٣٦ المكتوب السادس والثلاثون إلى جناب المير محمد نعمان فى رفع شبهات منكرى عذاب القبر. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى اعلم أن الجماعة ترددا فى عذاب القبر الذى ثبت بأحاديث مشهورة صحيحة بل بآيات قرآنية بل يكادون ينكرونه ويحزمون باستحالته ومقتداهم فى هذا الاشتباه إحساس أحوال الموتى الغير المدفونة من الاستدامة على نهج واحد التى هى منافية للتعذيب والإيلام الذى من لوازمه التذبذب والاضطراب والجواب فى حل هذا الإشكال هو أن حياة عالم البرزخ الذى هو موطن القبر ليست من قبيل الحياة الدنيوية التى الحركة الإرادية والإحساس كلاهما من لوازمها فإن انتظام هذه النشأة مربوط بهذين الأمرين وفى حياة البرزخ لا حاجة إلى حركة أصلا بل هى منافية لتلك النشأة البرزخية والإحساس فقط كاف هناك لوجدان ألم العذاب فحياة البرزخ كأنها نصف الحياة الدنيوية وتعلق الروح هناك بالبدن نصف التعلق به فى النشأة الدنيوية فالأموات الغير المدفونة يحسون ألم العذاب بحياة برزخية ولا يوجد منهم شئ من الحركة والاضطراب بتلك الحياة أصلا وما أخبر عنه المخبر الصادق عليه وعلى آله أتم الصلوات وأكمل التسليمات يكون صادقا ( أو نقول ) حسما لمادة هذا الأشكال وأمثاله أن طور النبوة وراء طور العقل والفكر والأمور التى العقل قاصر فى إدراكها نثبت بطور النبوة فإن كان العقل كافياً فلأى شئ يكون بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولأى شئ يكون العذاب الأخروى مربوطا ببعثتهم قال اللّه تبارك وتعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا العقل وإن كان حجة ولكنه ليس بحجة بالغة كاملة والحجة البالغة إنما تحققت ببعثة الأنبياء عليهم السلام وبها انقطعت السنة أعذار المكلفين قال اللّه تبارك وتعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على اللّه حجة بعد الرسل وكان اللّه عزيزا حكيما فإذا ثبت للعقل قصور فى إدراك بعض الأمور فوزن جميع الأحكام الشرعية بميزان العقل لا يكون مستحسنا والتزام تطبيقها على العقل حكم فى الحقيقة باستقلال العقل وإنكار بطور النبوة أعاذنا اللّه سبحانه من ذلك ينبغى أولا فكر الإيمان برسول اللّه وتصديق رسالته صلى اللّه عليه وسلم حتى يصدق فى جميع الأحكام وبوساطته يتيسر الخلاص من ظلمات الشكوك والشبهات ينبغى أن يتعقل الأصل حتى يتعقل الفرع بعد ذلك ويعلم من غير تكلف وتعقل كل فرع بلا إثبات أصل متعسر جداً وأقرب طرق الوصول إلى ذلك ويعلم من غير تكلف وتعقل كل فرع بلا إثبات أصل متعسر جداً وأقرب طرق الوصول إلى ذلك التصديق وحصول اطمئنان القلب ذكر اللّه جل سلطانه قال اللّه تبارك وتعالى ألا بذكر اللّه تطمئن القلوب الذين * آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب والوصول إلى هذا المطلب العالى من طريق النظر والاستدلال بعيد جداً ( شعر ) . أقدام أهل نظر من خزف * وما الذى تمكينه يا لهفى ( ينبغى ) أن يعلم أن مقلدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بعد إثبات نبوتهم وبعد تصديق رسالتهم من المستدلين وتقليدهم إياهم وتصديق كلامهم ح عين الاستدلال مثلا إذا أثبت شخص أصلا من الأصول باستدلال فجميع الفروع التى تنشأ وتتشعب من هذا الأصل تكون مستندة إلى الاستدلال وباستدلال الأصل يكون مستدلا فى جميع فروعه الحمد للّه الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا اللّه لقد جاءت رسل ربنا بالحق والسلام على من اتبع الهدى. |