٩٠ المكتوب التسعون إلى الخواجة قاسم فى التحريض على التوجه إلى الحق سبحانه بالكية ، وبيان أن حصول هذه الدولة موقوف فى هذا الوقت على الإخلاص لهذه الطائفة العلية النقشبندية قدس اللّه أسراهم والتوجه إليهم جعل اللّه سبحانه الدنيا الدنية حقيرة المقدار عديمة الاعتبار فى نظر همتكم ، وجعل جمال الآخرة محلى ومزينا فى مرآة بصيرتكم بحرمة سيد البشر المطهر عن زيغ البصر عليه وعلى آله من الصلوات أفضلها ومن التسليمات أكملها . قد وصل مكتوبكم الشريف المرسل على وجه الالتفات مع الهداية المحترمة جزاكم اللّه سبحانه على كرمكم خير الجزاء . والنصيحة التى ينصح بها المحبون والمخلصون هو الترغيب فى السعى والاجتهاد فى تحصيل الإقبال بالكلية على جناب قدسه تعالى ، والإعراض عما سواه عز شأنه ( ع ) ( هذا هو الأمر والباقى من العبث )* وحصول هذه الدولة العظمى موقوف فى هذا الوقت على الإخلاص للطائفة العلية النقشبندية والتوجه إليهم . فإن الذى يحصل فى صحبتهم الواحدة لا يتيسر بالرياضات الشديدة والمجاهدات الشاقة فى مدة مديدة ، وذلك لأن فى طريق هؤلاء الأكابر اندراج النهاية فى البداية بحيث يعطى فى أول صحبتهم ما يقع فى يد المنتهيين فى نهايتهم . وطريق هؤلاء الأكابر هو طريق الأصحاب الكرام فإنه كان يحصل لهم فى أول صحبة خير البشر عليه وعلى آله الصلوات والتسليمات ما يندر حصوله لأولياء الأمة فى النهاية ، وهذا طريق اندراج النهاية فى البداية فعليكم بمحبة هؤلاء الأكابر فإنها ملاك الأمر . والسلام عليكم وعلى سائر من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام . |