَـكَ مـا هـابَ الـرجـــالُ ظُـــلاَمـــتـــي

 

وفَـــقَّـــأْتُ عـــينَ الأَشْــــوَسِ الأَبَـــــــيانِ

وتَأَبَّى عليه، أي امتنع. وأبى فلانٌ الماءَ، وآبَيْتُهُ الماء.

قال الشاعر:

 

 

قد أُوبِيَتْ كُلَّ ماءٍ فهي صادِيَةٌ

 

مهـمـا تُـصِـبْ أفُـقـاً مـــن بـــارِقٍ تَـــشِـــمِ

ويقال: أخذه أُباءٌ، إذا جعل يَأبى الطعام. وقولهم في تحيَّة الملوك في الجاهلية: أبيتَ اللعْنَ، قال ابن السكِّيت: أي أبَيتَ أن تأتي من الأمور ما تُلْعَنُ عليه.
والأبُ أصلخ أَبَوٌ بالتحريك، لأنَّ جمعه آباٌ، فالذاهب منه واوٌ، لأنك تقول في التثنية: أبَوَانِ.

ويقال: ما كنتَ أباً ولقد أَبَوْتَ أبُوَّة. وماله أبٌ يَأبوهُ، أي يَغْذُوهُ ويُرَبيهِ. وبالنسبة إليه أبَويٌّ. والأبَوان: الأبُ والأُمُّ. وبيني وبين فلان أُبُوَّةٌ. والأُبُوَّةُ أيضاً: الآباءُ، مثل العمومة والخُؤولة. وكان الأصمعي يروي قول أبي ذؤيب:

لو كان مِدْحَةُ حَيٍ أَنْشَرَتْ أَحَداً

 

أحْيا أُبُوَّتَكَ الـشُـمَّ الأَمـادِيحُ

وقولهم: يا أَبَةِ افْعَلْ، يجعلون علامة التأنيث عوضاً عن ياء الإضافة. ويقال: لا أبَ لك ولا أَبالَكَ، وهو مدح. وربما قالوا: لا أَباكَ؛ لأن اللام كالمُقحَمَةِ. قال ابن السكيت: يقال: فلان "بَحْرٌ لا يُؤبى"، وكذلك "كَلا لا يُؤبى" أي لا يجعلك تَأْباهُ، أي لا ينقطع من كثرته.

أتب

الإِتْبُ: البَقيرُ، وهو ثَوبٌ أو بُرْدٌ يُشَقُّ في وَسَطهِ فَتُلْقيِه المرأَةُ في عُنُقِها من غَيْرِ كمٍ ولا جَيْبٍ، والجمعُ الأُتوبُ. تقول: أَتَّبْتُها تَأتيباً فأْتَتَبَبْ هي، أَلبَسْتُها الإِتْبَ فَلَبِسَتْهُ. ويقال: تَأَتَّبَ قَوسَهُ على ظهرِهِ.

أتل

أَتَلَ الرجلُ يَأْتِلُ أَتلاناً، إذا مشى وقاربَ خَطْوَهُ كأنّه غضبانُ، وأنشد الفرّاء:

أَرانَي لا آتيكَ إلاَّ كَـأَنَّـمـا

 

أَسأْتُ وإلاَّ أنت غَضْبانُ تَأْتِلُ

أتم

الأَتومُ: المُفْضاةُ، وأصله في السِقاء تَنْفَتِقُ خُرْزَتان فتصيران واحدة. والمَأْتَمُ عند العرب: النساء يجتمعن في الخير والشر. قال أبو عطاء السِنْديّ:

عَشِيَّةَ قام النائحاتُ وشُقِّقَتْ

 

جيوبٌ بأيدي مأتَمٍ وخُدودُ

أي بأيدي نساء والجمع المآتم وعند العامة: المصيبة، يقولون: كنا مأْتَمِ فلان، والصواب أن يقال: كنّا في مَناحَةِ فلان.

أتن

الأتانُ: الحمارة، والكثير أُتْنٌ وأُتُنٌ. واستأتَنَ الرجلُ: اشترى أتاناً واتخذها لنفسه وقولهم كان حماراً فاسْتأْتَنَ، أي صار أتاناً، ويُضرب لرجلٍ يَهُون بعد العز. والأَتانُ: مَقام المستقي على فم البئر، وهو صخرةٌ أيضاً. والأَتانُ: الصخرة المُلَمْلَمَةْ، فإذا كانت في الماء الضحضاح قيل أتانُ الضحل وقال الأخطل:

بِحُرَّةٍ كأَتانِ الضَحْلِ أَضْمَرَها

 

بد الرَبالةِ تَرحالي وتَسياري

وأَتَنَ الرجل أَتَناناً: لغة في أَتَلَ أتَلاناً، إذا قاربَ الخَطْو. وأَتَن بالمكان: أقام به. والأتونُ، بالتشديد: هذا الموقد، والعامة تخففّه، والجمع الأَتاتِينُ، ويقال هو مُوَلَّد.

أته

التَأتَّهُ: مُبدَلٌ من التَعَتُّهِ.

أتو

الإتاوَةُ: الخراج؛ والجمع الأتاوي. قال الجعديّ: مَواليَ حِلْفٍ لا مَوالي قَرابةٍ=ولكنْ قَطيناً يسألون الأتاويا تقول منه: أَتَو}تُهُ آتُوه أَتْواً وإتاوَةً. قال الشاعر: ففي كلِّ أسواق العراق إتاوةٌ=وفي كلِّ ما باع امرؤٌ مَكْسُ دِرهَم ويقال للسِقاء إذا مَخِضَ وجاء الزُبْدُ: قد جاء أَتْوُهُ. ولفلانٍ أَتْوٌ، أي عطاء. ويقال: ما أحسَن أَتْوَ يَدَي هذه الناقة، وأَتْيَ أيضاً، أي رَجْعَ يديها في السير. والإيتاء: الإعطاء. والإتاء: البركة والنَماء، وحملُ النخلِ تقول منه: أَتَتِ النخلةُ تأتو إناء. وأنشد ابن السكيت:

هنا لك لا أبالي نَخْلَ بَعْلٍ

 

ولا سَقْي وإنْ عَظُمَ الإتاء

أتي

الإتْيانُ: المجيء. وقد أَتَيْتهُ أَتْياً وأَتَوْتهُ أَتْوَةً لغة فيه. وتقول: أَتَيْتُ الأمر من مَأْتاتِهِ، أي من مَأتاه، أي من وجهه الذي يُؤتَى منه. وتقول: آتَيْتُتُه على ذلك الأمر مواتاهَ، إذا وافقتَه وطاوعته. والعامَة تقول: واتَيْتُهُ. وآتاه إيتاء، أي أعطاه. وآتاهُ أيضاً، أي أتى به. ومنه قوله تعالى: "آتِنا غَداءَنا" أي ائْتنا به. وتَأتْى له الشيء، أي تَهيَّأ، وتأَتى له، أي تَرَفّقَ وأَتاهُ من وجهه قال الفرّاء: يقال جاء فلان يَتَأتَّى، أي يتعرّض لمعروفك. وأَتَّيْتُ للماء تَأتيَةً، تَأْتيّاً، أي سهَّلت سبيله ليخرج من موضع إلى موضع. والأَتِيُّ: الجدولُ يُؤتِّيهِ الرجلُ إلى أرضه يقال: جاءنا سيلٌ أَتيٌّ وأَتاويٌّ، إذا جاءك ولم يُصِبْك مطرَه. والأَتِيُّ أيضاً والأَتاويُّ: الغريبُ. واسْتَأتَتِ الناقةُ اسْتِئْتاءً مهموز، أي ضَبِعَتْ وأرادت الفحل. والميتاء والميداء ممدودان: آخر الغاية حيث ينتهي إليه جَرْيُ الخيل. والميتاء: الطريقُ العامرُ. ومجتمعُ الطريق أيضاً ميتاء وميداءُ. يقال: بَنى القومُ بيوتَهم على ميتاءٍ واحدٍ وميداءٍ واحدٍ. وداري بميتاء دارِ فلان وميداءِ دارِ فلانٍ، أي تِلقاءَ دارِهِ ومحاذيةً لها.

أثث

أَثَّ النباتُ يَئِثُّ، أثاثه أي كَثرَ والتفَّ. ونبات أَثيثٌ وشَعَرٌ أثيثٌ. ونساء أَثائِثُ: كثيراتُ اللحم. قال رؤبة: ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأثائِثُ والأثاث: متاع البيت. قال الفراء: لا واحد له. وقال أبو زيد: الأثاثُ المالُ أجمعُ: الإبلُ، والغنم، والعبيدُ، والمتاعُ. والواحدة أَثاثَةٌ. وتَأثَّثَ فلانٌ، إذا أصاب رياشاً.

أثر

الأَثْرُ: فِرِنْدُ السيفِ. قال يعقوب: لا يعرفه الأصمعيُّ إلاّ بالفتح. قال وأنشدني عيسى ابن عمر الثَقفيّ:

جَلاها الصَيْقَلونَ فأَخْلَصوها

 

خِفافاً كُلَّهَا يَتَقـي بـأَثْـرِ

أي كلُّها يستقبلك بفِرِنْده. والمأثورُ: السَيفُ الذي يقال إنَّه من عمل الجنِّ. قال الأصمعي: وليس من الأثْرِ الذي هو الفرِنْد. والأَثْرُ أيضاً: مصدر قولك أَثَرْتُ الحديثَ، إذا ذكرْتَه عن غيرك. ومنه قيل: حديثٌ مأثورٌ، أي ينقلُه خَلَفٌ عن سلفٍ، قال الأعشى:

إنَّ الذي فيه تَمارَيْتما

 

بُيِّنَ للسامِعِ والآثِرِ

والأُثْرُ بالضم: أَثَرُ الجِراحِ يَبقى بعد البرء؛ وقد يثقَّل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. قال الشاعر: عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأَثُرُ والأُثْرَةُ أيضاً: أنْ يُسْحَى باطنُ خفِّ البعير بحديدةٍ لُيقْتَصَّ أَثَرُه. والإثْرُ بالكسر أيضاً: خُلاصة السَمْن. وتقول أيضاً: خرجْت في إثْرِهِ، أي في أَثَرِهِ. والأَثَرُ بالتحريك: ما بقي من رسْم الشيء وضربةِ السيفِ. وسُنَنُ النبي صلى اللّه عليه وسلم: آثارُهُ. واسْتَأْثَرَ فلانٌ بالشي، أي استبدَّ به، والاسم الأَثَرَةُ بالتحريك. واسْتَأْثَرَ اللّه بفلان، إذا ماتَ ورُجيَ له الغفرانُ. وحكى ابن السكيت: رجلٌ أَثُرٌ إذا كان يَسْتَأْثِرُ على أصحابه، أي يختار لنفسه أفعالاً وأخلاقاً حسنةً. والمَأْثرَة بفتح الثاء وضمها: المكرُمة وآثَرْت فلانا على نفسي، من الإيثار. وقولهم: أَفعلُ هذا آثِراً مَّا، وآثِرَ ذي أَثيرٍ، أي أوَّلَ كلَّ شيء. قال عُروة بن الورد:

وقالوا ما تَشاء فقلتُ أَلْهو

 

إلى الإصباحِ آثِرَ ذي أَثيرِ

وفلانٌ أَثيري، أي خُلْصاني. وشيءٌ كثيرٌ أَثيرٌ، إتباعٌ له مثل بَثيرٌ. أبو زيد: الأَثيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الأَثَر في الأرض بخْفِّها أو حافرها. وأَثارَةٌ من عِلمٍ، أي بقيّة منه. وكذلك الأَثَرَةُ بالتحريك. والتَأْثيرُ: إبقاءُ الأَثَرِ في الشيء.

أثف

أَثَّفْتُ القِدرَ تَأثيِفاً: لغةٌ في ثَفَّيْتُها تَثْفِيَةً، إذا وضعتَها على الأَثافيّ. أبو زيد: تَأَثَّفَ الرجلُ المكانَ، إذا لم يبرحه. ويقال تَأَثَّفُوهُ، أي تَكَنَّفُوهُ. ومنه قول الشاعر: ولو تَأثَّفَكَ الأعداءُ بالرِفَدِ والآثِفُ: التابعُ. وقد أَثَفَهُ يَأْثِفُهُ، أي تبعه.

أثل

الأَثْلُ: شجرٌ، وهو نوع من الطَرْفاء. ومنه قيل للأصل أثْلَةٌ، يقالك فلان ينِحَتُ أَثْلَتَنا، إذا قال في حسَبه قبيحاً. قال الأعشى:

 

ألَسْتَ منتهياً عن نَحْتِ أَثْلَتِـنـا

 

ولست ضائِرَها ما أَطَّتِ الإِبلُ

والتَأثيلُ: التأصيلُ، يقال: مجدٌ مُؤَثَّلٌ وأَثيلٌ. قال امرؤ القيس:

ولَكِنمّا أسعى لمجـدٍ مُـؤّثّـلٍ

 

وقد يُدْرِكُ المجدَ المُؤَثَلَ أَمْثالي

والتَأَثُّلُ: اتِّخاذُ أصلِ مالٍ، وفي الحديث في وصيِّ اليتيم: "إنّه يَأكل من ماله غير مُتَأَثِّلٍ مالاً". والأَثالُ بالفتح: المَجْدُ. وربّما قالوا: تَأَثَلْتُ بئراً، أي حفرتُها. قال أبو ذؤيب:

وقد أرسلوا فُراَّطَهُمْ فَتأَثَّلُوا

 

قَليباً سَفاها كالإماءِ القَواعِدِ

أثم

الأثْمُ: الذنْبُ. وقد أَثِمَ الرجل بالكسر إّثماً ومَأَثَماً، إذا وقع في الإثم، فهو آثِمٌ وأَثيمٌ، وأَثومٌ أيضاً. وأَثَمَهُ اللّه في كذا يَأْثُمُهُ ويَأْثمُهُ، أي عَدَّه عليه إثماً، فهو مَأْثُومُ. وأنشد الفرّاء:

فهَلْ يَأْثُمَنِّي اللّه في أَنْ ذَكَرْتُها

 

وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلةَ النَفْرِ

وآثمه بالمد أوقعه في الإثم.

وآثمَهُ بالتشديد، أي قال له: أَثِمْتَ. وقد تُسَمَّى الخمرُ إثماً. وقال:

شربتُ الإثْمَ حتى ضَلَّ عَقْلي

 

كذلك الإثْمُ تذهب بالعقـولِ

وتَأَثمَ، أي تحرَّجَ عنه وكفّ. والأَثامُ: جزاء الإثْم. قال تعالى: "يلْقَ أَثاماً" وناقةٌ آثِمَةٌ ونوقٌ آثِماتٌ، وأي مبطئات.

أثا

أَثا بِهِ يَأْثُوبه ويَأْثي أيضاً إثاوَةً وإثايَةً، أي وشى به.

أجج

الأجيج: تَلَهُّب النار. وقد أجَّتْ تَؤُجَّ أجيجاً. وأجَّجْتُها فَتَأجَّجتْ وائتجَّتْ أيضاً. والأجوجُ: المضي، عن أبي عمرو. وأنشد لأبي ذُؤيب يصف برقا: أَغَرُّ كمصباح اليهودِ أَجوجُ وأجَّ الظليم يؤج أجّاً، أي عدا وله حفيف في عَدْوه. قال الشاعر: تؤج كما أجَّ الظليمُ المُنَفَّرُ وقولهم: القوم في أجَّةٍ، أي في اختلاط. والأَجَّةُ: شدة الحر وتوهُّجه؛ والجمع إجاج، تقول منه: ائتج النهار ائتجاجا. وماءٌ أُجاجٌ، أي مِلْحٌ مرّ. وقد أجَّ الماءُ يؤُجُّ أُجوجاً.

أجد

ناقَقٌ أُجُدٌ، إذا كانت قوية موثَّقة الخلق. وآجَدَها اللّه فهي موجَدَةُ القَرا، أي موثَّقَةُ الظهر. والحمد للّه الذي آجَدَني بعد ضعف، أي قَوَّاني.

أجر

الأجْرُ: الثوابُ. تقول أَجَرَهُ اللّه يَأْجِرُهُ ويَأْجُرُهُ أَجْراً. وكذلك آجَرَهُ اللّه إيجَاراً. وآُجرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِهِ، أي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ. والأُجرَةُ: الكِراءُ. تقول: استأجَرتُ الرجلَ فهو يَأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ، أي يصير أَجيري. وائْتَجَرَ عليه بكذا، من الأُجْرَةِ. الأصمعي: أجَرَ العظمُ يَأْجُرُ أَجْراً وأُجوراً، أي بَرَأ على عَثْمٍ. وقد أُجِرَتْ يَدُهُ، أي خُبِرَتْ. وآجَرَها اللّه، أي جَبَرَها على عَثْمٍ؛ وآجَرْتُهُ الدارَ: أكْرَيْتُها. والإجَّارُ: السّطحُ بلغة أهل الشام والحجاز.

أجل

الأَجلُ: مُدَّةَ الشيء. ويقال: فعلت ذاك من أَجْلِكَ، ومن أَجْلاَكَ؛ أي من جَرَّاكَ. والإجْلُ أيضاً بالكسر: القَطيع من بقر الوحش، والجمع الآجالُ. وتَأَجَّلَتِ البِهامُ، أي صارت آجالاً. قال لبيد:

والعينُ ساكنةٌ على أَطْلائها

 

عوذاً تَأَجَّلَ بالفضاء بِهامُها

والإجْلُ أيضاً: وجعٌ في العنقُ. وقد أَجِلَ الرجلُ، أي نام على عنقه فاشتكاها. والتَأجيلُ: المداواةُ منه. يقال: بي إجْلٌ فأَجَّلوني منه، أي داووني منه. واسْتأْجَلْتُهُ فأَجَّلَني إلى مدةٍ. والإجَّلُ: لغةٌ في الإِيَّلِ، وهو الذكر من الأوعال. والآجِلُ والآجِلةُ: ضدُّ العاجل والعاجلة. وأَجَلَ عليهم شَرّاً يأْجُلُ ويَأْجِلُ أَجْلاً، أي جَناهُ وهَيَّجَه. قال خَوَّاتُ بن جُبَير:

وأَهْلِ خِباءٍ صالحٍ ذاتُ بينهـم

 

قد احْتَرَبوا في عاجلٍ أنا آجِلُهُ

أي أنا جانيهِ. قال أبو عمرو: المَأْجَلُ، بفتح الجيم: مستنقَع الماء، والجمع المآجِلُ. وقد تَأَجَّل الماءُ فهو مُتَأَجِّلٌ، وماءٌ أَجيلٌ، أي مجتمعٌ. وقولهم: أَجَلْ، إنّما هو جوابٌ مثل نَعَمْ. قال الأخفش: إلاّ أنّه أحسن من نَعَمْ في التصديق، ونَعَمْ أحسن منه في الاستفهام. فإذا قال أنت سوف تذهبُ قلتَ أَجَلْ وكان أحسن من نَعَمْ، وإذا قال أتذهب? قلت نَعَمْ وكان أحسن من أَجَلْ.

أجم

تَأَجَّمَ النهار، أي اشتدّ حَرُّه, وتَأَجَّمَت النار، مثل تَأَجَّجَتْ. وإنّ لها لأجيماً وأَجيجاً. قال عُبَيد بن أيُّوب العنبريّ:

ويومٍ كتَنُّورِ الإماء سَجَـرْنَـهُ

 

حَمَلْنَ عليه الجِذْلَ حتى تَأَجَّما

وفلان يَتَجأَجبَّمُ على فلان ويَتَأَطَّمُ، إذا اشتدّ غضبُه عليه وتَلَهَّفَ. أبو زيد: أَجِمْتُ الطعامَ بالكسر، إذا كَرِهْتَه من المداوَمة عليه، فأنا آجمٌ.

أجن

الآجِنُ: الماء المتغيِّر الطعم واللون. وقال الشاعر علقمة:

فأوردها ماءً كأنَّ جمـامَـهُ

 

من الأجْنِ حِنَّاء معاً وَصَبيبُ

وقد أَجَنَ الماء يَأَجِنُ ويَأجُنُ أَجْناً وأجوناً. وحكى اليزيدي: أَجِنَ الماءُ بالكسر يَأجَنُ أَجَناً، فهو أَجِنٌ والإجاَّنَةُ: واحدة الأجاجينِ. والأجْنَةُ بالضم: لغة في الوُجنْةِ وهي واحدة الوُجُناتِ. وأَجَنَ القَصَّار الثوبَ، أي دَقّهُ.

