Geri

   

 

 

İleri

 

٤٦

المكتوب السادس والأربعون

إلى حضرة المخدوم زاده محمد سعيد مد ظله العالى فى بيان العروج والنزول نقل بالمعنى.

نحمده ونستعينه ونصلى على سيدنا ومولانا وشفيع ذنوبنا محمد وآله وأصحابه اعلموا أن اللّه سبحانه أظهر لى أن فى الكائنات نقطة هى مركز العالم الظلى وتلك النقطة إجمال جميع العالم والعالم بتمامه تفصيل لذلك الإجمال وتلك النقطة كالشمس فى السماء بها يتنور ما فى الآفاق فكل من يصل إليه الفيض منه سبحانه يكون بتوسل تلك النقطة وتلك النقطة محاذية لنقطة غيب الهوية وتلك النقطة كائنة فى مرتبة النزول فما لم يكن النزول فى هذه المرتبة من الهبوط والأسفلية لا يكون العروج إلى تلك المرتبة المسماة بغيب الهوية وهذا النزول فى الدعوة والتكميل وفى ذلك النزول الذى يكون فى مرتبة تلك النقطة يتخيل كان الوجه إلى العالم والظهر إليه سبحانه وظهر أن هذا التوجه إلى العالم والانقطاع عنه سبحانه إنما هو إلى الموت فإذا جاء وقت الوصال انعكس الحال ففى هذه النشأة الفراق والشوق من الجانبين والملاقاة إنما تكون بعد الموت وظهر معنى الحديث القدسى ألا طال شوق الأبرار إلى لقائى وأنا إليهم لأشد شوقاً واعلم أنه مع تحقق النزول فى هذه المرتبة ليس بين السالك وبين اللّه سبحانه حجاب بل الحجب كلها مفقودة ولكن التوجه إلى اللّه سبحانه مفقود بل التوجه تمة بتمامه إلى الخلق فهذا مقام الدعوة وقد يقع النزول من تلك النقطة التى هى مركز دائرة العالم الظلى إلى النقطة التى هى مركز دائرة العدم وهو مقام الكفر باللّه تعالى والإنكار له سبحانه وللأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولآياته تعالى ويقع العروج عن تلك النقطة التى ذكرناها ظلمانية فالنزول فى ذلك المقام لتنويره وأشراقه أمر عظيم القدر ومقابلها نقطة الإسلام وهى النقطة التى يقع العروج إليها بعد هذا النزول الظلمانى ومصباح تلك النقطة الظلمانية كلمة لا إله إلا اللّه والسلام .