١٩٨ المكتوب الثامن والتسعون والمائة إلى خان خانان فى بيان أن المودة بين الفقراء والأغنياء متعسرة فى هذا الزمان جدا. كانت الفتوحات المكية مفتاحا للفتوحات المدنية بحرمة النبى وآله الأمجاد عليهم الصلوات والتسليمات وصل المكتوب المرغوب المرسل باسم الفقراء فصار باعثا على زيادة المحبة بشرى لكم ثم بشرى لكم ( أيها ) المخدوم أن حصول المودة بين الفقراء والأغنياء متعسر جدا فى هذا الزمان فإن الفقراء لو اختاروا فى المحاورات سلوك طريق التواضع وحسن الخلق اللذين هما من لوازم الفقر لزعم القاصرون من سوء ظنهم بهم أنهم طامعون محتاجون فلا جرم أنهم يصيرون بزعمهم ذلك مصداق خسر الدنيا والآخرة ويحرمون بركات هؤلاء الأكابر وإن اختاروا سلوك طريق الاستغناء الذى هو أيضا من لوزام الفقر لظن الناقصون من سوء خلقهم أنهم متكبرون وسيؤا الأخلاق وما أدراهم أن الاستغناء أيضا من لوازم الفقر فإن الجمع بين الضدين قد خرج من حد الاستحالة فى هذا المحال قال أبو سعيد الخرلز عرفت اللّه تعالى بجمع الأضداد ولا ضرر فى عدم تصديق أهل النظر هذه المقدمة وعدهم إياها محالا فإن طور الولاية وراء طور نظر العقل وباقى الأحوال يعرضها مولانا الميربا لتفصيل والسلام على من ابتع الهدى . |