أحح

أحَّ الرَجُل يَؤُحُّ أحّاً، أي سَعَل والأُحاح، بالضم: العَطَشُ. والأُحاحُ أيضاً والأَحيحةُ: الغَيْظُ وحَزازَةُ الغَمِّ.

أحد

أَحَدٌ بمعنى الواحد، وهو أول العدد. وأما قوله تعالى: "قل هوَ اللّه أحَدٌ"، فهو بدلٌ من اللّه، لأنَّ النكرة قد تبدل من المعرفة. وتقول: لا أحد في الدار ولا تقول فيها أحد ويوم الأحد يجمع على آحاد وأما قولهم ما في الدار أحدٌ، فهو اسمٌ لمن يصلح أن يخاطب، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. وقال تعالى: "لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ من النِساء" وقال: "فما مِنكم من أحدٍ عنه حاجِزينَ". واسْتَأْحَدَ الرجل: انفرد. وجاءوا آحاد أحادَ غير مصروفَين، لأنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً.

أحن

يقال في صدره عَلَيَّ إحْنَةُ، أي حقدٌ؛ والجمع إحَنٌ. وقد أَحِنْتُ عليه بالكسر. قال الشاعر:

إذا كان في صَدْرِ ابن عَمِّكَ إحْنَة

 

فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدو دَفينهـا

والمؤاحَنَةُ: المُعاداةُ.

أخذ

أَخَذْتُ الشيء آخُذُهُ أَخْذاً: تناولته. والإخذُ بالكسر، الاسمُ. والأمْر منه خُذُ، وأصله اُؤْخُذْ إلاَّ أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً وقولهم أخذ عنك، أي خُذْ ما أقول، ودَعّ عنك الشكَّ والمِراءَ. يقال: خُذِ الخِطامَ، وخُذْ بالخِطامِ بمعنىً. ونجومُ الأخذِ: منازلُ القمرِ؛ لأنَّ القمر يأخذ كل ليلة في منزلٍ منها. وآخَذَهُ بذنبه مؤاخذةً. ويقال: ائْتَخَذوا في القتال، بهمزتين، أي أخذ بعضُهم بعضاً. والاتِّخاذُ: افتعالٌ أيضاً من الأخذ، إلاَّ أنه أُدغِم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء. والأَخيذُ: الأسيرُ، والمرأةُ أَخيذَةٌ. والأُخْذَةُ بالضم: رُقْيَةٌ كالسِحر، أو خَرَزةٌ تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ، من التَأْخيذِ. وأَخِذَ الفَصيلُ بالكسر يَأْخذُ أَخَذاً: اتَّخَمَ من اللبن. ويقال أيضاً: رَجُلٌ أَخِذٌ، أي رَمِدٌ. وبعينه أُخُذٌ بالضم، أي رَمَدٌ. قال الأصمعيّ: المُسْتَأْخِذُ: المطَأْطئُ رأسَه من رمدٍ أو وجعٍ. والتأْخاذُ: تَفْعالٌ من الأخذ. والإخاذَةُ: شيء كالغدير، والجمع إخاٌذ، وجمع الإخاذِ أُخُذٌ وقد يخَّفف. قال الشاعر:

وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْخاذَ مُتْرَعَةً

 

تَطْفو وأَسْجَلَ أَنهاءً وغُدْرانا

والإخاذَةُ والإخاذ أيضاً: أرضٌ يحوزها الرجلُ لنفسه أو السلطانُ. ويقال: ذهبَ بنو فلان ومَن أَخَذَّ أَخْذَهُمْ أي ومن سار بسيرتهم. وحكى أبو عمرو: اسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إخْذَهُ بالكسر، أي لم يأخذ ما وجبَ عليه من حسن السيرة. ويقال: لو كنتَ منّا لأخذت بإخْذنا، أي بخلائقنا وشكلنا.

أخر


أَخَّرْتُهُ فتأَخَّرَ. واسْتأْخَرَ، مثل تأَخَّرَ. والآخِرُ: بعدَ الأول، وهو صفةٌ. تقول: جاء آخِراً، أي أخيراً، والأنثى آخِرَة، والجمع أواخِرُ. والآخَرُ بالفتح: أحد الشيئين، وهو اسم على أَفْعَلَ، والأنثى أخرى. وقولهم: جاء في أُخْرَياتِ الناس أي في أواخرهم وقوله لا أفعله أخرى الليالي، أي أبداً. وأُخْرى المَنونِ، أي آخِرُ الدهر. وتقول أيضاً: بِعْتُهُ بأَخِرَةًٍ وبِنَظِرةٍ، أي بنَسِيئة. وجاء فلان بأَخَرَةٍ بفتح الخاء، وما عرفته إلاَّ بأَخَرَةٍ، أي أَخيراً. وجاءنا أُخُراً بالضم، أي أخيراً. وجاءنا آخر بالضم أي أخيراً وشق ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ، أي من مُؤَخَّره. قال الشاعر امرؤ القيس:

وعين لها حَدْرَةٌ بَـدْرَةٌ

 

شُقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ

ومُؤخِرُ العينِ الذي يلي الصُدغَ. يقال: نظر إليه بمؤْخِر عينه. ومُؤَخَّر الشيءِ نقيض مُقَدَّمِه. والمِئْخارُ: النخلةُ التي يبقى حَمْلُها إلى آخر الصِرام. وأُخَرُ: جمع أُخْرى، وأُخْرى: تأنيث آَخَرَ، وهو غير مصروف، قال اللّه تعالى: "فعِدَّةٌ من أيامٍ أُخَرَ".

أخا

الأخُ أصله أخَوٌ بالتحريك، لأنَّك تقول في التثنية أَخوانِ، ويجمع أيضاً على إخوانٍ وعلى إخْوَةٍ وأخوَةٍ عن الفرّاء.وقد يُتَّسُعُ فيه فيراد به الاثْنانِ كقوله تعالى: "فإن كان له إخْوَةٌ" وأكثر ما يُستعمل الإخوانُ في الأصدقاء، والإخوةُ في الولادةِ. ولا يقال أخو ولا أبو إلاّ مضافاً، تقول: هذا أَبوكَ وأَخوكَ، ومررت بأَبِيكَ وأخيكَ، ورأيت أَباكَ وأخاكَ وإعرابها في الواو والياء والألف. ويقال: ما كنتَ أخاَ ولقد أَخوْتَ تأخر أُخوَّةً. ويقال: أخْتٌ بَيَّنةُ الأخوةِ أيضاً. وبالنسبة إلى الأَخِ أخَويٌ. وكذلك إلى الأخت؛ لأنَّك تقول أخَواتٌ. وآخاءُ مُؤاخاةً وإخاءً. وتقول: لا أَخالَكَ بفلان، أي هو ليس لك بأَخ. وتآخَيا على تفَاعلا. وتَأَخَّيْتُ أَخاً، أي اتخذت أَخاً. وتَأَخَّيْتُ الشيء أيضاً مثل تَحَرَّيْتُهُ. والآخِيَّةُ، بالمدّ والتشديد: واحدة الأَواخِيّ. قال ابن السكيت: وهو أن يُدْفَنَ طَرَفا قطعةٍ من الحبل في الأرض وفيه عُصَيَّةٌ أو حُجَيْرٌ، فيظهر منه مثل عُرْوَةٍ تُشَدُّ إليه الدابّة. وقد أخَّيْتُ للدابة تَأخِيَةً والآخِيَّةُ أيضاً: الحُرْمَةُ والذِمَّةُ.

أدب

الأَدَبُ: أدَب النَّفْس والدَّرْسِ، تقول منه: أَدُبَ الرجُلُ بالضم فهو أَديبٌ، وأَدَّبْتُهُ فَتأَدَّبَ. وابن فلان قد استأدَبَ، في معنى تأدَّبَ. والأَدْبُ: العَجَبَ. والأَدْبُ أيضاً: مَصدَرُ أَدَبَ القَوْمَ يَأْدِبُهُمْ إذا دَعاهُمْ إلى طعامِه. والآدِبُ: الداعي. ويقال أيضاً: آدَبَ القَوْمَ إلى طَعامِهِ يُؤْدِبُهُمْ إيداباً. واسم الطعامِ المَأْدَبَةُ والمَأْدُبَةُ.

أدد

أَدَّتِ الناقة تَؤُدُّ أَدّاً، إذا رَجَّعَتْ الحنينَ في جوفها. والأَديدُ: الجلبةُ. وشديدٌ أَديدٌ اتباع له. والإدُّ بالكسر والإدَّةُ: الداهيةُ، والأمر الفظيع. ومن قوله تعالى: "لقد جِئتم شيئاً إدّاً"، وكذلك الآدُّ مثل فاعل. وجمع الإدَّةِ إدَدٌ. وأَدَّتْ فلاناً داهية تَؤُدُّهُ أَدّاً، بالفتح. والأَدُّ أيضاً: القوة. قال الراجز:

نَضَوْتُ عنـي شِـرَّةً وأَدَّا

 

مِن بعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا

أدر

الأُدْرَةُ: نفَخةٌ في الخصية. يقال: رجل آدَرُ بيِّن الأُدْرَةِ. والإدْلُ أيضاً: اللبَن الخاثر الشديد الحموضة.

أدم

الأَدَمُ: جمع الأَديمِ، وقد يجمع على آدِمَةٍ وربما سُمِّي وجهُ الأرض أديماً. قال الأعشى:

يوماً تراها كشِبْهِ أَرْدِيةِ ال

 

عَصْب ويوماً أَديمُها نَغِلا

وفلانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أي قد جمع لِينَ الأَدَمَةِ وخُشونة البشرة. ويقال أيضاً: جعلتُ فلاناً أَدَمَةَ أهلي، أي إسْوَتَهُمْ. والأُدْمَةُ بالضم: السُمرة. والأُدْمَةُ أيضاً: الوسيلة إلى الشيء. والآدَمُ من الناس: الأسمر، والجمع أُدْمانٌ. وآدَمُ عليه السلام: أبو البشر. قال الأصمعي: والأُدْمُ من الظباء بيِضٌ تعلوهنّ جُدَدٌ، فيهن غُبْرَةٌ، تسكن الجبال. قال: وهي على ألوان الجبال. يقال ظبيةٌ أَدماء. والأُدمَةُ في الإبل: البياض الشديد، يقال: بعيرٌ آدَمُ وناقةٌ أَدماءُ، والجمع أُدْمٌ. والأُدْمُ والإدامُ: مايؤتَدَمُ به. تقول منه: أَدَمَ الخبزَ باللحم يَآْدِمُهُ، بالكسر. والأُدْمُ: الأُلْفَةُ والاتفاقُ، يقال: أَدَمَ اللّه بينهما، أي أصلح وأَلَّفَ، وكذلك آدَمَ اللّه بينهما، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنى. وفي الحديث: "لو نظرْتَ إليها فإنه أخرى أن يُؤْدَمَ بينكما"، يعني أن تكون بينكما المحبة والاتفاق. وقال: "والبيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلاَّ مؤْدَما" أي لا يُحبِبْنَ إلاَّ مُحبَّباً. والأياديمُ: مُتون الأرض، لا واحد لها.

أدا

الأداة: الآلةُ، والجمع الأدَواتُ. وآداهُ على كذا يُؤْديهِ إيداءً، إذا قوّاه عليه وأعانه. وآدى الرجلُ أيضاً، أي قَويَ، من الأَداةِ، فهو مُؤدٍ بالهمز، أي شاكٍ في السلاح. وأمَّا مودٍ بلا همز، فهو من أَوْدى أي هلك. ويقولون: اسْتَآْدَيْتُ الأميرَ على فلان فآداني عليه، بمعنى استعديته فأَعداني عليه. وآدَيْتُ للسفر فأنا مُؤدٍ له، إذا كنتَ مُتَهَيئِّاً له. وتآدى، أي أخذ للدهر أَداتَهُ ويقال: أخذت لذلك الأمر أَدِيَّةُ، أي أهبته. ونحن على أَديّ للصلاة، أي تهيُّؤٍ لها. قال الأصمعي: غَنَمٌ أَدِيَّةٌ، أي قليلة. وأَدَوْتُ له، أي خَتّلْتُه. والإداوةُ: المِطَهَرةُ، والجمع الأدواي. وأَدى اللبن يَأْدي أُدِيَّا، أي خَثُرَ لِيَروبَ. ويقال ثوبٌ أَديٌ ويَديٌّ، إذا كان واسعاً. وأَدَّى دَيْنَه تأْديَةً، أي قضاه. والاسم الأَداءُ. وهو آدى للأمانة منك، بمدّ الألف. وتأَدَّى إليه الخبر، أي انتهى. ويقال: اسْتأداهُ مالاً، إذا صادره واستخرجه منه.

إذ

إذْ: كلمة تدل على ما مضَى من الزمان. وهو اسمٌ مبنيُّ على السكون. وحقُّه أن يكون مضافاً إلى جملة، تقول: جئتك إذْ قام زيدٌ، وإذْ زيد قائم وإذ زيدٌ يقوم. فإذا لم تضَفْ نَوَّنْتَ. قال أبو ذؤيب:

نَهَيْتُكَ عن طِلابِكَ أمَُّ عَمْرو

 

بِعاقِبَةٍ وأَنْتَ إذٍ صَـحِـيحُ

أراد حينئذٍ، كما تقول: يومئذ ولَيْلتئذ. وهو من حروف الجزاء، إلاَّ أنه لا يجازى به إلاَّ معَ ما. تقول: إذْ ما تَأْتِني آتِكَ، كما تقول: إنْ تَأْتِني وقتاً آتِكَ. وقد تكون للشيء توافقه في حالٍ أنت فيها. ولا يليها إلا الفعل الواجب. تقول: بينما أنا كذا إذْ جاء زيد.

اذن

إذَنْ: حرف مكافأةٍ وجوابٍ، إنْ قدَّمتَها على الفعل المستقبل نصبَته بها لا غير. إذا قال لك قائلٌ: الليلةَ أزورك، قلت: إذنْ أكرمَك. وإن أخَّرتَها ألغيتها فقلت: أكرمُك إذَنْ.

أذن

أَذِنَ له في الشيء إذْناً. يقال: ائْذَنْ لي على الأمير. وأَذِنَ، بمعنى عَلِمَ. ومنه قوله تعالى: "فأْذَنوا بحَرْبٍ من اللّه ورسوله". وأَذِنَ له أَذَناً: استمع. قال قَعْنَبُ بن أمُِّ صاحبٍ:

إنْ يسمعوا ريبَةً طاروا بها فرحاً

 

عَنِّي وما سمعوا من صالحٍ دَفَنوا

صُمُّ إذا سمعوا خيراً ذُكِرْتُ بـه

 

وإنْ ذُكِرْتُ بِشَرٍ عندهـم أَذِنـوا

والأَذانُ: الإعلامُ. وأَذانُ الصلاة معروف. والأَذينُ مثله. وقد أّذَّنَ أَذاناً. والمِئْذَنَةُ: المنارةُ. والأَذينُ: الكفيلُ. وقال قومٌ: الأَذينُ: المكان يأتيه الأَذانُ من كلِّ ناحية. وأنشدوا:

طَهورُ الحَصى كانت أَذيناً ولم تكن

 

بها ريبةٌ مـمـا يُخـافُ تَـريبُ

والأَذنُ تخفف وتثقّل، وهي مؤنثة، وتصغيرها أُذَيْنَةٌ. والجمع آذانٌ. وتقول: أَذَنْتُهُ، إذا ضربت أُذُنَهُ. ورجلٌ أُذُنٌ، إذا كان يسمع مقال كلِّ أحد ويقبلُه، ويستوي فيه الواحد والجمع. ورجلٌ أذانيٌّ: عظيم الأُذُنَيْنِ. ونعجةٌ أذْناءُ وكبشٌ آذَنُ. وأذنت النعل وغيرها تأذيناً أي جعلت لها أذناً وأَذَّنْتُ الصبيّ: عركت أُذُنَهُ. وآذَنْتُكَ بالشيء: أعلمتُكه. والآذِنُ: الحاجب. وقد آذَنَ وتأذَّن بمعنىَ. وتقول: تأذّنَ الأميرُ في الكلام، أي نادى فيهم في التَهَدُّدِ والنَهى، أي تقدَّم وأعْلَمَ. وقوله تعالى: "وإذْ تَأَذَّنَ رَبَّكَ"، أي أعْلَمَ.

إذا

إذا: اسمٌ يدلٌ على زمان مستقبَل، ولم تستعمّل إلاّ مضافةً إلى جملة، تقول: أجيئك إذا احمرّ البُسْرُ، وإذا قدِم فلان. وهي ظرف، وفيها مجازاة. قال تعالى: "وإنْ تُصِبْهم سِّيئةٌ بما قدمَّتْ أيديهم إذا هُم يَقْنَطون". وتكون للشيء توافقه في حالٍ أنت فيها، وذلك نحو قولك: خرجتُ فإذا زيدٌ قائمٌ، المعنى خرجتُ ففاجأني زيدٌ في الوقت بقيامٍ.

إذي

آذاهُ يُؤذيهِ إيذاءً فأذيَ هو أذى وأَذاةً وأذيَّةَ. وتأذيْتُ به. والآذيُّ: موجُ البحر، والجمع الأَواذِيُّ.

أرب

الإِرْبُ: العُضْوُ. يقال: السُّجودُ على سَبْعَةِ آرابٍ وأَرْآب أيضاً. ورَجُلٌ مُسْتَأرَبٌ بفتح الراء، أي مَدْيونٌ، كأنّ الدَيْنَ أخَذَ بآرابِهِ. قال الشاعر: مُسْتَأْرَبٍ عَضَّهُ السُّلْطَانُ مَديونُ وَالإِرْبُ أيضاً: الدَهاء، وهو من العَقْل. يقال: هو ذو إرْبٍ. وقد أَرُبَ يَأْرُبُ إرَباً، وأَرابَةً أيضاً.
وفلان يؤارِبُ صاحِبَهُ، إذا داهاهُ, والأّريبُ: العاقِلُ. والأِرْبُ أيضاً: الحاجَةُ، وفيه لُغات: إرْبٌ وإرْبَةٌ، وأَرَبٌ، وَمَأرَبَةٌ. وفي المثل: "مَأْرَبَةٌ لا حَفاوَةٌ"، تقول منه: أَرِبَ الرجلُ بالكسر يَأْرَبُ أَرَباً. وقوله تعالى: "غَيْرِ أولي الإِرْبَةِ من الرِجالِ"، قال سعيدُ بن جُبَيْر: هو الْمَعْتوهُ. وأَرِبَ الدَهْرُ أيضاً، إذا اشتد. ويقال: أيضاً: أَرِبَ الرجلُ، إذا تساقَطَتْ أَعْضاؤُهُ. ويقال أَرِبْتَ من يَدَيْكَ، أي: سَقَطَتْ آرابُكَ من اليدين خاصَّةً. وأرِبَ بالشيءِ أيضاً: دَرِبَ به وصار بصيراً فيه، فهو أَرِبٌ. وقال الشاعر أبو العِيالِ:

يَلُفُّ طَوائِفَ الأعْدا

 

ءِ وهو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ

والأّرْبَةُ بالضم: العُقْدَةُ. وَتَأْريبُ العُقْدَةِ: إحْكامُها، يقالك أرِّبْ عُقْدَتَكَ، وهي التي لا تَنْحَلُّ حتى تُحَلَّ حَلاً. وتَأريبُ الشيءِ أيضاً: تَوْفيرُهُ. وكل مُوَفَّرٍ مُؤَرَّب. يقال: أَعْطاهُ عُضواً مُؤَرَّباً، أي: تامّاً لم يكسر. الأصمعي: التأَرُّب: التشَدُّدُ في الشيء. يقال: تَأَرَّبْتُ في حاجتي، وتَأرَّبَ فلان عَلَيَّ، أي تَأبَّى وتَشَدَّدَ, وآرَبْتُ على الفومِ، أي فُزْتُ عليهم وفَلَحْتُ. ومنه قول لبيد: وَنَفْس الفَتى رَهْنٌ بقَمْرَةِ مُؤرِبِ والأُرَبى: الداهية، بضم الهمزة.

أرث

الإرْثِ صدقٍ، أي أصل صدق. وهو على إرْثٍ من كذا، أي على أمر تَوارثَه الآخر عن الأوّل. والتأريث: الإغراء بين القوم. والتأريث أيضاً: إيقاد النار. والأُرْثَة بالضم: سِرْجِينٌ يوضع عندَ الرماد لتكون عُدَّةً إذا احيتج إليها. يقال تَأرَّثَتِ النار، إذا اتَّقَدَتْ في الأُرْثَة.

