Geri

   

 

 

İleri

 

١٧١

المكتوب الحادى والسبعون والمائة

إلى الشيخ طاهر البدخشى فى بيان فضيلة اختيار الذل والانكسار وأداء وظائف العبودية والمحافظة على حدود الشريعة واتباع السنة السنية وخشية اللّه تعالى وما يناسبه

الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الطاهرين اعلم أن اللازم لأمثالنا الفقراء اختيار الذل والافتقار والتضرع والالتجاء إلى الحق والانكسار دائما وأداء وظائف العبودية والمحافظة على حدود الشريعة ومتابعة السنة السنية على صاحبها الصلاة والسلام والتحية وتصحيح النيات فى تحصيل الخيرات وتخليص البواطن وتسليم الظواهر ورؤية العيوب ومشاهدة استيلاء الذنوب والخوف من انتقام علام الغيوب واستغلال الحسنات وإن كانت كثيرة واستكثار السيئات وإن كانت يسيرة وكراهة الشهرة وقبول الخلق قال عليه الصلاة والسلام بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع فى دين أو دنيا إلا من عصمه اللّه واتهام النيات والأفعال وإن كانت صحيحة مثل فلق الصبح وعدم الاعتناء بالأحوال والمواجيد وأن كانت مطابقة للواقع وعدم الاعتماد عليه ولا ينبغى أيضا استحسان مجرد تأييد الدين وتقوية الملة وترويج الشريعة ودعوة الخلق إلى الحق جل وعلا فإن هذا القسم من التأييد قد يكون أحيانا من الكفار والفجار وقال عليه الصلاة والسلام أن اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وكلما يجئ مريد لطلب الطريقة وإرادة الإنابة ينبغى أن يرى فى النظر مثل النمر والأسد وأن يخاف من أن يراد به مكيدة واستدراج فإن وجد الفرح والسرور فى النفس عند قدوم المريد ينبغى أن يعتقده شركا وكفرا وإن يتداركه بالندامة والاستغفار إلى أن لا يبقى أثر من هذا السرور بل إلى أن يجيئ محل السرور والفرح الخوف والحزن وينبغى أن يجتنب غاية الاجتناب عن ظهور الطمع والتوقع فى مال المريد ومنافعه الدنياوية فإنه مانع لرشد المريد وباعث على كون الشيخ خرابا فإن المطلوب هناك كله الدين الخالص ألا للّه الدين الخالص لا مجال للشركة فى جناب الحضرة الإلهية بوجه من الوجوه واعلم أن كل ظلمة وكدورة نطرأ على القلب فإزالتها تتيسر بالتوبة والاستغفار والندامة والالتجاء إلى الحق سبحانه وتعالى بأسهل الوجوه إلا ظلمة طرأت على القلب من طريق محبة الدنيا الدنية فإنها تجعل القلب خرابا وإزالتها فى غاية التعسر بل فى نهاية التعذر صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حيث قال حب الدنيا رأس كل خطيئة نجانا اللّه سبحانه وإياكم من محبة الدنيا ومحبة أبنائها وأربابها والاختلاط بهم والمصاحبة معها فإنها سم قاتل ومرض مهلك وبلاء عظيم وداء عميم وإخونا الأرشد الشيخ حميد متردد فى تلك الحدود بأحسن الوجوه فينبغى اغتنام استماع الكلمات الجديدة الطرية منه والباقى عند التلاقى .