Geri

   

 

 

İleri

 

٣٥

المكتوب الخامس والثلاثون

الى شيخ زاده الخواجه محمد عبد اللّه سلمه اللّه تعالى في جواب استفساراته عن التوحيد وعين اليقين وما يناسب ذلك

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ بعد الحمد والصلوات وتبليغ الدعوات اﻧﻬي الى جناب مخدوم زاده ان الصحيفة الشريفة قد وصلت وحصل الفرح الوافر بمطالعتها واندرج فيها بيان شمول نسبة الحضور واستيلائها فحسن ومبارك وهذه الدولة التي تيسرت لكم في مدة ثلاثة اشهر ان تيسر هي في سلاسل أخرى في مدة عشر سنين ليعدوﻧﻬا نعمة عظيمة ويتصوروﻧﻬا امرا عظيما ينبغي اداء شكر هذه النعمة كما ينبغي وحيث اني اعرف ان فطرتكم عالية ومبرأة عن حصول شائبة العجب بتحسين مثل هذه الاحوال اظهرنا هذه النعمة لئن شكرتم لازيدنكم نص قاطع وكتبتم ان مقدمة التوحيد يعني الوجودي اخذت في الظهور فيبارك لكم هذه الدولة ايضا ينبغي قبول هذا الوارد بالادب ولكن ينبغي رعاية الآداب الشرعية في غلبة هذا الحال حق رعايتها واداء حقوق العبدية حق ادائها وان يعلم بان هذه الشعبذة على تقدير صحتها وصدقها ناشئة بواسطة استيلاء محبة المحبوب حيث ان المحب اذا ابصر شيئا وادركه لا يبصر ولا يدرك غير محبوبه واذا حصلت له لذة وذوق من احد ينسبها الى محبوبه وفي هذه الصورة مشهود المحب هو الكثرة لكن بعنوان الوحدة فلا يتحقق الفناء في هذا الموطن فان في الفناء دفع شهود الكثرة بالكلية بواسطة استيلاء شهود الواحد وانما قيل لذلك ايضا فناء بالنسبة الى عدم شهود كثرة الممكنات وحقيقة الفناء انما تتحقق اذا اختفت كثرة الاسماء والصفات والشئون والاعتبارات بتمامها ايضا عن النظر ولم يكن شئ غير احدية الذات اﻟﻤﺠردة تعالت ملحوظا ومنظورًا اصلا وحقيقة تمامية السير الى اللّه تجتلي في هذا المقام وفيه يتصور التخلص عن التعلق بالظلال بالكلية وفي هذا الوقت تقع المعاملة في اصل الاصول وتتحول من الدال الى المدلول ويحصل الترقي والعروج من العلم الى العين ومن المراسلة الى المعانقة ويتحقق الوصل العريان وكذا وكذا ثم كذا وكذا لا يمكن التكلم والانباء عن ذلك الموطن بغير الرمز والاشارة وهو ايضا مبهم ومستور (وقد) طلب مخدوم زاده منا بيان عين اليقين واراد حصوله في العلم وهذا امر مشكل ماذا اصنع وماذا اقول وكيف ابينه واكشف عنه وافهمه فيرجى من كرم مخدوم زاده ان يعذرني وان يميل من طلب العلم الى طلب الحال والسؤلان الصادران عن المخدوم انبأ كل منهما عن علو الفطرة احدهما عن بيان عين اليقين بطور خاص كما مر وثانيهما عن بيان تأويل المتشاﺑﻬات القرآنية التي علمها نصيب العلماء الراسخين وجواب السؤال الثاني ادق من جواب السؤال الاول واخفى منه وأليق بالاستتار ومناف للظهور والاظهار وعلم تأويل المتشاﺑهات كناية عن المعاملة التي هي مخصوصة بالرسل عليهم الصلوات و التسليمات ويمنح اقل قليل من الامم نبذا يسيرا من هذا العلم بالتبعية والوراثة ولا يرفع البرقع عن جمالها لهم في هذه النشأة ولكن المرجو ان يشرف ﺑﻬذه الدولة في النشأة الآخرة جم غفير من الامم ايضا بطريق التبعية والقدر الممكن كتابته انه يصح ان يشرف البعض الآخر وراء ذلك الاقل ﺑﻬذه الدولة في هذه النشأة ايضا ولكن لا يعطى له العلم بحقيقة المعاملة ولا ينكشف له التأويل وبالجملة يجوز ان يحصل تأويل المتشاﺑﻬات لذلك البعض ولكنه لا يدري ما حاصله فان المتشاﺑﻬات كناية عن المعاملات ويصح ان تكون المعاملة حاصلة ولا يحصل العلم بتلك المعاملة وشاهدت هذا المعنى في فرد من المنتسبين ا ّ لي وماذا يحصل للآخرين وسؤالكم اوقع في الرجاء من هذه المعاملة ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير و السلام .