Geri

   

 

 

İleri

 

٥٦

المكتوب السادس والخمسون

إلى جناب الخواجه محمد عبد اللّه ابن شيخ حضرة شيخنا والخواجه جمال الدين الحسين بن الخواجه حسان الدين أحمد فى التأسف على فوت الصحبة الماضية والإيماء إلى أسرار جديدة وما يناسب ذلك.

ليكن قرة العينين ومسرة الأذنين الخواجه محمد عبد اللّه والخواجه جمال الدين الحسين متحليين بجمعية صورية ومعنوية والعجب إنهما قد اختارا تغافلا لا تغافل مثله وعدم الرأفة والمرحمة حيث لم يصلا إلى سرهند مع وجود قرب الجوار ولم يسئلا عن حال هذا الغريب ولم يؤديا حقوق المودة وماذا أقول الخواجه محمد أفضل فإنه يعد نفسه أبعد عنهما فى المودة بمراحل بل هو خائف من مودتنا وما أقول للمير منصور فإنه يتمنى الصحبة دائماً ولكن لا يخرج تمنيه من القوة إلى الفعل ومن قول الفقهاء العظام الراضى بالضرر لا يستحق النظر العسكر وإن كان بحر الظلمات ولكنه متضمن لماء الحياة وهنا بعناية اللّه سبحانه يحصل من الجواهر ولو على سبيل الندرة ما لو حصل فى مواضع أخرى شبحه لكان مغتنما وكل مبارز اكتسب قدرا وقيمة إنما يتيسر له ذلك حين استيلاء الأعداء والسلامة وإن كانت فى الزاوية ولكن دولة الغزو والشهادة فى المعركة والزاوية إنما هى مناسبة لأهل الستر وأرباب الضعف وقد ورد فى الحديث المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف وحال الرجال الأقوياء المبارزة فى المعركة الكبرى قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ولما كنت متوجها إلى العسكر بعد مضى مدة الرخصة والأذن تركت ولدى محمد سعيد فى البيت بالضرورة ولما تفكرت فى الفيوض والبركات والعلوم والمعارف الحاصلة بعد مفارقته ندمت على مفارقته وكلبته مغتنما للفرصة فجاء الصغار والكبار كلهم رجاء أن ينالوا من هذه البركات والعجب كأنى من طائفة الملامتى وفى زمرة القلندرية مع أنى ممتاز من الفريقين ومغاير لهما ولى معاملة على حدة اسمعوا شمة من العلوم الجديدة وهذا عنوان مكتوب قال اللّه تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا بل يا رب قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا لا عينا ولا أثرا ولا شهودا ولا جوداً إلى آخره وأنتم قد رأيتم فى بعض المكاتيب أنى جعلت القول بالزوال الوجودى من قبيل الإحاد والزندقة وههنا كتبت بهذه العبارة وعالجت ذلك بكرم اللّه سبحانه وتعالى (ع)

 وقس من حال بستانى ربيعى *

وهذه الدول كلها من بركات هذه الواقعات لولاها لما وجدت تلك ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير ولما كان مولانا محمد مراد متوجهاً إلى تلك الحدود كتبنا كلمتين العاقبة بالخير .