ارج

الأرَجُ والأَريجُ: توهُّج ريح الطيبِ. تقول أَرِجَ الطيبُ بالكسر يَأرَجُ أَرَجاً وأَريجاً، إذا فاح. وأَرّجْتُ بين القوم تَأْريجاً، إذا أَغْرَيْتَ بينهم وهَيَّجْتَ.

ارجوان

الأُرْجُوانُ: صَغٌ أحمر شديد الحمرة. قال أبو عبيد: وهو الذي يقال له النَشاسْتَجُ. قال والبَهْرمَان دونَه. ويقال أيضاً الأُرْجوانُ معرّب، وهو بالفارسية أُرغوانْ، وهو شجرٌ له نَوْرٌ أحمر أحسنُ ما يكون. وكلُّ لونٍ يشبهه فهو أُرْجُوانٌ. قال عمروبن كلثوم:

كأنَّ ثيابنا منّا ومـنـهـم

 

خُضِبْنَ بأُرْجُوانٍ أو طُلينا

أرخ

التأْريخُ: تعريف الوقت. والتَوْريخُ مثله. وأَرَّخْتُ الكتابَ بيوم كذا، ووَرَّخْتُهُ، بمعنىً. والإراخُ: بقرُ الوحشِ، الواحدةُ إرْخٌ.

أرر

الأَرُّ: الجماعُ. تقول منه: أرَّها يَؤُرُّهَا أرّاً. ورجلٌ مِئَرُّ: كثير الجماع.


 أرز

شجرةٌ آرِزةٌ، أي ثابتة في الأرض. وقد أَرَزَتِ المرأة تأْرِزُ. ويقال للناقة القويّة: آرزةٌ أيضاً. أبو زيد: الليلة الآرِزَةُ، هي الباردةُ. وأَرَزَ فلان يأرِزُ أَرْزاً وأُروزاً، وإذا تضَامَّ وتقبض من بُخْله، فهو أَروزٌ. وفي الحديث: "إنّ الإسلام لَيَأْرِزُ إلى المدينةِ كما تأرِزُ الحيّةُ إلى جُحرها"، أي يَنْضَمُّ إليها ويجتمع بعضُه إلى بعض فيها. والمأْرِزُ: الملجأُ.

أرس

الأريس: الذَرَّاع، وجمعه أرارسة. قال:

إذا فارقتكُمْ عبدُ وُدٍّ فلَيْتَـكُـمْ

 

أرارسةٌ ترعَون دينَ الأعاجم

أرش

الأَرْشُ: دِيَةُ الجِراحاتِ. وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْريشاً: أفسدْتُ. وتَأْريشُ الحربِ والنارِ: تَأريثُهما.

أرض

لأرْضُ مؤنثة، وهي اسم جنس. والجمع أَرْضاتٌ وأَرَضونَ. وقد تجمع على أُروضٍ. والأَراضي أيضاً على غير قياس. وكلُّ ما سفل فهو أرض وأرض أَريضَةٌ، أي زكيةٌ، بيّنة الأَراضَة وقد أَرُضَتْ بالضم، أي زَكَتْ. قال أبو عمرو: نزلنا أَرْضاً أَريضَةً، أي مُعجِبةً للعين. ويقالك لا أَرْضَ لك، كما يقال: لا أُمَّ لك. والأَرْضُ: أسفلُ قوائِم الدابة: قال حُمَيْدٌ يصف فرساً: ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيطارُ والأرض: النَفْضَةُ والرعدةُ. قال ابن عباس رضي اله عنه وقد زُلزِلت الأرضُ: "أزُلْزِلَتِ الأرضُ أم بي أَرْضٌ". والأَرْضُ: الزُكامُ. وقد آرَضَهُ اللّه إيراضاً أي أزكمه، فهو مأْروضٌ. وفَسيلٌ مُسْتَأْرِضٌ، ووَدِيَّةٌ مُسْتَأْرِضَةٌ، بكسر الراء، وهو أن يكون له عِرْقٌ في الأرض. فأما إذا نبت على جِذع النخل فهو الراكبُ. والإِراض، بالكسر: بِساطٌ ضخمٌ من صوفٍ أو وبرٍ. ورجلٌ أَريضٌ، أي متواضعٌ خليقٌ للخير. قال الأصمعيُّ: يقال هو آرَضُهُمْ أن يفعلَ ذلك، أي أخْلَقُهم. وشيء عريضٌ أريضٌ، إتباعٌ له. وبعضهم يفرده ويقول: جديٌ أريضٌ، أي سمين. وأُرِضَتِ الخشبةُ تُؤرَضُ أرْضاً بالتسكين، فهي مَأْروضَةٌ، إذا أَكَلَتْها الأَرَضَةُ والمَأْروض الذي يحرِّك رأسه وجسدَه على غير عمدٍ. وأَرضَتِ القَرْحةُ تَأْرضُ أرَضاً، أي مَجِلتْ وفسدتْ بالمِدَّةِ. وتَأَرَّضَ النبتُ، إذا أمكن أن يُجَزَّ. وجاء فلان يَتأرَّضُ إليَّ، أي يتصدَّى ويتعرَّض. والتأَرَّضُ أيضاً: التثاقل إلى الأرض. قال الراجز: فقام عَجْلانَ وما تَأَرَّضا أي ما تَلَبَّثَ.

أرط

الأرْطى: شجرٌ من شجر الرمل. واحدته أرْطاةٌ. وبعير مَأْروطٌ وأَرْطَوِيُّ إذا كان يأكل الأَرْطى. والأَريطُ من الرجال: العاقرُ. وأَرَطَتِ الأرضُ: أخرجت الأَرْطى.

أرف

الأُرْفَةُ: الحَدُّ، والجمع أُرَفٌ، وهي معالم الحدود بين الأرْضين.

أرق

الأَرَقَ: السَهرُ. وقد أَرِقْتُ بالكسر، أي سهرتُ، وكذلك ائْتَرَقْتُ فأنا أرقٌ. وأَرَّقَني كذا تأريقاً، أي أسهرني. والأَرقانُ: لغة في اليَرَقانِ، وهو آفةٌ تصيب الزرع، وداءُ يصيب الناس. يقال زرعٌ مَأْروقٌ ومَيروقٌ. وقولهم: "جاء بأمّ الرُبَيقِ على أُرَيْقٍ" يعني به الداهية. قال أبو عبيد: وأصله من الحيّات.

أرك

أَرِكَتِ الإبل تَأْرَكُ وتَأْرُكُ أُروكاً، إذا رَعَتِ الأَراكَ. قال الأصمعي: أركت الإبل بمكان كذا، إذا لزِمَتْه فلم تَبرح، حكاه عنه ابن السكيت. قال: وقال غيره إنّما يقال: أَرَكَتْ، إذا أقامت في الأَراكِ، وهو الحَمض، فهي أَرِكَةٌ. وأرَكَ الرجل بالمكان، أي أقام به. وأرَكَ الجرح أُروكاً: سكن ورمُه وتماثَل. ويقال: ظهرت أَريكَةُ الجُرح، إذا ذهبت غَثيثته ظهر لحمُه صحيحاً أحمر ولم يَعْلُهُ الجلدُ، وليس بعد ذلك إلاَّ عُلوُّ الجلد والجوف. وأَرِكَتِ الإبل بالكسر تأْرَكُ أَرِكاً، أي اشتكت بطونَها عن أكل الأَراكِ، فهي أَرِكَةُ وأَراكي. والأريكَةُ: سريرٌ منجَّد مزيَّنٌ في قبةٍ أو بيت، فإذا لم يكون فيه سرير فهو حَجَلٌة، والجمع الأَرائِكُ.

أرم

الإرَمُ: حجارة تُنْصَبُ عَلَماً في المفازة، والجمع آرامٌ وأُرومٌ. والأرومُ فتح الهمزة: أصل الشجرة والقرنِ. قال صخرُ الغَيّ يهجو رجلاً:

تَيْسَ تُيوسٍ إذا يُناطِحُها

 

يأْلَمُ قَرْناً أُرومُهُ نَقِـدُ

قوله: "يأْلُمُ قَرْناً" أي يَأْلُكُ قَرْنَه. أبوزيد: ما بالدار أَريمٌ وما بها أَرِمٌ، بحذف الياء، أي ما بها أحدٌ. قال زهير:

دارٌ لإَسْماء بالَغمْريْنِ مـاثـلة

 

كالوحْي ليس بها من أهلها أَرِمُ

وأَرَمَ على الشيء يأْرِمُ بالكسر، أي عَض عليه. وأَرَمَهُ أيضاً، أي أكله. قال الكميت: ونَأْرِمُ كُلَّ نابِتَةٍ رِعاءً=وحُشّاشاً لَهُنَّ وحاطِبينا أي من كَثْرتها. وقوله "لهنَّ" أي للنابتة. ومنه سَنَةٌ آرِمَةٌ، أي مستأصِلَة. ويقال: أَرَمَتِ السَنَةُ بأموالنا، أي أكلتْ كلَّ شيء. وأَرَمْتُ الحبْلَ آرِمُهُ، إذا فَتَلْتَهُ فَتْلاً شديداً. والأُرَّمُ: الأَضْراس، كأنه جمع آرِمٍ. يقال: فلان يَحرُق عليك الأُرَّمَ! إذا تَغَيَِّظَ فحَكَّ أضراسه بَعضَها ببعض. قال الشاعر:

نُبِّئْتُ أَحْماءَ سُلَيْمى إنَّـمـا

 

باتو غَضاباً يَحرْقُونَ الأُرَّما

وقولهم: جاريٌة مَأرومَةٌ حَسَنةُ الأَرْمِ، إذا كانت مجدولةَ الخَلْقِ. ويقال: الأُرَّمُ: الحصى. قال الشاعر: يَلوكُ من حَرْدٍ عَلَيَّ الأُرَّما

ارن

الفراء: الأَرَنُ: النشاط. يقال: أَرِنَ البعير بالكسر يَأرَنُ أَرَناً، إذا مِرح مرحاً، فهو أَرِنٌ أي نشيط. أبو عمرو: الإرانُ: تابوتُ خشب. والإرانُ: كِناسُ الوحشيّ. والمِئْرانُ مثله، والجمع مآرينُ. وقال: كأنه تَيسُ إرانٍ مُنْبَتِلْ أي مُنْبَتٌّ. وأرنةُ الحرباء بالضم: موضعُه من العود إذا انتصبَ عليه. قال ابن أحمر: وتَعَلّلَ الحرباءُ أَرْنَتَهُ.

ارندج

الأَرَنْدَجُ واليَرَنْدَج: جلد أسود. قال أبو عبيد: أصله بالفارسية "رَنْدَهْ"

أري

أرْيُ السحاب: دِرَّتُهُ. والأرْيُ أيضاً: العسلُ. وعمل النحل أَرْيٌ أيضاً. وقد أرَتِ النحلُ تأْري أَرْياً، إذا عَمِلَتِ العسلَ. وأَرَتِ القِدْرُ تَأري أرْياً، أي التزقِ بأسفلها شيء من الاحتراق، مثل شاطَتْ. وأَريَ صدره بالكسر، أي وَغِرَ. وتَأَرَّيْتُ بالمكان: أقمتُ به. قال أعشى باهلة:

لا يَتَأَرَّى لما في القِدْرِ يرَقُـبُـهُ

 

ولا يَعَضُّ على شُرْسوفِهِ الصَفَرُ

أي لا يتحبّس على إدراك القِدْر ليأكل. وممَّا يضعُه الناسَ في غير موضعه قولهم للمِعْلَفِ آريٌّ، وإنَّما الآريُّ مَحْبِسُ الدابّة. وقد تُسَمَّى الآخِيَّةُ أيضاً آرِيّاً، وهو حبلٌ تُشَدَّ به الدابة في مَحْبِسِها. ومنه قول الشاعر:

داوَيْتُهُ بالمَحْضِ حتَّى شَتا

 

يَجتْذَبُ الآريَّ بالْمِـروَدِ

أي مع المرود. والجمع الأوراىَ، يخفّف ويشدَّد. تقول منه: أَرَّيْتُ للدابة تَأْريَةً. والدابةُ تَأْري إلى الدابّة، إذا انضمَّت إليها وأَلِفَتْ معها مِعْلَفاً واحداً. وآرَيْتُها أنا. وأرَّيْتُ النار تَأريَةً، أي ذَكَّيْتُها، يقال: أَرِّ نارَكَ. والإرَة: موضعُ النار، وأصله إرْيّ، والهاء عوض من الياء، والجمع إرونَ.

أزب

الإزْبُ: اللئيمُ، والإزْبُ: القصير الدّميمُ. ابن الاعرابي: رجلٌ إزْبٌ حِزْب، أي داهِيَةٌ. المْئِزابُ: المِزْرابُ، وربما لم يهمز، والجمعُ المآزيبُ.

أزج

الأَزَجُ: ضرب من الأبنية والجمع، آزُجٌ وآزاجٌ. قال الأعشى:

بناهُ سليمان بنُ داود حِقْبَةً

 

له آزُجٌ صُمُّ وطَيٌّ موَثَّقُ

أزح

أَزَحَ الرجلُ يَأْزِحُ أُزوحاً، إذا تَقَبَّضَ ودنا بعضه من بعضٍ. وقال أبو عمرو: أَزَحَ أي تَخَلَّفَ. والأَزوحُ: المُتخلِّفُ. وقال الغَنويّ: الأزوحُ من الرجال الذي يَستأْخِرُ عن المكارِم. قال: والأنوحُ مثلُه. وأنشد:

أزوح أَنوحٌ لا يَهَشُّ إلى الـنَّـدى

 

قَرى ما قَرى للضِرْسِ بَيْنَ اللّهازم

أزر

الأَزْرَ: القُوَّة. وقوله تعالى: "اُشْدُدْ به أَزْري"، أي ظهري، ومَوضعَ الإزارِ من الحَقْوَيْنِ. وآزَرْتُ فلاناً، أي عاونْته. والإزارُ معروفٌ، يذكّر ويؤنث، والإزارَةُ مثله. وقال الأعشى:

كَتَـمَـيُّلِ الـنَـشـوانِ يَرْ

 

فُلُ في البَقيرِ وفي الإزارَةْ

وجمع القِلَّة آزِرَةٌ والكثير أُزُرٌ. وقول الشاعر:

ألا أَبْلِغْ أَبا حَفْـصٍ رسـولاً

 

فِدىً لك من أخي ثِقَةٍ إزاري


قال أبو عُمَر الجرمي: يريد بالإزارِ هاهنا المرأة. والمِئْزَرُ: الإزارُ. ويقال: أَزَّرْتُهُ تأْزيراً فتأَزَّرَ. وأتَزَرَ إزْرةً حسنة. وتَأزَّر النَبت: التفَّ واشتدّ. قال الشاعر:

تأَزَّرَ فيه النَبْتُ حتَّى تَخايَلَـتْ

 

رُباهُ وحتَّى ما تَرى الشاَّءَ نوَّما

أزز

الأزيز: صوت الرعد، وصوتُ غَلَيان القِدْر. وقد أَزَّتِ القِدْرُ تَؤُزُّ أزيزاً: غلتْ. وفي الحديث "أنّه كان يصلِّي ولجوفِهِ أزيزٌ كأزيرِ المِرجَل من البكاء". وائْتَزَّتِ القِدْرُ ائْتِزازاً، إذا اشتدَّ غليَانُها. والأزُّ: التهييج والإغراء. قال تعالى: "إنَّا أرْسَلْنا الشَياطينَ على الكافِرينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً"، أي تُغْريهم على المعاصي. والأَزُّ: الاختلاط. وقد أَزَزْتُ الشيءَ أَؤُزُّهُ أَزّاً، إذا ضممتَ بعضَه على بعض.

أزف

أَزِفَ الترحُّلُ يأْزَفُ أَزَفاً، أي دنا وأَفِدَ. ومنه قوله تعالى: "أَزِفَتِ الآزِفَةُ" يعني القيامة. وأَزِفَ الرجُل، أي عَجِلَ، فهو آزِفٌ والمتآزِفُ: القصيرُ، وهو المتداني.

أزق

الأَزْقُ: الأزل وهو الضيق والمأزق المَضِيقُ، ومنه سمِّي موضع الحرب مَأْزِقاً. وتَأَزَّقَ صدري وتَأَزَّلَ، أي ضاق.

أزل

الأَزْلُ: الضيقُ، وقد أَزَلَ الرجل يَأزِلُ أَزْلاً، أي صار في ضيقٍ وجدبٍ. والأَزْلُ أيضاً: الحَبسُ. يقال: أَزَلوا مالَهم يَأْزلونَهُ، إذا حبَسوه عن المرعى من خوف. والمأزِلُ: المضيقُ مثل المأزِقِ. قال الفراء: يقال: تَأَزِلُ صدري وتَأَزَّقَ، أي ضاق. والإزْلُ بالكسر: الكذِبُ. وأنشد يعقوب.

يقولون إزْلٌ حُبُّ لَيْلى ووُدَّها

 

وقد كذَبوا ما في مَوَدَّتِها إزْلُ

والأَزَلُ بالتحريك: القِدَم. يقال أَزَليٌّ

أزم

الأزْمَة: الشدَّةُ والقحط. يقال أصابتهُمْ سَنَةٌ أزَمَتْهُمْ أَزْماً، أي اسْتأْصَلَتْهُمْ. وأَزَمَ علينا الدهرُ يَأْزِمُ أَزْماً، أي اشتدَّ وقل خَيره. ويقال أيضاً: أَزَمَ الرجل بصاحبه، إذا لَزِمَه. وأَزَمَهُ أيضاً، أي عضّه. وأَزَمَ عن الشيء، أي أمسك عنه. قال أبو زيد: الآزمُ: الذي ضمَ شفتَيه. أبو زيد: أَزَمْتُ الخيطَ، إذا فَتَلْته، بالزاي والراء جميعاً. قال: والأَزْمُ ضربٌ من الضَفْرِ. وتَأزّمَ القومُ دارَهُم، إذا أطالوا الإقامة بها. والمَأزِمُ: المَضِيقُ، مثل المأْزِلِ. والمأْزِمُ: كلُّ طريقٍ ضيّق بين جبلين، وموضعُ الحرب أيضاً، مَأْزِمٌ.

أزي

الإزاء: مصبٌّ الماء في الحوض. قال أبو زيد: هو صَخرة أوما جَعَلْتَ وقايةً على مصبِّ الماء حين يُفْرَغُ الماء. قال الشاعر: بإزاءِ الحوضِ أو عُقُرِهْ تقول منه: أَزّيْتُ الحوض تَأْزِيَةً وتَوْزِيئاً وآزَيْتُهُ إيزاءً، أي جعلت له إزاءً. ويقال للناقة إذا لم تشرب إلاَّ من الإزاء: أَزيَةٌ. وإذا لم تشرب إلاّ من العُقْرِ: عَقِرَهٌ. ويقال للقَيِّم بالأمر: هو إزاؤُهُ، وفلان إزاءُ مالٍ. قال الشاعر:

لقد عَلِمَ الشَعْبُ أَنَّا لهم

 

إزاءٌ وأنَّا لهم مَعْقِلُ

وتقول هو بإزائه أي بحذائه وقد آزيته إذا حاذيته.
إذا حاذَيْتَهُ وأَزى الظلُّ يَأزي أَزْياً وأُزِيَّا، إذا تَقَبَّضَ. وآزَيْتُ على صنيع فلان إيزاءً: أَضْعَفْتُ عليه.

أست

أبو زيد: يقالُ مازال على اسْتِ الدَهرِ مجنوناً أي لم يزل يُعرْف بالجنون؛ وأنشد لأبي بُخيلَةَ:

مازال مُذْ كانَ على است الدهر

 

ذا حُمُق يَنْمي وعقلٍ يَحـرْي

أستبرق

الإسْتَبْرَقُ: الديباجُ الغليظ، فارسيُّ معربٌ، وتصغيره أبَيْرِقٌ.

أسد

الأَسَدُ جمعه أَسُودٌ، وأَسُدٌ مقصورٌ مثقَّلٌ منه، وأُسْدٌ مخفَّفٌ، وآسُدٌ، وآسَادٌ. قال أبو زيد: الأنثى أَسَدَةٌ. وأرضٌ مَأْسَدٌة: ذات أُسْدٍ.

