٣٨ المكتوب الثامن والثلاثون الى الحاج يوسف الكشميري في بيان انه لا تعلق لباطن اهل اللّه بالدنيا مقدار خردلة وان تشبثوا في الظاهر بالدنيا واسباﺑﻬا وما يناسب ذلك الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى تكون معرفة اللّه جل سلطانه حراما على شخص يكون في باطنه مقدار خردلة من محبة الدنيا او من التعلق بالدنيا او خطر في باطنه هذا المقدار من خواطر الدنيا بقي ظاهره الذي وقع بعيدًا من باطنه بمراحل وجاء من الآخرة الى الدنيا واختلط بالناس لحصول المناسبة المشروطة في الافادة والاستفادة فان تكلم من الدنيا وتشبث بالاسباب الدنيوية جاز له ذلك وساغ ولا يكون مذموما اصلا بل يكون محمودا لئلا تتعطل حقوق العباد وكيلا ينسد طريق الافادة والاستفادة فباطن هذا الشخص افضل من ظاهره وحكمه حكم بائع حنطة تشبه الشعير و الذين نظرهم مقصور على رؤية الظاهر يحسبونه كأنفسهم مثل بايعي شعير يشبه الحنطة ويعتقدون ظاهره افضل من باطنه ويتخيلون انه يرى نفسه في الظاهر عديم التعلق وانه متعلق في الباطن ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين و السلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه و على آله الصلاة و السلام. |