٨٤ المكتوب الرابع والثمانون إلى الحافظ عبد الغفور فى بيان آداب هذه الطريقة العلية. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى ينبغى لطالب هذا الطريق بعد تصحيح العقائد بموجب آراء أهل الحق شكر اللّه تعالى سعيهم وبعد تعلم الأحكام الفقهية والعمل بمقتضى العلم إن يصرف جميع أوقاته فى ذكر اللّه جل شأنه بشرط أن يكون ذلك الذكر مأخوذا من الشيخ الكامل المكمل فإنه لا يحصل الكامل من الناقص وينبغى تعمير الأوقات بالذكر على نهج لا يشتغل بعد أداء الفرائض والسنن المؤكدة بشئ غير الذكر أصلا حتى بترك تلاوة القرآن ونوافل العبادات أيضاً ويشتغل بالذكر بالوضوء وبغير الوضوء قائماً وقاعدا ولا يخلو عنه فى مجيئه وذهابه ووقت أكله ونومه ( شعر ) . ألا فاذكروا رب البرايا فإنه * جلاء القلوب والغذاء لأرواح وليشتغل بالذكر على الدوام حتى لا يبقى فى ساحة الصدر من غير المذكو راسم ولا رسم لا يخطر ما سوى المذكور فى قلبه بطريق الخطرة أيضاً فلو تكلف فى إحضار الغير لا يتيسر له ذلك بواسطة نسيان القلب غير المذكور وذلك النسيان أعنى نسيان القلب جميع ما سوى المطلوب مقدمة حصول المطلوب ومبشر بالوصول إليه وماذا أكتب من حصول المطلوب والوصول الحقيقى إلى المقصود فإن ذلك وراء الوراء ( شعر ) . كيف الوصول إلى سعاد ودونها * قلل الجبال ودونهن خيوف فإذا أتم الأخ الأعز هذا الدرس بعناية اللّه سبحانه يطلب درساً آخر واللّه سبحانه الموفق والسلام على من اتبع الهدى . |