وأَسِدَ الرجلُ بالكسر، إذا رأى الأَسَدَ فَدهِش من الخوف. وأَسِدَ أيضاً: صار كالأَسَدِ في أخلاقه. وفي الحديث: " إذا دخلَ فَهِدَ، وإذا خرج أَسِدَ". واسْتَأْسَدَ عليه: اجترأ. واسْتَأْسَدَ النبتُ: قَويَ والتفّ: قال أبو خِراش الهذَلي: له عَرْمَضٌ مُسْتأْسِدٌ ونَجيلُ وآسَدْتُ بين القوم: أفسدْت. والأَسْديُّ: ضربٌ من الثياب. والإسَادَةُ لغة في الوسادة.

أسر

أَسَرَ قَتَبَهُ يأسِرُهُ أَسْراً: شَدَّهُ بالإسارِ، وهو القِدُّ. ومنه سمِّي الأَسِيرُ، وكانوا يُشدُّونه بالقِدِّ، فسُمِّيَ كلُّ أَخِيذٍ أَسيراً وإنْ لم يُشَدَّ به. يقال: أَسَرْتُ الرجلَ أَسْراً وإساراً، فهو أَسيرٌ ومَأْسوراٌ، والجمع أَسْرى وأُسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ، أي كنْ أَسيراً لي. وهذا الشيءُ لكِ بأسْرِهِ، أي بِقدِّهِ، تعني بجميعه، كما يقال: برُمَّتِهِ. وأَسَرَهُ اللّه، أي خَلَقه. وقوله تعالى: "وشَدَدْنا أسْرَِهُمْ، أي خَلْقَهُمْ.

أسس

الأُسُّ: أصل البِناء، وكذلك الأساسُ، والأَسَسُ مقصورٌ منه. وجمع الأُسِّ إساسٌ، مثل عُسّ وعِساسٍ، وجمع الأَساسِ أُسُس مثل قَذالٍ وقُذُلٍ، وجمع الأَسَسِ آساسٌ مثل سببٍ وأسبابٍ. وقد أَسَّسْتُ البناء تَأْسِساً. وقولهم: كان ذلك على أُسِّ الدهر، وأَسِّ الدهر وإسِّ الدهر، ثلاث لغاتٍ، أي على قِد?َمِ الدهرِ ووَجْهِ الدهرِ. والتَأْسيسُ في القافية هو الألف التي ليس بينها وبين حرف الرويِّ إلاَّ حرفٌ واحدٌ، كقول الشاعر:

كِليني لَهَمٍ يا أُمَيْمَةُ ناصِـبِ

 

ولَيْلٍ أُقاسيِه بَطيءِ الكواكِبِ

وأَسَّ الشاةَ يَؤُسُّهاَ أَسّاً، أي زجرها وقال لها: إسْ إسْ.

أسف

الأَسَفُ: أشدُّ الحزن. وقد أَسِفَ على ما فاته وتأَسَّفَ أي تلهَّف. وأَسِفَ أي تلهَّف. وأَسِفَ عليه أَسَفاَ: أي غَضِب. وآسَفةُ أغضَبَه. والأَسيف والأَسوفُ: السريعُ الحزنِ الرقيقُ. وقد يكون الأسيفُ الغضبانَ مع الحزن. والأَسيفُ: العبدُ والجمع الأُسَفاءُ. وأرضٌ أسيفةٌ، أي رقيقةٌ لا تكادُ تُنْبت شيئاً.

اسفنط

الإسْفَنْطُ: ضربٌ من الأشربة، فارسيُّ معربٌ. وقال الأصمعي: هي بالرومية. قال الأعشى:

وكَأَنَّ الخَمرَ العَتِيقَ من الإسْ

 

فَنْطِ ممزوجةً بمـاءٍ زُلالِ

أسك

الإسْكَتانِ بكسر الهمزة: جانِبا الفَرْجِ، وهما قُذَّتاهُ.

والمَأْسوكَةُ: التي أخطأتْ خافِضَتُها فأصابت غيرَ موضع الخفض.

أسل

الأَسَلَةُ: مستدَقُّ اللِسان والذِراع.

ورجلٌ أَسيلُ الخدِّ، إذا كان ليِّن الخدّ طويلَه. وكلُّ مسترسلٍ أَسِيلٌ. وقد أَسُلَ بالضم أَسالَةً. وقولهم: هو على آسالٍ من أبيه، مثل آسانٍ، أي على شبهٍ من أبيه وعلاماتٍ وأخلاقٍ. أسن الآسِنُ من الماء، مثل الآجِنِ. وقد أَسَنَ الماء يَأْسَنُ ويأْسُنُ أُسُوناً. ويقال أيضاً: أسِنَ الماء بالكسر يأْسَنُ أَسَناً، فهو أسِنٌ. وأَسِنَ الرجل أيضاً، إذا دخل البئر فأصابته ريح منتِنة من ريح البئر أو غير ذلك فغُشيَ عليه،أو دارَ رأسُه. قال زهير:

يُغادِرُ القِرْنُ مصفرَّاً أَنـامِـلُـهُ

 

يَميدُ في الرمح مَيْدَ المائحِ الأَسِنِ

وتَأَسَّنَ الماء: تغيَّر. أبو زيد: تأَسَّنَ عليّ تَأَسُّناً، اعتلّ وأبطأ.
أبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أباه، إذا أخذ أخلاقه. وقال اللحيانيّ: إذا نزع إليه في الشّبَهِ. يقال هو على آسانٍ من أبيه، أي على شمائلَ من أبيه، أو على أخلاق من أبيه، واحدها أُسُنٌ مثل خُلُقٍ وأخْلاقٍ. والاسُنُ أيضاً: واحد الآسانِ، وهي طاقات النِسْعِ والحَبْلِ، عن أبي عمرو. وأنشد الفراء أسعد بن زيدِ مناةَ بن تميم، ولَقَتُ سعدٍ الفِزْرُ:

لقد كنتُ أَهْوى الناقِمِيَّةَ حِقْتَةً

 

فقد جعلّتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطّعُ

والأَسُنُ أيضاً: بقيّة الشحم. يقال: سمنتْ ناقته عن أُسُنٍ، أي عن شحمٍ قديمٍ. والجمع أَسانٌ.

أسو

الإساءُ، مكسورٌ ممدودٌ: الدَواءُ بعينه.
والإساءُ: الأَطِبَّةُ، جمع الآسي. قال الحطيئة:

تَواكَلَها الأَطِبَّةُ والإساءُ

والأَسوُّ: دواء تأسو به الجُرحَ. وقد أَسَوْتُ الجرحَ آسُوهُ أَسْواً، أي داويته، فهو مَأْسوٌّ وأَسِيٌّ أيضاً. ومنه قول الشاعر:

أَسِيٌّ على أُمِّ الدماغِ حجِيحُ

ويقال: هذا أمر لا يؤْسى كَلْمُهُ. وأَسَوْتُ بينهم أَسْواً، أي أصلحتُ.

أسور

الإسْوارُ والأُسْوارُ: الواحد من أَساوِرَةِ الفُرْسِ. قال أبو عبيدة: هم الفُرسانْ والهاء عوض من الياء، وكأنَّ أصله أَساويرُ. وكذلك الزنادقة، أصله زناديق عن الأخفش.

أسي

أَسَّيْتُهُ تَأْسِيَةً، أي عَزَّيْتُهُ. وآسَيْتُهُ بمالي مواساةً، أي جعلته إسْوَتي فيه. وواسَيْتُهُ لغةٌ ضعيفةٌ فيه. والإسّوَةُ والأَسْوَةُ بالكسر والضم لغتان، وهي ما يَأْتَسي به الحزين، يتعزَّى به. وجمعها إسىً وأسىً. ثمَّ سُمِّيَ الصبرُ أسىً. وائتَسى به، أي اقتدى. يقال: لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوَة، أي لا تَقتَدِ بمن ليس لك بقدوة. وتأسَّى به، أي تعزَّى.
وتآسَوْا، أي آسى بعضهم بعضاً. قال الشاعر:

وإنَّ الأولى بالطَفِّ من آلِ هاشمٍ

 

تآسَوْا فَسَنُّوا للكرام الـتَّـآسِـيا

ولي في فلان إِسْوَةٌ وأُسْوَةٌ، أي قدوةٌ وائتمام. والأسى، مفتوحٌ مقصورٌ: المداواةُ والعلاجُ، وهو الحزنُ أيضاً. وأهل البادية يسمُّون الخاتنة آسِيَةً، كنايةً. والآسِيَةُ أيضاً: السارِيَةُ، والجمع الأَواسي. قال النابغة:

فإنْ تَكُ قد وَدَّعْتَ غير مُذَمَّمٍ

 

أَواسِيَ مُلْكٍ أَنْبَتَتْها الأوائلُ

والآسي: الطبيبُ، والجمع الأساةُ.
وأَسيَ على مصيبته بالكسر يأْسى أَسىً، أي حزن وقد أَسِيتُ لفلانٍ، أي حزِنتُ له.

أشب

أَشَبَهُ يأْشِبُهُ أَشْباً: لامَهُ وعابَهُ. وقال أوس:

ويَأْشِبُني فيها الذين يَلونـهـا

 

ولو عَلِموا لم يَأْشِبوني بباطِلِ

ويقال أيضاً: أَشَبْتُ القومَ، إذا خَلَطْتَ بَعْضَهُمْ ببعض. والأُشابَةُ من الناس: الأَخْلاطُ، والجمع الأَشائبُ. قال النابغة:

وثِقْتُ له بالنَصْرِ إذْ قِيلَ قد غَزَتْ

 

قبَائِلُ من غَسَّانَ غَـيرُ أَشـائِبِ

وتأَشَّبَ القَوْمُ: اختلطوا، وائْتَشَبوا أيضاً. يقال: جاء فلان فيمن تأَشَّبَ إليه، أي انضمَّ إليه والتَفَّ إليه. والتَأْشِيبُ: التَحْريشُ بين القومِ. وأَشِبَتِ الغَيْضَةُ، بالكسر، أي الْتَفَّتْ. وعِيصٌ أَشِبٌ، أي: مُلْتَفٌ، وعَدَدٌ أَشِبٌ. وفلان مُؤْتَشَبٌ، أي: مخلوطٌ غيرُ صريح في نَسَبِهِ. وقولهم: ضَرَبَتْ فيه فلانة بِعِرقٍ أَشِبٍ. أي: ذي التِباسٍ.

أشر

الأَشَرُ: البَطَرُ. وقد أشِرَ بالكسر يَأْشَرُ أشَراً، فهو أشِرٌ وأشْرانُ وقومٌ أُشارى. قال الشاعر:

وخَلَّتْ وُعولاً أشارى بهـا

 

وقد أزْهَفَ الطَعْنُ أبْطالها

ومنه ناقةٌ مِئْشِيرٌ، وجوادٌ مِئْشِيرٌ، يستوي فيه المذكَّر والمؤنث. وتَأْشيرُ الأسنانِ: تَحْزيزُها وتحديدُ أطرافها والجُعَلُ مُؤَشَّرُ العَضُدين. ويقال: بأسنانه أُشُرٌ وأُشَرٌ، مثال شُطُبِ السيفِ وشُطَبِهِ، وأُشورٌ أيضاً، قال جميل:

سَبَتْكَِ بمصقولٍ تَرِفُّ أُشورُهُ

وفي المثل: أعْيَيْتَني بأُشُرٍ فكيف بِدُرْدُرٍ. وأشَرْتُ الخشبةَ بالمِنْشارِ، مهموزٌ. وقال الشاعر:

لَقَدْ عَيَّلِ الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهُ

 

أناشِرَ لا زالَتْ يَميِنُكَ آشِرَهْ

أي مَأشورَةٌ، مثل عيشَةٍ راضِيَةٍ أي مَرْضِيَّةٍ.

أشش

الأَشاشُ مثل الهَشاشِ، وهو النشاطُ والارتياحُ. ومنه قولهم:

كيف تواتِيهِ ولا تؤُشُّهُ

أشف

الإشْفى للإِسكاف، والجمع الأَشافي.

أشا

الأَشاءُ، بالفتح والمدّ: صغار النخل، الواحدة أَشاءةٌ، والهمزة فيه منقلبةٌ من الياء، لأنّ تصغيرها أُشَيٌّ. قال الشاعر:

وحَبَّذا حين تُمْسي الريحُ باردةً

 

وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ

وقد ائْتَشى العظمُ، إذا بَرِئَ من كسرٍ كان به.

أصد

الأُصْدَةُ بالضم: قميصٌ يُلبَسُ تحت الثوب. قال الشاعر:

ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعاً بأُصْـدَتِـهِ

 

لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ

وتَلبسه أيضاً صغار الجواري. تقول: أَصَّدَتْهُ تَأصيداً. قال كثير:

وقد دَرَّعُوها وَهْيَ ذاتُ مؤَصَّدٍ

 

مَجوبٍ ولمَّا يلْبَسِ الدِرْعَ ريدُها

والأَصيدَةُ كالحظيرة لغة في الوصيدة. وآصَدْتُ البابَ: لغةٌ في أوصدْته، إذا أغلقَته. ومنه قرأ أبو عمرو: "إنها عليهم مُؤْصَدَةٌ" بالهمز.

أصر

أصَرَهُ يَأْصِرُهُ أصْراً: حَبَسه. والموضعُ مَأْصِرُ ومَأْصَرٌ، والجمع مَآصِرُ. الأموي: أصَرْتُ الشيءَ أصْراً: كسرته. الأصمعي: الآصِرَةُ: ما عطفك على رجلٍ من رحِمٍ أو قرابةٍ أو صِهْرٍ أو معروفٍ؛ والجمع الأَواصِرُ. يقال: ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَةٌ، أي ما تعطِفُني عليه قرابةٌ ولا مِنَّةٌ. والإصْرُ: العهدُ. والإصْرُ: الذنبُ والثِقَلُ. والإصارُ والأيْصَرُ: حبلٌ قصيرٌ يُشَدُّ به في أسفل الخباء إلى وتدٍ. وجمع الإصار أُصُرٌ، وجمع الأَيْصَرِ أياصِرُ. يقال: هو جاري مؤَاصِري، أي إصارُ بيتِهِ إلى جنب إصارِ بيتي. والإصارُ والأَيْصَرُ أيضاً: الحشيشُ. يقال: لفلانٍ مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أيْصَرُهُ، أي لا يُقْطَعُ حشيشُه. وحيٌّ مُتآصِرُون، أي متجاورون. والأصيرُ: المتقاربُ. وقال:

لكلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أصيرُ

أصص

الأُصُّ: الأصلُ. والأَصيصُ: الرِعدةُ. والأَصيصُ أيضاً: أصلُ الدَنِّ. قال عديّ:

يا ليتَ شِعْري وأنـا ذو عَـجَّةٍ

 

متى أَرى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ

أبو عمرو: وناقةٌ أَصوصُ، أي شديدةٌ. وقد أَصَّتْ تؤُصُّ.

أصل

الأَصْلُ: واحدُ الأُصولِ، يقال: أصْلٌ مُؤَصَّلٌ. واسْتَأْصَلَهُ، أي قلعَه من أصله، قال أبو يوسف: قولهم جاءوا بأَصيلَتِهِمْ، أي بأجمعهم. قال الكسائيّ: قولهم لا أَصْلَ له ولا فَضْلَ، الأَصْلُ: الحسبُ، والفصل: اللسانُ. والأَصيلُ: الوقت بعد العصر إلى المغرب، وجمعه أُصُلٌ وآصالٌ وأصائِلُ، قال الشاعر:

لَعَمْري لأنتَ البيتُ أُكْرِمُ أَهْلَهُ

 

وأَقْعُدُ في أَفْيائِهِ بالأصـائِلِ

ويجمع أيضاً على أُصْلانٍ، ثم صغَّروا الجمع فقالوا أُصَيْلانٌ، ثم أبدلوا من النون لاماً فقالوا أُصَيْلالٌ. ومنه قول النابغة:

وَقَفْتُ فيها أُصَيْلالاً أُسائِلُـهـا

 

عَيَّتْ جواباً وما بالرَبْعِ من أحدِ

وحكى اللِحيانيّ: لقيتُهُ أُصَيْلالاً وأُصَيْلاناً. وقد آصَلْنا، أي دخلنا في الأصِيلِ، وأتينا مُؤْصلينَ.
ويقال: أخذتُ الشيء بأَصيلَتِهِ، أي كلِّه بأصْلِهِ. ورجلٌ أَصِيلُ الرأي، أي محكَم الرأي. وقد أَصُلَ أَصالَةً. ومجدٌ أَصيلٌ: ذو أَصالَةٍ.

أصا

الآصِيَةُ: طعامٌ مثل الحَساء يُصْنَعُ بالتمر.

أضض

الإضاضُ بالكسر: الملجأ. ويقال: أَضَّني إليك كذا يَؤُضُّني ويَئِضُّني أي ألجأني واضطَرَّني. وائْتَضَّ إليه ائْتِضاضاً، أي اضطُرَّ إليه.

أضم

الأَضَمُ الغضَبُ، ويجمع على أَضَماتٍ. وقد أَضِمَ عليه بالكسر يَأْضَمُ أَضَماً.

أضا

الأَضاةُ: الغديرُ، والجمع أَضىً وإِضاءٌ أيضا بالمد والكسر.

أطر

أبو زيد: أطَرْتُ القوسَ آطِرُها أطْراً، إذا حَنَيْتُها. قال: وتَأَطَّرَتِ المرأةُ تَأَطُّراً، إذا أَقامَتْ في بيتها. وأنشَدَ لعمر بن أبي ربيعة:

تَأَطَّرْنَ حتَّى قُلْتُ لِسْنَ بَوارِحـاً

 

وذُبْنَ كما ذابَ السَديفُ المُسَرْهَدُ

وتَأَطَّرَ الرمحُ: تَثَنَّى. وإطارُ المُنْخُلِ: خَشبُه. وإطارُ الحافِر: ما أحاط بالأشْعَرِ. ومنه إطارُ الشَفَةِ. وكلُّ شيءٍ أحاطَ بشيء فهو إطارٌ له. قال بشر:

وحَلَّ الحَيُّ حيُّ بَني سُبَيْعٍ

 

قُراضِبَةٌ ونَحْنُ لهم إطارُ

والأُطْرَةُ بالضم: العَقَبَةُ التي تلفُّ على مَجمع الفوقِ. تقول منه: أَطَرْتُ السهم أَطْراً. والأُطْرَةُ أيضاً: أن يؤخّذَ رَمادٌ ودمٌ فيُلطَخ به كَسْرُ القِدْرِ. قال الراجز:

قد أَصْلَحَتِْ قدْراً لها بأُطْرَهْ

والأَطيرُ: الذنْبُ. يقال: أخذَني بأَطيرِ غيري.

أطط

الأَطيطَ: صوتُ الرحل والإِبلِ من ثِقلِ أحمالها. يقال: لا آتيكَ ما أَطَّتِ الإِبلُ. وكذلك صوت الجوف من الخَوى، وحَنينُ الجذعِ.

أطل

الأَيْطَلُ: الخاصرةُ، وكذلك الأطِلُ والإطْلُ، وجمع الإطْلِ آطالٌ. وجمع الأَيْطَلِ أَياطِلُ.

أطم

الأَطْمُ مثل الأَجْمِ، يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ، والجمع آطامٌ، وهي حصونٌ لأهل المدينة. قال أوس بن مَغْراء السَعديّ:

بَثَّ الجنودَ لهمْ في الأرض يقتُلهم

 

ما بين بُصْرى إلى آطامِ نَجْرانا

والواحدة أَطَمَةٌ. والأُطامُ بالضم: احتباس البَطْن. تقول منه اؤْتُطِمَ على الرجل. قال أبو زيد: بعيرٌ مَأطَومٌ، وقد أُطِمَ، وذلك إذا لم يَبُلْ من داء يكون به. والأَطيمَةُ: مَوْقِدُ النار. قال الأَفْوَهُ:

في مَوْطِنٍ ذَرِبِ الشَبا فكأَنّـمـا

 

فيه الرجالُ على الأَطائِمِ واللَظى

والأَطومُ: السُلحفاةُ البحريّة. وفلانٌ يَتَأَطَّمُ على فلانٍ، مثل يَتَأَجَّمُ. قال الأصمعي: تَأَطَّمَ السَيْلُ، إذا ارتفعتْ في وجهه كالأمواج ثم تكسَّرَ بعضُها على بعض.

أفخ

اليَأْفوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل، وهو يَفْعولٌ، والجمع اليآفيخُ وأَفَخْتُهُ: ضربت يَأْفوخَهُ. ويافوخُ الليل: مُعْظَمُهُ.

