Geri

   

 

 

İleri

 

١٠٦

المكتوب السادس والمائة

إلى حضرات المخاديم سلمهم اللّه سبحانه فى بيان واقعته التى رأى فيها النبى صلى اللّه عليه وسلم ونال منه البشارات العليا.

قد وصلت الصحيفة الشريفة من أولادى الكرام حمداً للّه سبحانه على ما كانوا على الصحة والعافية وأكتب المعاملة التى ظهرت اليوم جديدة ينبغى استماعها بكمال الإصغاء كنت البارحة التى هى ليلة السبت ذهبت إلى مجلس السلطان فلما رجعت منه بعد مضى مقدار ثلاث ساعات من الليل وسمعت من الحافظ ثلاثة أجزاء من القرآن ومضى من الليل أزيد من ست ساعات تيسر النوم وحيث كان بى تعب الليل نمت بعد حلقة الصبح فرأيت النبى صلى اللّه عليه وسلم قد كتب الإجازة للفقير كما هو عادة المشايخ من كتابة الإجازة للخلفاء وواحد من أصحابى المخلصين متصد لهذه المعاملة فظهر فى تلك الأثناء أن فى إمضاء الإجازة نحوا من الفتور ووجه الفتور أيضاً معلوم فى ذلك الوقت فحمل الذى هو متصد لهذه الخدمة من أصحابى تلك الإجازة إلى ملازمته صلى اللّه عليه وسلم مرة ثانية وكتب النبى صلى اللّه عليه وسلم على ظهرها إجازة أخرى أوامر الغير بكتابتها لم أقدر على تشخيص ذلك ولكنه بالنسبة إليه صلى اللّه عليه وسلم معلوم وبعد الكتابة زينها بختمه عليه وعلى آله الصلاة والسلام ومضمون تلك الإجازة هو أنه قد أعطيت إجازة الآخرة عوضاً عن إجازة الدنيا وأعطيت نصيباً من مقام الشفاعة والكاغد أيضاً طولانى وكتب فيه سطور كثيرة وأنا أسئل من المتصدى لتلك الخدمة أن أيا منهما الأولى وأيا منهما الثانية وأنا أجدنى فى ذلك الوقت فى محل واحد مع النبى صلى اللّه عليه وسلم وأعاشره كالولد مع الولد وليس حضورة وحضور أهل بيته غريباً لى وأنا أخذت ذلك اكاغد بيدى ولففته وكنت داخلا فى حرمه الشريف كالأولاد المحاريم وتأمرنى أمهات المؤمنين فى حضوره صلى اللّه عليه وسلم ببعض الخدمات بالاهتمام التام وتقول كنت منتظرة لك ينبغى أن تفعل كذا وكذا فعرضت الإفاقة فى تلك الأثناء وارتفع من الخاطر وجه ذلك الفتور وبالقدر اليسير من فتح العين زالت خصوصيات تلك الواقعة م الخاطر معاينة ولعله بقى فى خاطركم أنى قد كنت ذكرت كلاماً فى هذا الباب أكثر من ذلك من أن العجب أن هذه النسبة العليا لا تظهر على مقدارها وكان يخطر فى الخاطر أن ظهورها لعله يكون ذخيرة لأجل الآخرة ويتيسر نعم البدل فحصل من هذه الواقعة التشفى من تلك الترددات الوقت وقت قرب القيمة ووقت تراكم الظلمات فأى خيرية فيه وأى نورانية إلا أن يروجها الحضرة المهدى عليه الرضوان مؤيدا بالخلافة الظاهرية وقد أمرت اليوم شكرا للنعمة بطيخ أطعمة متنوعة لوحانيته صلى اللّه عليه وسلم وأن يعقدوا مجلس السرور ولعل رافعى الكتب أيضاً يأكلون من تلك الأطعمة ثم إنى قد كنت كتبت فى مكتوب فى بيان واقعة ظهرت أنه لم يقبل واحد من الأصحاب معكما لملازمة السلطان ثم ظهر بعد زمان أنه قد قبل هو أيضاً بمحض الكرم وظهر آثار القبول للّه سبحانه الحمد والمنة على ذلك وعلى جميع النعماء وفى هذه الأيام تظهر معارف غريبة وعلوم عجيبة وكأن ذلك الورق صار مرقوماً وظهرت المعاملة للآخر الأولاد بعيدون ومعاملة العمر قريبة وإلى ما ينجر الأمر ونصبر قائلين الخير فيما صنع اللّه ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا والسلام على من اتبع الهدى .