٣٥ المكتوب الخامس والثلاثون إلى المير زامنوجهر فى التعزية والنصيحة واغتنام الشباب. أدام اللّه سبحانه وتعالى جمعية ذاك السعيد والمحتشم وطيب أوقاته وتلافى فى حقه حزن ما مضى وفات بأحسن الوجوه وأفاض عليه من إنعاماته ( أيها ) الولدان زمان عنفوان الشباب كما هو أو أن الهوى والهوس كذلك هو زمان تحصيل العلم واكتساب العمل أيضاً والعمل الذى يوجد فى هذه الأوان بمقتضى الشريعة الغراء مع وجود استيلاء الموانع الشهوانية والأغراض النفسانية له أضعاف مزية واعتبار واعتداد على العمل الذى يقع فى غير هذه الأوان فإن وجود المانع الذى هو باعث على المشقة والمحنة رفع شأنه إلى السماء وعدم المانع الذى هو مستلزم لعدم الكدو العناصر ح معاملته إلى الأرض ومن ههنا كان خواص البشر أفضل من خواص الملائكة فإن طاعة البشر مقرونة بالموانع وعبادة الملك بلا مزاحمة الموانع ألا ترى أن وقت اعتبار العساكر إنما يكون فى أوان استيلاء الأعداء الذين هم موانع الدولة ويكون لحركتهم اليسيرة فى ذلك الوقت أضعاف مزية واعتبار على حركتهم الكثيرة فى غير هذا الوقت ومعلوم أن الهوى والهوس مرضى أعداء اللّه تعالى النفس والشيطان والعلم والعمل بمقتضى الشريعة الغراء مرضى حضرة الرحمن جل سلطانه وإرضاء أعداء المولى وإسخاط المولى الذى هو مولى النعم بعيد عن الفطانة والذكاوة واللّه سبحانه الموفق . |