أفد

أَفِدَ الرجل بالكسر يَأْفَدُ أَفَداً، أي عَجِلَ، فهو أَفِدٌ، أي مستعجلٌ. وأَفِدَ التَرَحُّلُ، أي دنا وأزِف.

أفر

أَفِرَ البعيرُ بالكسر يَأْفَرُ أَفَراً، أي سَمِنَ بعد الجهدِ. ورجل أَشْرانُ أَفْرانُ، أي بَطِرٌ، وهو إتباعٌ له. وأَفَرَ الظبيُ وغيره بالفتح يَأْفِرُ أُفوراً، أي شدَّ الإحْضارَ. وأَفَرَ الرجلُ أيضاً، أي خفَّ في الخدمة.

أفف

يقال: أُفَّاً له وأُفّةً، أي قَذَراً له. والتنوين للتنكير. وأُفَّةً وتُفّةً. وقد أَفّفَّ تَأْفيفاً، إذا قال: أُفٍّ، قال تعالى: "فلا تَقُلْ لهما أُفِّ". وفيه ستُّ لغات حكاها الأخفش: أُفَّ أُفِّ أُفُّ، أُفٍّ أفّاًّ أفٌّ. ويقال: أُفَّا وتُفَّا، وهو إتباع له. وقولهم: كان ذاك على إفِّ ذاك وإفّاتِهِ بكسرهما، أي حِينِهِ وأوانِه.

أفق

الآفاقُ: النواحي: الواحد أُفْقٌ وأُفَقٌ. ورجلٌ أَفَقيٌّ بفتح الهمزة والغاء، إذا كان من آفاقِ الأرض. حكاه أبو نصر، وبعضهم يقول أُفُقيٌّ بضمهما، وهو القياس. وفرسٌ أُفُقٌ بالضم، أي رائعٌ، وكذلك الأنثى. قال الشاعر:

أُرَجِّلُ لِمَّتي وأَجُرُ ذَيْلـي

 

وتحملُ شِكَّتي أُفُقٌ كُمَيْتُ

والآفِقُ: الذي بلغ النهاية في الكرم، على فاعِلٍ. تقول منه أَفِقَ بالكسر يَأْفَقُ أَفَقاً. وفرسٌ آفِقٌ قوبل من آفِقٍ وآفِقَةٍ، إذا كان كريم الطرفين. والأَفيقُ: الجلد الذي لم تتمّ دباغته، والجمع أَفَقٌ.
وقد أَفَقَ أَديمَه يَأْفِقُهُ أَفْقاً، أي دبغه إلى أن صار أَفيقاً. وقال الأصمعي: يقال للأديم إذا دُبِغَ قبل أن يُخْرَزَ أَفيقٌ، والجمع آفِقَةٌ. ويقال:أفَقَ فلانٌ، إذا ذهب في الأرض. وأَفَقَ في العطاء، أي فَضَّلَ وأعطى بعضاً أكثَرَ من بعض. ومنه قول الأعشى:

ولا المَلَكُ النعمانُ يومَ لَقيتُـهُ

 

بِغِبْطَتِهِ يُعطي القُطوطَ ويَأْفِقُ

وأراد بالقُطوطِ كُتبَ الجوائز.

أفك

الإفْكُ: الكذبُ، وكذلك الأَفيكَةُ، والجمع الأَفائِكُ. ورجلٌ أَفّاكٌ، أي كذّابٌ. والأَفْكُ بالفتح: مصدر قولك أَفَكَهُ يَأْفِكُهُ أَفْكاً، أي قَلَبَهُ وصرفه عن الشيء ومنه قوله تعالى: "قالوا أجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا". قال عُروة بن أُذَيْنَة:

إنْ تَكُ عن أحسن الصَنيعَةِ مَأْ

 

فوكاً ففي آخَرينَ قد أُفِكـوا

يقول: إن لم توفَّقْ للإَحسان فأنت في قومٍ قد صُرِفوا عن ذلك أيضاً. وائْتَفَكَتِ البلدة بأهلها، أي انقلبتْ. والمؤْتَفِكاتُ: الرياح تختلف مهابُّها. تقول العرب: إذا كثرت المُؤْتَفِكاتُ زَكَتِ الأرضُ.
قال أبو زيد: المَأْفوكُ: المأفونُ، وهو الضَعيف العقل والرأي. وقوله تعالى: "يُؤْفَكُ عنهُ مَنْ أُفِكَ". قال مجاهد: يُؤْفَنُ عنه من أُفِنَ. وأرضٌ مأْفوكَةٌ، أي لم يُصِبْها مطر وليس بها نباتٌ. ورجلٌ مَأْفوكٌ: لا يصيب خيراً.

أفل

أَفَلَ، أي غاب. وقد أَفَلَتِ الشمسُ يَأْفِلُ وتَأْفُلُ أُفُولاً: غابتْ. والإِفالُ والأَفائلُ: صغارُ الإِبِلِ، بناتُ المخاضِ ونحوُها، واحدها أَفيلٌ، والأنثى أَفيلَةٌ. ومنه قول زُهَير:

مَغانِمُ شَتَّى من إفالِ مُزَنَّمِ

والمَأفولُ، إبدال المَأفونِ، وهو الناقص العقل.

أفن

أبو زيد: المَأْفونُ: المَأْفوك. والأَفَنُ، بالتحريك: ضعف الرأي. وقد أَفِنَ الرجل بالكسر أَفَناً، وأُفِنَ إفْناً، فهو مَأْفونٌ وأَفينٌ. وفي المثل: إنَّ الرِقينَ تُغطِّي أَفْنَ الأَفينِ. وأَفَنَه اللّه سبحانه يَأْفِنُهُ أَفْناً فهو مَأْفونٌ. والجوز المَأْفونُ: الحشَف الفاسد. والأَفْنُ: النَقْص. والمُتَأَفِّنُ: المُتَنَقِّصُ. وأَفَنَ الفصيلُ ما في ضَرع أُمِّه، إذا شربَه كلَّه. وأَفَنَ الحالبُ، إذا لم يَدَعْ في الضَرع شيئاً. ويقال: الأَفْنُ الحلب خلاف التَحْيينِ، وهو أن تحلُبها أَنّى شئت من غير وقتٍ معلوم. قال المخبَّل:

إذا أُفِنَتْ أَرْوى عِيالَـكَ أَفْـنُـهـا

 

وإنْ حُيِّنَتْ أَرْبى على الوَطْبِ حِينُها

وأَفِنَتِ الناقة بالكسر: قلّ لبنُها، فهي أفِنَةٌ، مقصورةٌ. أبو عمرو: جاءنا فلانٌ على إفَّانِ ذلك، أي على حين ذلك.

أقط

الأَقِطُ معروفٌ. وربَّما سُكِّنَ في الشِعر وتنقل حركةُ القاف إلى ما قبلها. قال الشاعر:

رُوَيْدَكَ حتَّى يَنْبُتَ البَقْلُ والغَضى

 

فيَكْثُرُ إقْطٌ عندهـم وحَـلـيبُ

وائْتَقَطْتُ، أي اتخذتُ الأَقِطَ. وأَقَطَ طعامَهُ يَأقِطُهُ أَقْطاً: عَمِله بالأَقِطِ، فهو مَأْقوطٌ. والمَأْقِطُ مهموزٌ: موضعُ الحرب، بكسر القاف. قال الخليل: المَأْقِطُ: المَضيقُ في الحرب.

أكد

التَأْكيدُ: لغة في التوكيد. وقد أَكَّدْتُ الشيءَ ووَكَّدْتُهُ. أكر الأَكَرَةُ: جمع أَكَّارٍ، كأنَّه جمع آكِرٍ في التقدير. والأُكْرَةُ بالضم: الحُفْرَةُ. يقال تَأَكَّرْتُ الأُكَر، أي حفَرْتُ الحُفَر. والمُؤاكَرَةُ: المخابرةُ.

أكف

إكافُ الحمارِ ووِكافُهُ، والجمع أُكُفٌ. وقد آكَفْتُ الحمارَ وأَوْكَفْتُهُ أي شددت عليه الإِكافَ.

أكك

قال الأصمعي: الأَكَّةُ: شِدَّة الحرّ، مثل الأجّة، إلاَّ أنّ الأَكَّةَ: الحرُّ المحتدمُ الذي لا ريحَ فيه، والأجّةُ: التوَهُّجُ. وقد ائْتَكَّ يومُنا، وهو افتعل منه، فهو يومٌ أَكٌّ وأَكيكٌ. والأَكَّةُ: أيضاً الشديدةُ من شدائد الدنيا.

أكل

أَكَلْتُ الطعام أَكْلاً ومَأْكلاً. والأَكْلَةُ: المرّة الواحدة حتّى تشبع والأُكْلَةُ بالضم اللُّقمة. تقوم: أَكَلْتُ أُكْلَةً واحدة، أي لقمةً، وهي القُرْصَةُ أيضاً. وهذا الشيء أُكْلَةٌ لك، أي طُعْمَةٌ لك.
والأُكلُ أيضاً: ما أُكِلَ. ويقال أيضاً فلان ذو أُكْلٍ، إذا كان ذا حظٍّ من الدنيا ورزقٍ واسعٍ. قال اللحيانيّ: الأُكْلَةُ والإكْلَةُ، بالضم والكسر: الغيبَةُ، يقال: إنه لذو أُكْلَةٍ وإِكْلَةٍ، إذا كان يغتاب الناسَ؛ كأنّه من قوله تعالى: "أَيُحِبُّ أحدُكم أن يَأْكُلَ لَحمَ أخيهِ مَيْتاً". والإكْلَةُ أيضاً بالكسر: الحِكَّةُ. يقال: إنِّي لأجدُ في جسدي إكْلَةً من الأُكالِ. والإكْلَةُ أيضاً: الحال التي يُؤْكَلُ عليها، يقال: إنّه لَحَسَنُ الإكْلَةِ. والأُكْلُ: ثمر النَخل والشجر. وكلُّ ما يُؤْكَلُ فهو أُكْلٌ، ومنه قوله تعالى: "أُكُلُها دائمٌ". ويقال للميت: انقطع أُكْلُهُ. وثوبٌ ذو أُكْلٍ أيضاً، إذا كان كثير الغَزْل صفيقاً. وقرطاسٌ ذو أُكْلٍ. ويقال أيضاً: رجلٌ ذو أُكْلٍ، إذا كان ذا عقلٍ ورأيٍ. وقولهم: هم أَكَلَةُ رأسٍ، أي هم قليلٌ يشبعُهم رأسٌ واحد، وهو جمع آكِلٍ. ويقال: أَكَّلَتْني ما لم آكُلْ، بالتشديد، وآكَلْتني أيضاً، أي ادّعيتَه عليَّ. وآكَلْتُكَ فلاناً، إذا أمكنتَه منه. ولما أنشد الممزِّقُ العبديُّ النعمانَ قولَه:

فإن كنتُ مأكولاً فكن خير آكِلٍ

 

وإلا فأدْرِكني ولَمَّـا أُمَـزَّقِ

قال له النعمان: لا آكُلُكَ ولا أُوِكلُكَ غيري. والإيكالُ بين الناس: السعيُ بينهم بالنمائم. وآكَلْتُهُ إيكالاً: أطعمته. وآكَلْتُهُ مُؤَاكَلَةً، أي أَكلْتُ معه، فصار أَفْعَلْتُ وفاعَلْتُ على صورة واحدة. ولا تقل واكَلْتُهُ بالواو. ويقال: أَكَلَتِ النارُ الحطبَ، وآكَلْتُها أنا، أي أطعمتها إياه. وأكَلَ النخلُ والزرعُ وكلُّ شيء، إذا أَطْعَمَ. والآكالُ: سادةُ الأحياء الذين يأخذون المِرباع وغَيره. والمأْكَلُ: الكسبُ. والمَأْكَلَةُ والمَأْكُلَةُ: الموضع الذي منه يؤكل. يقال: اتَّخذت فلاناً مَأْكَلَةً ومَأْكُلَةً. والمِئْكَلةُ: الصحاف الذي يَستخِفّ الحيُّ أن يطبُخوا فيها اللحمَ والعصيدة. ويقال: ما ذقت أَكالاً بالفتح، أي طعاماً. والأُكالُ بالضم: الحِكَّةُ، عن الأصمعي. والأكولَةُ: الشاةتُ التي تُعْزَلُ للأكل وتُسَمَّنُ. ويُكْرَهُ للمصدِّق أخذُها. وأمَّا الأَكيلَةُ فهي المَأكولَةُ. يقال: هي أكيلَةُ السَبُعَ. وإنّما دخلته الهاء وإن كان بمعنى مفعولةٍ لغلبة الاسم عليه. والأَكيلُ: الذي يؤاكلك. والأَكيلُ أيضاً: الآكِلُ. قال الشاعر: لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أبي خُبَيْبٍ=بطيءُ النُضْجِ مَحْشومُ الأَكيلِ وأَكِلَتِ الناقةُ أَكالاً، فهي أَكِلَةٌ وبها أُكالٌ بالضم، إذا أشعَرَ ولدُها في بطنها فحكَّها ذلك وتأذَّتْ. ويقال أيضاً: أَكِلَتْ أسنانُه من الكِبَرِ، إذا احتكّت فذهبتْ. وفي أسنانه أَكَلٌ بالتحريك، أي إنّها مُؤْتَكِلَةٌ. وقد ائْتَكَلَتْ أسنانُه وتَأَكَّلَتْ. ويقال أيضاً: فلان يأْتَكِلُ من الغضب، أي يحترق ويتوهَّجْ قال الأعشى:

أَبْلِغْ يَزيدَ بني شَيْبانَ مأْلُكةً

 

أبا ثُبَيْتٍ أما تَنْفَكُّ تَأْتكِـلُ

وفلان يَسْتَأْكِلُ الضعفاء، أي يأخذُ أموالهم. وقولهم: ظَلَّ مالي يُؤَكّلُ ويُشَرَّبُ، أي يرعَى كيف شاء. ويقال أيضاً: فلانٌ أَكَّلَ مالي وشرّبه، أي أطعمَه الناسَ. وتَأَكَّلَ السيفُ، أي توهَّج من الحِدَّة. قال أوس بن حَجَر:

وأَبْيَضَ هِنْدِيَّا كأنَّ غِرارَهُ

 

تَلأْلُؤُ برقٍ في حَبيّ تَأَكَّلا

أكم

الأكَمَةُ معروفة، والجمع أكماتٌ وأكَمٌ وجمع الأكَمِ إكامٌ وجمع الإكامِ أُكُمٌ، وجمع الأُكُمِ آكامٌ. والمأْكَمَةُ: العَجيزَةُ، والجمع المآكِم.

ألا

أما ألا فحرفٌ يفتتَح به الكلام للتنبيه، تقول: ألا إنّ زيداً خارجٌ، كما تقول: اعلمْ أنّ زيداً خارجٌ. وأمَّا إلا فهو حرف استثناء يستثنا به على خمسة أوجهٍ: بعد الإيجابِ، وبعد النفي، والمُفَرَّغِ، والمُقَدَّم، والمُنْقَطِعِ فيكون في الاستثناء المنقطع بمعنى لكنْ لأنّ المستثنَى من غير جنس المستثنَى منه. وقد يوصف بإلاَّ، فإن وصفْتَ بها جعلتها وما بعدها في موضِع غير وأتْبَعْتَ الاسم بعدَها ما قبله في الإعراب فقلت: جاءني القومُ إلاَّ زيد، كقوله تعالى: "لو كان فيهما آلهةٌ إلاَّ اللّه لَفَسَدَتا". وقال عمرو بن معد يكرب:

وكُلُّ أَخٍ مُفارِقُهُ أخـوه

 

لَعَمْرُ أبيكَ إلاَّ الفَرقدانِ

كأنّه قال غير الفرقدين. وأصل إلاّ الاستثناء والصفَة عارضةٌ. وأصل غير صفةٌ والاستثناء عارضٌ. وقد يكون إلا بمنزلة الواو في العطف، كقول الشاعر:

وأرى لها داراً بِأَغْدِرَةِ ال

 

سِيدانِ لم يَدْرُسْ لها رَسْمُ

إلاَّ رَماداً هامِداً دَفَعَـتْ

 

عنه الرياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ

إلى: حرفٌ خافضٌ، وهو مُنْتَهَى لابتداء الغاية تقول خرجت من الكوفة إلى مكة. وجائزٌ أن تكون دخْلتَها وجائزٌ أن تكون بَلغْتَها ولم تدخلْها؛ لأنَّ النهاية تشتمل أوّلَ الحدّ وآخره، وإنما تمتنع مجاوزته. وربَّما استعمل بمعنى عِنْدَ؛ قال الراعي:

فقد سادَتْ إليَّ الغَوانِيا

وقد تجيء بمعنى مَعَ، كقولهم: الذَودُ إلى الذَوْدِ إبِلٌ. قال اللّه تعالى: "ولا تأكُلوا أموالَهُمْ إلى أموالكم"، وقال: "مَنْ أنصاري إلى اللّه" أي مع اللّه، وقال: "وإذا خَلَوْأ إلى شَياطينهم". وأمّا أوُلو فجمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده ذو. وأولات للإناث واحدتها ذات، تقول: جاءني أوُلو الألباب، وأولات الأحمال. وأمَّا أُولي فهو أيضاَ جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحدُه ذا للمذكر، وذِهِ للمؤنث، يمدّ ويقصر، فإنْ قصرته كتبته بالياء، وإن مددتَه بنيته على الكسر. ويستوي فيه المذكَّر والمؤنث. وتصغيره أُلَيَّا بضم الهمزة وتشديد الياء، يمدّ ويقصر؛ لأنَّ تصغير المبهم لا يغيِّر أوَلُه بل يترك على ما هو عليه من فتحٍ أو ضمٍّ. وتدخل ياء التصغير ثانيةً إذا كان على حرفين، وثالثةً إذا كان على ثلاثة أحرف. وتدخل عليه ها لِلتنبيه، تقول: هؤلاء. قال أبو زيد: ومن العرب من يقول هَؤُلاء قومُك، فينوِّن ويكسر الهمزة. وتدخل عليه الكاف للخطاب، تقول: أُولَئِكَ وأُولاكَ. قال الكسائي: مَن قال أُولَئِكَ فواحده ذَلِكَ، ومن قال أُولاكَ فواحده ذاكَ. وأُولالِكَ مثل أُولَئِكَ. وأنشد ابن السكِّيت:

أولالِكَ قوْمي لم يكونوا أَشابَةً

 

وهل يَعِظُ الضِلِّيَل إلاَّ أولالكا

وإنّما قالوا: أولَئِكَ في غير العقلاء. قال الشاعر: ذُمّ المَنازِلُ بعد مَنْزِلَةِ اللِوى=والعَيْشُ بعد أُولَئِكَ الأَيَّامِ وقال تعالى: "إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلّ أولئكَ كانَ عنه مَسئُولاً". وأما الأولى بوزن العُلى، فهو أيضاً جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده الَّذي. وأمّا قولهم: ذهبت العرب الألى، فهو مقلوب من الأوَلِ، لأنّه جمع أُولى، مثل أُخرى وأَخَر.

ألب

الفرّاء: ألَب الإِبل يَألِبها ويألُبها ألْباً: جمعها وساقها. وأَلَبْتُ الجَيْشَ، إذا جَمَعْتَهُ. وتَأَلَّبوا: تَجَمَّعوا. وهم أَلْبٌ وإِلْبٌ، إذا كانوا مجتمعين. قال رُؤْبةُ:

قَدْ أَصْبَحَ الناسُ عليها أَلْبـا

 

فالناسُ في جَنْبٍ وكُنَّا جَنْبا

وكذلك الأُلْبَةُ، بالضم. والتأليبُ: التحْريضُ، يقال: حَسودٌ مُؤلَّبٌ. والتَأْلَبُ: شَجَرٌ. ألت أَلَتَهُ حَقَّهُ يَأْلِتُهُ أَلْتاً، أي نَقَصَهُ. وأَلَتَهُ أيضاً: حبَسَهُ عن وجهه وصَرَفَهُ.

ألس

الأَلْسُ: الخيانةُ وقد أَلَسَ يَأْلِسُ بالكسر أَلْساً. ومنه قولهم: لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِسُ. والأَلْسُ أيضاً: اختلاط العقل. وقد أُلِسَ الرجلُ فهو مَأْلوسٌ، أي مجنون. يقال: إنَّ به أَلْساً، أي جنوناً. وضربته فما تأَلَّسَ، أي ما توجَّعْ. ويقال: ما ذقت أَلوساً، أي شيئاً.

