٩٧ المكتوب السابع والتسعون إلى الشيخ درويش فى بيان أن المقصود من العبادة هو تحصيل اليقين وما يناسبه شرف اللّه سبحانه أمثالنا المفلسين بحقيقة الإيمان بحرمة سيد المرسلين عليه وعلى آله من الصلوات أتمها ومن التسليمات أكملها . وكما أن المقصود من خلق الإنسان أداء العبادة المأمور بها ، كذلك المقصود من أداء العبادة تحصيل اليقين الذى هو حقيقة الإيمان ، ويمكن أن يكون فى قوله تعالى : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " رمزا إلى هذا المعنى ، فإن كلمة ( حتى ) كما أنها تكون للغاية تكون للعلة أيضا ، أى ( لأجل أن يأتيك ) وكان الإيمان المتقدم على أداء العبادة صورة الإيمان لا حقيقته التى عبر عنها ( باليقين ) قال اللّه عز شأنه :" يا أيها الذين آمنوا آمنوا " أى الذين آمنوا صورة آمنوا حقيقة بأداء وظائف العبادة المأمور بها . والمقصود من الفناء والبقاء اللذين الولاية عبارة عن حصول هاتين الدولتين هو هذا اليقين فحسب ، فإن أرادوا بالفناء فى اللّه والبقاء باللّه معنى آخر يوهم بالحالية والمحلية ، فهو عين الإلحاد والزندقة . ويظهر فى أثناء غلبة الحال وسكر الوقت شيئا ينبغى أن يجاوزها أخيرا وأن يستغفر منها ، قال إبراهيم بن شيبان الذى هو من مشائخ الطبقات قدس اللّه أرواحهم : ( علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية وما سوى ذلك فمغاليط وزندقة ) والحق أنه صادق فى هذا القول وقوله هذا ينبئ عن استقامته ؛ فإن الفناء فى اللّه عبارة عن الفناء فى مرضيات الحق سبحانه . وعلى هذا القياس السير إلى اللّه والسير فى اللّه ونحوها . ( وبقية المرام ) أن الشيخ ميان اللّه بخش رجل متصف بالصلاح والتقوى والفضيلة ، وقد ارتبط به جمع كثير ، فإن احتاج إلى المعونة فى مادة من المواد فالمرجو رعاية التوجه الشريف فى حالة . والسلام عليكم وعلى من اتبع الهدى . |