ألف

الألْفُ عددٌ، وهو مذكر، يقال: هذا ألْفٌ واحدٌ، ولا يقال: واحدة. وهذا أَلْفٌ أَقرعُ، أي تامٌّ، ولا يقال: قرعاءُ. وقال ابن السكيت: لو قلت هذه أَلْفٌ بمعنى هذه الدراهم أَلْفٌ؛ لجاز. والجمع أُلوفٌ وآلافٌ. وأَلَفَهُ يَأْلِفُهُ بالكسر: أعطاه أَلْفاً. وآلَفْتُ القومَ إيلافاً، أي كمّلتهم أَلْفاً، وآلَفوهُمْ أيضاً بأنفسهم. وكذلك آلَفْتُ الدراهم وآلَفَتْ هي. والإلْفُ: الأَليْفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ. وجمع الأَليفِ آلائِفُ. قال ذو الرمة:

فأصبح البَكْرُ فرداً من أَلائِفِهِ

 

يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شَذَبُ

والأُلاّفُ: جمعُ آلِفٍ. وفلان قد أَلِفَ هذا الموضع بالكسر يَأْلَفُهُ إلْفاً، وآلَفَهُ إيّاهُ غيرُه. ويقال أيضاً: آلَفْتُ الموضعَ أُولِفهْ إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضعَ أُؤْالِفُهُ مُؤّالَفَةً وَإلافاً، وأَلّفْتُ بين الشيئين تَأْليفاً، فتَتَأَلّفا وأْتَلَفا. ويقال أيضاً أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ، أي مكمَّلَةٌ. وتَأَلّفْتُهُ على الإسلام. ومنه المُؤَلَّفَةُ قلوبُهم. وقوله تعالى: "لإيلافِ قريشٍ إيلافِهِمْ" يقول تعالى: أهلكت أصحاب الفيل لأُولِفَ قريشاَ مكّة، ولِتُؤَلِّفَ قريشٌ رحلَة الشتاء والصيف، أي تجمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذِهِ أخذوا في ذِهِ.

ألق

تَأَلَّقَ البرق، أي لمع. والائْتِلاقُ، مثل التَأَلُّقِ. والإِلْقُ بالكسر: الذئبُ؛ والأنثى إلْقَةٌ، وجمعها إلَقٌ. والأوْلَقُ: الجنونُ. قال أبو زيد: امرأةٌ أَلَقى، بالتحريك. قال: وهي السريعة الوَثْب. والإلَّقُ: المُتَأَلِّقُ. والأَلوقَةُ: طعامٌ يُصْلَحُ من الزبد. قال الشاعر:

حَدِيثُكِ أَشْهى عندنا من أَلوقَةٍ

 

تَعَجَّلَّها طَيَّانُ شَهْوانُ للطَعْمِ

ألك

الألوكُ: الرسالةُ. قال لَبيد:

وغُلامٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّـهُ

 

بأَلوكٍ فَبَذَلْنا ما سَأَلْ

وكذلك المَأْلُكُ والمَأْلَكَةُ.

ألل

أَلَّهُ يَؤُلُّهُ أَلاَّ: طعنه بالحَرْبة.
يقال: ما له أُلَّ وغُلَّ. وأَلَّ لونُه يَؤُلُّ ألاًّ: صَفا وَبَرَقَ. وأَلَّ أيضاً، بمعنى أسرع. وفرسٌ مِثَلٌّ، أي سريعٌ. والأَليلُ: الأنينُ. قال ابن مَيَّادَةَ:

وقولا لها ما تأمرين بوامِقٍ

 

له بعد نَوْماتِ العيون أليلُ

وقد ألَّ يَئِلُّ أَلاًّ وأَليلاً. يقال له الويلُ والأَليلُ. وأَليلُ الماء: خَريرُهُ وقَسيبه. وأَلِلَ السِقاءُ، بالكسر: تغيَّرتْ ريحُه. وأَلِلَتْ أسنانُه أيضاً، أي فَسَدتْ. والإِلُّ بالكسر، هو اللّه عزّ وجلّ. والإلُّ أيضاَ: العهد والقرابة. والأَلُّ بالفتح: جمع أَلَّةٍ، وهي الحربة وفي نصْلها عِرَضٌ. قال الشاعر:

تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بَعْدَ مـا

 

مَضى غَيْرَ دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ

ويجمع أيضاً على إلالٍ. وأَلَّلْتُ الشيءَ تأْليلاً، أي حدَّدت طرفه. ومنه قول طرفة بن العبد يصف أذُني ناقةٍ بالحدَّة والانتصاب:

مؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما

 

كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

ألم

الأَلَمُ: الوَجَعُ. وقد أَلِمَ يَأْلَمُ أَلَماً. وقولهم: أَلِمْتَ بطنَك كقولهم: رَشِدْتَ أَمْرَكَ، أي ألمَ بَطْنُكَ ورَشِدَ أَمْرُكَ. والتَأَلُّمُ: التَوَجُّعُ. والإيلامُ: الإيجاعُ. والأليمُ: الموجِعُ، مثل السميع بمعنى المُسْمِع.

أله

أَلهَ بالفتح إِلاهَةً، أي عَبَدَ عِبَادَةً. وإلاهَةُ أيضاً: اسمٌ للشمس. والآلِهَةُ: الأصنامُ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشيء في نفسه. والتَأْليهُ: التعبيد. والتَأَلُّهُ: التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ. قال رؤبة:

سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي

وتقول: أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً، أي تَحَيَّرَ؛ وأصله وَلِهَ يَؤْلَهُ وَلَهاً. وقد ألِهْتُ على فلانٍ، أي اشتدَّ جزعي عليه، مثل ولِهْتُ.

ألا

أَلا الرجل يَأْلو، أي قَصَّرَ. وفلانٌ لا يَأْلوكَ نصْحاً، فهو آلٍ، والمرأةُ آلِيَةٌ وجمعها أَوالٍ. ويقال أيضاً: أَلَّى يُؤَلِّي تَأْليَةً، إذا قصَّر وأبطأ. وتقول: آلاهُ يَأْلوهُ أَلْواً: استطاعه. قال العرجيّ:

إذا قادَهُ السُوَّاسُ لا يَملكونـه

 

وكان الذي يَأْلونَ قَولاً له هَلا

أي يستطيعون. قال ابن السكيت: قولُهم: لا دَرَبْتُ ولا ائْتَلَيْتُ، هو افتعلتُ من قولك: ما أَلَوْتُ هذا، أي ما استطعتُه. أي ولا استطعتُ. والآلاء: النِعَمُ، واحدها أَلاً بالفتح، وقد يُكْسَرُ ويُكْتَبُ بالياء، مثاله مِعىً وأَمْعاءٌ. وآلى يُؤلي إيلاءً: حَلَفَ. وتَأَلَّى وائْتَلى مثلُه فيه. ويقال أيضاً: ائْتَلى في الأمر، إذا قصَّر. والأَلِيَّةُ: اليمينُ، والجمع أِلايا. قال الشاعر:

قليلُ الألايا حافظٌ ليمـينـه

 

وإنْ سَبَقَتْ منه الألِيَّةُ بَرَّتِ

وكذلك الأُلْوَةُ والألْوَةُ والإلْوَةُ. وأما الأُلوَّةُ بالتشديد، فهو العود الذي يُتَبَخَّرُ به. وفيه لغتان أُلُوَّةٌ وأَلُوَّةٌ. والمِثْلاةُ بالهمز: الخِرْقَةٌ التي تُمسكها المرأةُ عند النَوح وتشير بها؛ والجمع المآلي. والأَلْيَةُ بالفتح: ألْيَة الشاة، ولا تقل إلْيَة ولا لِيَّةً. فإذا ثَنّيْتَ قلتَ أَلْيان فلا تلحقه التاء. وكبشٌ آلى على أَفْعَلَ ونعجةٌ أَلْيا، والجمع أُلْيٌ على فعلٍ. ويقال أيضاً: كبْشٌ أَلَيانٌ بالتحريك، ونعحةٌ أَلْيانَةٌ وكِباشٌ أَلْياناتٌ. ورجلٌ آلى، أي عظمُ الألْيَةِ. وامرأةٌ عَجْزاء، ولا تقل ألْياء، وبعضهم يقوله. وقد أَليَ الرجلُ بالكسر يَأْلى أليٌ. والألْيَةُ: اللحمةُ التي في أصل الإبهام وأَلْيَةُ الحافِرِ: مؤخَّرُهُ.

أم

وأَمَّا أمْ مُخَفَّفَةً فهي حرفَ عطفٍ في الاستفهام، ولها موضعان: أحدهما أن تقع مُعادِلَةً لأَلِفِ الاستفهام بمعنى أَيٍّ. تقول: أَزَيْدٌ في الدار أم عمروٌ? والمعنى أيُّهما فيها. والثاني أن تكون منقطعة مما قبلها خبراً أو استفهاماً. تقول في الخبر إنّها لإبِلٌ أمْ شاءٌ يا فتى. وذلك إذا نظرت إلى شخص فتوهَّمْتَه إِبِلاً، فقلتَ ما سبق إليك، ثم أدركك الظنُّ أنه شاءٌ، فانصرفْتَ عن الأول فقلت أَمْ شاءٌ، بمعنى بَلْ؛ لأنَّه إضرابٌ عما كان قبله، إلاَّ أن ما يقعُ بعد بَلْ يقينٌ، وما بعد أَمْ مَظْنُونٌ. وتقول في الاستفهام: هل زيدٌ منطلقٌ أَمْ عمروٌ يا فتى، إنّما أضربْتَ عن سؤالك عن انطلاق زيد وجعلْتَه عن عمرو، فَأَمْ معها ظنٌّ واستفهمامٌ وإضرابٌ. وأنشد الأخفش:

كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رأيتَ بِواسِـطٍ

 

غَلَسَ الظَلامِ من الرَبابِ خَيالا

قال تعالى: "لا ريبَ فيهِ مِنْ رَبِّ العالَمين. أمْ يَقولون افْتَراهُ". وهذا كلامٌ لم يكن أصلُه استفهاماً. وليس قوله: "أمْ يقولون افْتَراهُ" شَكَّاً، ولكنه قال هذا التقبيح صنيعهم. ثم قال: "بَلْ هو الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ" كأنَّه أراد أن يُنَبِّه على ما قالوه، نحو قولك للرجل: الخيرُ أحبُّ إليك أم الشرّ? وأنت تعلم أنَّه يقول الخير، ولكن أردتَ أن تُقَبِّحَ عنده ما صَنَع. وتَدْخُلُ أَمْ على هَلْ فتقول: أَمْ هَلْ عندك عمروٌ. وقال:

أَمْ هَلْ كبيرٌ بكى لم يَقْض عَبْرَتَهُ

 

إثْرَ الأحِبَّةِ يومَ البَيْنِ مشـكـومُ

ولا تدخل أَمْ على الألْف، لا تقول أَعِنْدَكَ زيدٌ أَمْ أَعِنْدَكَ عمروٌ، لأنّ أصل ما وُضِعَ للاستفهام حرفان أحدهما الألِف ولا تقع إلاّ في أول الكلام، والثاني أَمْ ولا تقع إلاَّ في وسط الكلام، وهَلْ إنما أقيمَ مقام الألف في الاستفهام فقط، ولذلك لم يقع في كلِّ مواقع الأصل. وأَمْ قد تكون زائدة، كقول الشاعر:

يا هِنْدُ أَمْ ما كان مَشْيِي رَقَصا

يعني ما كان.

أمت

الأَمْتُ: المكان المرتفع. واَمْتُ: النِباك وهي التِلال الصغار. وقوله تعالى: " لا تَرى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً"، أي لا انخفاضَ فيها ولا ارتفاع. وتقول: أمْتَلأَ السِقاءُ فما به أَمْتٌ. وأَمَتُّ الشيءَ أَمْتاً: قَدَّرْته. يقال: هو إلى أجَلٍ مَأْموتٍ، أي مَوْقوتٍ. قال الراجز:

هيهات منها ماؤُها المَأْموتُ

أمج

أبو عمرو: الأَمَجُ: حَرٌّ وعَطَشٌ. يقال: صيف أمَجٌ، أي شَديدُ الحرِّ.

أمد

الأَمَدُ: الغاية كالمدى. يقال: ما أَمَدُكَ? أي منتهى عمرك. والأَمَدُ أيضاً: الغضب. وقد أَمِدَ عليه بالكسر، وأَبِدَ عليه، أي غضب.

أمر

الأَمْرُ: واحدُ الأُمورِ. يقال: أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ، وأُمورُهُ مستقيمةٌ. وقولهم: لك عَلَيَّ أَمْرَةٌ مُطاعةٌ، معناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها، وهي المرَّة الواحدة من الأمْرِ. ولا تقل إِمْرَةٌ بالكسر، إنَّما الإمْرَةُ من الولاية. وأَمَرْتُهُ بكذا أَمْراً. والجمع الأَوامِرُ. قال أبو عبيدة: آمَرتُهُ بالمد، وأَمَرْتُهُ، لغتان بمعنى كَثَّرْتُهُ. ومنه الحديث: "خيرُ المالِ مُهْرَةٌ مأمورةٌ، أو سِكَّةٌ مأبورةٌ"، أي كثيرةُ النِتاجِ والنَسْلِ. وأَمِرَ هو، أي كَثُرَ. فخرج على تقدير قولهم: عَلِمَ فلانٌ ذلك، وأَعْلَمْتُهُ أنا ذلك. وقال أبو الحسن: أَمِرَ مالُه بالكسر، أي كثُر. وأَمِرَ القوم، أي كَثِروا. قال الشاعر الأعشى:

أَمِرونَ لا يَرِثونَ سَهْمَ القُعْدُدِ

وآمَرَ اللّه ما لَهُ بالمد. وقوله تعالى: "أَمَرْنا مُتْرَفيها"، أي أمرناهم بالطاعة فَعَصوا. قال الأخفش: يقال أيضاً: أَمِرَ أَمْرُهُ يَأْمَرُ أَمَراً، أي اشتدَّ. والاسم الإمْرُ بكسر الهمزة. قال الراجز:

قد لَقيَ الأقرانُ منِّي نُكْرَا

 

داهيةً دهـياءَ إدّاً إمْـرا

ومنه قوله تعالى: "لقَدْ جئْتَ شَيْئاً إمْراً"، ويقال عَجَباً. والأَميرُ: ذو الأَمْرِ. وقد أَمَرَ فلانٌ وأَمُرَ أيضاً بالضم، أي صار أَميراً. والأنثى بالهاء. والمصدر الإمْرَةُ، بالكسر. والإمارَةُ: الولايةُ. يقال: فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه، إذ كان والياً وقد كان سوقَةً، أي إنَّهُ مجرَّبٌ. ويقال أيضاً: في وجه المال تَعرف أَمَرَتَهُ، أي نَماءَهُ وكثرته ونفقته. والتَأْميرُ: توليةُ الأمارةِ. يقال: هو أَميرٌ مُؤَمَّرٌ.
وتَأَمَّرَ عليهم، أي تسلَّطَ. وآمَرْتُهُ في أمري مؤامرةً، إذا شاورته. وائْتَمَرَ الأَمْرَ، أي امتثله. ويقال: ائْتَمَروا به، إذا هَمُّوا به وتشاوَروا فيه. والائْتِمارُ والاستئْمارُ: المشاورة. وكذلك التَآمُرُ، على وزن التَفاعُلْ وأما قول الشاعر:

وبِآمِرٍ وأَخيهِ مُؤْتَـمِـرٍ

 

وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِئِ الجَمْرِ

فهما يومان من أيّام العجوز، كان الأوّل منهما يأمر الناسَ بالحَذَر، والآخر يشاورهم في الظَعْن أو المُقام. قال الأصمعي: الأَمارُ والأَمارَةُ: الوقتُ والعلامةُ. وأنشد:

إلى أَمارٍ وأَمارِ مدَّتي

والأَمَرُ بالتحريك: جمعُ أَمَرَةٍ، وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من الحجارة. ورجلٌ إمَّرٌ وإمَّرَةٌ، أي ضعيف الرأي يأتمر لكلِّ أحدٍ، مثال إمَّعٍ وإمَّعَةٍ. وقال امرؤ القيس:

ولَسْتُ بذي رَثْيَةٍ إِمْـرٍ

 

إذا قيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا

والإمَّرُ أيضاَ: الصغيرُ من وَلَدِ الضأنِ؛ والأنثى إمَّرَةٌ. يقال: ما له إمَّرٌ ولا إمَّرَةٌ، أي شيءٌ.

أمس

أمْسِ: اسمٌ حرِّك آخره لالتقاء الساكنين. واختلفت العرب فيه، فأكثرهم يبنيه على الكسر معرفةً، ومنهم من يُعربه معرفةً. وكلُّهم يعربه إذا دخل عليه الألف واللام أو صيَّره نكرة، أو أضافه. تقول: مضى الأَمْسُ المبارك، ومضى أَمْسُنا، وكلُّ غدٍ صائرٌ أَمْساً.

أمع

يقال رجلٌ إمَّعٌ وإمَّعَةٌ أيضاً، للذي يكون لضعف رأيه مع كلِّ أحدٍ. ومنه قول ابن مسعود: "لا يَكونَنَّ أحدُكم إمَّعَةً".

أمل

الأَمَلُ: الرجاءُ. يقال: أَمَلَ خَيْرَهُ يَأْمُلُه أَمْلاً، وكذلك التَأْميلُ. قولهم: ما أَطْوَلَ إمْلَتَهُ، أي أَمَلَهُ. وتَأَمَّلْتُ الشيء، أي نظرت إليه مستبيناً له. والأَميلُ: حبْلٌ من الرمل يكون عرضُه نحواً من ميل.

أمم

أُمُّ الشي: أصلُهُ. ومَكَّة: أُمُّ القُرى. والأُمُّ: الوالدةُ، والجمع أُمَّاتٌ. وقال:

فَرَجْتَ الظلامَ بأُمَّاتكا

وأصل الأُمِّ أُمَّهَةٌ، لذلك تجمع على أُمَّهاتٍ. وقال بعضهم: الأُمَّهاتُ للناس والأُمَّهاتُ للبهائم. ويقال: ما كنت أُمَّاً، ولقد أَمَمْتِ أُمُومَةً وتصغيرها أُمَيْمَةٌ. والأُمُّ: العَلَمُ الذي يتبعه الجيش. أُمُّ التَنائِفِ: المفازةُ البعيدة. وأُمُّ مَثْواكَ: صاحبةُ منزلك. وأُمُّ البَيْض في شعر أبي داود:

وأَتانا يسْعى تَفَـرَّشَ أمِّ ال

 

بَيْض شَدّاً وقد تَعالى النهارُ

يريد النعامة. ورئيسُ القوم: أُمُّهُمْ. وأُمُّ النجومِ: المَجَرَّةُ. وأُمُّ الطريقِ: مُعْظَمُهُ، في قول الشاعر:

تَخُصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالها

ويقال هي الضَبُعُ. وأُمُّ الدماغ: الجِلْدَةُ التي تجمع الدماغَ، ويقال أيضاً أُمُّ الرأسِ. وقوله تعالى: "هُنَّ أُمُّ الكتاب" ولم يقل أُمَّهات، لأنّه على الحكاية، كما يقول الرجل: ليس لي مُعينٌ، فتقول: نحن مُعينُكَ، فتحكيه. وكذلك قوله تعالى: "واجْعَلنا لِلْمُتَّقينَ إماماً" والأُمَّةُ: الجماعةُ. قال الأخفش: هو في اللفظ واحدٌ وفي المعنى جمعٌ. وكلُّ جنس من الحيوان أُمَّةُ. وفي الحديث: "لولا أنَّ الكلابَ أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأمرتُ بقتلها". والأُمّةُ: القيامةُ. قال الأعشى:

حِسانُ الوجوهِ طِوالُ الأُمَمْ

والأُمَّةُ: الطريقةُ والدينُ. يقال: فلانٌ لا أُمَّةَ له، أي لا دينَ له ولا نِحْلَةَ له. قال الشاعر:

وهل يستوي ذو أُمَّةٍ وكَفورُ

وقوله تعالى: "كُنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناسِ" قال الأخفش: يريد أهْلِ أمَّةٍ، أي خيرَ أَهْلِ دينٍ، وأنشد للنابغة:

حَلَفْتُ فلم أَتركْ لنفسـكَ رِيبَةً

 

وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائِعُ

والأُمَّةُ: الحينُ. قال تعالى: "وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ" وقال تعالى: "ولئن أخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ إلى أُمَّة مَعدودة" والإِمّةُ بالكسر: النعمة. والإمَّةُ أيضاً: لغةٌ في الأُمّةِ، وهي الطريقةُ والدينُ، عن أبي زيد. قال الأعشى:

وأصاب غَزْوُكَ إمَّةً فأزالها

وقولهم: وَيْلُمِّهِ يريدون وَيْلٌ لأُمَّهِ، فحذف لكثرته في الكلام. ويقال: لا أُمَّ لك! وهو ذَمٌّ، وربما وُضِعَ موضع المدح. قال كعب بن سعدٍ يرثي أخاه:

هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعث الصبحُ غادِياً

 

وماذا يؤدِّي الليلُ حـين يَؤُوبُ

والأَمُّ بالفتح: القصدُ. يقال: أَمَّهُ أَمَّمَهُ وتَأَمَّمَهُ، إذا قصَدَه. وأَمَّهُ أيضاً، أي شَجَّهُ آمَّةً بالمدّ، وهي التي تبلغ أُمَّ الدماغ حينَ يبقى بينها وبين الدِماغ جلدٌ رقيق. ويقال: رجلٌ أَميمٌ ومَأْمومٌ، للذي يهذي من أُمِّ رأسه. والأَميمُ: حجر يُشْدَخُ به الرأسُ. وقال:

بالمَنْجَنيقاتِ وبالأَمائِمِ

ويقال للبعير العمَمِدِ المُتَأَكِّلِ السَنامِ مأْمومٌ. وأَمَمْتُ القومَ في الصلاة إمامَةً. وائْتَمَّ به: اقتدى به. وأَمَّتِ المرأةُ: صارت أُمَّاً. والإمامُ: خشبةُ البَنَّاءِ التي يُسَوَّى عليها البِناء. والإمامُ: الصُقْعُ من الأرض، والطريقُ قال تعالى: "إنَّهُما لَبِإمامٍ مُبين" والإمامُ: الذي يُقْتَدى به، وجمعه أَيِمةُ وأصله أَاْمِمَةً. وتقول: كنتُ أَمامَهُ، أي قُدَّامَه. وقوله تعالى: "وكلَّ شيءٍ أحصيناهُ في إمامٍ مُبينٍ" قال الحسن: في كتاب مبين. قال ابن السكيت: الأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المقارَبَة. والأمَمُ: الشيء اليسير؛ يقال: ما سألتُ إلاّ أَمَماً. ولو ظلمت ظُلْماً أَمَماً. وقولُ زهير:

وجيرَةٌ ما هُمُ لو أَنَّهُمْ أَمم

يقول: أَيُّ جيرَةٍ كانوا لو أَنَّهُمْ بالقُرْب منِّي. ويقال: أخذتُ ذلك من أَمَمٍ، أي من قُرْبٍ. وداري أَمَمُ دارِهِ، أي مُقابِلَتُها. أبو عمرو: المُؤَامُّ، بتشديد الميم: المُقارِبُ، أُخِذَ من الأَمَمِ وهو القُرْب.
ويقال للشيء إذا كان مُقارباً: هو مُؤَامٌّ وتَأَمَّمَتْ، أي اتخذتْ أُمَّاً. قال الكميت:

وَمِنْ عَجَبٍ بَجيلَ لَعَمْرُ أُمٍّ

 

غَذَتْكِ وغَيْرَها تَتَأَمَّمينـا

أمن

الأَمانُ والأَمانَةُ بمعنىً. وقد أَمِنْتُ فأنا آمِنٌ. وآمَنْتُ غيري، من الأَمْنِ والأَمانِ. الإيمان: التصديقُ. واللّه تعالى المُؤْمِنُ، لأنّه آمَنَ عبادَه من أن يظلمهم. وأصل آمَنَ أَأْمَنَ بهمزتين، ليّنت الثانية والأَمْنُ: ضدُّ الخوف. والأَمَنَةُ بالتحريك: الأَمْنُ. ومنه قوله عز وجل: "أمَنَةً نُعاساً" والأَمَنَةُ أيضاً: الذي يثق بكلِّ أحد، وكذلك الأُمَنَةُ. وأَمِنْتُهُ على كذا وائْتَمَنْتُهُ بمعنىً. وقرئ "مالَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يوسُف" بين الإدْغام وبين الإظهار. قال الأخفش، والإدغام أحسن. وتقول اؤْتَمنَ فلان، على ما لم يسمّ فاعله واسْتَأْمنَ إليه، أي دخل في أمانِهِ. وقوله تعالى: "وهَذا البَلَدُ الأمين" قال الأخفش: يريد الآمِنَ، وهو من الأَمْنِ. قال: وقد يقال الأَمينُ المَأْمونُ، كما قال الشاعر:

ألم تعلمي يا أَسْمَ  وَيْحَكِ أنّني

 

حلفتُ يمِيناً لا أخون أميني

أي مَأموني. والأُمَّانُ بالضم والتشديد: الأمينُ وقال الشاعر الأعشى:

ولقد شهِدتُ التاجِر ال

 

أَمَّانَ مَوْروداً شَرابُهْ

والأَمونُ: الناقة الموَثَّقَةُ الخَلْقِ، التي أُمِنَتْ أن تكون ضعيفة.

أمه

ألأَمَهُ: النِسيانُ. تقول منه: أَمِهَ بالكسر. قال الشاعر: أَمِهْتُ وكنتُ لا أنسى حديثاً=كذاكَ الدهرُ يودي بالعُقولِ

وأمّا ما في حديث الزهريّ: أمِهَ بمعنى أقرّ واعترف، فهي لغة غير مشهورة. والأَميهَةُ: بَثْر تَخْرُجُ بالغَنَم كالحصبة أو الجُدَرِيّ. يقال: أُمِهَتِ الغنمُ تُؤْمَهُ أَمْهاً، فهي مَأموهةٌ. يقال في الدُّعاء على الإنسان: آهَةً وأَميهَةً. وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ:

طبيخُ نُحازٍ أو طبـيخُ أَمـيهةٍ

 

دقيقُ العظامِ سَيِّئُ القِشْمِ أَمْلَطُ

والأَمَّهَةُ: أصل قولهم أُمٌّ.

أما

ألأَمَةُ: خلاف الحُرَّةِ، والجمع إماءٌ وآمٍ. وقال الشاعر:

مَحَلَّهُ سَوْء أَهْلَكَ الدهرُ أَهْلَها

 

فلم يَبْقَ فيها غيرُ آمٍ خَوالِفِ

وتجمع أيضاً على إِمْوانٍ. قال القَتَّال

إذا تَرامى بَنو الإمْوانِ بالعارِ

وتقول: ما كنْتِ أُمَةً، ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّةْ. والنسبة إليه أُمَوِيٌّ بالفتح، وتصغيرها أُمَيَّةٌ. ويقال: اسْتَأمِ أمَةً غير أمَتِكَ، أي اتَّخذ وتَأَمَّيْتُ أَمَةً. وأَمَتِ السِنَّوْرُ تَأْمو أُماءً، أي صاحت. وكذلك ماءتْ تَموءُ مُواءً.

أنب

أَنَّبَةُ تَأْنيباً، عَنَّفَهُ ولامَهُ. وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً، إذا لم تَشْتَهِ الطَعامَ.

أنث

الأنثى: خلاف الذكر، ويجمع على إناث. وقد قيل أُنُثٌ كأنَّه جمع إناثِ. وآنَثَتِ المرأةُ، إذا وَلدت أنثى، فهي مُؤْنِثٌ. وإذا كان ذلك عادتَها فهي مِئْناثٌ أيضاً. وتأنيث الاسم؛ خلاف تذكيره. وقد أَنَّثْتُهُ فَتأَنَّثَ. والأَنيثُ: ما كان من الحديد غير ذَكَرٍ. والأُنْثَيانِ: الخُِصْيانِ. والأُنْثَيانِ أيضاً: الأذنان. قال الكلابي: يقال ارض أَنيثَةٌ: تُنْبِتُ البَقْلَ سَهْلَةٌ.

أنح

أَنَح الرجُل يأنِحُ بالكسر، أَنْحاً وأُنوحاً، إذا زَحَر من ثِقْلٍ يَجِدُهُ من مرض أو بُهْرٍ، كأنَّه يَتَنَحْنَحُ ولا يُبينُ؛ فهو آنِحٌ، وقومٌ أُنَّحٌ. قال الشاعر:

وللبُزْلِ مِمَّا في الخُدورِ أَنيحُ

يعني من ثِقَلِ أردافهنَّ. أبو عمرو: يقال رجل أَنُوحٌ وآنِحٌ على فاعل للذي إذا سُئِلَ الشيءَ تَنَحْنَحَ، وذلك من البُخل. وكذلك رجل أُنَّحٌ بالتشديد. قال الشاعر:

أراكَ قصيراً ثائرَ الشَعْرِ أُنَّـحـاً

 

بعيداً من الخَيراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ

أنس

الإِنْسُ: البَشَر، الواحد إنْسِيٌّ وأَنَسِيٌّ أيضاً بالتحريك، والجمع أَناسِيٌّ. وإنْ شئتَ جعلته إنساناً ثم جَمَعَتهُ أَناسِيَّ، فتكون الياء عوضاً من النون. وقال تعالى: "وأَناسيَّ كثيرا". وكذلك الأَناسِيَةُ. ويقال للمرأة أيضاً إنْسانٌ، ولا يقال إنْسانةُ. وإنْسانُ العين: المثال الذي يُرى في السواد، أي سوادِ العين. ويجمع أيضاً على أناسِيَّ. قال ذو الرمة يصف إبلاً غارتْ عيونُها من التعب والسير:

أَناسيُّ مَلْحودٌ لها في الحَواجِبِ

ولا يجمع على أُناسٍ. والأُناسُ: لغة في الناسِ، وهو الأًصل، فخفِّف. قال الشاعر:

إنَّ المَـنـايا يَطَّـلِـعْ

 

نَ على الأُناسِ الآمِنينا

ويقال: كيف ابنُ إنْسِكَ، وإنْسِكَ، يعني نفسه، أي كيف تراني في مصاحبتي إيّاك. وفلان ابنُ إنْسِ فلانٍ، أي صفيُّه وخاصّته. واستأْنَسْتُ بفلان وتَأَنَّسْتُ به، بمعنىً. واسْتَأْنَسَ الوحشيُّ، إذا أحسّ إنْسِيّاً. والأنيسُ: المُؤانِسُ، وكلُّ ما يُؤْنَسُ به. وما بالدار أَنيسٌ، أي أحد. وقول الكميت: فَيهِنَّ آنِسَةُ الحّديثِ حَيِيَّةٌ=ليستْ بفاحشةٍ ولا مِثْقالِ أي تَأْنَسُ بحديثك. ولم يردْ أنّها تُؤْنِسُكَ لأنَّه لو أراد ذلك لقال مُؤْنِسَة. وآنَسَتُهُ: أبصرتُهُ. يقال: آنَسْتُ منه رُشْداً، أي عَلِمْتُهُ. وآنَسْتُ الصوت: سَمِعْتُهُ. والإيناسُ: خلاف الإيحاشِ، وكذلك التأْنيسُ. وكانت العرب تسمِّي يومَ الخميس: مؤْنِساً. قال أبو زيد: الإنْسيُّ: الأيسرُ من كلِّ شيء. وقال الأصمعيّ: هو الأيمن. وقال: كلُّ اثنين من الإنسانِ مثل الساعدين والزَنْدين والقدمَين فما أقبل منهما على الإنْسانِ فهو إْنسِيٌّ، وما أدبر عنه فهو وحشيٌّ. وإنْسِيٌّ القوسِ: ما أقبّلَ عليك منها. والأَنَسَُ، بالتحريك: الحَيُّ المُقيمونَ. والأَنَسُ أيضاً: لغة في الإنْسِ. وأنشد الأخفش على هذه اللغة:

أَتَوْا ناري فقلتُ مَنونَ أنـتـم

 

فقالوا الجِنُّ قلتُ عِموا ظَلاما

 

فقلتُ إلى الطعامِ فقال منهم

 

زعيمٌ: نَحْسُدُ الأَنَسَ الطَعاما

قال: والإَنَسُ أيضاً: خلاف الوحْشَةِ، وهو مصدر قولك أَنِسْتُ به بالكسر أَنَساً وأَنَسَةً وفيه لغة أخرى: أَنَسْتُ به أُنْساً.

أنض

الأَنيضُ: الحمُ النيءُ الذي لم يَنضَج. وآنَضْتُ اللحمَ إيناضاً، إذا لم تنضجْه. والأنيض أيضاً: مصدرُ قولك أَنَضَ اللحمُ يأْنِضُ بالكسر أَنيضاً، إذا تغيَّر. قال زهيرٌ في لسان متكلِّمٍ عابه وهجاه:

يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيهـا أنـيضٌ

 

أَصَلَّتْ فَهْيَ تحت الكَشْحِ داءُ

أي فيها تَغَيُّرٌ. والإناضُ بالكسر: حَمْلُ النخلِ المُدْرِك. وأَناضَ النخلُ يُنبضُ إناضَةً، أي أينَعَ. ومنه قول لبيد:

فاخِراتٌ فُروعُها في ذُراها

 

وأَناضَ العَيْدانُ والجَبَّـارُ

أنف

الأنف للإنسان وغيره. والجمع آنُفٌ وأُنوفٌ وآنافٌ. وأَنْفُ كلِّ شيءٍ: أوّله. وأَنفُ النابِ: طَرَفُه حين يطلُع. وأَنفُ الجبل: نادرٌ يشخصُ منه. وأَنفُ البرد: أَشَدُّه. ويقال: جاء يعدو أَنفَ الشَدِّ، أي أشدّ العَدْوِ. قال: والأُنافيُّ: العظيمُ الأَنفِ. والأنوف: المرأة الطيبة ريح الأنف وأَنَفْتُ الرجلَ: ضربتُ أَنْفَهُ. ويقال: آنَفَهُ الماءُ بلغ أَنْفَهُ، وذلك إذا نزلَ في النهر. وروضة أُنُفٌ بالضم، أي لم يَرْعَها أحد. قال: وأَنَفَتِ الإِبِلُ، إذا وطئتْ كلأً أُنفاً، وهو الذي لم يُرْعَ. وآنَفتُها أنا فهي مؤْنَفَةٌ إذا تتبَّعتَ بها أَنْفَ المرعى. قال: وقال الطائي: أرضٌ أَنيفَةُ النبتِ، إذا أَسْرَعَتِ النباتَ. وتلك أرضٌ آنَفُ بلادِ اللّه.

وكأسٌ أُنُفٌ: لم يُشْرَبْ بها قبلَ ذلك، كأنَّه استؤْنِفَ شربُها، مثال روضةٍ أُنُفٍ. ويقال أيضاً: آتيك من ذي أُنُفٍ، كما يقال من ذي قُبُلٍ، أي فيما يُسْتَقْبَلُ. وأَنِفَ من الشيء يأْنَفُ أَنَفاً وأَنَفَةً، أي اسْتَنْكَفَ. يقال: ما رأيت أحْمى أَنْفاً ولا آنَفَ، من فلان. وأَنِفَ البعير، أي اشتكى أَنْفَهُ من البُرَةِ، فهو أَنِفُ. وتقول: آنَفْتُهُ أنا إينافاً، إذا جعلتَه يشتكي أَنْفَهُ. والاستِئناف: الابتداءُ، وكذلك الائْتِنافُ. وقلت كذا آنِفاً وسالفاً. والتَأْنيفُ: تحديدُ طرف الشيء.

أنق

الأَنَقُ: الفرح والسرور. وقد أَنِقَ بالكسر يَأْنَقُ أَنَقاً. وشيءٌ أَنِيقٌ، أي حَسَنٌ معجِبٌ. وآنَقَني الشيءُ، أي أعجبني. وتَأَنَّقَ في الأمر، إذا عمِله بِنيقَةٍ، مثل تَنَوَّقَ. وله أناقة ولَباقَةٌ. وتَأَنَّقَ فلانٌ، في الروضة، إذا وقع فيها مُعْجَباً بها. والأَنوقُ على فَعولٍ: طائرٌ، وهو الرَخَمَةُ. وفي المثل: أعزُّ من بَيضِ الأَنوقِ لأنها تُحرِزه فلا يكاد يُظْفَرُ به، لأنَّ أوكارها في رءوس الجبال والأماكن الصعبة البعيدة.

أنن

أَنَّ الرجل يَئِنُّ من الوجع أَنيناً قال ذو الرمة:

كما أَنَّ المريضُ إلى عُوَّادِهِ الوَصِب

والأُنانُ بالضم مثل الأَنينِ. وقال المُغيرة ابن حَبْناء يخاطب أخاه صخراً:

أراك جمعتَ مسألةً وحِرْصاً

 

وعند الفَقْر زَحَّاراً أنـانـا

وماله حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقة ولا شاة. ويقال: لا أفعله ما أنّ في السماء نجمٌ، أي ما كان في السماء نجمٌ، لغةٌ في عَنَّ. وما أَنَّ في الفُرات قطرةٌ، أي ما كانت في القرات قطرة. ولا أفعله ما أَنَّ في السماء ماءٌ.

أنه

الأصمعيّ: أَنَهَ يَأْنَهُ أَنْهاً وأُنوهاً، مثل أَنَخ يَأْنَحُ، وذلك إذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ يجده. وقومٌ أُنَّةٌ مثل أُنَّحٍ.

أنا

أَنى الشيء يأْني إنّي، أي حانَ. وأَنى أيضاً: أدرك. قال اللّه تعالى: "غَيْر ناظرينَ إناهُ" أي نُضْجَه. ويقال أيضاً: أَنى الحميمُ، أي انتهى حرُّه. ومنه قوله تعالى: "وبَيْنَ حَميمٍ آنٍ" أي بالغٍ إناهُ في شدَّة الحرّ. وكلُّ مدركٍ آنٍ. وآناهُ يُؤْنِيهِ إيناءً، أي أَخَّرَهُ وحَبَسَهُ وأبطأه. قال الكميت:

ومَرْضوفَةٍ لم تؤْنِ في الطبخ طاهياً

 

عَجِلْت إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا

والاسم منه الأَناءُ. قال الحطيئة:

وأَخَّرْتُ العَشاءَ إلى سُهَـيْلٍ

 

أو الشِعْرى فَطالَ بيَ الأَناءُ

وآناء الليلِ: ساعاتُه. قال الأخفش: واحدُها إنّى قال: وقال بعضهم: واحدها إنْيٌ وإنْوٌ. يقال: مضى إنْيانِ من الليل وإنْوان وأنشدَ للّهذليّ

السالِكُ الثَغْرَ مَخشياً مَـوارِدُهُ

 

في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ

وقال أبو عبيدة: واحدها إنْيٌ، والجمع آناءٌ. وأنشد للّهذليّ:

حُلْوٌ ومرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ

 

في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ

وتَأَنَّى في الأمر، أي تَرَفَّقَ وتَنَظَّرَ. واسْتَأْنَى به، أي انتظرا به. يقال: اسْتؤْنيَ به حَوْلاً. والاسم الأَناةُ. يقال تأَنَّيتُكِ حتَّى لا أَناةَ بي. والأناةُ من النساء: التي فيها فتورٌ عند القيام وتأَنٍ. قال الشاعر:

رَمَتْهُ أناةٌ من ربيعةٍ عـامـرٍ

 

نَؤُومُ الضُحى في مأْتمٍ أيٍّ مَأْتَمِ

ورجلٌ آنٍ، أي كثير الأناة والْحِلم. والإِناءُ معروف، وجمعه آنيَةٌ، وجمع الآنيَةِ الأَوَاني.

أهب

تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ. وأُهْبَةُ الْحَرْبِ: عُدَّتُها والجَمْعُ أُهَبٌ. والإهابُ: الجِلدُ ما لم يُدْبَغ؛ والجمعُ أَهَبٌ على غيرِ قياسٍ. وقد قالوا أُهُبٌ بالضم: وهو قِياسٌ.

أهر

الأَهَرَةُ بالتحريك: متاع البيت، والجمع أَهَرٌ وأَهَراتٌ.

أهل

الأَهْلُ: أَهْلُ الرجل، وأَهْلُ الدار؛ وكذلك الأَهْلَةُ. قال الشاعر:

وأَهْلَةِ ودٍّ قد تَـبَـرّيْتُ ودَّهُـمْ

 

وأَبْلَيْتُهُمْ في الحمد جَهْدي ونائِلي

أي رُبَّ من هو أَهْلٌ للوُدّ قد تعرّضتُ له وبذلتُ له في ذلك طاقتي من نائلي. والجمع أَهْلاتٌ، وأَهَلاتٌ، وأَهالٍ. وقد جاء في الشعر آهالٌ وأنشد الأخفش:

وَبَلْدَةً ما الإنْسُ ما آهالِها

ومنزلٌ آهِلٌ، أي به أَهْلُهْ. والإهالةُ: الوَدَكُ. والمُسْتَأْهِلُ: الذي يأخذ الإهالَةَ، أو يأكلها.
وتقول: فلان أَهْلٌ لكذا، ولا تقل: مُسْتَأْهِلٌ. وقد أَهَلَ فلان يَأْهُلُ ويَأْهِلُ أُهولاً، أي تزوَّجَ؛ وكذلك تأَهَّلَ. وأَهَّلْتُ بالرجل، إذا آنستَ به. وقولهم: مرحباً وأَهْلاً، أي أتيت سعةً وأتيت أهلاً، فاستأنسْ ولا تستوحشْ. قال أبو زيد: آهَلَكَ اللّه في الجنة إيهالاً، أي أدخلكَها وزوّجكَ فيها. وأَهَّلَكَ اللّه للخير تَأهيلاً.

أوب

يقال: جاءُوا من كل أَوْبٍ، أي من كل ناحِيَةٍ. وآبَ أي رَجَعَ، يَؤُوبُ أَوْباً وأَوْبَةً وإياباً. والأوَّابُ: التائِبُ. والمآبُ: المَرْجِعُ. وائْتابَ مثل آبَ، فَعَلَ وافْتَعَلَ بمعنىْ. وفلانٌ سريعُ الأَوْبَةِ. قال أبو عبيدة: وقوم يُحَوِّلون الواوَ ياءً فيقولون: سَريعُ الأَيْبَةِ. وآبَتِ الشمسُ: لُغَةٌ في غابَتْ. والأَوْبُ: سُرْعَةُ تَقْليبِ اليدينِ والرجْلَيْنِ في السير. تقول منه: ناقَةٌ أَوُّوبُ على فَعولٍ. والتَأْويبُ: أن تسيرَ النهارَ أجمعَ وتَنْزِلَ اللَيْلَ. و"يا جِبالُ أَوِّبي مَعَهُ" أي سَبِّحي؛ لأنه قال: "إنَّا سَخَّرنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ". وأُبْتُ إلى بني فلانٍ وَتأَوَّبْتُهُمْ، إذا أَتَيْتُهُمْ لَيْلاً. وقال أبو زيد: تَأَوَّبْتُ، إذا جِئْتَ أولَ اللَيْلِ، فأَنا مُتَأَوَّبٌ ومُتَأَيِّبٌ.

أود

أَوِدَ الشيءُ بالكسر يَأْوَدُ أَوَداً، أي اعْوَجَّ. وتَأَوَّدَ: تَعَوَّجَ. أبو زيد: آدَني الحِمْلُ يَؤُودُني أَوداً: أَثقَلَني. وأنا مَؤُودٌ. يقال: ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ. وآدَهُ أيضاً بمعنى حَناهُ وعَطَفَهُ، وأصلهما واحد. وآدَ العَشِيُّ، أي مال. قال الهذليّث ساعدةُ ابن العَجْلان:

أَقَمْتُ به نَهارَ الصَيْفِ حَتَّى

 

رَأيْتُ ظِلالَ آخِرِهِ تَـؤُودُ

أي ترجع وتميل إلى ناحية المشرق. والانْئِيادُ: الانحناء.

أوز

الإوَزّةُ والإوَزُّ: البطُّ. وقد جمعوه بالواو والنونِ فقالوا: إوَزُّونَ.

أوس

الأَوْسُ: العطاءُ. أبو زيد: أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهُمْ أَوْساً، إذا أعطَيتهم، وكذلك إذا عوَّضتَهم من شيء. والأوْسُ: الذئبُ، وبه سمِّي الرجل. وأُوَيْسٌ: اسمٌ للذئب جاء مصغَّراً. قال الهذليّ:

يا ليتَ شِعْري عنك والأَمْرُ أَمَمْ

 

ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ

واسْتآسَهُ، أي استغاضه. والمستآس: المُسْتَعْطي. والآسُ: شجرٌ معروف. والآسُ أيضاَ: بقيَّة الرماد في المَوْقِد. وقال الأصمعيّ: آثار الدارِ وما يُعرف من علاماتها.

أوف

الآفة: العاهةُ. وقد إيفَ الزرعُ، على ما لم يسمَّ فاعله، أي أصابته آفَةٌ، فهو مَئوفٌ.

أوق

الأَوْقُ: الثِقْلُ. يقال ألقى عليه أَوْقَهُ. وقد أَوَّقْتُهُ تَأْويقاً، أي حمَّلته المشقةَ والمكروه.

أول

التَأْويل: تفسير ما يَؤُولُ إليه الشيء. وقد أَوَّلْتُهُ وتأَوَّلْتُه، تأوّلاً بمعنىً. وآلُ الرجل: أهلُه وعيالُه. وآلُهُ أيضاَ: أتباعُه. قال الأعشى:

فَكَذَّبوها بما قالت فصَبَّـحَـهُـمْ

 

ذو آلِ حَسَّانَ يُزْجي السَمَّ والسَلَعا

يعني جيش تُبَّعٍ. والآلُ: الشخصُ. والآلُ: الذي تراه في أوّل النهار وآخرهِ كأنّه يرفع الشخوص، وليس هو السراب. والآلَةُ: الأداةُ؛ والجمع الآلاتُ. والآلَةُ أيضاً: واحدةُ الآلِ والآلاتِ، وهي خشبات تُبنى عليها الخيمةُ، ومنه قول كثيِّرٍ يصف ناقةً ويشبّه قوائمها بها:

وتُعْرَفُ إنْ ضَلَّتْ فَتُهدى لِربِّها

 

لِمَوْضِعِ آلاتٍ من الطَلْحِ أَربَعِ

والآلَة: الجِنازةُ. قال الشاعر:

كُلُّ ابنِ أنثى وإنْ طالتْ سَلامتُهُ

 

يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمـولُ

والآلَةُ: الحالَةُ؛ يقال: هو بآلَةِ سَوْءٍ. والجمع آلٌ. والإيالةُ: السياسةُ. يقال: آلَ الأميرُ رعيّتَه يَؤُؤلها أَوْلاً، وإيالاً، أي ساسَها وأحسنَ رعايتها. وفي كلام بعضهم: قد أُلْنا وإيلَ علينا. وآلَ مالَهُ، أي أصلحَه وساسَهُ. والائْتِيالُ، الإصلاحُ والسياسةُ. وآلَ، أي رجَع. يقال: طبخت الشرابَ فآلَ إلى قَدْرِ كذا وكذا، أي رجَع. وآلَ القَطِرانُ والعسَلُ، أي خثُر. والآيِلُ: اللبنُ الخاثر، والجمل أُيَّلٌ. وأَوَّلُ، نذكره في فصل وأل.

أوم

يقال: أَوَّمهُ الكلأُ تَأْويماً، أي سَمَّنَهُ وعَظَّمَ خَلْقَهُ. والأَوامُ، بالضم: حَرُّ العطشِ.

أون

الأوْنُ: الدَعَة والسكينة والرِفق. تقول منه: أنْتُ أَيون أَوْناً. ورجلٌ آيِنٌ، أي رافِهٌ وادعٌ. والأوْنُ أيضاً: المَشْي الرويد. ويقال: أُنْ على نفسك، أي ارْفُقْ في السير واتَّدِعْ. وبيننا وبين مكةَ ثلاثُ ليالٍ أَوائِنَ، أي روافهَ، وعشر ليال آيناتٍ، أي وادعاتٍ. والأَوْنُ: أحد جانبي الخُرْج. تقول: خُرْجٌ ذو أَوْنَيْنِ، وهما كالعِدْلَيْنِ. والأَوْنُ: العِدْلُ. ومنه قولهم: أَوَّنَ الحمارُ، إذا أكل وشرِب وامتلأَ بطنه وامتدَّت خاصرتاه فصار مثل الأوْنِ. والأَوانُ: ألحين، والجمع آوِنَةٌ، مثل زَمانٍ وأَزْمِنَةٍ. قال أبو زُبَيد:

حَمَّالُ أَثْقالِ أهـلِ الـوُدِّ آوِنَةً

 

أعطيهم الجَهْدَ منِّي بَلْهَ ما أَسَعُ

والإوانُ والإيوانُ: الصُّفَّةُ العظيمة كالأزَجِ ومنه إيوانُ كسرى. وقال:

شَطَّتْ نَوى من أهله بالإيوان

وجمع الإوانِ أوُنٌ، وجمع الإيوانِ إيواناتٌ وأَواوينُ.

أوه

قولُهم عند الشكاية: أَوْهِ من كذا، ساكنة الواو، إنَّما هو تَوَجُّعٌ. قال الشاعر:

فأَوْهِ لذكراها إذا ما ذَكَرْتُها

 

ومن بُعْدِ أرضٍ بيننا وسَماء

وربَّما قلبوا الواو ألِفاً فقالوا: آهِ من كذا، وربَّما شدّدوا الواو وكسروها وسكّنوا الهاء فقالوا: أَوّه من كذا. وربَّما حذفوا مع التشديد الهاء فقالوا، أَوِّ مِن كذا، بلا مدٍّ. وبعضهم يقول: آوَّهْ بالمدّ والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء، لتطويل الصوت بالشكاية. وربَّما أدخلوا فيه التاء فقالوا: أَوَّتاهُ، يُمَدُّ ولا يُمَدُّ. وقد أَوَّهَ الرجل تَأْويهاً، وتَأَوَّهَ تَأَوُّهاً، إذا قال أَوَّهْ. والاسم منه الآهَةُ بالمدّ. قال المُثَقِّبُ العَبْديُّ:

إذا ما قمتُ أَرْخَلُها بلَيْلٍ

 

تَأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحزينِ

ويروى أَهَّةَ من قولهم: أَهَّ، أي توجَّع. قال العجاج:

بأَهَّةٍ كأَهَّةِ المجروحِ

ومنه قولهم في الدعاء على الإنسان: آهَةً لَكَ وأَوَّةَ لكَ، بحذف الهاء أيضاً مشددة الواو.

أوي

المَأْوى: كلُّ مكان يَأْوي إليه شيءٌ ليلاً أو نهاراً. وقد أوى فلانٌ إلى منزله يَأْوي أَوِيَّاً، وإواءً. ومنه قوله تعالى "قال سآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُني من الماء". وآوَيْتُهُ أنا إيواءً، وأَوَيتُهُ أيضاً، إذا أنزلته بك. وتَأَوَّتِ الطيرُ تَأَوِّياً: تجمعتْ. وهُنَّ أُوِيٌّ. جمع آوٍ ومُتَأَوِّياتٌ.
وأَوَيْتُ لفلان فأنا آوي له أَوْيَةً وإيَّةً أيضاً، ومَأْوِيَةً ومَأْواةٌ، أي أَرْثي له وأَرِقُّ. قال الشاعر:

ولو أنني اسْتَأْوَيُتُهُ ما أوى لِيا

أيد

أبو زيد: آدَ الرجلُ يَئيدُ أَيْداً: اشتدَّ وقوي. والأيْدُ والآدُ: القوة. قال العجاج:

مِنْ أَنْ تَبَدَّلْتُ بآدي آدا

يعني قوّة الشباب. تقول منه: أَيّدْتُهُ على فَعَلْته، فهو مُؤَيَّدٌ. وتقول من الأَيْدِ: أَيَّدْتُهُ تَأْييداً، أي قوّيته. والفاعل مُؤَيَّدٌ، وتصغيره مُؤَيِّدٌ أيضاً، والمفعول مُؤَيَّدٌ. وتَأَيَّد الشيء:تقوَّى. ورجلٌ أَيِّدٌ، أي قويّ. والإيادُ: ترابٌ يجعَل حول الحوض أو الخباء يقوَّى به. أو يمنع ماء المطر. ويقال لميمنة العسكر وميسرته: إيادٌ. والمُؤْيِدُ، مثال المؤمن: الأمرُ العظيمُ، والداهيةُ. قال طرفة:

تقولُ وقَدْ تَرَّ الوَظيفُ وساقُها

 

أَلَسْتَ تَرى أنْ قد أَتَيْتَ بمُؤْيِدِ

أير

جمع الأَيْرِ آيُرٌ على أَفْعُلٍ، وأُيورٌ وآيارٌ. والأُياريُّ: العظيم الذَّكَرِ. وآرَها يَئِرُها: جامَعَها. وقال:

ولا غَرْوَ أَنْ كان الأُعَيْرَجُ آرَها

 

وما الـنـاسُ إلاَّ آيِرٌ ومَـئِيْرٌ

والفراء: يقال للشَمالِ: إيرٌ وأَيِّرٌ. وأنشد يعقوب:

وإنَّا مَساميحٌ إذا هَبَّتِ الصَّبا

 

وإنَّا لأَيْسارٌ إذا الإيرُ هَبَّتِ

ويقال الإيرُ: ريحُ حارَّةٌ، من الأُوار، وإنَّما صارت واو ياء لكَسرة ما قبلها.

أيس

ابن السكيت: أَيِسْتُ منه آيَسُ يَأْساً: لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ يَأْساً. ومصدرهما واحد. وآيَسَني منه فلانٌ، مثل أَيْأَسَني. وكذلك التَأْييسُ.

أيض

قولهم: فعلت ذلك أيضاً، قال ابن السكيت: هو مصدر قولك: آضَ يَئِيضُ أَيْضاً، أي عاد. يقال: آضَ فلانٌ إلى أهله، أي رجع. قال: وإذا قال لك فعلتُ ذلك أيضاً قلتَ: قد أكثرت من أَيْضٍ، ودَعْني من أَيْضٍ. وآضَ كذا، أي صار.

أيك

الأَيْكُ: الشجرُ الكثير الملتفُّ، الواحدة أَيْكَةٌ.

أيل

إيلُ: اسمٌ من أسماء اللّه تعالى، عبرانيّ أو سريانيّ. وقولهم: جبرائيل وميكائيل، إنَّما هو كقولهم: عبدُ اللّه وتَيْمُ اللّه.

أيم

الأيامى: الذين لا أزواجَ لهم من الرجال أَيِّمٌ، سواء كان تزوَّجَ من قبل أو لم يتزوَّج.
وامرأةٌ أَيِّمٌ أيضاً، بِكْراً كانت أو ثَيِّباً. وقد آمَتِ المرأةُ من زوجها تئيمُ أَيْمَةً وأَيْماً وأُيوماً. وتَأَيَّمَتِ المرأةُ، وتَأَيَّمَ الرجل زماناً، إذا مكث لا يتزوَّج. قال يزيد بن الحَكَم الثقفيّ:

كلُّ امرئٍ سَتئِيمُ مِـنْ

 

هُ العِرْسُ أو منها يَئِيمُ

وأَيَّمَهُ اللّه تَأْيماً. وقولهم: ما لَهُ آمَ وعامَ: أي هَلَكَتِ امرأتُه وماشيَتُه، حتَّى يَئيمَ ويَعيمَ. فَعَيْمانُ إلى اللَبن، وأَيْمانُ إلى النساء. والحربُ مَأْيَمَةٌ، أي تقتل الرجالَ فتدع النساءَ بلا أزواجْ. وقد أَأَمْتُها وأنا أُئيمُها، مثال أَعَمْتُها وأنا أُعيمُها. والأَيْمُ: الحيَّةُ. والجمعُ أُيومٌ. والإيامُ: الدُخانُ، الجمع أُيُمٌ. وآمَ الرجل إياماً، إذا دخَّن على النحل لتخرج من الخلية فيأخذ ما فيها من العسل.

أين

أَيَّانَ: معناه أَيُّ حين، وهو سؤال عن زمان مثل متى. قال اللّه تعالى: "أَيَّان مُرْساها".

أين

الأَيْنُ: الإعياء. والأَيْنُ: الحيَّة، مثل الأيْمِ. وآنَ أَيْنُكَ، أي حان حَيْنك. وآنَ لكَ أن تفعل كذا يَئِينُ أَيْناً، أي حانَ، مثل أنى لك، وهو مقلوب منه. وأنشد ابن السكيت:

أَلَمَّا يَئِنْ لي أَنْ تُجَلّى عَمـايَتـي

 

وأُقْصِرُ عن لَيْلي بَلى قد أَنى لِيا

فجمع بين اللغتين. وأَيْنَ: سؤالٌ عن مكان. إذا قلت أَيْنَ زيد فإنّما تسألة عن مكانه.

أيه

إيهِ: اسمٌ سمِّيَ به الفعل، لأنَّ معناه الأمر. تقول للرجل إذا استزدتَه من حديثٍ أو عملٍ: إيهِ بكسر الهاء. قال ابن السكيت: فإنْ وَصَلْتَ نَوَّنْتَ فقلتَ: إيهٍ حَدِّثْنا. قال ابن السَريّ: إذا قلتَ إيهِ يا رجل فإنَّما تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما، كأنَّك قلت: هاتِ الحديث: وإن قلت: إيه بالتنوين، فكأنّك قلت: هاتِ حديثاً لأنَّ التنوين تنكيرٌ فإذا أَسْكَتَّهُ وكفَفْته قلتَ: إيهاً عنَّا. وإذا أردت التبعيد قلتَ: أَيْهاً بفتح الهمزة، بمعنى هَيْهات. وأنشد الفرّاء:

ومِنْ دونيَ الأَعيارُ والقِنْعُ كُلُّهُ

 

وكُتْمانُ أَيْهاً ما أَشَتَّ وأَبْعَـدا

والتَأْيِيهُ: دُعاء الإبل. تقول: أَيَّهْتُ بالجِمالِ، إذا صِحتَ بها ودَعوْتها. ومن العرب من يقول: أَيْهاتَ، في معنى هَيْهات. وربَّما قالوا أَيهانَ بالنون كالتثنية.

أيا

الآيَةُ: العلامة، والأًصل أَوَيَةٌ بالتحريك. وجمع الآيةِ آيٌ وآياءٌ وآياتٌ وأنشد أبو زيد:

لم يُبْقِ هذا الدهرُ من آيائه

 

غَيْرَ أَثَافـيهِ وأَرْمِـدائِهِ

وآيَةُ الرجل: شخصُه. تقول منه: تآيَيْنُهُ وتَأَيَّيْتُهُ، إذا قصدتَ آيَتَهُ وتَعَمَّدْتَهُ. قالت امرأةٌ لابنتها:

الحُصْنُ أَدْنـى لـو تَـأَيَّيْتِـهِ

 

مِن حَثْيِكِ التُرْبَ على الراكبِ

أبو عمرو: خرج القوم بآيَتِهِمْ، أي بجماعتهم لم يدَعوا وراءهم شيئاً. ومعنى الآية من كتاب اللّه تعالى جماعةُ حُروفٍ. وتَأَيَّا، أي توقَّف وَتَمَكّثَ، تقديره تَعَيَّا. يقال: ليس منزلكم هذا منزل تَئِيَّةٍ، أي منزل تَلَبُّثٍ وتَحَبُّسٍ. وإياةُ الشمسِ بكسر الهمزة: ضوؤها، وقد تفتح. وقال:

سَقته إياةُ الشمسِ إلاَّ لِثاتِهِ

 

أُسِفَّ فلم تَكْدِمْ عليه بإثْمِدِ

فإن أسقطْتَ الهاء مددتَ وفتحْتَ. ويقال الأَياةُ للشمسُ كالهالة للقمر، وهي الدارَةُ حولها.

إيا

إيَّا: اسمٌ مبهم، وتتَّصل به جميع المضمرات المتصلة التي للنصب، تقول: إيَّاك وإيَّايَ وإيَّاهُ وإيَّانا. وجعلت الكاف والهاء والياء والنون بياناً عن المقصود، ليُعلم المخاطَبُ من الغائب؛ ولا موضع لها من الإعراب. وقد تكون للتحذير، تقول: إيَّاكَ والأسد، وهي بدلٌ من فعلٍ، كأنّك قلت باعِدْ. وتقول: إيَّاكَ وأنْ تفعل كذا. ولا تقل: إيَّاكَ أن تفعل، بلا واوٍ. وأيايا: زجرٌ. وقال:

إذا قال حاديهِمْ أَيايا اتَّـقَـيْتَـهُ

 

بمثل الذُرى مُطْلَنْفِئاتِ العَرائِكِ